تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

لعبة العصرية والكلاسيكية الراقية في منزل الأناقة

هذا المنزل إسم على مسمّى. أطلق عليه المهندس فيك فانليان تسمية منزل الأناقة، وهي العبارة التي تنطبق بالفعل على هذا المسكن الذي اجتمعت فيه عناصر الرفاهية. واستوحى فانليان التصميم من ذوق المالكين وطبيعة حياتهم، وكان لهم تأثير كبير في إضفاء نفحة من العراقة والابتكار في آن معاً. لعبة العصرية والكلاسيكية الراقية جميلة في هذه الشقة، خيوطها واضحة ودقيقة وعناصرها متعدّدة، الرابط بينها عنوان واحد: الرفاهية الأنيقة.  

جرأة الألوان لم تخرج عن الجو العام للشقة بل ظهرت بقالب راقٍ وهادئ ومتّزن

لعبة الألوان هنا لها الحصة الكبيرة في إنجاح التصاميم من خلال مقعد وثير من الجلد غاية في الأناقة باللون الأبيض ومقعدين بجلسة واحدة اتسما باللون الزهري الداكن

فمن وحي ذوق المالكين وطريقة عيشهم، ولدت الفكرة لدى المهندس برسم هذه الخيوط الواضحة والنقية، والتي طوّرها بابتكارات فريدة واستخدم اللون الأبيض الناصع الذي طغى على الأثاث، وتحديداً على الجدران في الصالونات التي ارتدت حلّة من الخشب الأبيض المنسق الخيوط. وقمّة الذوق تجلّت في إدخال ألوان زاهية على الأبيض، ولكن مع المحافظة على الجوّ الراقي المنشود.

لعبة الألوان هنا لها الحصة الكبيرة في إنجاح التصاميم. فهي أدخلت الحياة ولكن بطريقة خفية، فبدا الإطار العريض والعنوان الكبير هو الأبيض، ومنه تتفرع العناوين الفرعية والتفاصيل، بألوان مختلفة. الصالون الأول اتسم بالنفحة الراقية من خلال مقعد وثير من الجلد غاية في الأناقة، يستدعي الزائر إليه من بعيد بطابعه العصري والنفحة الرومانسية التي يوحيها. تصميمه جديد بحيث انسدل الجلد الأبيض بانسياب من الجانبين، وبدا ظهره متقن التبطين بدقة. وإلى جانب الأبيض،
مقعدان بجلسة واحدة اتسما باللون الزهري الداكن، إطارهما من الخشب الأبيض. أما طاولة الوسط، فبفضل تصميمها من المرايا على شكل مثلثات، خلعت بريقاً ورونقاً على الصالون إلى جانب الأبيض الساطع.

الصالون الثاني حافظ على الجوّ الراقي نفسه، علماً أنّه عبارة عن مقعد كبير ووثير متصل الأجزاء باللون التوركواز، عليه أرائك من الرمادي والفوشيا والأزرق الزاهي. مزيج الألوان الفرِحة لم يخرج عن الجوّ العام الطاغي على الشقة، وهنا مهارة المهندس فانليان الذي استطاع أن يدخل جرأة الألوان، ولكن بقالب راقٍ وهادئ ومتّزن. الطاولة هنا مبتكرة، قاعدتها كناية عن مجموعة قساطل متراصفة ومهيّأة لتكون قاعدة صلبة يستريح عليها لوح من الزجاج حمل أواني من الزجاج الفاخر.

فصلت بين الصالونين مربعات ومستطيلات طغى عليها اللون الأزرق الداكن والزاهي لجهة يمين الجلسة ويسارها، وقد أدخل حياة وجمالية على قاعات الاستقبال.

وبالوصول الى غرفة الطعام، فلا بدّ من أن تكون هادئة وراقية، تماشياً مع الجوّ العام. عناصرها من الكروم والزجاج أعطتها نضارة إلى جانب تصميمها المنسّق والدقيق التفاصيل، إطار مقاعدها كما ركائز الطاولة من الكروم امتزج معه القماش الرمادي الذي زاد المكان فخامة.
وجه الطاولة الزجاج شعّ نضارة من خلال الثريا الرمادية اللافتة التصميم، ذات الإنارة الكثيفة، وقد اتسمت بكبر حجمها لتغطي أكبر جزءٍ من الطاولة. أما الدروسوار ففاخر، وفريد التصميم، طغى عليه الكروم المنقوش بفنٍ وإتقان وعصرية.

أحد الجدران مشغول بفنّ من النقوش الذهبية التي أكسبت الجوّ نفحة ملكية راقية وعكست جماليته على كلّ أرجاء الاستقبال، بما أنّه يشرف عليها كلّها.
واللافت في كلّ التصاميم التي نفذها المهندس فانليان أنّ الخيوط والأشكال الهندسية التي تكرّرت في معظم الرسوم، من الطاولات إلى الجدران، جعلت للمنزل هوية معيّنة وبات أكثر تماسكاً وانسجاماً، حتى لو اختلفت المواد المستعملة في التصاميم.

الجفصين في بعض الجلسات أُدخلت عليه نقوش وزخرفات ناعمة على الجوانب، وتحديداً في الصالون الرئيسي، وهو ما أضفى رونقاً وجمالاً فاخراً، تماشياً مع طراز هذا الصالون.
 أما في بقية الأرجاء فهو بسيط التصميم بخيوط واضحة وناعمة. الستائر البيض الشفافة انسدلت على الواجهات لتعطي نفحة من الرومانسية والهدوء وتتيح إظهار جمالية الأثاث من دون إثقال المكان بالأثاث والأكسسوارات.  

وقبل الانتقال إلى جناح غرف النوم، يستوقفنا حمام الضيوف الناصع البياض، ذات المغسلة المذهّبة حيث تنساب المياه بقسطل مذهّب أيضاً من السقف.  

غرف النوم مبتكرة، مصمّمة كما الهدف المنشود لها دوماً، الراحة والعملية. إحدى الغرف، الماستر، ظهر السرير فيها عبارة عن مربّعات من الجلد مزيج من الالوان، الأزرق الرمادي والأبيض والكحلي، موزعة بطريقة منسّقة داخل إطار من الخشب الأبيض اللمّاع لإتمام لوحة زيّنت الغرفة بابتكار وبساطة معاً. أما إطار السرير فباللون الأزرق، وغطاؤه من القماش الأبيض، وقد أُدخل اللونان الأزرق والكحلي في إطار الأريكتين. الشيفونيير والخزائن كما الجدران، من الخشب الأبيض أُدخلت إليها المرايا. باب من الزجاج مقسّم إلى أجزاء ثلاثة يفصل هذه الغرفة عن حمّامها الخاص، جدرانه من الرخام الرمادي المموّج بلون داكن، وبقية الأكسسوارات باللون الأبيض الناصع الذي امتزج مع الكروم.

الغرفة الثانية ظهر سريرها من الجلد أيضاً المقسّم إلى مربّعات باللون الهافان وسط الأكسسوار والجدران والخزائن البيض.

 المطبخ اتّسم باللون الأسود الذي ازدان بالكروم وتحوّل إلى جلسة عائلية بفضل الحائط المرسوم بألون نارية وعكس أسلوباً وجواً مميّزاً عليه، ولنختتم بذلك الجولة في هذا المنزل مع بصمة من الفرادة للمهندس فانليان.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078