تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

تزاوج العصرية والكلاسيكية تحت سقف واحد

للفخامة وجوه كثيرة وإن يكن عنوانها واحداً. فخامة البساطة وفخامة التنسيق وفخامة البريق من دون تكلّف. كلّ هذه الفخامات جمعتها المهندسة مارينا خليل تحت سقف واحد.
والمهندسة النابضة بالحياة، تتحفنا كلّ مرة بعمل إبداعي جديد لا يشبه سابقه من حيث الأسلوب، لكن بساطة التألق حاضرة دوماً في كلّ تصاميمها.


كلّ تصميم يبنى على فكرة معينة تنطلق منها المهندسة لأيّ شقة. وهنا في هذا المسكن الراقي في قلب بيروت، محور الفكرة هو قطع أثاث فاخرة ومميّزة ذات قيمة تاريخية يقتنيها المالكون، وقد توزّعت على امتداد 320 متراً مربعاً، مطعّمة الجوّ بلمحةٍ من العراقة.

وتجلَت البراعة في طريقة توزيعها وإشاعة جوّ يتلاءم معها ويتبع العصرية، وهنا كان دور المهندسة خليل التي برعت في إضفاء نفحة عصرية واكبت التطورات التكنولوجية والتصاميم الجديدة.

المهندسة والمالكة التقتا عند فكرة موحّدة، فجاء تصميم مقاعد الصالونات عصرياً، لأنها مريحة أكثر من الأثاث الكلاسيكي الذي استخدم بدوره للطاولات والأكسسوار وبعض المقاعد الجانبية.

الخشب الفاخر شكّل الهوية التي جمعت أجزاء المنزل. فخشب الجوز الأميركي استعمل لدروسوار غرفة الطعام، وطعّم في الوسط  بزخرفة على شكل «مشربية» من وحي الطراز الشرقي العريق.
وامتدّ الخشب من الدرسوار إلى جلسة جانب غرفة الطعام ليشمل جدار الصالونات الذي ارتدى الخشب. وتكررت نقشة «المشربية» في وسط جدار الصالون الذي يفتح ليطلّ على غرفة جلوس، وتنضمّ بذلك هذه الجلسة إلى الصالونات، وتصبح كلّ الجلسات مفتوحة بعضها على بعض.
هذا الجدار لعب أدواراً عدة، لا سيما أنّه ضمّ خزائن مقسّمة إلى مربّعات وضعت في داخلها أواني الزينة التي جمعتها المالكة، لما تختزن من قيمة فنية وتاريخية عريقة.

نحن في صالونين متقابلين، الأول من القماش البيج الزاهي، عبارة عن مقعدين متشابهين جنباً إلى جنب ازدانا بالأرائك، وإلى جانبيهما مقعدان صغيران منفصلان من القماش نفسه.
وفي وسط هذه الجلسة طاولة مميّزة التصميم فصلت بين جزءيها العلوي والسفلي مستديرات من الزجاج الأخضر الفاخر، واللافت أيضاً خشبها من «الماكاسار» الذي يتميّز بتماوج ألوان عدة. 

تقابل هذا الصالون جلسة وثيرة عبارة عن مقعد من الجلد البيج الداكن المائل إلى الأصفر، إلى جانبيها مقعدان كلاسيكيان من اللون البني، وفي الوسط تربّعت طاولة من الخشب الفاخر منقوشة برسوم وألوانٍ تميل إلى الذهبي.
الواجهة الزجاج للصالونين، ستائرها من الحرير الشفاف، تفتح بطريقة تصاعدية، وإلى الجانبين استخدم القماش «البوردو» الذي كسر رتابة البيج الطاغي في قاعات الاستقبال.

توزّعت الأدوار بين الكلاسيكية والعصرية بشكل كامل التنسيق، العصرية في المقاعد قابلتها كلاسيكية في الطاولات والأكسسوار والسجاد العجمي والثريا الكريستال التي تدلت فوق غرفة الطعام الكلاسيكية.
وقد أضيئت الأرجاء بطريقة عصرية، واستعملت في هذا المنزل أحدث التقنيات التنكولوجية، ولا سيما منها الكهربائية، بحيث يمكن التحكّم بالإنارة وجهاز التدفئة من خارج المنزل إذا أراد المالكون. السقف من الجفصين العصري بسيط ومبتكر التصميم في آن واحد، وقد انبعثت الإنارة في الصالونات من مستطيلات من الجفصين.

أما المطبخ فهو فائق العصرية من اللون الأبيض المطعّم بالغرانيت الاسود والمقاعد الكروم. وتميز حمام الضيوف بلوحة زيّنت جداره وبالرخام الأسود الفاخر الذي تداخلت فيه بطريقة فنية خيوط بيض.
وارتفعت فوق مغسلته الموضوعة على خشب زاهي اللون ولمّاع، مرآة بثلاثة أبعاد لإعطاء الحمّام مساحة أكبر.

لعبة التزاوج بين العصرية والكلاسيكية أخرجت لوحة راقية مفعمة بالحياة والرفاهية والعملية، في هذه الشقة السكنية الفسيحة في قلب بيروت النابض.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079