تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ابني لا يعرف اللعب وحده

ابني لا يعرف اللعب وحده

السؤال: نادراً ما يلعب ابني(3 سنوات) وحده بل يريدنا أن نلعب معه طوال الوقت، ألا تظنين أنه ينقصه الاستقلال الذاتي؟

جميلة- مسقط


الإجابة:
من المهم جداً للطفل أن يقبل والداه اللعب معه شرط أن يكونا راغبين في ذلك فعلاً. كما من الأفضل اللعب معه 10 دقائق بإرادتهما، على اللعب معه ساعتين غصباً عنهما، وأيضاً شرط أن يكون هناك وقت محدد للعب. ومن الضروري أن يدرك الطفل أن حياة الراشدين ليست مخصصة له وحده، وأن والديه ليس دورهما أبوياً فقط بل لديهما حياتهما الخاصة، وعليه احترامها. وهذه أمور أساسية على الطفل معرفتها. إذ لا يجوز النزول عند رغبة الطفل في كل شيء، بل على الوالدين أن يكونا المحرّك الذي يساعده على النمو. والطفل الذي يلح على والديه أن يلعبا معه، هو طفل في حاجة دائمة إلى تذكيره بموقعه في المنزل وفي حياة والديه، لأن طلباته التي لا تتوقف تظهر رغبة لاوعية في التدخل في حياة والديه. والخضوع لرغبته يعود بالضرر عليه، ذلك لأن الطفل الذي لا يعرف موقعه في العائلة يشعر دائماً بالقلق.

فضلاً عن ذلك فإن الطفل في الثالثة، وهي سن دخول المدرسة، يجب أن يكون قادراً على التصرف باستقلالية كدخول الحمام وغسل يديه... وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللعب، لأنه من ضروري أن يلعب كي يصبح قادراً على تطوير ذكائه ومخيلته وتعلم اللغة من دون مشكلة. فمن المعلوم أن الكلمات تؤكد وجود الأشياء والتفكير بالأشخاص أثناء غيابهم. وعندما يلعب الطفل وحده يتعلم استعمال الكلمات لإيجاد عالم خيالي. وهكذا يستطيع تخطي الخوف من الفراغ وتحمل غياب الآخرين والاستئناس بوحدته. فهذه القدرة على الوجود وحده ومن دون قلق سوف تساعده في حياته عامة. لذا عليك سيدتي ألا تخضعي لطلب ابنك في كل مرة يطلب منك اللعب معه، بل طمئنيه إلى أن في استطاعته اللعب وحده خصوصاً عندما تكونين منشغلة.   


إسألي لها

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079