دارين حمزة: يحق لي أن أدّعي الإحتراف...
من جرأة «بيروت أوتيل» اتجهت نحو بيت الزوجية في «بيترويت» مختبرةً العنف المنزلي الذي تتعرض له النساء المعنفات وتتجاوز الخامسة والثلاثين ولا تزال عازبة في «يلّا عقبالكن»، الفيلم الذي أدّت فيه دور امرأة حائرة تبحث عن الحب والاستقلالية. من السينما انتقلت إلى الدراما فدخلت حياة عابد فهد في «لو» لإختبار مشاعره تجاه زوجته. وفي «أهل اسكندرية» لعبت دور المناضلة الأقرب إلى شخصيتها. وإلى نقيض النضال اتجهت نحو «حلاوة الروح» لتهرّب الآثار في ظل الأزمة التي تعيشها سورية. الممثلة اللبنانية دارين حمزة تتحدث عن أعمالها الجديدة وحياتها في هذا الحوار...
- ما هي آخر أعمالك؟
أحتفل بنجاح فيلم «يلّا عقبالكن» الذي سجّل أرقاماً عالية في شبابيك التذاكر. وأرجو أن يحقّق فيلم «بالحلال» النتيجة نفسها. من جهة أخرى أنهيت تصوير مسلسل Beirut Wow، وهو يتناول قصة شاب وفتاة في ظل الظروف التي نعيشها من إشعال الدواليب وإقفال للطرق. يكون الشاب شاعراً، أما هي فتطمح إلى أن تكون مسرحية أو مخرجة. ما يميز العمل أنه ينقل البيئة اللبنانية بشوارعها التي يصطف على جوانبها الجزار و«الفوّال» وصاحب دكان البقالة وشخصيات من بيئتنا اللبنانية الحقيقية، لذلك أطلقنا عليه اسم «بيروت واو».
- من يشارك في المسلسل؟
الدوران الرئيسيان نلعبهما أنا وحسان مراد ويشاركنا طارق تميم، كارول عبود، زياد أبو عبسي ويحيى جابر، بالإضافة إلى وجوه جديدة.
- لديك أكثر من تعاون مع طارق تميم.
لم نتعاون منذ فيلم «شولا كوهين» الذي يتناول قصة الجاسوسة الإسرائيلية.
- كيف توجزين قصّة «بالحلال»؟
الفيلم من إخراج أسد فولادكار، إنتاج ألماني وشريكه اللبناني شركة الصبّاح. هو عبارة عن قصص ثلاث، كل واحدة منها تعالج قضية الزواج بالحلال، أي يتناول أنواع الزواج الإسلامي وسبل حلّ معوقاته ومشاكله. وأعتقد أنه سيثير الجدل.
- هل من الممكن أن يُمنع من العرض؟
لا أبداً، لأنه بالحلال.
- ما هو الدور الذي تؤدينه؟
أؤدي الدور الرئيسي في قصة من القصص الثلاث، التي تعالج قضية ثنائي، ويشاركني العمل رودريغ سليمان وختام اللحام وسمارة نهرا.
- ما قصة «بالحلال» و«يلاّ عقبالكون»؟
(تضحك) أعمالي الجديدة مرتبطة بالزواج، قصة فيلم «يلّا عقبالكون» تتحدث عن ياسمينا التي أؤدي دورها وصديقاتها الثلاث مروة خليل وندى أبو فرحات ونبال عرقجي، وعن وضع الفتيات اللواتي تخطين سن الثلاثين ولم يرتبطن بعد، بالإضافة إلى الضغوط الإجتماعية التي يتعرضن لها وعلاقاتهن الفاشلة، في إطار كوميدي ودرامي.
- كيف تعرّفين شخصيّة ياسمينا لمن لم يشاهد الفيلم بعد؟
ياسمينا خبيرة تجميل، تجاوزت الثلاثين ومصرّة على الزواج بالشخص الذي تحبه ولا تود أن ترتبط بالطريقة التقليدية. تُواجه بعض المشاكل، ويسلط الضوء عليها وعلى صديقاتها. أشجع الجميع على مشاهدة هذا الفيلم الذي يجمع بين الرومنسية والكوميديا والدراما، وهي المرة الأولى التي ألعب بها دوراً كهذا.
- هل يشبه مسلسل «غزل البنات» الذي ارتكزت فكرته أيضاً على أربع فتيات؟
لا أبداً، معظم المسلسلات ركّزت أخيراً على الفتيات مثل مسلسل «صبايا» و«غزل البنات»، صحيح أن الصداقة تجمع بينهن لكن في «يلا عقبالكون» الزواج هو محور الفيلم.
- من هي الشخصية الأقرب إليك في الفيلم؟
كل فتاة عندما تشاهد العمل ستشعر بأنها عاشت أحداثاً مشابهة وبأن هناك شخصية تشبهها، وربما تشبهني شخصية ياسمينا الكاتبة التي أؤدي دورها ولذلك اختارتني المخرجة لتأديتها.
- في «شولا كوهين» و«33 يوم» ظهرت كشخصية إسرائيلية، هل أتقنت اللغة العبرية؟
لم أتقنها، ولكني أتقن حوار الشخصية، وأحاول أن أحفظ دوري بطريقة جيدة. «شولا كوهين» فيلم قديم وإنتاجه محدود وظروف السينما في لبنان لم تكن قوية مثل اليوم. هو إنتاج أقرب إلى التلفزيون وكان خطوة أولى نحو السينما. كانت شولا تعيش في لبنان وقد افتتحت عدداً من المطاعم والملاهي الليلية في الستينات من القرن الماضي وكان لديها شبكة استخبارات للموساد، وكان لديها علاقات كبيرة مع قيادات في البلد وفي النهاية تم اكتشاف أمرها واعتقالها، وذلك أيام الرئيس الراحل فؤاد شهاب، وبقيت 7 سنوات في السجون اللبنانية إلى أن تم استبدالها بأسرى. كانت من مؤسسي الكيان الإسرائيلي. هي إمرأة مثيرة للجدل، وأحببت أن ألعب دورها لأني أحب القصص الحقيقية التي تتعلق بحياة شخصيات تاريخية، تشعرين بأنك تحفظين هذا العمل لتاريخك الفني. أما دور «بتول» في «الغالبون» هو شخصيّة واقعيّة في ظل الاحتلال الإسرائيلي للجنوب اللبناني. هناك من سألني كيف أؤدي دور شولاّ فأخبرتهم بأنه من المفترض أن يعرف الناس عن هؤلاء الناس وعن أهمية بلدنا الذي كان يجري هكذا محاكمات. وفي فيلم «33 يوم» أديت دور جندية اسرئيلية تراجع نفسها في ما تقوم به تجاهنا كلبنانيين وتشعر بالذنب في مكان ما، وهو دور جديد أضفته إلى لائحة الشخصيات التي لعبتها.
- كيف تقوّمين دور يوسف الخال في «33 يوم»؟
تعرّض يوسف لكثير من الإنتقادات بسبب هذا الدور، واعتبر البعض أنه كان من المفترض أن يجري بحثاً أكثر عن الشخصية، وأنه بالغ في أدائه. تليق بيوسف شخصيات أخرى، مثل دور الشاب الجميل، ولكن يوجد ممثلون محترفون يستطيعون أن ينتقلوا من شخصية إلى أخرى.
- طوني عيسى برع في «الغالبون» علماً أنه أيضاً من بيئة مختلفة؟
طوني خرّيج مسرح، وخريجو المسرح دائماً أقوى في تركيب الشخصية والإنغماس في البيئة واتقان اللهجة، إذ يملك المسرحيون تقنيات تساعدهم على التأقلم مع تاريخ الشخصية وبيئتها.
- في «لو» عملت إلى جانب نادين نسيب نجيم، وفي «غزل البنات» عملت إلى جانب نادين ولسون نجيم، حدثيني عنهما.
أعرف نادين ولسون أكثر لأننا مثلنا أدواراً أكثر معاً. أما نادين نسيب نجيم لم أمثل معها فكان عملي إلى جانب عابد فهد في «لو»، لكنني التقيتها أكثر من مرة بعيداً عن المسلسل. نادين نسيب نجيم كان دورها أكبر في «لو» من دور نادين ولسون في «غزل البنات» من ناحية الخط الدرامي الأمر الذي ساعدها على ابراز طاقاتها الفنية أكثر. كل واحدة منهما لديها شخصيتها، وأحببت نادين في «لو» ربما لأني شاهدته وأعجبني، ونادين ولسون في «غزل البنات» «مهضومة». لكنهما ليستا محترفتين، ولكن من يحب هذه المهنة باستطاعته أن يتطور عبر بذل جهد إضافي خصوصاً إذا كان العمل مع مخرج محترف.
- ماذا عن علاقتك بعابد فهد في «لو»؟
عندما يختلف مع زوجته (نادين نجيم) أظهر في حياته وأكون خطاً ثالثاً يثير اهتمام المشاهد ليختبره إن كان سيترك زوجته أم سيبقى معها. ولو استمر سياق المسلسل كما هو من دون دخولي في حياتهما لما عرف المشاهد مدى إخلاصه لزوجته. أحببت أني وعابد عملنا وحدنا لأني أحب أن أقف أمامه، وهو «لذيذ» ومحترم وينصت إلى آراء الآخرين ويحب عمله ويعمل باحتراف، وأعجبتني الشخصية المنكسرة التي أديتها، كانت تجربة مميزة.
- ماذا عن «حلاوة الروح»؟
أديت دور إمرأة عصابة، وهي شخصية جديدة، أتاجر بالأثار التي يتم تهريبها من سورية إلى لبنان. وشارك معنا الممثل الراحل خالد صالح، ولم أكن أعلم حينها أنه مريض، فسألته عن انخفاض وزنه فأخبرني بأنه يعاني من مرض في القلب، لكنه أخذ الموضوع على سبيل المزاح وقال لي: «من الجيد أن وزني انخفض»، كان يضحك كل الوقت. أحب هذه الشخصيات المرحة التي لا تستسلم للمرض.
- لماذا لم يُعرض مسلسل «أهل اسكندرية»؟
قالوا لنا في مدينة الإنتاج في مصر إن ثمة مشكلة في دور عمر واكد الذي يؤدي شخصية شرطي فاسد. وبرزت مخاوف من أن يؤثر عرض المسلسل على الرأي العام لأنه ينتقد الجيش أو القوى الأمنية، علماً أن الحقبة التي تجري خلالها الأحداث هي في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. ولكن علمت أنه سيعرض في رمضان المقبل. أؤدي فيه دور مهندسة لبنانية أتابع دراستي العليا في جامعة السوربون، وأزور الإسكندرية لكي أتعرف على تاريخ العمارة فيها التي تعود إلى العهدين اليوناني والإنكليزي، فأكتشف أنه يتم تدميرها وإنشاء مكانها مراكز تجارية. كما أني أزور المسرح الذي كان يغني على خشبته العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ويتم تدميره ويبنى مكانه مركز تجاري. أحببت شخصية المناضلة التي أؤديها وشعرت بأن جزءاً كبيراً منها يشبهني. العمل من إخراج خيري بشارة، وكتابة بلال فضل وهو كاتب مثير للجدل في مصر.
- يبدو أن هذا الدور هو الأقرب إلى شخصيتك؟
بالفعل أؤدي دور الفتاة اللبنانية المناضلة وأحاول إيصال رسالة وطنية، علماً أن غالبية الأدوار التي تُسند إلى اللبنانيات هي الإغراء.
- شاركت مع زياد الرحباني أخيراً في عمل فني، لماذا ذكرت أن «الوقفة غير» معه؟
لأن زياد «غير». أديت في العمل نصوصاً كتبها زياد، وقد اقترح الممثل طارق تميم اسمي على زياد وقد أُعجب بالفكرة لأني كنت قد أديت دوراً في مسرحية «صح النوم» لزياد الرحباني إلى جانب السيدة فيروز، في العام 2006، وكان لقائي الأول معه. عندما التقيته أخبرني أنه يتابع أعمالي وسعيد بما أقدمه، أحبه كثيراً وهو يعني الكثير لأبناء جيلي. هو الشخص الوحيد الذي استطاع أن ينقل واقع الشارع وحقيقتنا كمواطنين، كيف نتكلم وكيف نفكر إلى المسرح والفن. أغنياته قريبة منا كشعب، هو أقرب فنان إلى المواطن اللبناني الحقيقي. ومن البديهي كمتخرجة مسرح وسينما أن أشعر بالسعادة حين أعمل معه. وشاركت في عروض ثلاثة معه.
- البعض سأل هل مسلسل «بيروت واو» مشابه لفيلم «بيروت أوتيل»؟
لا أبداً، بيروت تلاحقني في كل أعمالي ربما لأني أحبها جداً ومتعلقة بها، بالإضافة إلى هذين العملين هناك «بيترويت» أي بين بيروت وديترويت.
- هل تشعرين بأنك هوجمت بعد «بيروت أوتيل»؟
تلقيت عروضاً كثيرة، ولكني ابتعدت قليلاً لكي أغير نظرة الجمهور إليّ. وكل تجربة نخوضها نتعلم منها، ونتفهم البيئة التي نعيشها أكثر. قد أؤدي دوراً جريئاً لاحقاً ولكن يتماشى مع بيئتنا.
- هل كانت مشاهد ضربك في «بيترويت» حقيقية؟
عندما عُرض عليّ الفيلم، كان همي معرفة من هو الممثل الذي سيؤدي دور زوجي، فمن سيلعب الدور يجب أن يكون محترفاً، أتقن الممثل حسن فرحات الضرب واستطاع أن يضبط نفسه لأن الضرب كان حقيقياً، ولا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يلعب دور الشرير بهذا الإتقان.
- كيف أثر عليك هذا الدور؟
عندما كنت ألعب الدور، سألت نفسي كيف لا يوجد Cut في حياة النساء المعنّفات كالمشاهد التي نلعبها، ويعشن هذه الحالة يومياً. بعد الفيلم ساهمت بحملة مع منظمة «كفى»، إذ نحاول كممثلين أن نوصل صوتنا ورسالتنا ونظهر ما تتعرض له بعض النساء من عنف يومي.
- ماذا عن فيلمك الإيراني؟
هو فيلم إيراني صورته قبل سنة تقريباً، ويتناول الحرب في أفغانستان. صُوّر في المدينة السينمائية في إيران، حيث شُيّد ديكور كأنه مخيم ومدرسة لاجئين أخذت طابعاً حربياً. وأديت فيه دور ممرضة أميركية تتواصل مع الجيش الأميركي وتتفق معه على أن يسلمها الأولاد المصابين خلال الحرب على أفغانستان للمتاجرة بأعضائهم. وهي لا تعرف شيئاً عن الطب، تبدو بريئة لكنها مجرمة وتواجهها جندية أميركية فتتواطأ الممرضة عليها مع ضابط أميركي. حاز الفيلم جوائز كبيرة.
- لماذا توجهتِ إلى إيران؟
في العام 2007 زار فريق عمل الفيلم لبنان وأجروا تجارب أداء وأعجبهم أدائي فعملت في أول فيلم ايراني، وبعد عرضه في ايران، جاءتني عدة عروض. وأخيراً أخذت أدواراً رئيسية كإيرانية لا كأجنبية.
- ماذا عن اللغات؟
تحدثت في الفيلم الإيراني بالإنكليزية ومع الأفغان بالأفغانية، كما أني تحدثت بالفارسية في فيلم «كتاب قانون»، وتحدثت بالعبرية في فيلم «33 يوم».
- كيف تجدين البطولة المشتركة؟
البطولة المشتركة مسلية أكثر والجمهور ملّ البطلة الواحدة في العمل، وأعتقد أن الموضوع متعلق بالقصة أكثر. إلا أني لا أكترث للدور الرئيسي دائماً، فبعض الأدوار الثانوية تكون أقوى.
- كيف تصفين تجربتك في مسرحيّة «صح النوم» مع فيروز؟
شعرت بالسعادة والفخر بأني أقف أمام السيدة فيروز على خشبة المسرح نفسها، هي التي تربيت على صوتها، وستبقى بصمة لامعة في حياتي، قد لا تتكرر التجربة، علماً أن دوري صغير جداً والبعض لامني عليه، لكني اعتبرت العكس ومهما كبرت، ففيروز أيقونة لبنان في الطرب والغناء، وأنا من جمهورها وسأبقى كذلك. مشاركتي معها ذكرى لي اكتشفت فيها الناحية الإنسانية، هي خفيفة الظل وقريبة من الناس وليس كما يخيل إلينا أنها تعيش في قصر عالٍ وبعيدة عنا. هي شفافة ورقيقة، ولن تتكرر.
- إلى أي مدى يشبهها زياد الرحباني؟
فنياً، زياد أيقونة مختلفة عنها. أولاد الفنانين لا يستطيعون أن يتفوقوا على أهلهم عادةً، إلا أن زياد أنشأ مدرسة خاصة به مختلفة عن مدرسة فيروز. ليس من السهل أن يصنع الإنسان إسماً له بعيداً عن أهله، وهذا إنجاز ضخم.
- أنت بعيدة عن المسرح اليوم.
بالفعل، علماً أنه عرضت عليّ أدوارٌ كثيرة ولكن الأولوية بالنسبة إليّ هي للسينما، لا يمكنني أن أجمع بين الاثنين إذ لا بد أن أضحي بأحدهما.
- ما الفرق بين المسرح والسينما والدراما؟
الفرق كبير، والدراما هي الأسهل إذ ليست بحاجة إلى تدريب لمدة ثلاثة أشهر كالمسرح ولا للدخول إلى عمق الشخصية كالسينما. المسرح يحتاج جهداً كبيراً ووقتاً أكبر بالإضافة إلى المبالغة في حركات الجسد والتعبير والصوت لكي يصل إحساسك إلى كل الذين يشاهدونك. بينما في السينما تجدين العكس، ولهذا السبب تابعت ورشة عمل في جامعة كولومبيا في نيويورك لكي أتعرف على تقنيات العمل السينمائي، وفي السينما يظهر الإنسان على طبيعته وبشفافية أكبر.
- هل عرضت عليك أدوار رفضتها وندمت لاحقاً؟
ثمة أدوار عُرضت عليّ، خصوصاً بعد فيلم «بيروت أوتيل». تلقيت عروضاً جريئة رفضتها من ضمنها مسلسلات وأفلام، إلا أنها عُدّلت لاحقاً وكان باستطاعتي أن أؤديها.
- ألا تعتقدين أن الضجة التي أثارها «بيروت أوتيل» زادت شهرتك؟
الفيلم أثار ضجة ولكنه ليس وراء شهرتي، والسؤال الذي طُرح بدايةً أنه كيف أديت دور «بتول» في «الغالبون» المسلسل المحافظ ولعبت دوراً مختلفاً تماماً في «بيروت أوتيل»، الشخصيتان المتناقضتان هما اللتان أثارتا البلبلة. لذلك كان «بيترويت» هو الفيلم الثاني بعد «بيروت أوتيل»، ولعبت فيه دور المرأة المعنفة لكي أغير صورتي عند الناس، ولو لم أفعل ذلك لارتبطت صورتي بالأفلام الجريئة.
- ألم تشعري بأن نهاية فيلم «بيترويت» مبالغ فيها؟
سمعت أن هناك مبالغة ولكن هذه الأحداث تحصل، إذا كان أحدهم مدعوماً تتم هذه المداهمات لتوقيف شخص بهذه المبالغة ولو كان الموضوع تعنيف الزوجة.
- لم تمارسي مهنة الإخراج إلا في بداياتك، ألن تقدمي عملاً من إخراجك؟
ربما في المستقبل، أحاول اكتساب الخبرة كممثلة من المخرجين الذين أتعاون معهم، وباستطاعتي عندما أتقدّم في السن أن أقف وراء الكاميرا لأقدم عملي الخاص.
- كيف وجدت العمل مع المخرج شوقي الماجري؟
العمل معه متعة، هو مخرج مخضرم وواثق من نفسه، هدوؤه ينعكس علينا إيجاباً كممثلين ويجعلنا نركز أكثر في عملنا. وثمة فرق شاسع بينه وبين مخرجين آخرين.
- تفضلين رافي وهبي في الكتابة أم في التمثيل؟
تمثيل رافي مقنع وككاتب سينجح وسيتقدم أكثر، يتطرق إلى تفاصيل دقيقة تغوص في الواقع وتخرج منه، أحببت العمل معه.
- إذا كتبت عملاً ما هي القضية التي تتناولينها؟
أتناول واقعاً تستبعده معظم الأعمال اللبنانية التي تركز على السياحة والتزييف ولا تخاطب المشاهد اللبناني، وأفضل أن يتطرق إلى عمق المدينة.
- تدّعين أنك ممثلة محترفة، ألا تخافين من اتهامك بالغرور؟
أمضيت أربع سنوات في دراسة المسرح، ودرست في الخارج لأكثر من سنتين مع بذل جهد كبير، لذا يحق لي أن أقول عن نفسي محترفة. قد أقدم برنامجاً يوماً ما، ولكن لن يكون تقديم البرامج مهنتي لأني لم أدرسه ولن أقول عن نفسي محترفة، ومن يدّعي الإحتراف عليه أن يبقى في المهنة ويبذل أقصى جهد ليتقدم.
- كررت أكثر من مرة أنك خريجة مسرح، إلى أي مدى يؤثر فيك المسرح؟
المسرح هو أساس تكوين شخصية الممثل والمخرج.
- من هي الشخصية التاريخية التي تودين تجسيدها؟
أحب أن أؤدي دور شخصية أثّرت في العالم ولكن لا أعرف من هي حالياً.
- بما أنك لعبت أدواراً في مسلسلات مصرية ولبنانية وسورية، أي دراما هي الأقوى؟
الدراما المصرية وخصوصاً بعد دخول التقنيات التي كانت تنقصها إلى ميدان صناعة العمل الدرامي. كما أن تاريخ المصريين حافل بصناعة السينما، إلى جانب وفرة الممثلين المحترفين. ولبنان يشهد حالياً تطوراً ملحوظاً خصوصاً على صعيد السينما. ففي كل فترة تتم صناعة فيلم يشارك في المهرجانات العالمية، كأفلام زياد الدويري ونادين لبكي.
- كيف تجدين نادين لبكي؟
محترفة، وأحترم إصرارها على عملها وصورتها جميلة.
- هل سنسمع خبر ارتباط قريب؟
ربما، وعندما أرتبط سأخبركم.
- هل يعمل في مجال الفن؟
لا أحبذ الإرتباط بشخص يعمل في مجال الفن بسبب انشغالاته الدائمة.
ملكات الجمال والتمثيل
أفضل أن أظهر على طبيعتي، فكما أحب أن تكون السينما انعكاساً لواقع المجتمع الحقيقي، كممثلة عليّ أن أحافظ على هذه الطبيعة. وأستغرب موضة انخراط المذيعين والفنانين وملكات الجمال في مجال التمثيل، فهذا ينعكس سلباً على الأعمال السينمائية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024