وليد منصور: تامر حسني أخذ مني 4 آلاف جنيه...
هو أشهر منظم حفلات في مصر الآن، نجح في اكتساب ثقة الكثير من نجوم الغناء، حتى أن البعض يتعجب من كيفية تنظيمه حفلات لنجوم بينهم تنافس حاد!
وليد منصور يكشف لنا الكثير من أسرار النجوم في كواليس حفلاتهم، ويحكي كيف اندهشت عائلته الفنية عندما قرّر ترك التمثيل للعمل في تنظيم الحفلات، كما يتكلم عن دور زوجته في نجاحه، والتغيير الذي طرأ على حياته بعدما صار أباً.
- كيف جاءت بدايتك مع عالم تنظيم الحفلات؟
قبل عشر سنوات كنت أُخرج عملاً مسرحياً في أكاديمية القاهرة الجديدة، وتحدّث معي مسؤولو الأكاديمية عن رغبتهم في تنفيذ حفل التخرج، وفي ذلك الوقت كان تامر حسني قد حقق ضجة بألبومه وكنا صديقين، وتحدثت معه عن رغبتي في أن يشارك في الحفلة، واقترح عليَّ أيضاً المطرب أحمد العطار.
فتوليا إحياء حفلة الأكاديمية التي جرى تصويرها بشكل جيّد أعجبهما. بعد ذلك، بدأت المسيرة بحفلات لعصام كاريكا، وشيرين عبد الوهاب، وإيساف.
- لماذا قررت إنشاء شركة لتنظيم الحفلات؟
اقترح عليَّ تامر حسني أن أنشئ شركة خاصة بي لتنظيم الحفلات، وعقدت اتفاقات مع ثلاثة فنادق وعدد من المطربين، هم تامر حسني، وأحمد العطار، وشذى، وبدأت أذهب إلى المدارس وأعرض فكرة حفلات التخرج وكيفية تنفيذها، واقتبستها في الأصل من أحد الأفلام الأجنبية.
وانتشرت هذه الفكرة وزاد عدد المطربين المشاركين فيها، مثل لؤي، وخالد سليم، ومحمد حماقي، إلى أن بدأت المدارس تبحث عمن يقوم بهذه الحفلات وطلبت مني تنفيذها. ثم تطوّر الموضوع الى إحياء حفلات في مجمعات سكنية ثم الى حفلات كبيرة لكبار النجوم.
- كم بلغ أجر هؤلاء النجوم في أولى هذه الحفلات؟
تامر حسني أخذ مني أربعة آلاف جنيه، وأحمد العطار 2500 جنيه.
- من وقف بجانبك منذ البداية؟
تامر حسني، ووليد الحريري اختصاصي الإضاءة، وهاني خليل الذي يعمل معي منذ البداية، وكان مقتنعاً بأنني سأنجح، ومحمد حماقي لأنه كان داعماً كبيراً لي في مسيرتي بعد ذلك.
- كان هناك اعتراض من عائلتك على عملك في هذه المهنة، لماذا؟
بالفعل، لأنني كنت متجهاً إلى التمثيل وشاركت بأكثر من عمل، مثل «الست أصيلة»، و«عفاريت القرش»، والجمهور كان يعرفني كممثل، بالإضافة إلى أن والدي هو المخرج جمال منصور، وعمي الممثل صلاح منصور، فكيف لي أن أترك كل ذلك وأتجه إلى الحفلات؟ لكنني جعلتهم يدركون أن تنظيم الحفلات عمل صعب مثل الإخراج.
- إذاً أنت من عائلة فنية كبيرة، فكيف أثر ذلك عليك؟
والدي كان وكيل معهد فنون مسرحية ومدير مسرح «الطليعة»، وعمي كما قلت الفنان الكبير صلاح منصور، وابنه أيضاً يعمل في هذه المهنة، وابن خالتي محمد متولي مخرج... غالبية عائلتي تعمل في هذا المجال، لذلك عندما تعاملت مع الحفلات من خلال نظرتي إليها كمسرحية نجحت في عملي، وأيضاً دراستي أثّرت بشكل إيجابي كبير من خلال كيفية وضع الإضاءة والديكورات واستخدام كل شيء على خشبة المسرح بشكل فني.
- من هو النجم الذي حقّقت حلمك بالعمل معه؟
عمرو دياب، فلمدة ثماني سنوات نظمت الحفلات لكل النجوم بلا استثناء، محمد منير، ونانسي عجرم، وراغب علامة... لكن تبقّى عمرو دياب وكان حلماً كبيراً لي، وكنت أتمنى أن أنظم حفلة واحدة له ليكون في أرشيفي، حتى أقول إنني عملت شيئاً لعمرو دياب، وحلمي تحقّق معه بتنظيم 12 حفلة له في ثلاث سنوات.
- وكيف كانت بدايتك معه؟
في حفلة لصالح الجامعة الأميركية، أتذكر تاريخها جيداً، فقد جاءت بعد الثورة مباشرة، تحديداً في 2 حزيران (يونيو) 2011، وكان لدى فريق عمله في البداية بعض التحفظ لظنّهم أنني أنحاز إلى بعض المطربين، وأن عمرو دياب له أسلوب مختلف. وقبل حفلة الجامعة الأميركية جلست معهم من خلال أحد الوسطاء، وعرضت الشكل وتنظيم الحفلة ووجهة نظري، فوافقوا. نجحت الحفلة وأُعجب عمرو دياب بالتنظيم، وجاء بعد ذلك التعامل في بقية الحفلات.
- هل طلب عمرو دياب شيئاً محدداً قبل حفلته الأولى معك؟
بالتأكيد، كان يريد معرفة شكل المسرح، وكيفية دخول الجمهور وبعض الأمور الأخرى. لكن بعد ذلك أصبح الموضوع مختلفاً، لأنه في كل حفلة يجب أن يكون هناك شيء جديد. وكما قلت ثقتهم بي جعلت الموضوع بسيطاً.
- تتسم حفلات محمد منير بالأعداد الضخمة والجمهور الذي يتسبب بمشاكل، فكيف تتعامل معها؟
نظّمت ثلاث حفلات لمحمد منير، وكانت على أفضل ما يرام، وعلى العكس تماماً لم يحدث أي مشاكل أو شيء يزعجني.
- كيف توفق في تنظيم حفلات لمطربين بينهم تنافس مثل عمرو دياب وتامر حسني؟
أنا ضد كلمة تنافس، فهذا المجال مليء بالمطربين، وعمرو دياب هو الرقم 1 منذ 30 عاماً في الشرق الأوسط، وتامر حسني منذ 11 عاماً نجم الجيل. وكذلك محمد منير، ومحمد حماقي.
وأنا شخصياً ضد المقارنات بين المطربين، لأن لكل منهم فنه الذي يميزه وجمهوره الخاص به الذي يدعمه في حفلاته، كما له تاريخه ونجوميته، فلا يصح أن نقارن بينهم على الإطلاق، وليس لديَّ أي مشكلة في العمل معهم ومع جميع المطربين.
- تردّد أن هناك مشاكل حدثت بينك وبين الصحافيين في حفلة المطرب العالمي إنريكه إيغليزياس، فما السبب؟
الشركة الراعية للحفلة قالت إن هناك مؤتمراً صحافياً سيعقد لإنريكه إيغليزياس، لكن تأخير موعد «بروفته» حال دون إقامة هذا المؤتمر، وعندما ألغي غضب عدد من الصحافيين وهاجموا الحفلة.
- لكن تفاقم الأمر إلى أكثر من ذلك وتردّد أن إنريكه نفسه غضب مما حدث؟
ترجمت ما حدث وأرسلته إليه على بريده الإلكتروني الخاص، وفي اليوم التالي رد على كلامهم، مؤكداً أنه لم يغضب من حفلته في مصر، وأنه سيأتي مرة أخرى، وأن ما يردده بعض الصحافيين عار تماماً من الصحة.
وفي رأيي من هاجم الحفلة كان مخطئاً لأنه يهاجم مصر. وإذا افترضنا أن لدينا شيئاً سيِّئاً فنحن في حدث عالمي يجب إظهاره بالشكل اللائق، حتى يكوّن الجميع انطباعاً بأن البلد أصبح أفضل، وأن الأمن عاد.
- كيف جاءت فكرة استضافته في مصر في هذا التوقيت بالتحديد؟
بدأنا التخطيط منذ فترة مع شركة راعية لإقامة حفلات عالمية مع كبار المطربين وبدأنا مع الشاب خالد، ثم إنريكه، وفي الفترة المقبلة سيكون ياني، وبوتشيللي، وسواهما.
- هل هناك نجم ترفض تنظيم حفلة له؟
إيهاب توفيق.
- لماذا؟
قبل ستة أعوام تقريباً كان من المفترض أن أنظم حفلة له في مرسى علم، لكن وقعت أحداث في فلسطين ولبنان وألغي عدد كبير من الحفلات وقتها حداداً، وكنت قد دفعت له من جيبي الشخصي وطالبني مدير أعماله بمبلغ كبير، لكن بعد الإلغاء رفض رد هذه الأموال.
وكان يهمني المبدأ في حد ذاته، وقررت عدم العمل معه مرة أخرى مهما حدث، واستهتر وقتها وقلل من شأني. ومنذ ثلاث سنوات وحتى الآن يحاول العمل معي وأنا أرفض، ولن أعمل معه قبل رد هذه الأموال.
- هل تأثرت الحفلات في مصر على مدار الأعوام الثلاثة الماضية؟
على العكس تماماً فأنا عملت بعد الثورة أكثر مما قبلها.
- لكن لم نشعر بذلك وردّد البعض أن الحفلات تأثرت باندلاع الثورة؟
لأن هناك شركات ومنظمي حفلات أغلقوا شركاتهم بعد الثورة مباشرة، وقلّ عدد المطربين الذين يقدمون حفلات، لكن أنا شخصياً عملت أكثر بعد الثورة.
- لماذا قلّت حفلات المطربات؟
مصر ليس فيها سوى شيرين عبد الوهاب، وليس كل الجمهور يستطيع أن يدفع تذاكر لحفلتها. وعندما ننظر إلى المطربات فسنجد أن من يحيين الحفلات هن غير المصريات، مثل نيكول سابا وجنات ومي سليم، وهناك موضة بعد الثورة وهي الاستعانة بنجوم الصف الأول فقط.
- وماذا عن أنغام؟
أنغام لها جمهور بعينه، ولها طريقتها، وتتجه إلى الأوبرا. هي مثل هاني شاكر، يحييان حفلات تنتجها الدولة، لكن الحفلات العامة لن يدفع الجمهور ثمن تذاكر لحضورها، خاصة مع انتشار فرق «الأندر غراوند» التي ظهرت معها فرق المهرجانات بعد الثورة، وهم مطلوبون في الحفلات، فبالتأكيد لن تأتي أنغام أو هاني شاكر معهم في حفلة واحدة.
- من يعجبك من المطربين حالياً؟
عمرو دياب، وتامر حسني، ومحمد منير، وشيرين عبد الوهاب في جزء والباقون في الجزء الآخر، فأنا أرى أن رامي صبري لديه موهبة كبيرة، وعبد الفتاح الجريني، وأحمد جمال أحب صوته وأحب العمل معه، وكذلك محمود العسيلي لديه طريقته وأسلوبه، وحسام حبيب يعرف كيف يختار أغانيه بشكل جيد.
- ومن المطربات؟
نيكول سابا فهي من أنجح الفنانات في إحياء الحفلات، وساندي تنفق على نفسها بشكل جيد، قد لا تكون مطربة لكن لديها اللون الغنائي الذي يميّزها.
- بعيداً عن الحفلات، كيف تمضي وقتك؟
إذا كان لديَّ وقت فراغ أمضيه مع زوجتي وابنتي، وأحاول أن أجد وقتاً لأقضيه معهما. وأنا أشكر زوجتي لأنها تحملتني كثيراً طوال الفترة الماضية وتحملت تقصيري معها بسبب انشغالي الدائم وتركيزي على العمل، لكن بالنهاية ليس لي غيرها هي وابنتي.
- ما الذي غيرته فيك ابنتك؟
أصبحت أتحمل المسؤولية أكثر، وأنا للأسف شخص مسرف، لكن بعد أن جاءت ابنتي بدأت أقتصد في نفقاتي.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024