من المسؤول عن مقتل الزوجة اللبنانية الشابة؟
لطالما ارتسمت في مخيلتنا صورة الزوج المعنّف على أنه الرجل القبيح، السمين والعشوائي. الزوج المتزمّت المتخلّف وغير المنفتح. لكن أسوأ القتلة أجملهم أحياناً وأكثرهم تعبيراً عن الحب. لا يمكن أن نتوقع أن كرم البازي (38 عاماً) الذي ركع تحت قدمي رلى (33عاماً) لتتزوجه ضربها حتى الموت بعد 13 عاماً من الزواج. كم تبعد الطريق إلى حلبا عن العاصمة اللبنانية بيروت حيث وقعت الجريمة؟ وكم يبعد الواقع عن كونه حقيقة وسط منطقة عكار؟ إنه أسوأ من أن يصدَّق، بينما تحكم عبارة أجمل من أن يصدَّق حياة الآخرين الذين يعيشون في ظروف أفضل. وكأن رُلى تقطن منطقة صحراوية أو نائية بعكس الحي المزدحم الذي تعيش فيه. كيف يعقل لمنزل مشتبه بأن جريمة حصلت فيه أن يكون مفتوحاً للمعزّين يبكونها حيث تمدّدت جثة هامدة؟
بعد أيام من وقوع الجريمة... لقاء مع رئيس بلدية حلبا
سعيد الحلبي: «ما سبب خروج الزوج المفاجئ من المستشفى؟»
اتصلوا به منتصف الليل لإعلامه بأن الضحية نقلت إلى المستشفى بعدما تعرضت للضرب على يد زوجها.
- هل تعرف الزوجين كرم ورلى؟
قبل فترة، جاء زوجها كرم إلى البلدية مدّعياً أن حماه منحه سنداً بالمحلات و يحق له استثمارها بعد تسجيلها في البلدية. بحثت عن الأوراق التي تؤكد كلامه في البلدية ولم أجدها. فطلبت مقابلته شخصياً. أراني السند من بعيد، وحين حصلنا عليه اتضح أنه مزور. أظن أنه كان يعرض عضلاته على العائلة و»يتفرعن»، خصوصاً بعد موت والد رلى.
- لم قبلت العائلة بكاملها بالوضع؟
لقد أنجبت منه رلى خمس بنات، هن من الأوائل في مدارسهن.
- ضربها ليلاً؟
نعم، لم يُظهر تقرير الطبيب الشرعي أن ثمة آثاراً للضرب، وهذا غريب. فثمة أكثر من 10 شهود سمعوا صراخ رلى. هي تسكن في حارة مزدحمة جداً، قد يسمع الجيران أحاديث بعضهم بوضوح. كانت بناتها يصرخن ليكفّ والدهن عن ضرب والدتهن وهي ترجوه لأن جسمها لم يعد يحمل أكثر. هو يعيش في منزل عمه الذي توفي. بعد الحادث، نقلت إلى مستشفى «سعود». وقد وقع نزاع بعد أن تردد أن هناك مطالبة بتسليم الجثة إلى أهل الزوج ورغبتهم في حضور العزاء، واحتمال إطلاق سراح كرم ليشارك في مراسم الدفن من ثم إعادته إلى الحجز. تجمّع شباب حلبا مسلمين ومسيحيين حين سمعوا بهذه الأخبار. في حلبا تعايش وانسجام بصورة رائعة.
أي أن الزوج ليس من حلبا...
لا، هو من كفرحرا التي تبعد 8 كلم عن حلبا. تجمّع شباب حلبا، كانت فورة إنسانية عفوية ونزلوا إلى المستشفى ما أدى إلى تلاسن مع أمن المستشفى. وكنت وقتها أتواصل مع كاهن كفرحرا. لقد استنكرنا هذه الجريمة ولم نتراجع قبل دفن الجثة في حلبا، على أمل الأخذ بعين الاعتبار شهادة الجيران ومن اصطحبها إلى المستشفى وسبب عودة الزوج إلى المنزل على وجه السرعة.
«نأمل من المعنيين تحكيم الضمير لأنهم سيجدون حتماً أدلة دامغة»
- هل تلمّح إلى محاولته إخفاء أدلة ما؟
لا يمكن أن أجزم بهذا الأمر. لكن ما سبب خروجه المفاجئ من المستشفى؟
- قيل إنه ضربها بالعصا؟
نعم، وأن شعرها كان عالقاً على العصا أيضاً، الشهود الذين يرددون أنه دخل المنزل وأزال الأدلّة التي تدينه. كما أنه أرغم بناته على تغيير أقوالهن.
- أين البنات الآن؟
في كفرحرا عند أهل والدهن.
- إلامَ توصل التحقيق؟
أرجو إعادة النظر في التحقيق ولسبب تركه للمرحومة في المستشفى وعودته إلى المنزل. يقال إن معالم أخفيت. لقد حققوا مع الشبان الذي أخرجوا الجثة من المستشفى ونسيوا الضحية. نأمل من المعنيين تحكيم الضمير لأنهم سيجدون حتماً أدلة دامغة. هل يعقل أن يقتلها ويدفنها بيديه؟
«قد «ينكع» الرجل زوجته أحياناً أو يصفعها ... هذا يحصل»
- سمعتُ أن رلى كانت تضرب على الدوام؟
ليس مستغرباً أن تحصل بعض المشاحنات بين الرجل وزوجته أحياناً، لا يمكن التوقف عندها في كل مرة. قد «ينكع» الرجل زوجته أحياناً أو يصفعها... هذا يحصل. ولكن لا تؤدي كل ضربة كف إلى الموت.
- كرئيس بلدية، ما يمكنكم فعله؟
الشهود موجودون. وتمّ تعيين محامين.
- ما هو آخر خبر نشر عن حلبا قبل الحادث؟
لا أملك أي فكرة. نحن محافظة منذ العام 2002، لكن في هذه الدولة يسمون الاسم دون جسم. حلبا مضروبة بيئاً وصحياً بسبب نهر العويك حيث مياه الصرف الصحي التي تسقي الخضار المنقولة إلى بيروت.
لو أن هذه الجريمة ارتكبت في غير عكار ...
كانت لتأخذ القضية مجرى آخر، لكن رلى يعقوب امرأة بسيطة «معترة».
والدة رلى
السيدة ليلى يعقوب (66 عاماً): «كان يصفعها وأسمع جيداً صوت الكف لكن أخجل من دخول غرفة نومهما»
«حرقلي قلبي»، العبارة الأولى التي قالتها السيّدة ليلى، والدة رلى حين جلست بقربها في منزلها وفي الغرفة نفسها التي فارقت فيها ابنتها الحياة. أضافت: «خسارتي لا تعوّض. هو لم يكن هكذا. لقد تغيّر في الفترة الأخيرة. كان يمدّ يده عليها «يبعتلا كسرة». كانا يتشاجران بالكلام. لكن ما عساني أفعل؟ أفتح غرفة النوم على ابنتي وزوجها». تشير إلى الغرفة التي كانا ينامان فيها، «كان يصفعها وأسمع جيداً صوت الكف. أخجل من فتح الباب والدخول رغم أنني كنت منفعلة كالمجنونة. «ما إلي عين إتدخّل».
ما المشكلة التي أدت إلى العراك الأخير؟
«لم أكن هنا بل في عوكر لحضور زفاف حفيدة شقيقتي. علمت بالأمر حين اتصل كرم (الزوج) وقال إن رلى زلت قدمها ووقعت وفقدت وعيها. هذا ما ادعاه. وهو يقتل القتيل ويمشي في جنازته».
هل اعتدت تركها بمفردها في المنزل؟
«نعم، أخاف أن أحرجها بوجودي وأن تشعر بأنها مأسورة». لم تطلب رلى الطلاق يوماً، لقد تزوجت كرم الذي يحبها كثيراً، «كانا مغرمين ببعضهما. لقد ركع تحت قدميها وبكى حين ترددت في الزواج منه».
تقترب فتاة شابة وتبدي رغبة شديدة في الكلام. إنها صديقة رلى وجارتها ليليان التي تشير إلى تاريخ 25 من حزيران (يونيو)، أي قبل أيام من موت رلى. تروي ما جرى في ذاك النهار.
الجارة ليليان: كان يشك في أن ابنته الكبرى أو زوجته يتكلمان مع أحد ما
«في صباح 25 حزيران (يونيو)، حمل كرم عصا أداة التنظيف وبدأ بضرب بناته وهن نائمات. فانتزعتها منه رلى ورمتها في الحديقة. فأخذ شريط التلفزيون ودفعها بقوة إلى خارج المنزل مع الصغيرات وأبقى الكبيرات في الداخل لضربهن. كانت رلى تبكي لأنه كان يمنعها من الدخول. هاتف المنزل متصل بهاتف محله، وقد اكتشف أن ثمة رقمين ممسوحين عن الجهاز، وكان مصراً على معرفة من الفاعل رغم أن رلى قالت له إن البنات قد يلعبن بالهاتف أحياناً وقد يكون الأمر حصل عن طريق الخطأ. لكنه كان يشك في أن ابنته الكبرى أو زوجته يتكلمان مع أحد ما ولذلك مسحت إحداهما الرقمين».
هل كان كرم غيوراً؟
تجيب ليليان: «نعم ومعقداً. تركت رولى جميع أصدقائها وكل حياتها وجلست في المنزل لإرضائه. كانت تناديني لأزورها لكي لا تخرج من المنزل. اتصلت بشقيقه طبيب الاسنان ربيع البازي لتشكو له ما حدث في ذاك الصباح. فحضر مع شقيقته الصغرى كارول».
رسمت غرايسي والدها حاملاً العصا
تقاطعنا مدرّسة غلاديس (12 عاماً) وغابرييل (10 سنين) التي حضرت إلى منزل آل يعقوب لتقديم واجب العزاء، «في ذلك اليوم كانت غابرييل تبكي دون أن تذكر السبب».
تواصل ليليان حديثها: «وصل ربيع وكنت عند رلى أطعم أولادها. سمعت حديثهما. قال لها إن شقيقه «حيط... حيط لا يتزحزح. علينا أن نتحايل ونصبر لئلا نصطدم بهذا الحائط. كانت تشكو له الضرب الذي تتعرض له ومحاولتها تجنبه وأنها لم تعد تملك طاقة على العيش بهذا الأسلوب، خصوصاً أنها دون أب ودون أخ يدافعان عنها. طالبته بأن يدافع عنها. حاول الدكتور الربيع الإتصال بشقيقه فأقفل الخط بوجهه، كما أنه رفض الإستماع إليه حين جاءه إلى مكان عمله. دعاه إلى عدم التدخل بينه وبين زوجته». اعتاد كرم أن يمضي وعائلته نهار الأحد في كفرحرا. لكنه رفض أن يصطحب رلى بعد «حادث التليفون». أصرّت عائلته على وجودها رغماً عنه. روت لشقيقاته ما حصل، فقلن لها إنها على حق لكن ليس بمقدورهن مساعدتها أكثر من الإطمئنان إليها والتواصل معها. لكن رلى في هذه المرحلة كانت منهكة نفسياً وجسدياً من الضرب، حتى أنها قالت لي إنها تريد أن تزور المطران. لقد أثّر الحادث على غرايسي ابنة الأربع سنوات كثيراً. رسمت والدها حاملاً العصا ويضرب شقيقتيها الباكيتين. لم نجد هذا الرسم لاحقاً».
تقول الأم المفجوعة بصوت مخنوق: «لم أجده. بحثت عن الرسم كثيراً».
ليليان: «رسمت غرايسي والدها حاملاً العصا وتخرج منه غيوم كبيرة كأنها صراخ عنيف، وطفلتين بشعر طويل وقصير، هما شقيقتاها غابرييل وغلاديس في اليوم نفسه. وقد أحضرت الرسم إلى والدتها لتأخذ رأيها».
السيّدة ليلى: «عقّدن للولاد. هني زغار. أطفال».
يقول رجل مسنّ بين الجالسين: «لا أحد يعرف سبب العراك الأخير. لكن من رآها بعد سماع صراخها وجدها ممددة فنقلها إلى المستشفى. كان قد طلب أحد الجيران من كرم أنه يفتح له الباب، لكن كرم طمأنه أن الأمور بينهما على ما يرام».
السيدة ليلى... لم يكن يناديني بحماتي أو «مرت عمي» بل ليلى.
الجار مخايل يعقوب: «في ذاك النهار كنت واقفاً على الشرفة وسمعت صراخ رلى. وحين نزلت إلى منزلها وجدتها ممددة على الأرض، وإلى جانبها عصا وكوب من الماء»، هل كان يحاول إعادتها إلى الحياة حين فقدت وعيها؟
تقاطع الأم المفجوعة: «طولها 177 سنتيمتراً».
يواصل مخايل: «كان جسمها مطبعاً بآثار الضرب، وكان كرم يصرخ مثل المجنون قبل نقلها إلى المستشفى. سألت إحدى بناته عما حصل فقالت: «بابا ضرب ماما». شعرت بالندم حينها كيف أفلت من يديّ. بقيت مع البنات، فيما ذهب إلى المستشفى بصحبة شباب من الجيران من عائلة حمد. وفوجئت بعودته بعد وقت قصير تاركاً زوجته وحدها هناك».
تقول سيّدة أخرى من حلبا ... نوال عيسى:
«لم أصدق أن زوجها ضربها وماتت بهذا الأسلوب. كانت كتومة وتتجنب المشاكل لحماية عائلتها».
كانت لتموت في عمر الـ 68 لو لم تمتْ الآن!؟
مخايل مجدداً: «أناشد وزيرَي الصحة والعدل أن ينظرا في هذه القضية وألاّ يبقى «قانون حماية النساء من العنف الأسري» في درج مجلس النواب. لقد زُوّرت الحقائق، أصبت بالجنون حين تبيّن مع الطبيب الشرعي أن سبب الموت إنفجار شريان في رأس رلى وأنها كانت لتموت في عمر ال68 لم لم تمت بعمر الثلاثين. لقد أنجب منها خمس بنات ولم تشك يوماً من المرض. هل يعقل أن ينهي التشوه الخلقي حياتها خلال نزاعها مع زوجها؟».
تقاطعه مدرّسة الأولاد: «كان يريد ولي العهد... بدو الصبي لازم تضل تجيب ولاد لتجيب الصبي». فتسترسل الأم بهدوء: «لم تكن ترغب في إنجاب المزيد من الأطفال وإنجاب طفلتها الخامسة». التقطت لها مدرّسة الأطفال صوراً خلال نقل جثمانها. تتساءل وهي تنظر إلى صورها: «هل يعقل أن هذا وجه ابنة 33 عاماً؟ قبل أسبوع من نهاية العام الدراسي كانت غابرييل تبكي. سألتها عن السبب. ظننت أنها حزينة كون شقيقتها أعفيت من الإمتحان وهي لا. هما هادئتان للغاية. علمت السبب لاحقاً».
ليليان: «كان على يدها بقعة كبيرة جراء الضرب. كانت علاقة البنات بوالدهن عادية حتى يوم 25 حزيران (يونيو). أصبح رجلاً مخيفاً بالنسبة إليهن».
ما الذي دار في منزل رلى يعقوب قبل موتها؟
يرد مخايل: «لقد أمّن على حياتها بقيمة 200 ألف دولار».
بعد صمت مؤثر، استعادت السيّدة ليلى أيامها مع رلى قائلة: «ربيتها بدموع عينيّ. كانت ذكية وشاطرة. درست سنتين في الجامعة. لم أعد أذكر الإختصاص. كرم كان كريماً لكن عقله عقل ثور. كان عنيداً لا يمكن مناقشته وتعديل رأيه. كل المشاكل كرمال التليفون». هل كان يغار عليها؟ بثقة موجوعة تجيب: «جداً. كانوا يقولون له إن زوجتك جميلة. وهو أيضاً شاب جميل. لو رحم الطفلة الرضيعة التي ما زالت أمها تحملها».
تجيبها المدرّسة غاضبة: «لقد أطال لحيته كثيراً أخيراً. هو معروف بتعنيف العاملات لديه... يستضعف العاملات السوريات».
يعنف عاملاته ويستضعفهن؟!
«هذا موضوع آخر. هذا شأن يخصه وحده وقد تكون له أسبابه»
ترد الأم مدافعة بأسلوب مفاجئ: «لا يعنينا هذا الموضوع، هذا موضوع آخر. هذا شأن يخصه وحده وقد تكون له أسبابه». هل رأيت البنات لاحقاً؟ «لا. هن قريبات من عماتهن أيضاً، لكنني أنا من ربيتهن». تضيف وهي تفكر بقضية ابنتها: «تبرع أصدقاؤها من أيام المدرسة بأن يدافعوا عنها، المحامون دانيال وطارق وريمون... لدينا خمسة محامين. عنا كتير. لكنني أقول للطبيب الشرعي حسين عدوية: «جريمة قتل هيدي. إنت حكيم. وين اليمين؟ وين ضميرك؟». عمّ تكلمت مع كرم آخر مرة قبل أن تغادري المنزل إلى عوكر؟ «هو لا يتكلم لكنه يردّد على الدوام أنني لا أعلم شيئاً. سألته: «هل رلى حابة عليك»؟ رغم أنني واثقة بأن ابنتي فاضلة».
تبادر المدرّسة مجدداً إلى دعم روايتها بمزيد من التفاصيل بسخرية: «لقد شوهد الأطباء الشرعيون الثلاثة الذين عاينوا جثة رلى جالسين مع بعضهم في كافتيريا المستشفى». تعلّق على حديثها زوجة عم رلى: «كان سيناريو تعرضها لحادث في اليوم نفسه مع شقيقه وارداً لكنهم تعرضوا للضغط حين وصل الدرك. استغربوا وصول الدرك كما لو أن شيئاً لم يحصل. يقولون إن هذه إرادة الله. إن الوحوش البرية تخاف على أطفالها...».
تقاطعنا جميعاً السيدة ليلى: «كانت مشاكلهما تافهة لكنه كان يضربها. لقد طلب مني كاهن كفرحرا ألاّ أسمي الحادث جريمة. وأبدى انزعاجه من الأمر، لكنني قلت له إنني سأتكلم وأتكلم. لقد احترق قلبي. أراد كرم أن يمشي في الجنازة. أراد أن يمشي إلى جانبي». تكرّر متعجبة، ثم تضيف: «كان يعشق بناته قبل الأحداث في طرابلس... استأجر لهن شاليه على البحر...». ماذا تقولين له إن إلتقيته الآن؟ «لا شيء. لا أريد أن التقيه. كانت رلى تحلم بأن تكبر بناتها،. غلاديس وغابرييل وغرايسي الفراشة وغاييل النحلة وغلوريا العصفورة ابنة التسعة أشهر. هي أحبته، هي من مواليد 14 شباط (فبراير) 1980. كان يفتخر بها ولا يدخل زفافاً إلاّ متأخراً لينظر إليه جميع الحضور. هذا ما يؤدي إليه الحب. أنا وحدي الآن».
أين تقرير طبيب الطوارئ؟
قبل مغادرة المكان. يشير باسل يعقوب - أحد سكان الحي - إلى «اعتراض شقيق كرم على استدعاء الدرك رغم أن هذا إجراء اتخذه المستشفى. لقد استغرب تجمعنا وكأننا نريد خراب بيت شقيقه». ويضيف الشاب بلهجة غاضبة: «أين تقرير طبيب الطوارئ الذي طلب الدرك استناداً إليه؟ ثمة تفاصيل لا تصدق. لقد خرج من المستشفى لتعبئة خطه الهاتفي رغم أن ثمة من عرض عليه إجراء المكالمات من خطه الثابت. لقد أجرى لها تأميناً على حياتها بقيمة 200 ألف دولار وهي غير عاملة وتلازم منزلها، بينما المنطق يقول إن الرجل العامل ورب المنزل هو من يجري تأميناً على حياته تحوطاً لاحتمال إصابته مكروه».
عيب خلقي أم عيب أخلاقي!
في حديثنا إلى شقيق المتهم بقتل زوجته الدكتور ربيع البازي، كرّر رواية أسوأ من أن تصدق أيضاً. استنكر اتهام شقيقه كرم بقتل رلى واستند إلى تقارير الأطباء الشرعيين الذين أشاروا إلى وجود عيب خلقي في شريان دم دماغي Aneurysm أدى إلى وفاتها. أنكر كل ما قالته الجارة ليليان. وكأن رلى كانت تجلس على أريكتها لتستريح من الوقوف في المطبخ فأنفجر شريانها، وكأنها كانت سعيدة وصراخها في ذاك اليوم المشؤوم ناتج عن إعفاء ابنتها من امتحان آخر السنة. وكأن كدماتها ناتجة عن ارتطام ما. كما لو أنها لم تتعرض للضرب مما أدى إلى هذا تحفيز هذا العيب الخلقي إن كانت تشكو منه فعلاً. إنه عيب أخلاقي ومجتمعي. هل كرم البازي هو المسؤول فقط؟ إن الصبر أحياناً مفتاح التابوت لكل امرأة ارتضت صفعة أو «نكعة».
إن الزوج حتى كتابة هذه السطور لم يطلق سراحه بعد لكن تشخيص الأطباء الشرعيين قد يكون لمصلحته.
هذا "القضاء" ...10حقائق لا تقل أهمية عن إقرار «قانون حماية المرأة من العنف الأسري»
1- القضاء على الموروث الثقافي الذكوري الذي يعزز من المكانة الثانوية للمرأة سواء كانت عاملة أم ربة منزل.
2- القضاء على الإستخفاف العائلي غير المدرك لعواقب العنف الممارس ضد المرأة.
3- القضاء على معتقد أن الرجال العدائيين هم فقط الأشخاص غير المحترمين وغير المثقفين والذين يعيشون في بيئات عشوائية.
4- القضاء على تبرير العنف النابع من الحب والغيرة والتعايش معه.
5- القضاء على اعتبار العنف رمزاً للرجولة وعقاباً مسموحاً للمرأة.
6- القضاء على مقولة “العنف غير المقصود” لأنه اعتداء لا حل ناجع يصلح العلاقة المضطربة بين الزوجين.
7- القضاء على تهميش الإنعكاس السلبي على صحة الطفل النفسية نتيجة خلافات الوالدين.
8- القضاء على ربط سمعة الأسرة بسلوك وتصرفات الزوجة فقط، فيما يحق للرجل أن يعيش حياته كعازب دون التزامات.
9- القضاء على الصورة السلبية التي ينظر بها المجتمع للمرأة المطلقة نتيجة سوء معاملة الزوج.
10- القضاء على الخجل الإجتماعي من البوح والتصدي، الذي يعتبر العدو الأول لسلامة المرأة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024