تحميل المجلة الاكترونية عدد 1075

بحث

سمية الخشاب: أقول لمن هاجمني من المتسترين بالدين

تعترف بأن الجمع بين تصوير مسلسلها «ميراث الريح» وبرنامجها «سمية والستات حول العالم» كان تجربة مرهقة، لكنها اضطرت للقيام بها لأسباب تتحدث عنها، مثلما تتكلم أيضاً عن أسرار برنامجها، ولقائها الأول مع محمود حميدة.
الفنانة سمية الخشاب تكشف حقيقة اعتزالها الغناء، وترد على من هاجمها من رجال الدين، وعندما سألناها عن الزواج ابتسمت وقالت: «الطريق إلى قلبي يبدأ بعقلي».


- هل الجمع بين تصوير المسلسل والبرنامج كان تجربة مرهقة؟
تصوير عملين في وقت واحد عملية صعبة ومرهقة للغاية، رغم أن ذلك لم يكن في الحسبان تماماً، لأنه كان من المقرر أن أنتهي من المسلسل قبل شهور، لكن لظروف إنتاجية أرجئ التصوير أكثر من مرة، حتى تزامن مع تصوير البرنامج، وهذا جعل أعصابي مشدودة، لأن البرنامج يحتاج إلى مجهود وتركيز كبيرين.

- هل يرجع ذلك إلى كونه أول تجربة لك؟
قد يكون هذا صحيحاً لأنني أرغب في أن تخرج التجربة في أفضل صورة، خاصة أنها المرة الأولى التي أقدّم فيها برنامجاً، لذلك لا أريد أن يمر مرور الكرام.
كما أن البرنامج فكرتي التي كانت تكبر يوماً بعد يوم حتى أصبحت حقيقة، لذلك أريد أن أهتم بها حتى تصل إلى بر الأمان. وتجربة الممثل في التقديم تختلف عن تجربة المذيع المحترف، ودائماً يكون هناك تركيز على التجارب التي نقدّمها، لأن الفرصة لن تتكرر كل عام لظروف عملنا وارتباطاتنا الأخرى.

- لماذا تغير عنوان البرنامج من «سمية والستات» إلى «سمية والستات حول العالم»؟
في البداية كان مقرراً تقديم فقرات عن الموضة والطبخ والأزياء، وغيرها من الشؤون الخاصة بالسيدات بطرح مختلف، لكن في كل بلد نزوره كانت هناك العديد من الأماكن الرائعة التي كان من الصعب تجاهلها، ومنها الكوبري المعلق في تركيا وساحة الفورمولا في أبو ظبي، إضافة إلى مسجد الشيخ زايد، فقررنا أن نضيف هذه الأماكن إلى البرنامج حتى يشاهدها الجمهور.
حتى أنني في حلقة أبو ظبي دخلت حلبة الفورمولا الشهيرة، وخضت تجربة السباقات بسرعة 400 كيلومتر، وكانت تجربة ممتعة ومرعبة أيضاً... لذلك قررنا أن يكون اسم البرنامج أشمل وأوسع.

- لماذا قررت خوض تجربة التقديم من خلال هذا البرنامج تحديداً؟
كما قلت لك، هو في الأساس فكرتي، وقررت تقديمها بناء على رغبة طارق نور، صاحب قناة «القاهرة والناس»، الذي طلب مني فكرة تخصّ السيدات في البيوت، ولذلك قررت تقديم هذا البرنامج لرغبتي في تقديم عمل بعمل مختلف ومبهر يفيد سيدات البيوت، ونستطيع من خلاله أن نقدّم أكلات مميزة من كل أنحاء العالم، سواء أسبانيا أو المغرب أو تركيا أو حتى ألمانيا التي صوّرت فيها بعض الأكلات الألمانية المميزة وشاركت في تنفيذها بنفسي... البرنامج يخاطب السيدات في كل شيء، حتى أدق المشكلات، وهذا ما سيجعله يختلف شكلاً ومضموناً عن برامج السيدات الأخرى. كما أضفت فقرة جديدة بعنوان «من عيوني»، وهي خاصة بتقديم الخير لكل محتاج، والرعاية لبعض الفقراء والمحتاجين.

- ما حقيقة طلبك تقديم برنامج إنساني فقط على قناة «القاهرة والناس»؟
عندما عرض عليَّ طارق نور فكرة التقديم في البداية، طلبت منه أن أبدأ ببرنامج إنساني يساعد الفقراء والمحتاجين، لأن هناك ملايين في بلدنا الآن يحتاجون إلى المساعدة في كل شيء، لكن طارق قرر أن يكون للبرنامج علاقة بالمرأة، ورغم ذلك أصررت على أن تكون هناك أيضاً فقرة للمساعدات، وقد وافق على ذلك.

- وهل نجحت سميّة في منافسة المذيعين بهذا البرنامج؟
أنا لا أنافس أحداً، ورغم أنها التجربة الأولى لي في التقديم لا أعتبر نفسي مذيعة تقليدية، بالعكس فأنا أقدّم البرنامج كسميّة الخشاب وسيرى الجمهور ذلك.
حتى حواراتي مع «الشيفات» كان معظمها خفيف الدم، وكنت أحاول أن أفهم في الأساس حتى يستطيع الجمهور أن يفهم مثلي. لذلك لا أستطيع أن اقول أنني أنافس أحد، لأن لكل شخص مكانه المميز.

- ما الذي استفدته من هذه التجربة؟
الكثير، لأنني تعرّفت على العديد من الشعوب عن قرب، ووجدت فيهم أشياء كثيرة وصفات لم أكن أعرفها. كما أن السفر في حد ذاته شيء ممتع.

- ولماذا أرجئ عرض البرنامج أكثر من مرة؟
يرجع ذلك إلى الخريطة البرامجية للقناة، فكان مقرراً في البداية أن يعرض البرنامج أسبوعياً خلال الأشهر الماضية، لكن الظروف المضطربة التي يعيشها البلد، وظروف المحطة أيضاً، كانت سبباً رئيسياً لتأجيله. لكننا طوال هذه الفترة كنا مشغولين بالسفر وإعداد التقارير، وأعتقد أن ذلك كان في صالح البرنامج، وقد انتهينا تقريباً من 90 في المئة من التقارير الخارجية، بينما انتهينا من تصوير 50 في المئة من الحلقات داخل الاستوديو.

- هل من الممكن أن تكرري التجربة؟
سيتوقّف ذلك على عوامل عدة، أهمها الفكرة التي ستشجعني على ذلك، كذلك وقت الفراغ لأنني في النهاية ممثلة ولا أريد أن يشغلني أي شيء عن التمثيل، كما سيتوقف ذلك أيضاً على نجاح هذه التجربة، لأن تقبّل الناس لك في هذا الدور مهم جداً، لذلك لن أستطيع أن أحدد أي شيء إلا مع اكتمال هذه العناصر الثلاثة.

- إذا تحدثنا عن الدراما كيف ترين تجربتك مع النجم محمود حميدة الذي يعود إلى الدراما بعد غياب طويل؟
لا أنكر أنني محظوظة بهذا العمل لأكثر من سبب، أولها أنه جاء في اللحظات الأخيرة بعد تأجيل مسلسل «الصعايدة جبال الصبر»، بالإضافة إلى أنني أتفاءل بشكل عام بالعمل مع السيناريست مصطفى محرم، بعد أن نجحت معه في مسلسلين هما «عائلة الحاج متولي» و«ريا وسكينة»، والأهم هو العمل مع محمود حميدة للمرة الأولى، لأن هذا العمل هو أول لقاء فني يجمعني به، بالإضافة إلى أنه يمثّل عودته الى الدراما التلفزيونية بعد كل هذا الغياب، بصفته ممثّل ومشرف على المسلسل منذ عام كامل، وهذا ما جعلني أحب هذه التجربة وأوافق عليها بشكل سريع ودون تفكير.
كما أن التمثيل مع محمود حميدة له مذاق خاص، فهو لا يشعرك أبداً بنجوميته. هو شخص محبوب وراقٍ وطيب، وهناك علاقة مودة بينه وبين أسرة المسلسل بالكامل، كما أنه دائماً يحب الممثل الذي يقف أمامه ويريد أن يجعله في أفضل حالة، حتى تخرج المشاهد في أفضل صورة، كما أنني كممثلة لم أشعر معه بغربة إطلاقاً وقد نجحنا في التفاهم مع بداية البروفات.

- وما أصعب المشاهد التي كانت تجمع بينكما؟
كانت هناك مشاهد عديدة، لكن أبرزها المشاهد الرومانسية التي كانت تحتاج إلى إحساس خاص تتناسب مع المرحلة التي نطرحها فيها، لأن شخصية «رحمة» التي أجسّدها تمرّ بالعديد من المراحل في هذا المسلسل، تبدأ بعلاقتها بزوجها في الخليج، ثم مرحلة ما بعد الخليج وتخطيطها لحياتها، ثم مرحلة موت زوجها، وبعدها علاقتها بمحمود حميدة وصراعها مع العاملين في المستشفى الذي تتولى إدارته ثم حملها وإنجابها، وهي مراحل متعددة وكثيفة درامياً، لم أواجهها في شخصية قدمتها من قبل بشكل عام.

- لماذا اكتفيت هذا العام بخوض السباق من خلال هذا المسلسل واعتذرت عن بقية الأعمال؟
لأن معظم الأعمال الأخرى كانت تحتاج مني إلى تفرغ، وهذا لم أكن أملكه لارتباطي بالسفر مع البرنامج في أكثر من دولة، وهذا ما كان سيعرّض العمل لأزمة، لذلك اعتذرت عن كل الأعمال حتى لا أسبب لنفسي ارتباكاً.

- بصراحة هل غضبت من تأجيل المسلسل العام الماضي؟
لا، لأنني أرى في ذلك «قسمة ونصيباً»، وبالتأكيد فإن الله يحقق لنا الأفضل دائماً، فقد تكون فرص عرضه هذا العام أفضل من العام الماضي، لذلك فأنا دائماً أشعر برضى تام عما يحدث لي.

- كيف ترين المنافسة بهذا المسلسل وسط بقية المسلسلات الأخرى المعروضة في رمضان؟
لا أقلق من المنافسة، خاصة أن للعمل جمهوره، سواء من قبل المحبين لمحمود حميدة أو جمهوري، كما أن تركيبتنا معاً «غير محروقة»، فضلاً عن أن المسلسل يدخل في نسيج الأسرة المصرية، وهذا دائماً ما يحقق صدى جيداً مع المشاهدين. كما أنني أعترف بأن المنافسة في رمضان ليس لها حسابات إطلاقاً، لأن العام قبل الماضي نجحنا بمسلسل «كيد النسا» وحققنا أعلى نسب مشاهدة، رغم وجود أعمال لنجوم كبار، وهذا لم يكن متوقعاً.

- ما رأيك في الجزء الثاني من مسلسل «كيد النسا» الذي انسحبت منه؟
أفضل أن لا أقول رأيي، لأن شهادتي مهما كانت ستكون مجروحة، وموقفي من الجزء الثاني كان واضحاً منذ البداية، فأنا لا أقبل تكرار نفسي، وعندما طلبت شركة الإنتاج التعاقد معي بعد نجاح الجزء الأول رفضت تماماً، لحرصي على عدم استغلال أي نجاح، لأنه ليس من الضروري تقديم جزء ثانٍ، ويحقق النجاح الذي حققه الجزء الأول، وقد تسبّب اعتذاري بوضع أسرة المسلسل في مأزق، خاصة أن المنافسة كانت محصورة طوال الوقت بين «صافية»، التي قمت بدورها و«كيداهم» التي قامت بدورها فيفي عبده، وغيابي كان لا بد أن يكون له سبب درامي.
لكن ليس من المعقول أن يصرح المؤلف أن «صافية» ماتت بعد الجزء الأول، وأن دورها انتهى، خاصة أن المشاهد يعلم جيداً نهاية المسلسل. وبصراحة أنا راضية تماماً عن انسحابي في الجزء الثاني ولم أندم. وأعتقد أن قراري كان سليماً تماماً.

- ما ردك على هجوم بعض رجال الدين عليك؟
قررت عدم الرد على أي شخص يسيء إليّ، لأن هؤلاء الأشخاص ليسوا علماء دين، وإنما متسترون به ويريدون أن يشتهروا على حسابنا. وعندما نرد عليهم نصنع لهم قيمة غير موجودة، لذلك قررت أن أكتفي بجملة «حسبي الله ونعم الوكيل».

- وما موقفك من هجومهم على الفن والفنانين بشكل عام؟
أعتقد أن قضاء مصر الشامخ والعظيم استطاع أن يقف بجانبنا بعد أن قضى بحبس عبد الله بدر الذي هاجم إلهام شاهين، وأرى في ذلك عبرة لكل من يحاول أن يمس كرامة أي فنان، لأن هؤلاء لا يعرفون قيمة الفن، لكن ما يفعلونه يدخل ضمن المؤامرة على الفن المصري.
وقد بدأوا هجمتهم بعادل إمام الذي يعد أهم فنان عربي والأب الروحي للفن المصري، وذلك تحت شعار «إضرب الكبير يخاف الصغير». وأعتقد أن أي شخص سيعطيهم اهتماماً عليه أن يتحمل ما سيجري له، فيجب أن نتركهم ونستمر نحن في عملنا، لأنهم يريدون أن يسحبونا إليهم وهذا لن يحدث. لهذا ثار الشعب عليهم وكانت البداية مع التظاهرات التي خرجت ضد وزير الثقافة السابق.
فالفن تحديداً لا يمكن أن يطمس، لأنه أصبح في وجدان كل الشعوب. ووزير الثقافة السابق، الذي لم يكن يعرفه المثقفون، جاء لتنفيذ خطة محددة لصالح جماعة الإخوان الحاكمة، وقد ظهر ذلك في قراراته غير المفهومة وغير المبررة. كان عليه أن يعرف أنه من الممكن أخونة أي شيء إلا الفن.

- كيف رأيت أحوال مصر في ظلّ حكم الإخوان؟
«زهقنا» و«قرفنا» ولم نر يوماً «عدل» منذ أن تولى الإخوان الحكم، فكل شيء أصبح أسوأ مما كان في عهدهم. فقد تركوا مصالح الشعب وهرولوا وراء مصالحهم وأهدافهم الشخصية، والنتيجة انهيار في الاقتصاد والصحة والتعليم، ولم يحدث أي تغيير إيجابي في كل هذه الأشياء، فماذا قدّم لنا الإخوان سوى الأسوأ؟

- هل ترين أن الدراما التركية نجحت في أن تسحب البساط من الدراما المصرية؟
الأعمال التركية ليست بالتأكيد في مستوى الأعمال المصرية، وأعتقد أن نجاحها مجرد موضة لأنها جذبت المشاهد بسبب الإبهار، السابق وأرى أن هناك أعمالاً مصرية عرضت في رمضان الماضي كان مستواها أفضل كثيراً من مستوى الأعمال التركية.
أنا لا أشاهد سوى مسلسل «حريم السلطان» وأعتبره عملاً جيداً ومبهراً، وهناك فئة أخرى تشاهد مسلسل «فاطمة» وهما أكثر الأعمال التركية نجاحاً الآن، بينما بقيّة الأعمال لا تحظى بمشاهدة جيدة، لأن الجمهور أصبح يشعر بملل كبير من إيقاع هذه الأعمال.
وبصراحة أرى أن إقبال العديد من القنوات على شراء هذه الأعمال ما هو إلا مخطط ضمن مخططات تدمير الفن المصري والاقتصاد المصري، خاصة أن الفن المصري من أقوى الأدوات المؤثرة في الوطن العربي وكان صاحب ريادة، لكن هناك من لا يريد أن ننجح في أي شيء ويريد أن يضرب كل اقتصادنا، وهناك أناس كثيرون لهم مصلحة في ذلك. وعلينا جميعاً أن نتصدى لهذه المؤامرات، لأننا إذا لم نتنبّه ونطور أنفسنا ستغزونا الأعمال الإيرانية والهندية وغيرها.

- ما رأيك في الشركات المصرية التي قررت الاستعانة بممثلين أتراك كما حدث هذا العام في مسلسل «تحت الأرض» الذي استعان بالنجمة سونجول أودن بطلة مسلسل «نور»؟
أرى في ذلك عدم ولاء للفن المصري وللبلد بشكل عام، وهم بذلك قد يساهمون في حرب كبيرة ضد الفن المصري، وهذا يرجع في الأساس إلى أنهم لا يفكرون إلا في مصلحتهم واللهاث وراء المكسب المادي، فبدلاً من قيامهم بصناعة جيل جديد يلهثون وراء النجوم الأتراك. بصراحة، هذا شيء مخزٍ.

- إذا تحدثنا عن الغناء أين أنت الآن من الساحة؟ وما حقيقة اعتزالك الغناء؟
كل ما تردد بخصوص ذلك مجرد شائعات، فهل أنا بدأت حتى أعتزل؟ كل ما قدّمته هو ألبوم واحد، لكن بسبب انشغالي بأعمال أخرى كنت أؤجل خطوات الغناء، ولا أنكر أنني كنت مقصّرة في حق نفسي خلال الفترة الماضية، لكني عقب انتهائي من البرنامج والمسلسل سأختار مخرجاً لتصوير أغنية خليجية بعنوان «غصبن عليك»، وضعت لها الألحان، وكتب كلماتها الشاعر أسير الرياض، وستكون إحدى أغنيات ألبومي الجديد الذي أنوي أن أصدره نهاية هذا العام، ويضم تسع أغنيات خليجية انتهيت من تسجيل ست منها وتتبقى لي ثلاث فقط.
وتعاونت في هذا الألبوم مع المؤلف أسير الرياض الذي كتب معظم أغنيات الألبوم، ومن الكويت حمد الخضر، ومن مصر الملحن محمود الخيامي.

- ما الذي يشغل قلب سميّة الخشاب؟
لا شيء، فلا يوجد وقت للحب في ظل الظروف التي نعيشها الآن، ولم أجد الشخص الذي يسيطر على عقلي، لأن من يستطيع أن يسيطر على عقلي يستطيع أن يسيطر على قلبي.

- ومن يحمل الصندوق الأسود لسميّة؟
تبتسم: لا يوجد عندي «صندوق أسود»، حياتي مكشوفة أمام الجميع، لكن إذا كنت تقصد أصدقائي، فليس لي صداقات كبيرة داخل الوسط. والدتي هي أكثر من يعرف عني، وهي أقرب أصدقائي وأستطيع أن أضع رأسي على صدرها وأفضفض بكل شيء، فهو المكان الوحيد الذي أرتاح فيه.

المجلة الالكترونية

العدد 1075  |  حزيران 2024

المجلة الالكترونية العدد 1075