تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

كرة السلّة تعزز البداهة، ماذا عن كرة القدم والجري؟ اكتشفي

كرة السلّة تعزز البداهة، ماذا عن كرة القدم والجري؟ اكتشفي

يميل الأطفال عمومًا إلى اللعب النشط خارج البيت، فهذا يسمح لهم باكتشاف محيطهم، وتطوير عضلاتهم وتقويتها، والتناسق الحركي في ما بينها، وينمّي الثقة بالنفس. كما أنّ اللعب النشط يزيد المرونة، ويطوّر المهارات الدقيقة والكبيرة، المرتبطة بمجموعة واسعة من المهارات البدنيّة المتعلقة بالرياضة. وهناك نشاطات رياضية يمارسها الأطفال بين السادسة والثانية عشرة في شكل عفوي. فعندما تلتقي مجموعة من الصبية، يقررون عفويًا اللعب إما كرة القدم، أو كرة السلة، أو سباق الركض. فينقسمون مجموعتين والطريف أن كل مجموعة تعيّن قائدًا لها، وتطلق على نفسها اسمًا، ويختارون حَكمًا للعبة. 

كرة القدم والروح الجماعية

إنها الرياضة الجماعية المفضلة عند الأطفال. ويبدو مشهد مجموعة أولاد الحي، كأنه احتفال، فهم يكتشفون كرة القدم بوسيلة اللعب المختلفة، التبديل والجري في الملعب، مما يساعد على تطوّر ملكاتهم الفكرية والعاطفية. وهكذا يتطوّر الولد الخجول  بانفتاحه على الآخرين، ويكتشف قواعد اللعبة ويتعلمها، وكذلك قواعد الحياة وقوانينها. يندمج مع الفريق ويجد موقعه، يلعب وهو يقدّر الآخرين ويحترمهم، يتعلم العيش بحماسة وكرم. تطوّر رياضة كرة القدم ملكة السرعة لأنها تتطلب سرعة البداهة وسرعة تغيير وضعية الجسم. فالانتقال من منطقة إلى أخرى في الملعب، وقدرة التحمل، والتمدّد لأنها تتضمن القفز، التناسق وحدّة الذهن للسيطرة على الكرة، كلها أمور يتعلمها الطفل في الملعب. ورغم أنه لا يوجد راشد يحكم بينهم، تجدهم يستمتعون، ويحترمون القوانين التي وضعوها، فهي رياضة تطور روح الفريق، واحترام الخصم، وملاعبته، وتعزز مفهوم التواصل الاجتماعي، ومن جهة أخرى تعتبر رياضة كرة القدم ملائمة للذين في حاجة إلى تفريغ طاقاتهم لأنهم يتمتعون بحيوية كبيرة، كما تسمح لهم بتعزيز قدرتهم على التناسق في حركة أجسامهم.

كرة السلّة تعزز البداهة والتركيز

أصبح متاحًا في المتنزّهات العامة فسحة للعبة كرة السلّة، لقد أصبحت الرياضة الثانية المفضلة عند الأطفال بعد كرة القدم. والمشهد الأطرف يكون عندما يجتمع أولاد الحي، ومحاولة الفريقين جذب الولد الأطول للانضمام إلى فريقهم. وهذا مؤشر الى روح الجماعة التي تعززها هذه الرياضة. فكرة السلة أيضًا تتطلب العمل بروح الفريق، فهي تطوّر الحيوية لأنها تتطلب الانطلاقة السريعة، والتسلّل بالكرة، والقدرة على التحمل من خلال الركض والسرعة، والتمدّد عبر القفز وسرعة البداهة والتركيز لرمي الكرة في السلة، والتناسق والتعاون مع أعضاء الفريق، مثل تمرير الكرة أو التقاطها. وغالبًا ما يُنصح بها للأطفال الفارعي الطول، الذين أحيانًا يخجلون من طولهم مقارنة مع أقرانهم ممن هم في سنهم، لذا فكرة السلة تسمح لهم بالتعبير عن شخصيتهم، وبما أن هؤلاء الأطفال في غالب الأحيان فوضويون. فإن هذه الرياضة تساعدهم في السيطرة على جسمهم في المساحة الفارغة.

سباق الجري والتخلص من التوتر

كم مرة نسمع هتاف أبناء الحي أثناء تنظيمهم سباقًا للجري، يحدّدون نقطة الانطلاق ونقطة الوصول. سباق الركض يتطلب قدرة تحمّل وسرعة، والطفل الذي لديه الحاجة إلى تفريغ طاقاته أو التفوق يجد فيه مبتغاه. يشارك في سباق الجري البنات والذكور،  يرغب في المشاركة الطفل النحيل قليلاً أو البدين قليلاً، جميعهم يريدون أن يكونوا عدّائي ماراتون، أي الرياضة التي تتطلب أن يكون ممارسها نشيطاً وذا وزن خفيف. أهم ما في هذا النشاط أنه يعزز روح التنافس بين الأولاد، وفي الكثير من الأحيان يكون الوسيلة المثلى للطفل الذي لديه طاقة كبيرة يجب تفريغها، والركض يساعده في إعادة توازن مستوى الطاقة. إن أطرف ما يمكن أن تقوم به الأم هو المساهمة في تنظيم سباق جري مع أبنائها وأبناء الجيران وأن يختاروا المكان والزمان، وتحضير وجبة صغيرة تتضمن بسكويت وعصائر، يتناولها الجميع بعد سباق خسروا فيه ما يكفي من الوحدات الحرارية. 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079