خالد الصاوي: خالد صالح استفزّني وكريم عبد العزيز جَدَع
داخل مكتبه، وفي غرفة مليئة بالكتب والجوائز وشهادات التكريم التقيناه. ولأنه فنان من نوع مختلف، فهو شاعر ومخرج وكاتب وملحن وثوري، كان الحوار أيضاً مختلفاً، فأنت مع خالد الصاوي لا تستطيع أن تكتفي بالحديث عن الفن، وإنما لا بد أن يأخذك الحديث معه إلى السياسة والأدب والقراءة، بالإضافة إلى شؤون حياته الخاصة.
- هل قرأت هذا الكم الكبير من الكتب الموجود في مكتبتك؟
بالتأكيد، ولديَّ في مكتبي أكثر من مكتبة، الأولى تضم تاريخ مصر، والثانية فيها الكتب الدينية وتفسيرات فقهية والكثير من هذه الأمور، والثالثة فيها الشعر والأدب.
إضافة إلى حرصي على قراءة غالبية الكتب التي تطرح بالمكتبات بشكل جيد ومنتظم، لأن القراءة هي السلاح الوحيد المتبقي لنا من أجل تنورينا في كل ما يخص حياتنا.
- لديك «سيوف» حقيقية في مكتبتك، فمن أهداك إياها؟
زوجتي، لأنني من عشاق السيوف.
- هل اختلفت حياتك كثيراً عقب الزواج؟
بالطبع، فأنا الآن استمتع بالكثير من الاستقرار، وإن كنت بطبعي منظماً وأعشق الترتيب في كل شيء، وهذا من أكثر الأشياء التي ساعدتني في الحياة عقب الزواج، إضافة إلى محاولتي الدائمة لتقسيم أوقاتي ما بين عملي وانشغالي في التصوير وبين وجودي في المنزل. والحمد لله رزقني الله سبحانه وتعالى زوجة متفهمة لطبيعة عملي جيداً، وهذا يساعدني في التركيز على أي عمل أقوم به.
- ممثل ومخرج وكاتب وشاعر وملحن وثوري كلها مميزات خالد الصاوي ألا تؤمن بالتخصص؟
بالتأكيد أؤمن بالتخصص، لكن كل ما تحدثت عنه هي مواهب لديّ فلماذا لا أستغلّها؟ مثلاً لاعب الكرة الذي يكون «جوكر» يمكن استغلاله في كل مباراة في مركز مختلف عن الآخر، هكذا أرى نفسي في الفن، كما أسعى دائماً إلى تطوير نفسي في الأشياء التي أحبها، وبفضل الله جميعها تلاقي استحسان الجمهور، لأنني أميل إلى تقديم فن هادف يعيش لسنوات طويلة ولأجيال قادمة.
- إلى أين وصلت في تصوير فيلم «الفيل الأزرق»؟
انتهيت من تصوير أكثر من 75 في المئة من دوري، وتبقى لي مشاهد قليلة. وسيكون أغلب الأيام المقبلة تصويراً داخلياً عدا بضعة أيام سيتم التصوير فيها في بعض شوارع القاهرة.
- وما هو دورك؟
أجسد شخصية «شريف»، وهي شخصية لها أبعاد كثيرة وتحمل جانباً تشويقياً في الفيلم. وسيكون هناك لغز سيتضح في نهاية الفيلم.
- متى سيُعرض؟
مبدئياً خلال موسم عيد الأضحى المبارك، لكن سيتضح موعد عرضه عقب انتهاء التصوير.
- كيف ترى التعاون الثالث لك مع كريم عبد العزيز في هذا الفيلم؟
كريم فنان جدع و«ابن ناس»، وأنا سعيد بالتعاون معه مجدداً، خاصة في ظل النجاحات التي حققتها الأعمال السابقة مثل «الباشا تلميذ» و«أبو علي».
ومنذ عملنا في «الفيل الأزرق» أصبحنا صديقين لأنني اكتشفت فيه أشياء كثيرة لم أكن على دراية بها.
- ما الاختلاف بين كريم عبد العزيز في «الباشا تلميذ» وفي «الفيل الأزرق»؟
لم يتغير فيه شيء، وهذا من الأسباب التي وطّدت الصداقة بيننا الآن، فتعامله معي لم يتغيّر، خاصة أن دوري في «الباشا تلميذ» كان صغيراً، لكني فوجئت به بعد ذلك يرشحني لفيلم «أبو علي».
وفي هذه السنوات لم نكن صديقين، إلا أن صفاته تجعل كل من يعرفه جيداً يحرص على أن يكسبه كصديق.
- فيلم «الفيل الأزرق» مأخوذ عن رواية، فهل تعتقد أن تحويل الروايات إلى أفلام هو ما نحتاجه الآن؟
هذا هو الأساس، وأتمنى أن نعيد الاعتبار إلى الروايات وتحويلها إلى مسلسلات وأفلام، سواء حديثة أو من أيام نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغيرهما من الكتاب الكبار.
وأتمنى أن نتوقف عن السيناريو المباشر لمدة عام أو اثنين، ويكون الاتجاه إلى الرواية، لأن الروائي يكتب عالماً ويعيش بخياله فيه، وهذا العالم يكون فيه الكثير من الشخصيات والأحداث، وهذا هو جمال الأدب.
- عرض لك أخيراً فيلم «الحرامي والعبيط»، هل أنت راضٍ عن توقيت العرض؟
بالتأكيد راضٍ، وهذه الأمور أتركها بمجملها للمنتج أحمد السبكي، فهو من أكثر المنتجين شجاعةً. مثلا هناك منتجون يترددون في توقيت العرض وتكون قلقاً من التعاون معهم، لكن هذا لم يحدث إطلاقاً مع السبكي، لأنه يفهم السوق ويعرف خباياه.
- هل أصبحت هناك كيمياء بينك وبين مؤلف الفيلم أحمد عبد الله؟
هو بالنسبة إليّ صديق عمر، وصداقتنا ممتدة منذ سنوات، وقدّمنا أعمالاً في المسرح من قبل، وأيضاً قدّمنا فيلمي «كباريه» والفرح». فهو كاتب مبدع ذو تركيبة مختلفة، وفاجأني كثيراً في «الحرامي والعبيط» بسيناريو بسيط جمع ما بين التمثيل الحقيقي والكوميديا.
- كيف كانت جلسات العمل بينك وبين خالد صالح الذي شاركك البطولة قبل بدء تصوير الفيلم؟
خالد صديق المشوار من بدايته، وكان لنا تعاون من قبل في المسرح، ولا يوجد أي حساسيات بيننا. وعندما جاءني السيناريو كنت متخوفاً من الفيلم، لكن بعد جلسات العمل بيني وبين خالد صالح، في حضور المخرج محمد مصطفى والمؤلف أحمد عبد الله والمنتج أحمد السبكي، تبدّد القلق وتحمّسنا لنقدم تجربة فنية حقيقية، لا سيما أننا كنا منذ فترة نبحث عن التعاون بيننا، إلى أن جمعنا الفيلم.
- هل حزنت لعدم عرض مسلسل «على كف عفريت» خلال شهر رمضان الماضي؟
مع الوقت والخبرة تعلمت ألا أحزن أكثر من اللازم، لأن الحزن يكون على الأشياء التي لن تعوّض مثل الصحة أو العمر. وسوف يعرض العمل على قناة «النهار»، فأنا أؤمن بقول الله تعالى «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم». وكنت أتمنى عرض المسلسل في كانون الثاني (يناير)، في ظل رغبتي في فتح سوق جديد للدراما بعيداً عن رمضان.
- التعاون المستمر مع كندة علوش من ترشيحك أم أن طبيعة الدور تفرض مشاركتها؟
بعد نجاحها في مسلسل «أهل كايرو» كانت مكسباً جيداً للفن بصفة عامة، وأهم ما يميزها اهتمامها بالسيناريو، لأنها في الأساس قارئة جيدة، وهذا ما يعطيها عمقاً كبيراً في أي عمل. وحدثت بيننا كيمياء في الشغل وأيضا كصديقين، وهذا يظهر واضحاً في العمل.
- هل كانت لك لمسات خاصة على السيناريو ليقترب من ثورة «25 يناير»؟
لا، لأن اسمي على التتر بطل العمل وليس كاتب السيناريو، فلا أملك حق التعديل والكتابة وتركيزي ينصّب على عملي فقط. قبل بداية التصوير عقدنا جلسات عمل بشكل مكثف ولفترات طويلة، وضعنا فيها كل الخطوط العريضة للمسلسل.
لكن في فيلم «السفاح» مثلاً كنت مشاركاً في الكتابة، ويحيى فكري مؤلف المسلسل صديقي منذ 23 عاماً، ويجمعنا تيار الاشتراكية الثورية، وككاتب لديه ما يكتبه بمفرده، إضافة إلى كتابتنا معاً سيناريوهين في السينما، وهما «مرض القتل» الذي بيع للمنتج حسين القلا، لكن لظروف البلاد تم تأجيله، والسيناريو الآخر يحمل اسمين وهما «اعمل اللي نفسك فيه» أو «حلاوة روح»، وحتى الآن لم نختر الاسم النهائي له، لكني متحمس له بشدة. ويحيى واعد جداً في الكتابة.
- ما رسالة «على كف عفريت»؟
لا أحب الحديث عن رسالة المسلسل حتى لا يركز المشاهد عليها فقط، لأن هناك أكثر من رسالة، وكل مشاهد يراها بطريقته الخاصة، خاصة أن العمل لم يعرض على نطاق واسع، وما زلنا في انتظار عرضه على قناة «النهار» في رمضان المقبل.
- ستواصل تقديم أعمال درامية أم يتوقّف الأمر على ما يُعرض عليك؟
سأظل أحاول ذلك، وأبحث عن تقديم ما يناسبني من أعمال تعرض عليَّ، لاسيما أن تقديمي لمسلسل يعرض في كانون الثاني (يناير) يكون عكس العرض في السباق الرمضاني، حتى على مستوى الأجر، وهي تضحية من أجل خلق مواسم جديدة، ولا أقول هذا للمتاجرة لكني جاد في البحث عن كل ما هو جديد، حتى لو كنت سأضحي من أجل ذلك.
- هل كانت هناك خلافات بينك وبين الشركة المنتجة؟
لم أتحدث مطلقاً عن أي خلافات، لأنه مهما كان يجب أن تظل التفاصيل بيننا، ولو تحدثوا هم عنها فهذه رغبتهم. الحمد لله المعروف عني التزامي بالكلمة التي أتفق عليها، فمثلاً إذا طلب مني أحد المنتجين العمل معه وحدثني عبر الهاتف واتفقنا على مبلغ محدد، وبعد ذلك طلب مني منتج آخر العمل معه بأضعاف المبلغ لا أوافق لارتباطي بكلمة من قبل.
وهذا الحمد لله أفضل شيء في الحياة، أن تكون صاحب كلمة تلتزم بها، أفضل بكثير من أن تكون مذبذباً وبأكثر من رأي.
- متى تعود إلىالمسرح؟
إذا عرض عليَّ مسرح مناسب لي بالتأكيد سأوافق، فنحن في حاجة إلى المسرح الآن، وأتمنى أن تحدث له انتعاشة جديدة.
ونحن قادرون على تقديم المسرح وأن يكون في أحضان الشباب الثوري، لأن الفكر تغيّر، وهناك الكثير من الشباب يحلمون بالفرصة، وعندما تأتيهم لن يتركوها بسهولة.
- قدمت سيرة الرئيس جمال عبد الناصر، وسيرة الشاعر أحمد فؤاد نجم في «الفاجومي»، فمن هي الشخصية التي ما زلت تحلم بتجسيدها؟
أحلم بتجسيد أكثر من سيرة ذاتية لأكثر من شخص، مثل «محمد علي»، وأيضا الشاعر «ابن عروس» الذي كان بلطجياً وبعد ذلك أصبح حكيماً، و«الفتوة» وهو أحد الكتب صدر عن أحد الفتوات، وأتمنىأن تكون هذه الأعمال في السينما لتفادي الكلفة الباهظة التي ستكون عليها في الدراما.
- من الفنان أو الفنانة الذي تريد أن تعمل معه؟
أتمنى العمل مع الفنان أحمد مكي، وأيضاً الثلاثي هشام ماجد وأحمد فهمي وشيكو. ومن الفنانات، أريد أن أتعاون مع منى زكي، خاصة أن تعاوننا من قبل في «أبو علي» لم يكن كبيراً، وأخيراً دنيا سمير غانم.
كل من ذكرت أسماءهم لديهم إمكانات خاصة وقدرات فنية هائلة لم أتعاون مع أي منهم حتى الآن، لكن أرغب في التعاون معهم إذا جمعنا سيناريو جيد.
- ما أصعب الأوقات التي تمر عليك بحياتك؟
التي أكون فيها ملازماً للفراش، فهذه الأيام تكون صعبة عليَّ ولا أستطيع التعامل فيها أبداً مع أي شيء في حياتي.
- هل مازلت محسوباً على التلفزيون المصري كمخرج؟
نعم، لكنني في إجازة بدون راتب من أجل التفرغ للتمثيل، ولم أحدد موعد عودتي إلى التلفزيون، وإن كنت أظن أنها ستكون صعبة.
- ما الجديد الذي تحضّر له؟
أحضّر لمسلسل جديد مع السيناريست محمد الحناوي الذي قدمت معه مسلسل «خاتم سليمان» وسيكون ضمن السباق الرمضاني 2014 بمشيئة الله.
- هل لديك حفلات غنائية مع فريق «العاصفة» خلال الفترة المقبلة؟
هناك خطة غنائية لنا ونستعد حالياً لإحياء أكثر من حفلة، وذلك بعد النجاح الذي حققته حفلاتنا في «ساقية الصاوي» وتفاعل الجمهور مع الفريق.
- هل كنت قلقاً من الغناء وتقبل الجمهور لك؟
لا، لأنني كنت أغني في المسرحيات، وتدربت على الغناء أيضاً قبل ظهوري في الحفلات. علاوة على ذلك الفريق يقدّم أغنيات وطنية لها طابع خاص.
- كيف ترى الوضع السياسي في مصر حالياً وأنت كنت من أوائل النجوم الذين شاركوا في الثورة؟
الشعب طفح به الكيل مما يحدث معه وكأنه لم يقم بثورة في «25 يناير» من أجل إطاحة نظام فاسد، بل الأدهى أن النظام الجديد يسير على الخطى نفسها ويفعل ما كان يفعله النظام السابق، بل أسوأ، وهو ما جعل الاحتقان متزايداً في الشارع المصري، وهذا ما يدفع الناس للنزول إلى الشارع أكثر بكثير من المرات السابقة. ولذلك الثورة ما زالت مستمرة لأنها لم تحقق أياً من أهدافها.
- هل ترغب في الأبوّة أم إنه مشروع مؤجل؟
ومن يرفض ذلك؟ الإنجاب رزق من عند الله وأفكر فيه بشدة في الفترة الحالية، وأتمنى أن أصبح أباً، لكنني قلق من المستقبل، وسوف أتقبّل كل ما يريده الله.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024