تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

ناومي واتس: "أنا لاعبة كرة تحولت ممثلة مغرية"... وأي بلد عربي تحب؟

ناومي واتس:

اكتشف السينمائي الأميركي ديفيد لينش عام 2000، ناومي واتس ومنحها أحد الدورين الرئيسيين في فيلمه «مالهولند درايف» إلى جانب ممثلة ثانية ناشئة في ذلك الحين اسمها لورا إيلينا هارينغ لم يسعفها الحظ مثلما حدث مع واتس التي صارت بين يوم ولــيلة، نجمة مرموقة. وتميل الفنانة إلى التذكير بأنها كانت قد تعدت سن الثلاثين حين لازمها النجاح، وأنها سعت من قبل طوال عشــر سنوات من أجل الحصول على اعتراف ما من الوسط الفني الأميركي أو الأوروبي بموهبتها وقدراتها المتعددة أمام الكاميرا.

وواتس بريطانية المولد وأسترالية الجنسية، عمرها الآن 46 سنة، وهي متزوجة منذ عام 2005 بالممثل الهوليوودي ليف شرايبر ولها منه صبيان.

وآخر فيلم تؤدي واتس بطولته النسائية عنوانه «بيردمان» (الرجل الطير) من إخراج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، وهي تظهر فيه إلى جوار النجم مايكل كيتون الذي طال غيابه عن الشاشة بين الفترة التي كان يؤدي فيها شخصية باتمان (الرجل الوطواط) في نهاية التسعينات من القرن العشرين ومطلع الألفية الحالية، قبل عودته الآن، ويا لسخرية الأحداث، في فيلم يروي حكاية ممثل لمع في دور بيردمان منقذ البشرية وضاع بعد ذلك في بحر النسيان فصار يسعى إلى استعادة أمجاده من طريق المسرح، علماً أن كيتون تم ترشيحه لجائزة أوسكار أفضل ممثل عن هذا الدور.

حضرت واتس في باريس العرض الافتتاحي المخصص للإعلام لفيلم «بيردمان» فالتقتها «الحياة» وحاورتها.


- كيف كانت علاقتك بالنجم مايكل كيتون العائد إلى الساحة، أثناء تصوير «بيردمان»؟
علاقة معلم بتلميذته، فهو مهما غاب يظل من كبار عمالقة المهنة الفنية، وأنا لم أطلب منه أي شيء بطبيعة الحال، لكنه اعتبر أن من واجبه أن ينصحني قبل تصوير المشاهد التي أظهر فيها وراح يحذرني بشيء من المزاح من الممثل زاك غاليـــفاناكيس الذي أديت معه لقطات عدة مدعياً أن غاليــفانـــاكيس بالتحديد من النوع الطموح الذي لا يتردد عن محاولة «خطف» البطولة من زملائه أمـــام الكاميرا. لقد دفع بي كلامه إلى تحسين مستوى أدائي وإلى إظهار طاقتي كاملة في كل لقطة، سواء مثلت فيها مع غاليفاناكيس، أم مع كيتون نفسه.

-  وماذا عن زاك غاليفاناكيس إذاً؟
غاليفاناكيس من النوع المرح، ألا تراه في أفلامه الساخرة يتصرف مثل الصبي؟ هو في الحياة اليومية تقريباً مثلما هو على الشاشة، وهو يهوى المزاح حتى أثناء العمل، وأقصد بالطبع بين لقطتين وليس أمام الكاميرا، فهو، وفق قوله، إذا امتنع عن ترك العنان لروحه المرحة يفقد قدرته على التركيز ويتحول في غمضة عين إلى ممثل رديء. أنا أتذكر أنني ضحكت معه كثيراً وسمعته يروي النكات أمام الفريق التقني في الأوقات التي لم يكن يتحدث فيها إلى زوجته بواسطة الهاتف الخليوي، فهو عاشق كأنه لا يزال في الجامعة، على رغم كونه رب أسرة، وهذا ما يعجبني فيه. وعلى العموم فهو لم يحاول أبداً أن يخطف مني البطولة أمام الكاميرا مثلما قاله لي مايكل كيتون.

-  هل تعرفين ما الذي جعلك تفوزين بدور الأميرة الراحلة ديانا في فيلم «ديانا»؟
لا، أنا في الحقيقة لا أعرف، فنادراً ما يبوح المخرج إلى الممثلين بالأسباب الحقيقية التي تجعله يختار فلاناً بدلاً عن غيره لدور معين. لقد أجريت الاختبار التقليدي أمام الكاميرا وقرأت فقرة من الحوار في حضـــور المخرج وأحد المنتجين، ثم علمت في ما بعد أنني حصلت على الدور. أعتـــقد شخصياً أن مظهـــري لعب دوره في الحكاية، وربما لأنني أحسنت الأداء في يوم الاختبار، ولا أعرف أكثر من ذلك.

-  ألا توجد في لندن أي ممثلة قادرة على أداء الدور، حتى تلجأ الشركة المنتجة وهي بريطانية، إلى ممثلة هوليوودية لتقمص شخصية الأميرة ديانا؟
هذا السؤال يجب توجيهه إلى الشركة المنتجة أو إلى مخرج الفيلم، فأنا كممثلة لا أملك السلطة ولا تتسنى لي مناقشة القرارات الصادرة عن الجهات العليا، إضافة إلى كوني سعيدة بكل عمل جديد يأتيني، حالي حال غيري من الممثلات، ما يعني أن هذا النوع من الاعتبارات يتجاوزني تماماً. ومن ناحية ثانية دعني ألفت انتباهك إلى أن جذوري أسترالية بريطانية مختلطة.


فيديو كليب

-  لم أقصد مضايقتك فأنت كنت ممتازة في الدور، هل تحدثيننا عن بدايتك في المهنة الفنية؟
بدأت فنانة استعراضية أغني وأرقص قبل أن أتجه إلى التمثيل عبر مسلسلات تلفزيونية أسترالية، ثم في بعض أفلام الفيديو كليب المصاحبة لأغنيات بعض المشاهير، وجاءتني السينما في عام 2000 من خلال فيلم «مالهولاند درايف» للسينمائي الكبير ديفيد لينش، فكانت الانطلاقة.

-  هل توقفت عن الاستعراض؟
نعم، لأنني مارست هذا النشاط أصلاً بهدف الانتقال من خلاله إلى السينما وبالتالي اعتزلته فور تحقيق أمنيتي.

-  ما الذي منعك من ممارسة التمثيل منذ البداية من دون اللجوء إلى وساطة الغناء والرقص فوق المسارح وفي أفلام الفيديو كليب؟
سهولة الحصول على عروض مغرية للعمل كراقصة بفضل مظهري، بينما التمثيل له متطلبات لا تتوقف عند الجمال الخارجي وحسب.

-  أنت تحبذين العمل السهل إذاً؟
نعم إلى حد ما، بمعنى أنني مستعدة للعمل الشاق من أجل التطور في ميدان يكون قد فتح لي بابه أساساً وليس لمجرد محاولة اقتحام الأبواب المغلقة كلياً.


دعاية الفيلم

-  من النادر أن تنجح راقصة في أفلام الفيديو كليب كممثلة، والأدلة كثيرة على ذلك، فما الذي جعلك تؤمنين بعكس ذلك بالنسبة إليك؟
طموحي واستعدادي الكلي لمغادرة الاستعراض فور توافر الفرصة المناسبة للدخول إلى عالم السينما والتلفزيون، على عكس الراقصات النجمات اللاتي يرغبن في الدمج بين المهنتين، ما يجعل الشركات المنتجة تعين راقصة في دور سينمائي وتبني دعاية الفيلم حول شهرتها في التلفزيون والمسرح الاستعراضي. والجمهور إذاً يتردد إلى صالة السينما ليرى راقصة مشهورة وجميلة تستعرض مفاتنها فوق الشاشة من دون أي مبالاة بالدور ولا بطريقة تمثيلها، وغالباً ما تفشل هذه الأفلام كلياً أو على الأقل لا تساعد الفنانة إياها في فرض شخصيتها كممثلة.

-  ما هي هواياتك؟
لقد أصبحت الأناقة من أهم هواياتي منذ أن صرت أحضر المناسبات السينمائية الضخمة، مثل توزيع جوائز الأوسكار ومهرجان «كان» ومهرجان برلين وغير ذلك من السهرات التي تفرض على الفنانة ارتداء أحلى الفساتين وأكثرها جاذبية، أما قبل ذلك فلم أكن أتحمّل سماع كلمة «فستان» أو كلمة «تنورة»، وكنت أقضي وقتي كله مرتدية الزي الرياضي العريض من دون أن أضع أي ماكياج فوق بشرتي أو أهتم بتسريحة شعري وغير ذلك مما تفعله الفتيات والنساء عموماً في العالم كله.

-  من الصعب تخيلك هكذا؟
أنا مثلما قلت لك تغيرت كلياً وأصبحت مولعة بالأناقة ولا أتحمل نفسي الآن بثياب مهملة أو بتسريحة لا تليق بي، وذلك حتى إذا بقيت وحدي في بيتي.

-  وما الذي كان يحجز أنوثتك في هذا الشكل؟
حبي لممارسة رياضة كرة القدم واحتكاكي منذ صغري بعالم الصبيان كي ألعب الكرة معهم، فكنت أخاف من أن يرفضوني إذا بدوت «أنثى» في شكل ما، أو إذا شعروا بأنني أولي جاذبيتي اهتمامي الأساسي على حساب كرة القدم.

- وهل ما زلت تلعبين الكرة في أوقات فراغك؟
 لا، فقد تغيرت اهتماماتي، لكنني في وقت ما كنت أحلم بجدية باحتراف هذه اللعبة في فريق نسائي، فهل تتخيل لاعبة كرة تتحول راقصة وفنانة استعراضية ثم ممثلة مغرية؟ هذا ما حدث لي.

 -هل تعرفين البلاد العربية؟
زرت مصر وأعجبت بها جداً، إذ شعرت وأنا أتأمل أهراماتها ومعابدها الفرعونية وأثارها، بأنني أمام جزء من تاريخ البشرية وأدركت كم أننا نحن البشر صغار بالمقارنة مع الهبة التي تنبثق من مثل هذه الأماكن. وزرت مرة المغرب لكن زيارة قصيرة لم تسمح لي باكتشاف معالم هذا البلد، إلا أن أهله بدوا لي أيضاً مثل أهل مصر في غاية اللطف والكرم وعلى درجة كبيرة من السيكولوجية والقدرة على فهم الآخر.
 

باريس - نبيل مسعد

نقلاً عن الشقيقة الحياة

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079