تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أي حذاء هو الأنسب لكل مناسبة تلبينها؟ مصمم الأحذية الشهيركريستيان لوبوتان يجيب...

هذه المرّة الأولى التي أقابل فيها كريستيان لوبوتان... والسؤال ليس ماذا أرتدي، ولكن أيّ حذاء أختار؟  كريستيان في نظري ليس مجرد مصمّم، ولكنه أيضاً صديق المرأة، لا بل أعزّ الأصدقاء وأقربهم إليها. وبالفعل، اللقاء كان ممتعاً ومرحاً... شخصيّته بعيدة عن التكلّف، صريح وحساس، يحب المرأة والحياة! يصمّم الأحذية لأنّ الأحذية كانت دائماً حبّه الأوّل وشغفه الدائم.  ذاكرته تلتقط كلّ ما يراه وتخزّنه من مقبض باب أوعمل يدويّ إلى قطعة من الحديد، أو ألوان تلفت نظره... ولكن عندما يحين موعد العمل، يفضّل الانزواء بنفسه للتركيز على مجموعة جديدة تنتظرها النساء حول العالم. يعمل بحريّة ولا تهمّه اتجاهات الموضة...

- هل هناك أيّ حذاء صممته تعتبره إلى اليوم المفضّل لديك؟
علاقتي مع «الحذاء المفضّل» غريبة، تراوح دائماً بين الحب والكراهية. في المجموعة الأولى، قدّمت حذاء Love، وكان حذائي المفضل. بيع منه الكثير ونفد سريعاً من الأسواق. ولكن بعد بضعة أشهر، أصبحت أكرهه، لأنّ جميع النساء كنّ يردن هذا الحذاء، بينما صممت مجموعة كاملة. كمصمّم، اعتقدت أنني صممت مجموعة جميلة، ولكن الأنظار تركّزت على هذا الحذاء فقط. بالطبع، عدت أحبّه من جديد، وفي الموسم التالي قدّمته بلونين مختلفين: 24 حذاء من المخمل الأسود مع البيج، و24 قطعة باللون الأسود والأحمر نفدت سريعاً من السوق. فهذا الحذاء حقّق الكثير من الأرباح الماديّة.

- من النادر أن يحقّق المصمّم الذي يتبع شغفه أرباحاً على الصعيد الماليّ إن لم يفكّر بعقل تجاريّ. كيف استطعت أن تجمع بين العمل الناجح والمحافظة على فنّك وهويّتك؟
اعدني لأقوم بذلك صديقان مخلصان، منهما رئيس الشركة برونو. السنتان الأولى والثانية كانتا صعبتين وضعيفتين ولكنني لم أكن على علم بذلك حينها. لم نكن نجني الأرباح بل كنّا أيضاً في خسارة. برونو اهتمّ بكل التفاصيل التقنيّة والتجاريّة، وترك لي حريّة التصميم من دون أعباء، فالمصمّم بحاجة إلى الحريّة. لقد دعماني لأحافظ على حريّتي والخفّة في التصاميم، وأنا طبعاً مدين لهما بذلك.

-ما هو مفتاح النجاح؟
أن يكون المرء مخلصاً لنفسه، وألا يعطي آراء الآخرين واتجاهات الموضة الكثير من الأهميّة، بل أن يركّز على نفسه وما يحبّه. فهو إن لبّى فقط احتياجات من حوله وأذواقهم، سينجح بالتأكيد، ولكن لفترة قصيرة جداً. وعندما يتبع حدسه سيكون مخلصاً لنفسه، وبالنتيجة سيحصد النجاح حتماً وبشكل مستمرّ. 

- ما هي الصفات المشتركة بين تصاميمك وشخصيّتك؟
تصاميمي جذابة وفيها أنوثة، ولكن لا يمكنني أن أقول ذلك عن نفسي.

- هل يمكن أن نقول إن فيها حسّ المرح والدقّة في التفاصيل؟ هاتان صفتان أراهما بارزتين في شخصيّتك والطريقة التي تختار بها أزياءك...
حسناً، أقبل هذه الإجابة...

- ولكن يجب ان تجيبني أنت عن السؤال..
تصاميمي مثلي، باريسيّة جدّاً ولكن بطريقة غريبة... باريس مدينة تتصّف بالادّعاء، وكل من ولد في باريس، لديه هذا الشعور بالتباهي، فهي مركز الموضة. وباختصار، أحبّ الحياة كثيراً!

- عندما تلتقي إمرأة، هل تنظر إلى حذائها أوّلاً؟
لا، أنظر إلى وجهها، وبينما نتحدّث، أمارس هذه اللعبة الغريبة في ذهني، فأحاول أن أحلل شخصيّتها لأحزر شكل الحذاء الذي تنتعله. ربّما جزمة أو صندل مجنون أو حذاء للرقص!

- في أي سن يجب أن تشتري المرأة أو الفتاة حذاءها الأوّل من Louboutin؟
بعد سنّ الثانية عشرة، وإن كان حذاءً بكعب مرتفع، بعد أن تتخرّج من المدرسة. فقبل ذلك يكون الجسم ما زال يتكوّن. كما أنّ الفتاة في هذه السن يجب ألا تذهب إلى المدرسة بحذاء بكعب مرتفع من Louboutin، فستفقد حينها جميع صديقاتها!

- لماذا نجد اسم Louboutin مرتبطاً دائماً بالجاذبيّة؟
هذا ما أحبّه في المرأة، جاذبيّتها. فأحياناً، وليس دائماً، من الضروري أن تشعر المرأة بأنّها مرغوبة وجذّابة. وعندما تختار الكعب المرتفع، تتصرّف وتشعر بطريقة مختلفة، ولكن السبب ليس الحذاء، وإنّما قامتها ووضعيّتها بحذاء معيّن. فهي تحبّ نفسها وشعورها عندما تنتعل الكعب المرتفع. هناك مثلاً إمرأة إسبانيّة كانت تجرّب الأحذية بالكعب المرتفع، وما ان لمس الحذاء قدميها حتى لمعت عيناها، وقالت إنها لم تعد بحاجة إلى عمليّة لشدّ الوجه، فالحذاء أقلّ ثمناً. الكعب المرتفع هو من التفاصيل الصغيرة التي تحسّن مزاجك.

- عندما تشتري المرأة الحذاء الأوّل من Louboutin، هل تختار حذاء كلاسيكيّاً أو الحذاء الذي يدق له قلبها؟
بحسب المرأة وبحسب ميزانيّتها. إن كانت تريد الشعور بالثقة والاستقرار، أنصحها باختيار الحذاء الكلاسيكيّ بحسب أزيائها وما هي بحاجة إليه. وإذا كانت فعلاً مغرمة بحذاء مجنون، فلتقدم على شرائه.

- الحذاء الأسود أوّلاً أم الحياديّ؟
بحسب المدينة التي تعيش فيها المرأة. في المدن الباردة، الحذاء الأسود أهمّ، بينما في البلدان الدافئة أقترح عليها اللون الحياديّ.

- ما هي الأحذية الضرورية في خزانة كل إمرأة؟
حذاء أسود كلاسيكيّ، فهو عمليّ جدّاً، للمكتب والمناسبات واللقاءات الرومانسيّة.
حذاء بلون حياديّ من لون البشرة للفساتين مثلاً..
الجزمة القصيرة، فهي مريحة تلتقط القدم جيّداً ويمكن بسهولة أن تختارها بكعب مرتفع جدّاً.
حذاء بمنتهى الأنوثة، برّاق، صندل مرصّع أشبه بجوهرة، يمكن أن تحكم به العالم!

- ما هو الخطأ الذي تقع فيه المرأة دائماً؟
برأيي الشخصيّ، الحذاء الأبيض الخالص. أحبّ الحذاء الأبيض عندما تزيّنه بعض التفاصيل، أو الصندل الأبيض، ولكن الحذاء الأبيض الكلاسيكيّ يجعل القدم تبدو أكبر، بينما الأسود يصغّر حجمها، والأسود اللمّاع يعكس الضوء. فالحذاء الأبيض يذكّر بالعروس...

- ما هي نصيحتك للعروس عندما تختار حذاءها؟
بحكم خبرتي، عندما أصمّم حذاء للعروس، أقدّم لها اثنين دائما دون أن تعلم. كل مرّة أصمّم لها حذاء ثانياً لحالة الطوارئ. فالعروس تحلم بيوم زفافها، وتريد أن يكون حذاؤها استثنائيّاً. ولكن يوم الزفاف تصاب أحياناً بحالة من الذعر وعدم الثقة بالنفس غالباً ما تنعكس على الحذاء. فتعود وتختار الحذاء الكلاسيكيّ.  3 أو 4 مرات من أصل 10على الأقلّ، تختار العروس الحذاء الكلاسيكيّ العاديّ بينما أرى شقيقة العروس بالحذاء الرائع الذي صممته خصيصاً للزفاف!

- ساره جيسيكا باركر كانت تعشق أحذيتك في برنامجها...
التقيتها في نيويورك، ولم أكن أعرفها بعد. كانت رقيقة جدّا ولطيفة، بشعرها المجعّد. وقالت لي إنها اختارت حذاءها من Louboutin ليوم زفافها. ولكنّني لم أعش في أميركا، ولم أشاهد برنامجها.

- اختارت أكثر النجمات والشخصيّات البارزة أحذيتك لأهمّ المناسبات في حياتهنّ. هل هناك إمرأة معيّنة ولو من الماضي كنت تودّ أن تراها بحذاء من Louboutin؟
لو كانت إمرأة واحدة، فهي بالتأكيد والدتي... لكنت سعيداً وفخوراً برؤيتها تمشي بأحذيتي. ولكنّها رحلت قبل أن أطلق مجموعتي الأولى.

- في إعلاناتك لمجموعة الصيف، نرى المرأة في المغطس بحذائها. ألا تخاف أن تشجعها هذه الإعلانات على الاستحمام بأحذيتك؟
إن كانت ستستحمّ بها بعيداً عن الكهرباء، لا أمانع! فلتعِش المرأة نزواتها كما يحلو لها.

- صمّمت أيضاً أحذية للرجال، كيف يختلف الرجل عن المرأة عندما يختار حذاءه؟
كلاهما يشعر بالإثارة والسعادة لدى شراء حذاء جديد. ولكن الرجل يختلف كثيراً عن المرأة. فالمرأة عندما تقف أمام المرآة تنظر إلى قامتها وإلى نفسها ككلّ. مشيتها تتغيّر بالحذاء.

- في أسبوع الموضة، أرى أحذيتك في أهمّ العروض. كيف تتعاون مع المصمّمين؟
عادة يأتون إليّ وأستمع إلى احتياجاتهم. وهي طريقة جميلة للتعاون مع المصممين عن كثب.

- ما هو الجزء من عملك الذي تستمتع به أكثر؟
الرسم.

Do & Don't

الحذاء المفتوح في الشتاء: في روسيا Don't، ولكن في باريس Do

الحذاء المفتوح مع جوارب: لا شيء ممنوع، أعتقد أنه شيء مرح

حذاء السهرة في النهار: طبعاً  Do

كعب مرتفع جدّاً للمكتب: Do، فالكعب المرتفع برأيي يضيف إلى قوّة المرأة، وعندما تشعر بنفسها أطول قامة، تتحدّث إلى مديرها بالمستوى نفسه.

حذاء غير مريح: Don't، الحذاء غير المريح ينعكس على طلّتك، وابتسامتك لن تبدو جميلة.
 

علمتك الحياة أن: لا شيء أغلى من الحريّة.
الشيء الذي لا يمكنك أن تقاومه: بطبيعتي، لا أستطيع المقاومة. لا أستطيع مقاومة شيء...
في حقيبة السفر: نظارات السباحة، ملابس للسباحة، الهاتف طبعاً، وقبّعة دائماً.  لا أنسى النظارات، حتّى لو انني أشتري النظارات الجديدة في كلّ مطار، والفراشات المعقودة حول العنق حتى وإن لم استعملها.
آخر شيء اشتريته ودفعت ثمناً باهظاً بالمقابل: قناع أميركيّ هنديّ أستخدمه للديكور، اشتريته في مزاد علنيّ من Sotheby's.
فخور لأنّني: لم أتغيّر
ما لا نعلمه عنك وقد يكون مفاجئاً: أمارس الرياضة البهلوانيّة «ترابيز».

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079