سهير رمزي: قلبي لم يطاوعني على التمثيل بالباروكة
بعد أن عادت للتمثيل بالحجاب في مسلسل «حبيب الروح»، اختفت من جديد، حتى أن هناك من روَّجوا أنها تفكر في الابتعاد مرة أخرى، لكنها فاجأت الجميع بقبولها بطولة مسلسل «جداول».
الفنانة سهير رمزي تتحدث عن أسباب الابتعاد والعودة، وأسرار حماستها لمسلسل «جداول»، ورفضها فكرة التمثيل بباروكة.
كما تتكلم عن الأعمال التي تعتز بها والتي تندم عليها، واعتذارها عن عدم تقديم البرامج، ورأيها في اعتزال حنان ترك، والفراغ الذي تركته والدتها في حياتها.
- لماذا اخترت «جداول» للعودة إلى الدراما التلفزيونية؟
السيناريو جيد للغاية وجذبني منذ قرأته، والشخصية التي أقدّمها أحد نماذج المجتمع المصري، وهي تتمثّل في كفاح امرأة تدعى «جداول»، تنفصل عن زوجها بعدما كثرت المشكلات بينهما.
ومع صعوبة ظروفها لأنها أمٌّ لبنتين وتحاول الحفاظ عليهما، وتضطر للسفر إلى إحدى الدول العربية حتى تتمكن من حل مشكلاتها، وبالصدفة تقابل رجل أعمال وتحدث بينهما صداقة ثم زواج.
هي سيدة صلبة في مواجهة الصعاب والحفاظ على ابنتيها ومحاولة توفير كل احتياجاتهما، وتحقّق النجاح في عملها لتكون فخراً لهما في النهاية.
- هل تدخلت في السيناريو أو اختيار أبطال العمل؟
لماذا أتدخل في السيناريو؟ فالمتعارف عليه قبل أي عمل فني أن تعقد جلسات عمل تجمع الأبطال مع المؤلف والمخرج، لكي نذاكر جميعاً السيناريو ونجري تعديلات وفقاً لمتطلبات الدراما، وبالنسبة إلي لأنني «محجّبة» فلا بد أن يكون ظهوري بالحجاب في جميع المشاهد مُبرَراً درامياً.
أما اختيار أبطال المسلسل فهو ليس من اختصاصي لأنني ممثلة فقط، وإنما هو من اختصاص المخرج، وأرى أن كل من اختارهم المخرج عادل الأعصر تتناسب شخصياتهم مع طبيعة الأدوار التي يقدمونها. وفي النهاية يبقى الحكم للجمهور.
- كيف وجدت التعاون مع المخرج عادل الأعصر في أول عمل فني يجمعكما؟
فخورة جداً بهذا التعاون، لأنني من متابعي أعماله الفنية بحرص، وأرى أنه مخرج متميّز صاحب تكنيك ورؤية ومتمكن من أدواته. ويكفي تاريخه الطويل الذى يشهد له، وبيننا تفاهم في الآراء، وأتمنى أن ننجح في تجربتنا معاً.
- هل فكرت في الاستعانة بـ«الباروكة» في أحداث المسلسل؟
قلبي لم يطاوعني على التمثيل بالباروكة، لأنني عندما أفكّر في ذلك أتذكر بسرعة أنني محجبة ولا يجوز ذلك، ولم أهتم حتى بسؤال أحد الشيوخ في الأمر حتى أتأكد منه، كما أنني أفضل حالياً التمثيل بالحجاب،وظهرت بشكل جيد ومختلف عما شاهدني به الجمهور في مسلسلي السابق «حبيب الروح».
- بالحديث عن «حبيب الروح»، لماذا ابتعدت عن الدراما منذ أن قدمته قبل سنوات؟
لأنني ببساطة أبحث عن دور جديد يستفز طاقتي الفنية ويحمسني على العمل مجدداً، لذلك فضّلت التريث حتى جاءني سيناريو يقدّمني بشكل جديد، وهو ما وجدته في «جداول»، وعلى الفور قبلته لأنه يحمل رسالة ستكون مفيدة للجمهور.
- هل تقلقك المنافسة في ظل وجود أكثر من نجم في السباق الرمضاني؟
لابد أن يوجد القلق بداخلي، وهو أمر طبيعي لأي فنان. وأرى أن المستفيد الوحيد هو الجمهور، لأن الاختيارات أصبحت لديه متعددة وكثيرة، ويستطيع التحكّم في نجاح المسلسلات التي تعرض من خلال متابعته لها أو العزوف عنها.
هناك مقياس آخر للنجاح، وهو العرض الثاني للمسلسلات عقب شهر رمضان، لأن وجود كم كبير من المسلسلات في رمضان يؤثر على نجاح بعضها، وعندما تعرض مرة أخرى تحصل على نجاحها.
- ما رأيك في الأعمال التركية التي حققت انتشاراً كبيراً؟
انجذاب الجمهور إليها يعود إلى اختلاف مجتمعنا عن المجتمع التركي، فهم يعتمدون على التصوير في الأماكن الطبيعية أكثر، ونحن لا نعرف خبايا المجتمع التركي، لذلك انجذب الجمهور نحو هذه الأعمال رغم طول حلقات المسلسل. بالإضافة إلى وجود قصص شيّقة، لكنني أرى أن نجاح أعمالهم لن يستمر طويلاً، وأعتقد أنه لن يكون لهم أي وجود في شهر رمضان لأن الدراما المصرية صاحبة الريادة في الشرق الأوسط بأكمله.
- ما هي أكثر أعمالك التي تعتزين بها؟
بالتأكيد هناك الكثير من الأعمال التي ستظل داخل وجداني ولن أنساها أبداً، سواءٌ أنا أو الجمهور، ومنها «رحلة الأيام» و«بالوالدين إحسانا» و«البدورم» ومسلسل «زينب والعرش» الذي فيه من شخصيتي الحقيقية، وله ذكريات خاصة لديَّ لن أنساها إطلاقاً.
- وهل لديك أعمال لا ترغبين في رؤيتها مرة أخرى؟
فيلما «المذنبون» و«ثرثرة فوق النيل»، أحزن بشدة على تمثيلي فيهما، ولا أستطيع مشاهدتهما، فرغم عملي مع عمالقة الفن فيهما وحصولي على جوائز تمثيل عنهما، أنا نادمة عليهما لوجود مشاهد قدمتها ولا أحب مشاهدتها الآن بعد أن تغيّرت حياتي منذ ارتداء الحجاب.
- هل فكرت في شراء هذه الأعمال لعدم عرضها من جديد؟
للأسف لا أستطيع فعل ذلك حتى ولو بملايين الدنيا كلها، لأنني لا أمتلك حق كهذا، وكان غيري أشطر في ذلك.
- ألم تكوني سعيدة بلقب نجمة إغراء السينما المصرية؟
لم أقدّم إغراءً حتى أكون نجمته، لكن كانت هناك بعض الأدوار الجريئة، ووقتها لم تكن لديَّ خبرة كافية، ومع إلحاح المخرج كنت أوافق على هذه الأدوار. وفي النهاية أؤكد أنني أتحمّل خطأ الموافقة على هذه الأعمال التي كانت تحمل الجرأة.
- هل يراودك حنين العودة إلى السينما؟
أتمنى ذلك، لكنه صعب، لأن السينما تختلف عن التلفزيون، فمساحة الأدوار المتاحة بالحجاب فيها قليلة، وأنا عندما أعود لا بد أن تكون عودتي كنجمة، لأن بداياتي كانت من خلالها. لكننا حالياً نعيش زمناً سينمائياً أولويته في الحسابات الخاصة والإيرادات، وحينما يتوافر لديَّ الدور المناسب بالتأكيد سأقوم به مباشرة، لكن السينما حالياً تعرف مرحلة صعبة.
- ما الحل لإنقاذ السينما من مرحلتها الصعبة؟
السينما تعاني أكثر من أزمة في مقدّمها الكتابة، وهي مشكلة كبيرة، وأصبح الأمر مقتصراً على مؤلفين محدودين، إضافة إلى تغيّر نوعية الجمهور ورغبته في رؤية أفلام محددة تسمى أفلام الخلطة الخاصة.
ولا بد من وجود قانون يحمي هذه الصناعة من الانهيار ويواجه مشكلة تسريب الأفلام، مما يسبب خسائر للمنتجين ويجعلهم يعزفون عن الإنتاج السينمائي، وبالتالي أصبح عدد الأفلام التي تعرض قليلة للغاية، على عكس ما كنا عليه من قبل.
- أيهما كان أسهل لديك قرار اعتزالك أم عودتك؟
بصراحة تامة قرار اعتزالي كان أسهل بكثير من قرار عودتي، وعندما قررت العودة سألت أحد الشيوخ حول عملي بالحجاب، وهل هذا يقلل التزامي عند ربي؟ فأكد لي قدرتي على العمل بالحجاب، وكنت سعيدة بالعودة إلى الفن.
- وكيف كنت تمضين وقتك أثناء فترة اعتزالك الفن؟
اعتزالي الفن كان من أهم فترات حياتي وأفضلها، لأنني كنت موجودة بجوار والدتي، لكن عقب وفاتها تغيّر حالي تماماً، وأصبح هناك فراغ كبير في حياتي.
- هل تفتقدينها؟
بالتأكيد، فهي كانت كل شيء في الدنيا لديَّ، وكانت تقوم بمهمتيّ الأب والأم في آن واحد، لأنني لم أشاهد أبي بعدما انفصل عن والدتي أثناء فترة حملها بي، لذلك فهي كل شيء لديَّ.
ولا أذكر أنها جارت عليَّ في أحد الأيام، حتى في عقابها كانت «لذيذة»، وأتذكر أن عقابها لي كان عبارة عن خصام وعدم وجود حديث بيننا لفترة، وهذا كان أكثر الأشياء التي تؤثر فيَّ سلباً، لأنني لا أحتمل أن يكون بيننا خصام مهما كان... تركت في حياتي فراغاً كبيراً عقب رحيلها ما زلت أعاني منه حتى الآن.
- هل كانت والدتك سعيدة باعتزالك الفن؟
للغاية ولم تصدّق قراري، لكنها شعرت بأنني أتحدّث بصدق وكانت سعيدة بشدة في ذلك اليوم، وفوجئت بقيامها بتوزيع «الشربات» على الأهل والجيران بسبب اعتزالي الفن.
- ألم تقلقي من نسيان الجمهور لك أثناء فترة اعتزالك؟
الجمهور هو من صنع «سهير رمزي» بعد ربنا سبحانه وتعالى، فكيف ينسى الجمهور فناناً من صنعه؟ إضافة إلى أن الجمهور إذا أحب فناناً لن ينساه طيلة حياته، وأنا غبت عن الساحة الفنية لأكثر من 15 عاماً تقريباً، وعندما عدت وجدت ردود فعل قوية للغاية لم أكن أتخيلها، وهو ما يؤكد أن الجمهور لا ينسى الفنان الحقيقي.
- لماذا رفضت ارتباط عودتك بالأعمال الدينية؟
عرض عليَّ مسلسل ديني بعنوان «سيدة البربر»، وكان سيصبح أول عمل فني عقب عودتي، لكني تراجعت عنه في اللحظات الأخيرة خوفاً من أن يفهمني الجمهور بشكل خاطئ، واعتذرت للمنتج محمود شرارة وقتها وتقبل وجهة نظري ولم يمانع، إلى أن جاءني «حبيب الروح»، وقدمته لأنها كانت رغبتي أن يراني الجمهور في دور اجتماعي.
- تحدثت من قبل عن حزنك من عدم عرض «حبيب الروح» على القنوات الأرضية وقتها، فهل تعتقدين أن هذا أثر على نجاح المسلسل؟
بالعكس، المسلسل حقق نجاحاً كبيراً سواء عند عرضه أو حتى عند العرض الثاني، لكني حزنت من قرار حرماني من الوجود على تلفزيون بلدي.
- لماذا أصبحت قليلة الظهور في البرامج التلفزيونية؟
لم يكن هناك شيء جديد أتحدث عنه خلال الفترة الماضية في ما يخص أعمالي الفنية، كما أنني أرفض الخوض في السياسة والحديث عنها، لأنني لا أفهم فيها كثيراً.
- هل صحيح أنك رفضت تقديم برامج؟
عرض عليَّ كثير منها، لكني رفضتها جميعاً لأن غالبية ما عرض عليَّ برامج دينية، وأنا لست من الدعاة. وعندما عرضت عليَّ برامج اجتماعية وجدت أن الموضوع صعب عليَّ، خاصة أن المذيع عكس الفنان، ولم أتخيل نفسي كذلك، وهو ما جعلني أرفض العروض.
- من الذي يعجب سهير رمزي من الفنانين الموجودين حالياً؟
من الفنانات منة شلبي ونيللي كريم ومنى زكي، أما من الشباب فيعجبني كريم عبد العزيز وأحمد السقا وأحمد حلمي.
- على ذكر الفنانة حنان ترك كيف ترين قرار اعتزالها الفن؟
لا أستطيع أن أعلّق على قرارها لأنه يخصّها بمفردها، وهي أدرى بمصلحتها، فهي رأت عدم قدرتها على العمل بالحجاب، فكان قراراً داخلياً، رغم تقديمها فيه مسلسلات ناجحة. الفنان لا بد أن يكون مرتاحاً نفسياً أثناء التمثيل حتى يستطيع أن يمتّع الناس ويقدم رسالته، فإذا توترت نفسيته لن يستطيع العمل أمام الكاميرا. في النهاية حنان نجحت في ترك بصمة فنية كبيرة عند جمهورها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024