ابني يلعب دور الرجل
سؤال: يغار ابني البكر (14 سنة) من شقيقه (11 سنة) ويغيظه باستمرار. ومن جهة أخرى يقوم بدور رجل العائلة منذ وفاة والده، ويمنعني حتى من الخروج. رفضت هذا الأمر وأكدت له أنه من الآن فصاعداً سوف أكون الأب والأم وبهذه الصفة عليه الخضوع لي. هل من نصيحة؟
هناء- القاهرة
جواب: من المؤكد أن ابنك في حاجة إلى التنظيم في حياته لأنه لم يعد يعرف مركزه في المنزل. فهو من جهة يتصرف مع شقيقه وكأنه طفل في عمر الثلاث سنوات في الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه مشغولاً بأترابه وبحياته كمراهق. ويبدو أنك لا تتدخلين في علاقته بأخيه لأنك تنظرين إلى الأمر من منظار تجربة تمرّين بها. ومن جهة أخرى يبدو أنه يريد لعب دور الزوج معك خوفاً من أن تتزوجي، من رجل آخر. وبناء على ذلك فإن تصرفاتك معه غير واضحة، لأنك تمضين الوقت محاولة أن تبرهني حبك له. لذا عليك أن تتفهمي وضعه كمراهق يمر بتجربة صعبة، وأن تساعديه على إيجاد نفسه في هذه التجربة التي يعيشها.
أخيراً تأكيدك له أنك من الآن فصاعداً سوف تقومين بدور الأب والأم معاً، هو أمر غير سوي. دور الأم ودور الأب لا يشبهان أدوار الممثلين في المسرحية فالحياة ليست مسرحاً ولكل من الأم والأب مكانتهما الخاصة. فإذا غاب أحدهما يجب على الآخر تذكير الأولاد بهذه المكانة. إذا لست أنت من يجب على ابنك أن يخضع له ولكن من خلالك عليه التقيد بالقواعد التي وضعها الأب عندما كان حياً. ابنك في حاجة إلى أن تبقى مكانة والده حاضرة في وجدانه، وأن تكون مرجعيته. إذا تحدثي إليه عن والده واسمحي له بالتعبير عن حزنه لفقدانه.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024