منى زكي: زوجي وطفلاي أولى بي!
غابت طويلاً عن الأضواء، حتى في عز مرضها ومعاناتها كانت تفضل الصمت، حتى لا تُحزن أحداً من محبيها، بل حتى عندما اتهمها البعض بوطنيتها، بعدما أنجبت ابنها في أميركا، لم تدافع عن نفسها وتركت الأيام تثبت أنها اضطرت لذلك وهي تقف بجوار زوجها أحمد حلمي في رحلة علاجه هناك، ليندم بعدها كل من هاجمها على موقفه. وهي كأبرز نجمات جيلها، قناعتها دائماً بأن حق الجمهور عليها أن تتكلم فقط على عمل فني جديد عندما يخرج الى النور. ولأن فيلمها الجديد «أسوار القمر» ظل حبيس الأدراج طويلاً، بقيت هي أيضاً صامتة طويلاً، باستثناء مشاركة قصيرة برأي عن أحوال بلدها، أو تهنئة لزميل أو زميلة لها بعمل جديد أعجبها. وعندما خرج فيلمها «أسوار القمر» أخيراً الى النور، خرجت منى زكي معه عن صمتها... فماذا قالت؟
«رغم انتظاري عرض الفيلم طويلاً، لكنني لم أفرح به، فقد عشت مثل أي مصرية حالة من الحداد والحزن على ضحايا مصر الذين قتلوا في ليبيا».
هكذا بدأت منى كلامها، مؤكدة أنها لم تستطع أن تستكمل فرحتها بردود الفعل الطيبة التي تلقتها وتتلقاها يومياً من الجمهور والنقاد والفنانين حول الفيلم وطبيعة أدائها فيه، حتى أنها عبّرت عن حزنها ب \صفحة سوداء على حسابها الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، وكتبت عليها: «مصر في حالة حداد».
منى تتمنى انتهاء هذه الأحزان، وأن يتوقف سيلان الدم المصري بهذه الطريقة، وألغت ظهورها مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي على شاشة قناة «سي بي سي»، نتيجة حالة الحداد التي تفرضها مصر.
منى لم تنس أيضاً ضحايا حادث العريش، ووجهت عزاءها الى أهاليهم داعية الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، ووصفته بالموقف الصعب، ودعت الله ألا يتكرر الأمر مرة أخرى وتضرعت إليه أن ينقذ بلدها مصر من هذه الأحداث، وأن يبعد عنها شبح الإرهاب الأسود. وأضافت منى أن حالة الحداد التي تعيشها مصر منذ مقتل جنودها في العريش حالت دون تنظيم العرض الخاص مع أول أيام عرض الفيلم في القاعات، كما جرت العادة في مصر وتأجيله الى ما بعد عرضه بأسبوعين. وأكدت أنها تستعد لفيلم جديد ستباشر تصويره قريباً، وإن كانت تتكتم على تفاصيله التي لن تعلن عنها إلا بعد أول أيام تصويره.
اعتراف
ورغم مرور فترة طويلة على انتهائها من تصوير فيلم «أسوار القمر»، تعترف بأنها ما زالت تعيش مع شخصية زينة التي جسدتها في الفيلم المعروض حالياً في 40 دار عرض، والذي كتبه محمد حفظي وشاركه الحوار السيناريست تامر حبيب، وشارك في البطولة كل من آسر يس وعمرو سعد، وبلغت تكلفته الفعلية 28 مليون جنيه مصري، وحقق حتى الآن ما يقرب من 4 ملايين جنيه مصري طبقاً للشركة المنتجة والموزعة للفيلم.
وأكدت منى أن شخصيتها في الفيلم مثال واضح على أننا أحياناً كثيرة نسعى إلى ما يمكن أن يؤذينا قد يكون فيها، فليس كل ما يلمع ذهباً، بل يجب أن ننمّي خبراتنا في الحياة كي نختار طريقنا بصورة أشدّ وضوحاً.
صعوبات
وعن أهم الصعوبات التي واجهتهم أثناء صناعة الفيلم، قالت: «الطقس وتقلباته من أهم صعوبات العمل الذي حاول منتجه وليد صبري أن يخرجه في أفضل صورة، وأعتبره مشروعاً هاماً إذ صبر عليه كل هذا الوقت ووفر له كل العناصر اللازمة كي يخرج بهذه الصورة. فأحداث كثيرة في الفيلم تدور في مركب هذا الأمر يفرض الحاجة إلى أدوات ومعدّات خاصة في التصوير، واختيار أماكن التصوير كلها يتطلب وقتاً هناك تفاصيل إنتاجية أخرى مكلفة كثيراً.
وحول كثرة التوقفات التي تعرض لها الفيلم، والفترة الطويلة التي استغرقها تصويره والتي تجاوزت ثلاثة أعوام، قالت منى إنها توقفات للتحضيرات والتنسيق.
حلم
منى عبّرت عن سعادتها بردود الفعل، مؤكدة أنها دوماً تؤمن بالنصيب والقضاء والقدر، وأن الله يدّخر دوماً لها الأفضل. فكل الوقت الذي استغرقه الفيلم كي يصل الى صالات العرض لم يذهب هباءً، بل كان كافياً لعمليات المونتاج، والمراحل النهائية التي تراها هامة جداً في مثل هذه النوعية من الأفلام. وهي تشعر أنها في حلم ولا تصدق أن الفيلم قد أبصر النور أخيراً.
وعن مخرج الفيلم طارق العريان، قالت إنه مخرج مهم جداً، وهي تهنئه لأنه قدم فيلماً جيداً وحقق لها حلماً جميلاً.
كما أشادت بالسيناريو الذي كتبه محمد حفظي، وبمشاركة تامر حبيب التي وصفتها بالحالة الجميلة التي أكملت جمال ما كتبه محمد حفظي.
وإن كانت منى تؤكد في الوقت ذاته أن الفيلم كان من التجارب التي أرهقتها، إلا أنها استمتعت به في الوقت ذاته لأسباب عدة ذكرتها سابقاً، منها السيناريو والإخراج والإنتاج، إضافة الى تشاركها في البطولة مع نجمين، تقدر موهبتهما كثيراً، وهما آسر يس وعمرو سعد.
أبعاد نفسية
وعن كيفية دخولها الى عالم شخصية زينة في العمل، قالت إنها لجأت الى أحد أطباء العيون للتدرب على كيفية الظهور كمكفوفة، وأيضاً وضعت أبعاداً نفسية للشخصية التي ترى منى أنها لا تقل أهمية عن الأبعاد الشكلية والصحية، بل هي التي تتحكم في حياتها وكيفية رؤيتها للأمور وتعاملها معها.
ورغم الظروف والعوامل التي واجهتهم أثناء التصوير، خصوصاً أنهم لم يصوروا داخل مكان مغلق وكوروما كما تفعل بعض الأفلام في الخارج، فقد صوروا في أماكن طبيعية، خصوصاً في بداية الفيلم قبل أن يضطر المخرج الى بناء ديكور كامل للمركب واستخدام تقنيات الخدع والغرافيك كي يتم التصوير، وهو ما رفع بالطبع تكلفة العمل الإنتاجية وأدى الى طول فترة التصوير. هذه العوامل مجتمعة تراها منى قد ساعدت وأثرت في مستواها التمثيلي في الفيلم، وفي تقمّصها الشخصية، وهي عوامل تعتبرها مشجعة ودافعة الى التجويد.
آسر وعمرو
أشادت منى زكي بشريكيها في بطولة العمل، آسر يس وعمرو سعد، مؤكدة أن شخصيتيهما في العمل كانت صعبتين لكن كلاً منهما أدّى دوره ببراعة، وشكرت المخرج طارق العريان الذي اختارهما للدورين، وخصوصاً مع تشابه ملامحهما الشكلية وسمرتهما المصرية، مما ساعد في إيجاد حالة من التشويق في بعض لحظات العمل. الجدير ذكره أن هذه المرة الأولى التي تلتقيهما منى على الشاشة. وأضافت أن العمل من نوعية الأفلام التي لا تقع على عاتق شخصية واحدة، بل على عاتق كل شخصياته، وهذه نقطة تميزه وقوته. ودافعت عن مشاهد «الأكشن» بين آسر وعمرو، مؤكدة أنها مبررة طبقاً لسياق العمل نفسه، ولا توجد فيها قسوة من النوعية التي تؤذي وجدان المشاهد، وهي موظفة درامياً بشكل جيد.
عائلتي
برّرت منى غيابها عن الساحة الفنية منذ تقديمها مسلسل «آسيا»، بغياب السيناريو الذي يجذبها إليه. فهي منذ بدايتها السينمائية لا تسعى أبداً الى الظهور لمجرد الحضور والبروز، وتفضل الخطوات الواثقة، ولن تنزل من بيتها إلا لعمل جيد، وإلا فعائلتها أولى بهذا الوقت، برغم اشتياقها الدائم الى مواقع التصوير وهتاف المخرج: «أكشن»، إلا أنها مصرّة على الاختيار، فهي دوماً ترفع شعار «الكيف وليس الكم»، وتقول: «إذا لم أجد العمل الذي يجذبني، فلن أنزل من بيتي، فأنا زوجة وأم وبيتي سيكون أولى بي».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024