زواج الألوان والأشكال في منزل فريد
لا يميّز منزلاً عن آخر إلا مساحة الابتكار فيه، ولا يتمايز مهندس عن زميله إلا بلمعة تكون غالباً أشبه ببصمة. فيك فانليان، هو صاحب هذه اللمعة الاستثنائية حيث يبدو الخيال متوثباً في مساحة من التفرد والبصمة الشخصية.
وأبعد من ذلك، تبدو ابتكاراته موضوعة في خدمة أهواء المالكين وتطلعاتهم، فينسجم فنّه ونظرته الهندسية مع ذوقهم، ليصبح المنزل قطعة فنيةً تجمع جمالية الهندسة وراحة السكن في ربوع هذه الشقة.
الأواني الزاهية المقترنة بالفرح هي عنوان هذا البيت. فالمهندس فانليان أطلق على هذه الشقة تسمية «شقة الفرح». وقد صمّم أدق تفاصيلها لتكون مفعمة بالحياة، تماماً كمالكيها الذين يتمتعون بالفرح والسعادة، فعكست الشقة شخصيتهم بامتياز.
واستخدم المهندس اللونين الأزرق والزهري ليُدخل النور إلى المنزل فيزيده نضارةً وحياةً. وتماشياً مع جوّ الفرح، وضعت الأكسسوارات واللوحات والقطع الفنية التي يهواها المالكون، من مجموعتهم الخاصة، إضافة إلى ما اختاره المهندس فانليان، وكلّها عناصر خدمت جوّ الفرح المنشود في هذا المسكن.
أراد المالكون منزلهم للعطلة والراحة واللهو، فأتى تصميمه مريحاً، لا مجال فيه للملل والروتين، بل هو نبض حياة مستمر. لذا استخدمت الألوان الحيوية والمشعّة للأثاث، إلى جانب الرسوم الفرحة للقماش المستخدم في كل زاوية من هذه المساحة السكنية.
هكذا انسجمت التصاميم والألوان تحت عنوان وهدف واحد هو إضفاء الحياة لينسجم المنزل مع تطلعات مالكيه وشخصيتهم، ألا وهي التفاؤل وحبّ الحياة. وخدمة لهذا الجوّ، أتت الطرازات متعددة، مفعمة بالعصرية ونابضة، ولكن ليس في كلّ التصاميم، فالغنى الهندسي يكمن في التنسيق والتجانس بين النقشات ورسوم الأقمشة وألوانها المتعددة لتصميم الأثاث.
الحيوية في الابتكار تستقبل الزائر بدءاً من غرفة الاستقبال، حيث ارتدى الجدار نقوشاً باللون الأبيض، ما أدخل حركة ودينامية على الجدار، وبرز كونسول من الكْروم أمامه من طراز Versace وعليه قطعة فنية منحوتة بتميّز للفنان العالمي Bruno Catalono، أضفت على المكان رحابة.
جناح الاستقبال رمز للأناقة. أناقة مفعمة بالتصاميم الفريدة تنبض بالحياة من خلال الألوان الجريئة القوية والصاخبة، وقد طغى عليها الأزرق الفرح. كلّ الأثاث من تصميم المهندس فانليان الذي مزج بين العصرية والكلاسيكية، لكن تنسيق القماش جعل الأثاث مبتكراً، ضاع فيه الطراز بحيث لا يمكن تحديد هوية خاصة به سوى أنّه من توقيع فانليان.
واللافت في الصالون الأول، هو تنسيق القماش ونقوشه من المقلّم والمرقّط والمورّد بألوان متناسقة ومنسجمة في ما بينها. إلى جانب هذا اللون الزاهي، طغى الأبيض المضيء الذي أضفى نضارة، في الجدران والجفصين والخشب، على جدران غرفة الطعام التي اتسمت بمساحتها الكبيرة.
في هذا الركن، الطاولة بيضوية الشكل من الخشب الأبيض، محدّدة باللون البنفسجي الزاهي، وحولها ارتفعت المقاعد الوثيرة من المخمل البنفسجي المائل إلى الرمادي. وقمة الابتكار في الدروسوار البنفسجي أيضاً من الخشب اللمّاع، ولكن بأشكال هندسية فريدة. وتدلّت في الوسط، فوق الطاولة، ثريا من الكريستال. أما الستائر، فهي فاخرة من الحرير الأبيض، وجانب منها من الحرير البنفسجي. والسجادة عصرية متموجة بألوان من مشتقات البنفسجي.
الشرفة أُقفلت بالزجاج وانسدلت الستائر البيضاء الشفافة التي أدخلت خيوطاً من النور إلى كلّ الأرجاء وإلى صالون هذه الشرفة تحديداً، الذي طغى عليه الأزرق ونقوش العصافير. الطاولات الصغيرة التي توزّعت في كلّ الأرجاء متشابهة، ركائزها عبارة عن قطع خشبية من مشتقات الأزرق، وعليها زجاج مستدير.
غرفة الجلوس في قمة العصرية، ولم تشذّ عن قاعدة المهندس فانليان في إضفاء أسلوبه الفريد وتمازج العناصر الهندسية التي تبث طاقة إيجابية تضجّ بالحياة.
الألوان في هذا الركن صارخة، نقوش ورسوم جريئة وأكسسوار فريد. بابها، كما أحد جدرانها، مطلي بالأزرق وعليه لوحة في قمة الابتكار تجسّد سيارة بصخب الألوان القوية.
المقاعد وثيرة متصلة الأجزاء ومرقّطة بنقوش زاهية ومتعدّدة. الطاولة عبارة عن صندوق قديم الطراز من مجموعة المالكين، والمكتبة من الخشب اللمّاع الأبيض، تصميمها فريد، ومقطّعة بطريقة متعدّدة الاستعمالات.
غرفة نوم المالكين جمعت صفات عدة، عصرية عملية مريحة وفاخرة في آن واحد. السرير عبارة عن مربّعات من القماش الأزرق بأحجام مختلفة. وإلى جانبيه، تدلّت ثريتان من البنفسجي عبارة عن شرابات طويلة منسدلة.
أما الستائر، فهي من الحرير الأزرق الفاخر. هذه الغرفة التي تطلّ مباشرة على الحديقة، تنبض بالفرح، وفيها مقعد وثير من القماش المرقّط بالزهور الكبيرة.
ويتصل بهذه الغرفة ركن مخصّص للملابس، مقسّم بطريقة مدروسة لوضع حاجات المالكين الخاصة بأسلوب واضح ومريح. الحمّام الخاص بالغرفة فاخر التصميم وعصري في آن معاً، وقد طغى عليه اللون الأبيض.
غرفتا الأولاد مصمّمتان بطريقة عصرية وعملية، واحدة باللون الأزرق وأخرى باللون الزهري.
واللافت أنّه في أثناء التنقل في أرجاء هذا المنزل، تبدو عملية الانتقال مدروسة من خلال انسجام الألوان والبصمة الواحدة التي طبعت الأجزاء، بصمة المهندس فيك فانليان.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024