شذى: كلّما شعرتُ بالإحباط أتذكّر عمرو دياب...
ثلاث سنوات تعرضت خلالها لأصعب المواقف، فقدت والديها، وعانت أزمة نفسية تحاول تجاوزها من خلال استعادة نشاطها الفني، والتركيز على خطواتها الغنائية والتمثيلية المقبلة. الفنانة شذى تكشف تفاصيل ألبومها الجديد الذي اختارت له اسم «أنا لوحدي»، مؤكدة أنه يتناسب مع حالتها النفسية وما تعرضت له خلال الفترة الماضية. كما تتحدث عن تفاصيل مسلسلها «الضابط والجلاد»، ورأيها في أزمة أحمد عز وزينة، وحقيقة خلافها مع آمال ماهر، وسبب انفصالها عن خطيبها.
- إلى أين وصلت التحضيرات لألبومك الجديد؟
انتهيت من تسجيل الأغاني، وأيضاً وضع اللمسات النهائية على الألبوم الذي أتمنى إطلاقه قريباً. وهو يحتوي على 11 أغنية، تعاونت فيها مع عدد كبير من الشعراء والملحنين والموزعين.
- هل اخترت اسم الألبوم؟
سيكون بعنوان «أنا لوحدي»، رغم أنني قبل ثلاثة أعوام كنت اخترت اسم «بحب أيامي»، لأنه كان يعبّر عن حالتي النفسية وقتها، فأنا كنت أعيش أياماً سعيدة مع والدي ووالدتي، لكن خلال هذه الأعوام فقدتهما ورحلا وتركاني وحدي، لذلك قررت أن يكون اسم الألبوم «أنا لوحدي»، لأنه أصبح يشبهني. كما أن أغنية «أنا لوحدي» تعدّ من أغاني الألبوم القريبة إلى قلبي، وأتمنى أن تنال إعجاب جمهوري أيضاً.
- هل استمع والدك إلى الألبوم كاملاً قبل رحيله؟
استمع والدي إلى عشر أغانٍ، لكنه لم يستمع إلى أغنية «بحن له» التي قرّرت ضمّها بعد وفاته. كان يعبّر لي باستمرار عن إعجابه بالأغاني، كما أنه كان سعيداً باتخاذي كل قرار يتعلق بالألبوم بإرادتي الكاملة ودون تدخل من أي شركة منتجة.
- ما النصيحة التي كان يُقدمها لك باستمرار؟
كان يقول لي دائماً: «الشخص الذي يعمل في التلفزيون يجب ألا يشاهده». والمقصود بهذه الجملة أن أركز على خطواتي الفنية فقط ولا أهتم بما يفعله غيري، فالاهتمام بالآخرين سوف يشغلني عن مستقبلي.
أما النصيحة الثانية التي كان يردّدها باستمرار هي أن أتمسك بمواقفي وآرائي ومبادئي، ولا أتخلى عنها مهما كانت الضغوط.
- ما الجديد الذي يحمله الألبوم؟
حرصت على ضم العديد من الألوان الغنائية إليه حتى أتمكن من إرضاء كل الأذواق، فالألبوم فيه جرعة كبيرة من أغاني الدراما المقسوم والرومانسي.
- ألا تتفقين مع الآراء التي تؤكد أن غيابك عن الساحة الفنية أثّر على جماهيريتك؟
كل ما حدث معي خلال الثلاث سنوات الماضية لا يمكن أن يتحمله أي شخص. من الممكن أن يعتقد البعض أنني أملك شخصية قوية، لكني ضعيفة للغاية أمام فقدان والدي ووالدتي، فرحيلهما جعل حياتي تنقلب رأساً على عقب، ولم أتمكن من التركيز على شيء إلا بعد فترة، بالإضافة إلى أن هذه الفترة شهدت انفصالي عن خطيبي.
كما أن الأحداث السياسية أصابت الساحة الغنائية بأكملها بحالة من الشلل، أثّرت على معظم المطربين وأجبرتهم على وقف نشاطهم الفني.
- ما سبب انفصالك عن خطيبك؟
إحساسي بأنه لم يقف بجانبي بعد وفاة والدتي دفعني للانفصال عنه، فأنا شعرت بأنه غير متأثر بحزني الشديد عليها.
- من الفنانون الذين ساندوك في هذه المحنة؟
الكثير من الفنانين حرصوا على الاتصال بي وزيارتي أكثر من مرة، ولكن مي كساب وزينة وعمرو مصطفى كانوا من أكثر الفنانين الذين ساندوني في هذه المحنة، ولا يمكن أن أنسى ما فعلوه معي.
- ترددت أخبار كثيرة حول وجود خلافات بينك وبين عمرو مصطفى، فما تعليقك؟
خلافي مع عمرو على مستوى العمل فقط، فهو لم يوافق بسهولة على التنازل عن أغنية «ناسية روحي» التي لحنها لي من أجل أن أتمكن من تصويرها، لكن على المستوى الإنساني هو صديقي وبمثابة شقيقي الذي أحبه، ولا يمكن أن أنسى وقوفه بجانبي في الأزمات، ورغم خلافنا الفني وشعوري بأنه لم يساعدني كثيراً، أو بالشكل الذي توقعته في الألبوم وفي عملي بشكل عام، لا ألومه لأنني أحبه، فهو إنسان محترم وطيب للغاية.
- ألا تفكرين في خوض تجربة الغناء الخليجي؟
أفكر جدياً في القيام بهذه الخطوة، لكن الأغاني التي عُرضت عليَّ الفترة الماضية كانت كلماتها تقليدية، فأنا أبحث عن فكرة مُختلفة وأرغب بالفعل في تقديم أغنية متميزة لجمهوري الخليجي.
- ما رأيك في انتشار برامج اكتشاف المواهب؟
المشكلة التي تقلقني في متسابقي هذه البرامج أنهم يحققون الشهرة في أقل من ثلاثة أشهر دون أن يبذلوا أي مجهود، وأنا أعتقد بمقولة Easy come easy go، فالنجاح الذي يأتي بسهولة يذهب ويختفي سريعاً. وأعتقد أن من تخرجوا من هذه البرامج لم يحققوا النجاح المتوقع لهم، بسبب اعتمادهم على الشهرة التي حقّقوها خلال وجودهم في البرامج التي شاركوا فيها.
- ما الألبومات التي نالت إعجابك خلال الفترة الأخيرة؟
ألبوم «شفت الأيام» للنجم عمرو دياب، مطربي المفضل، فهو أسطورة وصاحب تاريخ فني ضخم، ولا يمكن أن أنسى النصائح التي كان يُقدّمها لي بإستمرار. أعجبني أيضاً ألبوم تامر حسني «180 درجة» وألبوم صديقي تامر عاشور «عشت معاك حكايات».
- ما النصيحة التي قدّمها لك عمرو دياب وتتذكرينها دائماً؟
عمرو دياب قدّم لي نصائح كثيرة، لكن هناك جملة قالها ولا يمكن أن أنساها، وهي أن النجاح الحقيقي لا يعني نجاح أغنية أو ألبوم، لكنه يقاس بمدى قدرة الإنسان على تحمّل الضغوط والمشاكل، وتكون لديه القدرة على الاستمرار.
ولذلك كلما شعرت بإحباط أتذكر كلامه الذي يعطيني قدرة على الاستمرار، وينتشلني من كل الضغوط والمشاكل.
- تشاركين في بطولة مسلسل «الضابط والجلاد»، فما الذي حمسك له؟
السيناريو الذي يحمل رسالة فنية هادفة دفعني إلى المشاركة في بطولته، كما أنني سعدت بالتعاون مع المخرج هاني إسماعيل والمؤلف مجدي الإبياري، ومع النخبة الكبيرة من الفنانين الذين شاركوني البطولة، ومنهم طارق لطفي ومحمد كريم وهياتم ولطفي لبيب وعفاف شعيب، فالعمل معهم كان ممتعاً وأتمنى أن ينال المسلسل إعجاب جمهوري.
- وما هي رسالة المسلسل؟
عدم الحكم على الآخرين بالمظاهر، ويؤكد أن كل مهنة فيها الصالح والطالح أيضاً، فهو يتحدث عن جهاز الشرطة، ويُظهر أن الكثير من العاملين فيه مخلصون لوطنهم وفي خدمة الشعب المصري، فالمسلسل يتناول الجانب الجيد والجانب السيّئ في هذا المجال.
- وماذا عن تفاصيل دورك؟
لا يُمكن أن أكشف كل التفاصيل، لكني أجسد دور مدرّسة يقع في حبها شقيقان يعملان في جهاز الشرطة، الأول هو طارق لطفي الذي يمثل النموذج المشرّف والمخلص لوطنه، أما الثاني فهو مثال للضابط الفاسد الذي يستغل نفوذه. وخلال الأحداث تتعرّض للعديد من المواقف الصعبة.
- هل وجدت تشابهاً بينك وبين هذه الشخصية؟
هناك شيء مشترك بيني وبين هذه الشخصية، فهي تتعرض للخداع أكثر من مرة، وأنا تعرضت للخداع من أشخاص كنت أظن أنهم يحبونني ولا يمكن أن يبتعدوا عني، ولا أنكر أن شعوري بالخداع كان يجعل الاكتئاب والغضب يسيطران عليَّ، لكني الآن وبعد وفاة والديّ لم يعد هناك قيمة لأي شخص يتركني أو يخدعني أو يكذب عليَّ.
- هل الظروف الصعبة التي تعرضتِ لها خلال السنوات الثلاث الماضية دفعتك للتفكير في الاعتزال؟
لا أنكر أنني شعرت باليأس والإحباط في بعض الأوقات، لكني أنجح دائماً في التخلص من هذا الشعور السلبي بسرعة، من خلال تذكّر النصائح التي كان يقولها الفنان عمرو دياب، ولا يمكن أن أنكر الدور المهم الذي لعبه أصدقائي خلال السنوات الثلاث الماضية، فهم كانوا حريصين على دعمي ومساندتي باستمرار.
- إلى من تحبين الاستماع باستمرار؟
هناك خمسة مطربين أعشق أغانيهم وأحرص على الاستماع إليها باستمرار، وهم عمرو دياب وسميرة سعيد ومحمد فؤاد وأنغام وشيرين عبد الوهاب.
- ما حقيقة وجود خلافات بينك وبين آمال ماهر؟
هذه الخلافات انتهت، وكل ما في الأمر أنني كنت أرفض ما يقال عن أنها أفضل مطربة في مصر قبل أن تطرح ألبوم «رايح بيا فين»، فأنا لا أحب المجاملات، لم أكن أراها فنانة ناجحة قبل طرح هذا الألبوم. لكن وجهة نظري تغيرت بعد طرح الألبوم، والآن أعتبر آمال مطربة مجتهدة وناجحة.
- تربطك علاقة صداقة قوية بالفنانة زينة، فما تعليقك على أزمتها الأخيرة مع أحمد عز؟
لا أريد التعليق كثيراً على هذا الأمر، وكل ما يمكنني قوله إن زينة من أقرب صديقاتي ولا يمكن أن أنسى وقوفها بجانبي بعد وفاة والدتي، وكذلك أحمد تجمعني به علاقة طيبة، فهو صديق لي، ولا أريد أن أتدخل في هذه الأزمة وأتمنى أن نترك جميعاً الأمر في يد القضاء، فهو صاحب الحكم النهائي في القضية، ويجب أن نحترم أحكامه.
- بعد سنوات طويلة في مجال الفن، ما الميزة التي وجدتها فيه؟
إحساس النجاح وإعجاب الجمهور بما أقدّمه، هذا أجمل شيء في مجال الفن، فإحساسك بحب الجمهور لا يمكن أن يوصف لكنه شعور رائع.
- وما أسوأ شيء فيه؟
مهما كان حجم نجاحك وشعبيتك، الخطأ الواحد من الممكن أن يدمر كل شيء، لذلك فالتركيز مطلوب طوال الوقت.
- هل فشل تجربتك العاطفية الأخيرة دفعك إلى تأجيل الإرتباط مرة أخرى؟
بالطبع لا، وكل ما في الأمر أنني أنتظر الشخص المناسب الذي أشعر معه بالأمان والاطمئنان والحب، فإذا وجدت هذا الشخص سوف أتزوجه بلا تردّد.
- ما العيب الذي لا يمكن تحمله في الرجال؟
البخل والخيانة والكذب عيوب لا تطاق ولا أقبل بوجودها في الرجل الذي سأرتبط به.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024