'مريم' يعيد السوريين إلى السينما
أثار الفيلم الروائي «مريم» الكثير من الجدل حول عرضه رغم كل ما يعصف بسورية من أزمات، فقد استطاع المخرج باسل الخطيب أن يعيد إلى السوريين أيام السينما التي افتقدوها، خاصة بعد إلغاء مهرجان دمشق السينمائي العام الماضي.
وجاء عرض فيلم «مريم» كجرعة من الأمل لدى الكثيرين، فلم يكن من المتوقع أن تمتلئ صالة العرض بهذا العدد من عشاق السينما، فكان هناك العديد من الفنانين السوريين والمخرجين والإعلاميين والمهتمين، ليشكل هذا الحضورمشهدا فنيا لم نرَ مثله منذ أشهر طويلة.
ويذكر أن فيلم «مريم» شارك أخيراً في مهرجان الداخلة الدولي للسينما في المغرب ونال الجائزة الأولى.وحضر العرض وزيرة الثقافة، والمدير العام لمؤسسة السينما محمد الأحمد، والفنانون أسعد فضة، سلمى المصري، صباح الجزائري، نادين فواخرجي، ديمة قندلفت، ميسون أبو أسعد، المخرج المثنى صبح، المخرج جود سعيد، هبة نور، وائل رمضان، وغيرهم.
«مريم» هو فيلم من تأليف الفنان باسل الخطيب عن نص تشارك فيه مع أخيه تليد الخطيب، ومن إخراج باسل الخطيب، وأنتجته المؤسسة العامة للسينما في سورية. ويعد التجربة الثانية للمخرج في إطار الفيلم السينمائي الروائي الطويل بعد «الرسالة الأخيرة» الذي أنتج قبل سنوات في القطاع الخاص.
ويشارك في العمل نخبة من كبار الفنانين السوريين منهم أسعد فضة، عابد فهد، سلاف فواخرجي، ديمة قندلفت، لمى الحكيم، صباح جزائري، ميسون أبو أسعد، نادين، بسام لطفي، ريم علي، ضحى الدبس، جهاد سعد، محمد الأحمد، مجيد الخطيب، رباب مرهج، كارين قصوعة.
ويروي الفيلم قصة ثلاث نساء يحملن الاسم نفسه «مريم» وهن: مريم الأولى التي تعيدنا إلى عام 1918 وهي فتاة جميلة عذبة الصوت، يعجب بصوتها إقطاعي فيقرّبها منه لتغني له ولضيفه. وتقع في حب الشاب حسن، لكنها سرعان ما تحرق نفسها وتموت حزنا على فرس لهما تغرق في بركة طينية ضخمة، وتجسد دور مريم الأولى الفنانة لمى الحكيم.
أما مريم الثانية التي تجسد دورها الفنانة سلاف فواخرجي، فهي سيدة مسيحية، وأرملة شهيد، تفقد امها خلال حرب حزيران، خلال قصف على الكنيسة التي تحتمي بها، بينما تصاب هي وابنتها زينة، فتغافل عيون جنود الاحتلال عن الابنة بأن تلفت انظارهم اليها فيأسرونها وتموت في الاسر. بينما تنجو الابنة زينة من الجنود لتكبر في كنف سيدة مسلمة تعيش في دمشق.
أما مريم الثالثة، وتمثل دورها الفنانة ديمة قندلفت، فهي مغنية شابة، تعيش في وقتنا الحالي. وهي حفيدة الجدة حياة اخت مريم الاولى. مريم الثالثة ستجد نفسها وجهاً لوجه في مواجهة اهلها الذين يقررون وضع الجدة في دار للعجزة، وتحاول ان تمنعهم من ذلك، ولكن محاولاتها تبوء بالفشل.
والفيلم عبارة عن رؤية سينمائية تؤرخ لحياة ثلاث سيدات ينتمين إلى ثلاثة أجيال سينمائية مختلفة، تجمع بينهن الارض السورية وهي الحكاية الكبرى. وأكد باسل الخطيب أن الفيلم يحمل سمات القوة كونه صوِّر في الظروف التي تمر بها سورية والتي أعاقت طموح الكثيرين، وأن توقيت التصوير جاء مناسبا كونه يتزامن مع الأزمة ويتقاطع مع ما تمرّ به سورية اليوم، فيجسد واقع المرأة السورية ، وكل هذا يدل على قوة الشعب السوري وسعيه لتحقيق طموحاته مهما كانت الظروف...
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024