بمشاركة 29 صالة من 40 دولة: «آرت دبي», «التظاهرة» الفنية الكبرى في العالم العربي
يعدّ معرض «آرت دبي» الذي أُقيم أخيراً في «مدينة جميرا» في دبي الأكثر عالمية بين معارض الفنون العربية، إذ شهدت دورته التاسعة هذا العام مشاركة 92 صالة عرض فنية من 40 دولة. وعلى مدار خمسة أيام، تمكّن زوار المعرض من الاستمتاع بباقة من البرامج المختلفة التي تضمنت أعمالاً موضعية مكلفة لـ «مشاريع آرت دبي»، ومعرضاً للفائزين بـ «جائزة مجموعة أبراج للفنون»، وعشرات الحوارات ضمن «منتدى الفن العالمي»، وبرنامجاً إذاعياً ضمن محطة راديو «آرت دبي» الحيّة، وعروضاً للفيديو الأفلام، و«برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار» المخصص للأطفال والمراهقين، إضافة الى جدول من عروض الأداء التفاعلية، والجولات التعريفية بصحبة قيّمين فنيّين، وحفلات توقيع الكتب والحوارات والفعاليات الأخرى المرافقة.
«عروض الأداء»
شهدت نسخة هذا العام من «آرت دبي» تركيزاً متزايداً على فنون الأداء والتي أُقيمت في أمكنة مختلفة على امتداد مساحة المعرض. وتابع الجمهور عرضاً متواصلاً وعملاً زمانياً للفنانتين جمانة إميل عبود وريم القاضي المشاركتين في «مشاريع آرت دبي»، حيث تفاعل العمل مع البيئة المحيطة وقُدّم بشكل متقطّع على مدار اليوم. ومن جهة أخرى، قدّمت مجموعة «أومشانكار والأركيولوجست» قطعة في فن الأداء، ويعنى هذا المشروع بالنظر إلى الكيفيّة التي يمكن الصوت من خلالها أن يؤثر في المواقع الأثرية والمعاصرة عبر محاولة تقديم أركيولوجيا الإنصات كبديل يتحدى القراءة البصرية المهيمنة للتاريخ.
«منتدى الفن العالمي»
اتخذ «منتدى الفن العالمي» هذا العام من التكنولوجيا ووقعها على عالم الفن والثقافة ثيمة له. وأُقيمت جلسات المنتدى في «ميناء السلام» في «مدينة جميرا»، وتضمن نقاشاً مع لورين غافو من «معهد غوغل الثقافي»، بالإضافة الى العرض التقديمي من مبادرة «89 بلس». وتعتبر هذه الجلسة انطلاقة لشراكة على مدى عامين مع «89 بلس»، والأخيرة عبارة عن مشروع متعدد المنصّات ذي طابع طويل أسسه كل من سايمون كاستيتس وهانس أولريخ أوبريست، ويعنى بتفحّص جيل المخترعين المولودين عام 1989 أو في الأعوام التي تلته. أعقب ذلك العرض التقديمي وحفل استقبال استضاف داعم المشروع: «حيّ دبي للتصميم» (d3).
«برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار»
للمرة الثالثة، عاد إلى «آرت دبي» البرنامج الذي يبنى على مشاريع الفنانين المخصصة للأطفال، وأُقيم بالشراكة مع «المكتب الثقافي». وتضمن البرنامج جولات تعريفية يومية في أرجاء المعرض. وفي هذا العام، استضاف البرنامج الفنان الكولومبي المكلّف نيكولاس باريس عبر ورش عمل ضمن «برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار» بعنوان «النسيان»، والتي تخاطب الفئة العمرية (5 – 17 سنة) وتشجعهم على إطلاق العنان لمخيلاتهم عبر فن الأداء والرسم والشعر والفن المفاهيمي.
«أسرار آر سي إيه في دبي»
خارج لندن، وللمرة الأولى أقامت كلية الفنون الملكية «آر سي إيه» معرضها المعروف للبطاقات البريدية في دبي. وأشرف على «أسرار آر سي إيه في دبي» باول سميث، حيث قدم المعرض 1000 بطاقة بريدية لأعمال فنية أبدعها بعض أشهر الفنانين والمصممين العالميين، إلى جانب فنانين صاعدين من طلاب وخريجي الكلية الملكية للفنون «آر سي إيه». ويُمثّل مشهد الفنون المزدهر في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط من خلال مساهمات مصممين وفنانين من الإمارات والمنطقة، وتم عرض البطاقات (التي لا تحمل توقيع مبدعها)، إذ فقط بعد شراء الزائر البطاقة، يمكنه التعرف إلى هوية الفنان الذي أنجزها.
25 ألف زائر و500 فنان وأعمال بـ 46 مليون دولار
❖ استضافت النسخة التاسعة أكثر من ٢٥٠٠٠ زائر، واستعرضت أعمال أكثر من ٥٠٠ فنان على مدى أربعة أيام.
❖ استقبل المعرض ٤٠ فناناً من أنحاء أميركا اللاتينية شاركوا فيه للمرة الأولى.
❖ أبلغت المعارض الفنية عن مبيعات عالية في جميع قطاعات المعرض.
❖ استضاف برنامج «منتدى الفن العالمي» الرائد ذو الشعبية الواسعة أكثر من ٥٠ متحدثاً من مختلف المجالات التكنولوجية والفنية، وأزاح الستار عن أول ظهور للحركة الشبابية «٨٩ بلَس» في المنطقة.
❖ توسّع برنامج «آرت دبي» التعليمي ليشمل الزيارات المدرسية من خلال «برنامج الشيخة منال للرسامين الصغار»، وتخريج ١٥ مشاركاً في برنامج النواة لـ «كامبَس آرت دبي»، بالإضافة إلى تدعيم «زملاء المنتدى» كبرنامج فريد للكتّاب في المنطقة.
❖ شهد المعرض أيضاً تقليد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دولة الإمارات «وسام الفنون والآداب» الفرنسي، وقدم «جاك لانج»، رئيس معهد العالم العربي في باريس وساماً إليه خلال فعاليات المعرض.
❖ رحّب «آرت دبي» بـ٩٢ معرضاً فنياً مشاركاً من ٤٠ دولة، وقدّم أعمال أكثر من ٥٠٠ فنان بقيمة إجمالية تتجاوز ٤٦ مليون دولار.
❖ عرضت الفائزة بـ «جائزة مجموعة أبراج للفنون» السابعة، إيطو برّادة، عملها المكلَّف خصيصاً جنباً إلى جنب أعمال فناني القائمة القصيرة: منيرة الصُلح، ستاره شهبزي، وسرناث بانرجي في المعرض الخاص «ما قبل التاريخ»، بإشراف فنّي من القيّم الضيف عمر خليف.
❖ تمحورت ثيمة «منتدى الفن العالمي» حول التكنولوجيا وتأثيرها في عالم الفن والثقافة، وقد اجتذب المنتدى حضوراً كثيفاً خلال جلساته في الكويت ودبي، ورسّخ دوره محوراً ثقافياً رئيسياً للحوار والاكتشاف في المنطقة من خلال استضافة أكثر من خمسين متحدثاً لبقاً من المنطقة والعالم.
❖ تفاعل الزوّار مع الأعمال والأداءات الجديدة الخاصة بالموقع والتي قام بها أحد عشر فناناً ومجموعة فنية كجزء من برنامج «مشاريع آرت دبي» الديناميكي. وللمرة الأولى، تضمّن برنامج المعرض غير الربحي إنشاء أعمال رئيسية خارج موقع المعرض في الـ «سركال آفينيو» ومواقع أخرى مثل شارع الخيل وجبال عُمان.
❖ أُقيمت مراسم تخريج دفعة برنامج النواة للعام 2014-2015 لـ «كامبَس آرت دبي» في المعرض، وهي مدرسة فنيّة للفنانين والكتّاب والقيّمين الفنيين المقيمين في دولة الإمارات بالشراكة مع هيئة دبي للثقافة والفنون، وتشكل جزءاً من دعم الهيئة للمبادرات التعليمية والمجتمعية، بالإضافة إلى دعم من حي دبي للتصميم (دي ٣). وأشرفت هذه الدفعة على «آرت دبي راديو» لهذا العام من خلال برنامج أسبوعي غني بالمقابلات، المشاريع الصوتية، والموسيقى وغيرها. ويُذاع هذا البرنامج الآن عالمياً من خلال نشرات الـ «بودكاست».
❖ شهد معرض «آرت دبي» أيضاً إطلاق «فضاءات»، وهو معرض خاص مقدّم من هيئة دبي للثقافة والفنون، ويستكشف الفضاءات التي تم إنشاؤها ما بين تقاطعات الثقافة والتاريخ والإبداع. وتمهيداً لـ «متاحف المترو» المقبلة، تضمّن هذا المعرض المبتكر والفريد من نوعه موضوعات عدة منها: المخطوطات والمسكوكات الإسلامية، التراث البحري، الآداب، وفن التصوير الفوتوغرافي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024