تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

كريم عبدالعزيز: أرحّب بأي تواصل مع المعجبات...

بعدما حقق فيلمه «الفيل الأزرق» إيرادات بلغت 32 مليون جنيه، تأكد من قراره الموفّق باختيار الرواية التي تحمل العنوان نفسه لتقديمها سينمائياً. وزاد من هذا الإحساس لديه النجاح الذي حقّقه الفيلم عندما عُرض في مهرجان «مراكش السينمائي».
النجم كريم عبدالعزيز يعترف بأنه خاض في هذا الفيلم مغامرة وكأنه يرتدي حزاماً ناسفاً، ويتكلم على حالة الإرهاق النفسي والبدني التي تعرّض لها، ومسلسله الرمضاني المقبل، وحقيقة عمله مع نور الشريف وأحمد السقا.
وبعيداً من الفن، يكشف لنا دور زوجته في حياته، وعلاقتها بالمعجبات، وكيف يقضي أوقات فراغه، وعلاقته بطفليه «ملك» و«علي».


- بدايةً، كيف ترى ردود الفعل على فيلمك «الفيل الأزرق»؟
الحمد لله، الفيلم حصد نجاحاً كبيراً عند عرضه في مصر وحقّق إيرادات تجاوزت 32 مليون جنيه، في فترة كانت السينما تعاني انهياراً ضخماً. وحينما عرض أيضاً في الإمارات، كان الحضور الجماهيري كبيراً جداً، مما يؤكد أن قراري باختيار رواية «الفيل الأزرق» الناجحة لتقديمها فيلماً كان موفقاً.

- وهل لمست هذا الاهتمام الجماهيري أثناء مشاركة الفيلم في «مهرجان مراكش»؟
كل الدنيا لمست ذلك، والحضور الجماهيري الضخم في المغرب لمشاهدة «الفيل الأزرق» كان مفاجأة حلوة، لأنني بصراحة كنت أتمنى أن أعرف ردّ فعل الجمهور المغربي على العمل، لدرجة أنني لم أستطع أن أتمالك دموعي وأنا في قصر المؤتمرات من ردود الفعل الضخمة والتصفيق الحاد للفيلم.
وأقول إن كل مجهود وراءه نجاح، وأن كل شخص في الفيلم بذل مجهوداً ضخماً، بدايةً من الفكرة والسيناريو والإخراج والتمثيل والتصوير، وساعدنا كثيراً ما وفّره الإنتاج من موازنة لاستخدام أحدث وسائل التصوير وتقنياته.

- لكن البعض كان يتخوّف من تقديمك هذه الرواية؟
وأنا كذلك كنت مرعوباً قبل بداية التصوير، لكن بمجرد اندماجي في الدور نسيت كل شيء وركّزت في مشاهدي.

- هل تعتبر تألقك في «الفيل الأزرق» نقطة تحوّل في حياتك؟
أعتبرها «أزمة» بالنسبة إليّ، وهو أكبر مجازفة في حياتي، لأنني كنت أبحث منذ فترة طويلة عن عودة قوية الى السينما، بداية من «ولاد العم»، و«فاصل ونعود»، وصولاً إلى «الفيل الأزرق»، الذي فتح لي نافذة جديدة ومختلفة وأوجد لي مساحة جديدة مع الجمهور، الذي اعتاد عليَّ في أدوار ابن البلد الطيب «الجدع» في «أبو علي» و «واحد من الناس».
وحينما عرض عليَّ الفيلم، 90 في المئة من الجمهور والنقاد قالوا إنهم لا يرونني في شخصية «يحيى راشد»، وأقول إن أحمد مراد، مؤلف الرواية، لم يكتب لي الشخصية، لكنني أنا من ذهب إليها، وقرّرت المغامرة و «لبست حزاماً ناسفاً» واجتهدت، ولا أخفي أنه أرهقني بدنياً ونفسياً، لأنها شخصية بالفعل بعيدة عني تماماً وتركيبة غير «دارجة» في المجتمع أو الشارع، وهو ما كان يمثل صعوبة كبيرة بالنسبة إليّ لأكثر من أربعة أشهر.

- وكيف استعددت نفسياً لتقديم هذه الشخصية؟
كما قلت، الموضوع من البداية كانت فيه مجازفة، لكن ما ساعدني هو حضوري جلسات متكرّرة مع عدد من الأطباء النفسيين. كما ساعدني المؤلف الذي رسم لي ماضي الشخصية وملامحها وتاريخها وأبعادها الإنسانية، وكان مرجعي الأول، بالإضافة إلى أنني ارتبطت بهذه الشخصية رغم أن ليست فيها أي إيجابية، سوى قيامه بإنقاذ صديقه، وأعجبتني جملة «إن الحياة دائماً ما تمنح الإنسان فرصة جديدة، وأنه لا يوجد إنسان من دون أخطاء».

- ما الذي أضافه الفيلم إليك؟ وهل كنت تتوقّع هذه إيراداته العالية؟
لم أكن أتوقع هذا النجاح، خاصةً أن عرضه واكب فترة نجاح سينمائي لنوعية أخرى تنتمي إلى الأفلام الشعبية وأفلام الكوميديا والراقصات، مع احترامي لها، وهي نوعية مختلفة اختلافاً جذرياً عن «الفيل الأزرق». لكن حدث العكس، إذ اكتسح الفيلم الإيرادات وتفوّق على كل الأعمال المعروضة، ليثبت أن الجمهور يُقبل على الفيلم الجيد، سواء كان جاداً أو كوميدياً أو أكشن، وليس صحيحاً أنه لا يحب إلا نوعية معينة.
ومما أسعدني وأضاف لي أن هناك شريحة عمرية جديدة من الشباب حرصت على مشاهدة الفيلم، وهي شريحة كانت ابتعدت تماماً من قراءة الكتب أو دخول أفلام السينما، لأنها تاهت في دهاليز الإنترنت واندمجت معه... وهذه إضافة أحترمها جداً والفضل يرجع إلى كل أفراد فريق العمل.

- البعض يتحدث عن مشروع سينمائي جديد مع الفريق نفسه: المخرج مروان حامد والمؤلف أحمد مراد والفنان خالد الصاوي، فهل هذا صحيح؟
أتمني ذلك، لأنني استمتعت جداً مع طاقم العمل كثيراً. فمروان حامد مخرج موهوب ولديه حس فني عالٍ ويعطي مساحة كبيرة للممثل لإثبات ذاته.
أما خالد الصاوي فهو أخ وليس صديقاً، ومعروف لدى الجميع بإمكاناته التمثيلية الهائلة، وقد أدى دوراً صعباً ومركباً وأثبت جدارته كالعادة، بينما أحمد مراد حدوتة قصصية وأدبية هائلة، وأنا أتوقّع مزيداً من التألق.

- ما هو تقويمك لأولى تجارب أحمد مراد السينمائية؟
أحمد مراد مؤلف ذكي، واستطاع أن يعيد جيلاً كاملاً إلى القراءة كان يكتفي بالبحث على الإنترنت أو غيره. وأنا للأسف كنت واحداً من هؤلاء.
وفي تعامله مع روايته «الفيل الأزرق» كسيناريست، نجح في تشويق المشاهد وقدّم له وجبات متلاحقة من المعلومات، وأتمنى أن أتعاون معه في تجربتي المقبلة، وإن كنت لن أذيع سراً بالقول إننا نقوم حالياً بدراسة أكثر من فكرة للتعاون من جديد، ولم نستقر على ما إذا كانت رواية أم لا.

- هل سيدفعك «الفيل الأزرق» لتوديع الأدوار الخفيفة؟
لن أبتعد عن الأدوار الخفيفة التي كنت ألعبها من قبل، لأنني أحب التنوّع في الأدوار، كما أن الجمهور ارتبط بي من خلال هذه الأفلام، لكنني بالتأكيد لن أقدّم أي فكرة بسيطة بعد الآن، ولا بد من أن تكون وراء الفيلم رسالة لكل من يشاهده.

- كيف ترى الأفلام المأخوذة عن روايات أدبية؟
للأسف، توقفت هذه الظاهرة منذ سنوات طويلة، وربما كان آخرها تقديم رواية «عمارة يعقوبيان» في فيلم ومسلسل، لكن الأدب هو أساس السينما، وأنا سعيد تماماً بنجاح «الفيل الأزرق»، وأتمنى أن يكون معظم أعمالي المقبلة عن نصوص أدبية، لأنها تعطي عمقاً للعمل ويكون مختلفاً عن أي نص آخر، كما أن تجربة الروائي العظيم نجيب محفوظ في السينما لم تعد في حاجة إلى شهادة أحد، لأن أجمل أفلام السينما جاءت من طريق رواياته ويوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس وغيرهم من العمالقة.

- كيف يقاس نجاح الفيلم؟
لا يمكن أن يكون هناك فيلم ناجح من دون جمهور. الجمهور هو «ترمومتر» السينما، وشباك التذاكر هو من يصنع نجومية أي فنان، ونحن لم نخترع شيئاً. ففي هوليوود الإيرادات هي التي تصنع كبار النجوم، والحمد لله أفلامي الأخيرة كلها حصدت إيرادات ضخمة، وخصوصاً من خلال ثلاثة أفلام أخيرة عرضت العام الماضي، هي «الحرب العالمية الثالثة»، و«الفيل الأزرق» و«الجزيرة، وحقّقت نحو 100 مليون جنيه إيرادات، وهو ما شجع منتجين جدداً على ضخ أموال واستثمارات ضخمة في هذا المجال.

- بصراحة، هل تأثرت نفسياً بشخصية «يحيى راشد» داخل منزلك؟
بالطبع كان لها تأثير كبير، وزوجتي عانت مني طوال فترة تصوير الفيلم وبعدها أيضاً. وما أريد التشديد عليه أنني لم أصل إلى درجة التوحد أو التقمص مع أي شخصية جسّدتها في أي من أفلامي السابقة، إلا مع «يحيى راشد».

- ما حقيقة الأخبار التي تؤكد تصويرك فيلماً جديداً مع نور الشريف وآخر مع أحمد السقا؟
أتمنى أن أقدّم فيلماً جديداً مع الأستاذ نور الشريف، لأنه واحد من أعظم نجوم السينما المصرية، وشرف لأي فنان أن يعمل معه، لكن ليست هناك أخبار حقيقية في هذا الموضوع. أما السقا، فقد جمعتنا جلسات عمل عدة للاستقرار على فكرة، لكننا حتى اللحظة لم نتوقف أمام فكرة بعينها، وإن كانت صداقتنا تدفعنا إلى ضرورة الالتقاء في فيلم، لأن الجمهور أصبح يطلب ذلك.

- ماذا عن مسلسلك الجديد «وش تاني»؟
هو من تأليف وليد يوسف، وقد شارف على الانتهاء من كتابة السيناريو، ومن المفترض أن يبدأ المخرج وائل عبدالله التصوير، وهو بطولتي مع النجم القدير حسين فهمي ومنّة فضالي وسارة سلامة ومحمد لطفي.

- وما هي شخصيتك في العمل؟
أقوم بدور «بودي غارد» لإحدى الشخصيات الكبيرة من طائفة رجال الأعمال، وهو يلقي الضوء على حياة رجال الأعمال ونهبهم قوت الشعب وعلاقتهم بالسلطة. فهي رحلة صعود من نوع خاص وتجربة مميزة استفزّتني كممثل، وأتمنى أن تحقّق نجاحاً كبيراً في رمضان المقبل.

- كيف تبرّر قلة أعمالك الدرامية رغم أن كل نجوم السينما دخلوا الدراما؟    
الفكرة هي التي تحكمني، وكثيرون يسألوني لماذا أقدم عملاً تلفزيونياً بعد هذا النجاح في السينما؟ وأردّ عليهم بأنني أفضّل دائماً دخول التلفزيون بعد نجاح كبير في السينما وهو أحد أهدافي.
أما العمل في التلفزيون لمجرد أن الآخرين قاموا بذلك، فهو منطق أرفضه، والدليل أنه عندما أعجبتني قصة مسلسل «وش تاني» أقبلت عليه من دون تردّد.

- تعاملت مع نجمات كثيرات مثل منى زكي ومنّة شلبي ونيللي كريم وغيرهن... أيهن الأقرب إليك؟
كلهن محترفات، والدور ينادي صاحبته،أقدّرهن جميعاً وكلهن صاحبات إمكانات فنية عالية، ولا أفضّل فنانة على أخرى، لكنني تشرّفت بالعمل معهن جميعاً.

- كيف ترى موجة الشعبيات المقدّمة في السينما؟
حزنت لأنها استمرت أكثر من اللازم، وكان من المفروض أن تنتهي مبكراً وأن يبدأ الفنانون والمنتجون، الذين ربحوا من خلال هذه الأفلام، العمل على تقديم أفلام أعمق تتناول مشاكل حقيقية، لكن حدث العكس.

- هل تُقبل على المشاركة فيها؟
لا أمانع في تقديم أي شخصية، لكن المعيار ماذا يقول الفيلم للناس. عموماً، أنا أكره «الهلس» ولا أحب تقديمه.

- كيف تسير علاقتك بالمعجبات؟
علاقتي بالمعجبات علاقة فنان بجزء غالٍ وجميل من جمهوره، فأنا أتابع دائماً التعليقات التي تكتب على «فيسبوك» أو من خلال «تويتر» أو في المناسبات العامة على أفلامي وأعمالي، وأرحب بأي تواصل مع المعجبات، سواء كان من خلال التقاط صورة أو غيرها.

- ألا تعتقد أن المعجبات أحياناً يكون لهنّ أثر سلبي في الحياة الزوجية؟
بعض الزوجات ممن لا يفهمن علاقة الفنان بجمهوره قد تؤثر فيهن علاقة النجم بالمعجبات، لكنني والحمد لله زوجتي متفهّمة تحب أن تراني ناجحاً وسعيدة بشهرتي ونجاح أفلامي، لذلك لا تتأثر بالمعجبات، ولا تغضب أبداً من اهتمامهن بي.

- كيف ترى الغيرة في الحياة الزوجية؟
مطلوبة، لكن لا بد من أن تكون في حدود المعقول، وإلا تصبح قاتلة ومدمرة.

- وماذا عن هواياتك؟
لدي هوايات كثيرة، منها السباحة وركوب الخيل. كما كنت قديماً أهوى لعب كرة القدم، وكنت عضواً في فريق الناشئين في النادي الأهلي، لكنني أكتفي بمتابعة المباريات المهمة الآن.

- وماذا عن القراءة في حياتك؟
أنا من جيل تربى على الإنترنت، لكنني الآن وبعد «الفيل الأزرق»، أصبحت شغوفاً بقراءة الأعمال الأدبية الجديدة.

- كيف ترى الصداقة؟
الصداقة كنز جميل.

- ومن هم أقرب الأصدقاء إليك؟
أحبائي أحمد السقا وأحمد حلمي ومنى زكي وحنان ترك.

- ما أهم ما يعجبك في المرأة؟
ذكاؤها وإقبالها على الحياة

- وما الذي تكرهه فيها؟
أنانيتها أحياناً وغيرتها الشديدة. المرأة الجميلة هي التي تبعد عنها أي أنانية أو غيرة، وترى كل من حولها جميلاً، وتحب نجاحه وفرحه وشهرته.

- ما هي أفضل الأماكن التي تحب أن تسافر إليها؟
أعشق البحر، لأنني أحب السباحة. لذلك، أغلب سفرياتي إلى الأماكن الساحلية والشواطئ الجميلة، سواء كانت في مصر أو خارجها، مثل الإسكندرية، شرم الشيخ، بيروت... وغيرها.

- ماذا عنك كأب؟
أعيش أسعد لحظاتي مع ملك وعلي، وألعب معهما وأشاركهما كل أحلامهما الصغيرة.

- وعلاقتك بزوجتك؟
أحبها وأعتبرها أجمل شيء في حياتي، خصوصاً أنها قادرة علي فهمي من دون أن أتكلم، وتحتوي عصبيتي ومزاجي المتقلب

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079