سوزان نجم الدين: هذه رسالتي لكل فنّانة خلعت الحجاب من أجل الفن...
عندما كانت تقضي أجمل الأوقات مع زوجها في شهر العسل، أشاعوا خبر طلاقها، ووقتها شعرت بالأذى. لكن بعدما حدث الانفصال بالفعل اعترفت بأن أيامها مع طليقها لن تعوّض، وأنها تركت أبناءهما معه في أميركا من أجل مصلحتهم.
النجمة السورية سوزان نجم الدين تروي حكايتها مع «كش ملك»، وموقفها من «علاقات خاصة»، وترد على اتهامها بالديكتاتورية، وشروطها للعمل في السينما، وحياتها التي تقضي معظم أوقاتها في الطائرة، كما تتحدث عن الأدوار التي تحلم بها، ونجوم الغناء الذين تحب الاستماع إليهم، والجرح الكبير الذي يوجعها.
- بدايةً، لماذا قبلت المشاركة في مسلسل «كش ملك»؟
بمجرد قراءتي سيناريو المؤلف رضا الوكيل، لم أتردد لحظة في قبوله، لأنه يطرح قضية شائكة وهامة جداً، هي الصراع الأزلي بين السلطة والإعلامي، أجسّد فيه دور نيهال الصاوي التي تشكل محور الإعلام الصادق والهادف والجاد، للكشف عن الحقيقة المخبّأة بين رموز السلطة وأتباعهم... شخصية جريئة لا تخشى أحداً، تساند الحق وتتعرّض بسبب أفكارها للكثير من الضغوط والتهديدات لحياتها الزوجية، تحارب الفساد وتلاحق رموزه، وتصل بهم إلى ساحة القضاء، من خلال برنامجها «ملفات نيهال» الذي يتناول بدايات ثورة يناير في مصر.
فالمسلسل يرصد كيف كان الإعلام السبب الحقيقي في إشعال فتيل الثورة، أو البطل الخفي لها والمحرك لكل الأحداث.
- أين تكمن صعوبة هذه الشخصية الإعلامية؟
صعوبتها تكمن في أنني أنفرد بها، بحيث أقدمها بصورة وتاريخ غير مرتبطين بالإعلاميات الموجودات على الساحة، مع كل احترامي وتقديري لهن. أردت تقديمها من منظوري الخاص، المنطلق من تفاصيلها المكتوبة في السيناريو، ومن مخزوني العام لدور الإعلاميات على الشاشة، حتى أستطيع أن أوصل القضايا التي يتبناها المسلسل والرسالة التي يُعنى بها.
- وهل من قضايا يتبناها تحديداً أم أن أحداث الثورة هي الأساس؟
لا طبعاً، العمل يتناول الكثير من القضايا العامة التي يعانيها الشعب المصري والعربي بشكل عام، من فساد في الحكومات، والعقارات والنفايات وغلاء الأسعار، ويرصد مختلف الأزمات التي يعانيها المواطن، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، والعمل يؤكد أهمية الإعلام كونه صوتاً مسموعاً ومؤثراً، وكيف أنه سلاح ذو حدين قد يساهم في بناء الدول أو هدمها.
- هل حصلت على أجرك في المسلسل؟
لم ينته العمل حتى أحصل على كامل أجري، لكن الشركة ملتزمة بما وعدت به وأتمنى أن يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
- قرأنا أنك ستشاركين في مسلسل «علاقات خاصة» مع المخرجة رشا شربتجي، ما حقيقة ذلك؟
لم أحسم مصير مشاركتي في العمل من عدمه حتى الآن، على الرغم من رغبتي في العمل مع المخرجة رشا شربتجي، وحتى الآن لم ينته كل من نور الشيشكلي ومؤيد النابلسي من السيناريو، وسأقرر بعد قراءتي لدوري كاملاً، وإن كنت على دراية بالمعالجة الرئيسة التي تتناول العلاقات الزوجية، وأكثر من قصة بين زوج وزوجة يعانيان الكثير من المشاكل المختلفة في إطار اجتماعي، مكون من 60 حلقة. من المفترض أن أجسد دور امرأة مصرية، محامية وصحافية، شخصية سلبية، تثور بالانتقام، وأتوقع أن يكون العمل من أكثر الأعمال مشاهدة، لأنه يتناول قضايا إنسانية شديدة الحساسية.
- يتردد أنك ديكتاتورة وتتدخلين في كل تفاصيل أي عمل، فما ردك؟
(تبتسم) معلومة صحيحة، لكن ديكتاتوريتي إيجابية لا تأتي إلا بالصالح، ومع هذا فأنا لست سليطة الرأي وأقتنع بالرأي الآخر إذا قبله عقلي وتفكيري.
وأود أن أوضح لك أنه إذا كانت لي ملاحظات على الدور أو السيناريو، تكون قبل بدء التصوير حتى لا يحدث الخلاف، فعندها أصبح «سوزان» الممثلة فقط، التي لا تتدخل في أي شيء على الإطلاق، إلا إذا كان غير منطقي أو سيؤثر سلباً في نتائج العمل ككل.
- ما الذي أضافه لك العمل في الدراما المصرية؟
الدراما المصرية تحتضن كل الفنانين العرب، وتؤمن بأن الفن بلا جنسية ولا دين، وأشكر صنّاعها على استضافتي والإيمان بموهبتي، فهم سبب نجاحي وشهرتي، والفنان المصري معطاء دائماً وكل فرد في العمل منحني خبرة وإفادة على المستوى الفني من دون أن يشعر، والحمد لله لمست ردود فعل جميلة حول أدواري وأدائي من الدول العربية كافة.
- ماذا تعني لك «البطولة المطلقة»؟
لا شيء، فالبطولة الحقيقية تكون في تأثير الدور وفعاليته ضمن أحداث المسلسل، وليس مساحته، وأحياناً أقبل دوراً من 30 أو 40 مشهداً من أجل مشهد واحد فقط أعجبني وفيه رسالة وهدف أؤمن وأقتنع بهما.
لذا فالبطولة المطلقة مصطلح «خارج حساباتي» ولا أسعى إليها أبداً ومقتنعة بأن التوفيق من عند الله فممكن أن تأتيني بطولة عمل وتهبط بأسهمي ويبتعد عني الجمهور، فلماذا التسرع؟ لهذا أحاول أن تكون خطواتي محسوبة ودقيقة جداً.
- يقولون إن لك شروطاً للعمل في السينما، ما حقيقة ذلك؟
بالفعل لي شروط لأنني أعشق السينما وأتابعها، ولا يمكن أن أقدم فيها أي عمل والسلام كما يقولون. لذا عندما تعرض عليَّ سيناريوات سينمائية أشترط جودة النص ووجود مخرج كبير وشركة قوية لا تبحث فقط عن الربح مقدار بحثها عن الفن وعن عمل سينمائي تتناقله الأجيال. هذه شروطي وأنا لا أخفيها.
- ماذا عن المسرح في حياتك؟ وهل تنتظرك أعمال فيه خلال الفترة المقبلة؟
حياتي العملية بدأتها في المسرح وقد درسته فعلاً، وهو حلم جميل أتمنى أن نعيشه ونحافظ عليه، لأن التكنولوجيا الحديثة أضاعت المسرح. هناك عرض مسرحي خليجي مميز أتمنى أن أكون واحدة من أبطاله خلال الفترة المقبلة.
- ما هي «الروشتة» التي ترينها لعودة الدراما العربية الى ريادتها؟
الريادة تعود إلى الدراما العربية أو المصرية باعتبارها من أكبر الصناعات في تقديم عمل فني متكامل، لأن العمل الفني المتكامل قد ينهض ببلد ويضعه في الصف الأول، ويتحدث الناس من المحيط إلى الخليج عن جودة العمل، وهذا لن يتحقق إلا بكتابة عمل صادق يمس حياة الناس وواقعهم.
- ما هو نصيب الشائعات في حياتك؟
كثيرة جداً وبعضها آذاني نفسياً لمدة طويلة. فحياتي الخاصة كانت مستقرة جداً ولفترة طويلة، ورغم ذلك لاحقتني شائعة الانفصال عن زوجي السابق بعد شهر العسل، وهو ما ضايقني لأننا كنا نعيش حالة من الغرام والحب الكبير، إلى أن حدث الانفصال أخيراً وتم بكل ودّ، لأنه والد أطفالي الأربعة، وأنا أحترمه وأقدّره رغم الانفصال، وأعلن بكل صراحة أن أيامي معه لن تعوّض.
- وكيف تسير حياتكما بعد الانفصال؟
بكل ود، فأنا أحترمه وأقدّره، وأولادي يعيشون معه في الولايات المتحدة الأميركية، وأنا أذهب لرؤيتهم مرتين أو ثلاثاً كل عام، لأن مدارسهم هناك، فمن مصلحتهم البقاء مع والدهم.
- وكيف تسير العلاقة مع أبنائك الآن وأنت بعيدة عنهم؟
أنا أحب أولادي إلى درجة غير متخيلة، فهم سندي وسبب استمراري في الحياة، وعلاقتي بهم طيبة جداً، علاقة أمٍّ بأبنائها، وأنا فخورة بهم وبأخلاقهم العالية التي يشيد بها الجميع هناك.
- أين تعيشين الآن؟
أعيش في الطائرة ما بين مصر وسورية ودبي وبيروت وأميركا وفق متطلبات العمل، وإن كان الاستقرار الظاهري بحكم ارتباطاتي في القاهرة ودبي.
- ما هي «الممنوعات الفنية» بالنسبة اليك؟
كل عمل فني يخدش الحياء، سواء بالشكل أو بالأداء أو بالطرح أو بالمضمون. كما أنني أرفض الأدوار السطحية والسخيفة، لأن لا قيمة فكرية لها أو ثقافية.
- ما هو آخر فيلم شاهدته؟
شاهدت أخيراً فيلم «صاروخان»، لأنني دعيت إلى العرض الخاص به، وهو فيلم جميل يتناول رسالة وطن، كما شاهدت الفيلم الأجنبي «العاصفة». ومن خلال متابعتي للسينما، فالرؤية السينمائية الأجنبية متطورة جداً، عكسنا تماماً.
- ما الدور الذي تتمنين تجسيده؟
هي أدوار كثيرة، وعلى الصعيد الشعبي أتمنى تجسيد أدوار شعبية صادقة تتناول حياة الناس ويشعرون أنها تمثلهم. أما الأدوار التاريخية فأحب أن أجسد دور الإمبراطورة جوليا دومنا التي حكمت العالم في وقت من الأوقات.
- ما هو ترتيب أولوياتك؟
أولادي وأهلي وفني، ولا يمكن أن أستغني عن أي واحد منهم.
- من هو المخرج الذي تحبين العمل معه؟
أحب أن أعمل مع كل المخرجين المحترفين وكل النجوم والفنانين الذين يحبون أعمالهم وزملاءهم. أنا أعشق الجو الأسري، سواء في الفن أو في العلاقات الإنسانية.
- هل هناك عمل تندمين عليه؟
لم أعتد الندم، لأنني لا أُقدم على أي عمل إلا بعد دراسته جيداً، رغم أنني أوذيت نفسياً من قبل بسبب عمل قدمته ولا أحب الحديث عنه حتى لا أتذكره. لكن مع ذلك لا أحب أن أعيش في التجربة الفاشلة.
- من تسمعين من المطربين والمطربات؟
من القدامى، أطرب للعظماء أمثال عبدالحليم وعبدالوهاب وأم كلثوم وأحبهم جداً. أما من الموجودين حالياً، فأحب وائل كفوري وكاظم الساهر وجورج وسوف وصباح فخري، ومن المطربات أعشق إليسا وشيرين وميادة الحناوي.
- ما هو الحلم الذي تتمنين تحقيقه؟
حلم الوحدة العربية، لأنني تربيت في بيت سياسي وفني يحمل الفكر الوحدوي وينادي به، فأبي كان سياسياً ومحامياً مشهوراً، أما والدتي فهي أديبة ولها كتب ودواوين شعرية في السوق، وقد غرسا في داخلي حب الوطن والوحدة العربية وقيمة التعاون بين الدول العربية.
- ما مدى اهتمامك بالأجر خلال عملك الفني؟
أجر الفنان مهم جداً، لكن الأهم منه الدور الذي يقدمه للناس، فلا بد من أن يكون صادقاً وذا قيمة.
- كلمة لزوجك السابق وأولادك في الغربة؟
لأولادي: «أنا أحبكم جداً وأفتقدكم بجواري، وأنتم الأغلى في حياتي». أما زوجي السابق، فأنا أكنُّ له كل احترام ومحبة، خصوصاً أن بيننا أحلى هدية من الله، أربعة أبناء.
- كلمة لوطنك؟
وطني هو جرحي وكياني وألمي وروحي، وأتمنى له الشفاء العاجل وأن تخرج سورية من نكبتها.
- من هو مثلك الأعلى في الحياة؟
أبي وأمي، فمنهما تعلمت الحب والاحترام والود وأنا أفتخر بهما، كما تعلمت منهما السياسة والثقافة وحب الفن.
أنا والحجاب
هل كانت بينك وبين ارتداء الحجاب ثوانٍ بسيطة؟
الحجاب حجاب القلب وليس غطاء الرأس فقط. فأنا محجبة بقلبي، أرفض الكذب والنفاق والخيانة والكره والبغض والنميمة، ورسالتي لكل فنانة خلعت الحجاب من أجل الفن بعد ارتدائه أن «لا متاجرة بالدين»، فالفن رسالة.
بكلمة
- الحب؟
الحياة!
- المنافسة؟
مشروعة !
-الغرور.
فشل!
- الحجاب.
فرض!
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024