عهد ديب: لست مضطرة لأن أرى الفن عبر عمليات التجميل وتبييض الأسنان
تخبئ في داخلها طموحاً لا حدود له، هواجس كثيرة تجوب مخيلتها وتؤرق تفكيرها. تكتنز من الموهبة الأصيلة ما يؤهلها لأن تكون واحدة من أهم النجمات، فهي تعرف ما تريد بدقة وتسعى إليه بكل دأب واجتهاد وإيمان بفنها وعملها.
امتازت بعفوية الأداء وقوة الحضور وبروح إنسانية مفعمة بالشفافية والثقة... إنها الفنانة السورية عهد الديب التي كان لنا معها هذا اللقاء.
- إلى أي مدى تدخّلت في شخصية «غزل» التي قدمتها عبر مسلسل «فتت لعبت«؟
كان الدور في البداية لشخصية محجبة آتية من دولة خليجية وترتدي الملابس الخليجية، ولكني تدخلت وطلبت أن تكون مجرد فتاة توفي زوجها وعادت إلى حياتها الجامعية وترتدي ملابس مبالغاً فيها أحياناً من ناحية الاستعراض لأنها كانت من بيئة فقيرة وهي اليوم باتت غنية.
وقد سمح لنا المخرج مصطفى برقاوي بأن نبدي رأينا في الشخصيات وحاولت أن أشتغل على شخصيتي قدر المستطاع.
- ما ميزة المشاركة في عمل يندرج ضمن إطار الدراما الشبابية؟
هو أمر حساس جداً، فعندما نريد تقديم عمل عن جيل الشباب، ينبغي أن نعرف أنه جيل يعيش مرحلة مغامرة ومراهقة وقد يلتقط أي فكرة نقدمها، وبالتالي يحتاج النص إلى لجنة من اختصاصيين في علم النفس ليعرفوا ما الذي يتم تقديمه عبره.
فعندما يأتي شاب عمره 18 ويسأل عن كلمات مرت في أعمال بطريقة مبتذلة أعتب على من سمح بتمرير نص كهذا.
- كثيرة هي الانتقادات التي طالت مسلسل «فتت لعبت» فكيف ترينها؟ وهل شاركت فيه لأنه متميز أم لأن دورك هو المهم؟
لم يكن دوري كبيراً ولكني أحببته وحاولت أن أقدمه بطريقة مناسبة، إلا أنني لم أقرأ النص كاملاً لأنهم لم يعطوني إياه لأقرأه، وما قرأته منه هو دوري فقط، فهم لا يعطون النص كاملاً إلا للأبطال.
وهنا لن أتحدث عن «فتت لعبت» فقط لأنه قُدِم مثله الكثيرأخيراً، وللأسف هو مرض ينبغي إيجاد علاج له، فإن قُدِمت مثل هذه الأعمال سنصل في الدراما إلى الحضيض، خاصة أن لدينا في سورية هماً أكبر وينبغي ملامسة المشكلات الجوهرية لأنها أهم بكثير حتى من أعمال البيئة الشامية ومن مشكلات الشباب التي يتم تناولها بسطحية وتعرض صورة مشوهة عن شبابنا.
مشكلات المرأة
- ما مدى الجرأة المطروحة في مسلسل «نساء من هذا الزمن» الذي شاركت في تصويره؟
إلى الدرجة التي نحن بحاجة إليها من الجرأة، فالعمل يرصد مشكلات المرأة السورية ويعالجها بطريقة سورية، بعيداً عن الابتذال والتجارة. وأرى أنه من الضروري أن تلامس المواضيع المطروحة المجتمع ككل.
وخلال السنوات الأخيرة قُدمت أعمال عالجت مشكلات خاصة قد تخجل الفتاة أن تحكيها مع أمها، فليس المهم أن نكشف العورات وإنما أن نعالج مشكلات المجتمع بطريقة راقية، ويتحقق ذلك عندما يكون هناك نص قوي ومخرج قوي.
- الجرأة نوعان، حقيقية تغوص إلى عمق الواقع وأخرى سطحية تجارية أقرب إلى البزنس وتسعى للتسويق... فكيف نفرق بينهما؟
في الموسم الدرامي الأخير كانت هناك أعمال مبتذلة وأخجل من كونها أعمالاً سورية، وأشعر بالحزن جراء ذلك لأن الدراما السورية قوية وقد تعبت الأجيال التي سبقتنا كثيراً حتى وصلنا إلى هذه المرحلة المتقدمة.
- لمَ أصبحتِ ممثلة؟
الفن رسالة أخلاقية كما درست في المعهد العالي للمسرح حيث بقيت أربع سنوات وتعلمت من أساتذة كبار معنى الاحساس والإبداع. وهنا أوجه رسالة إلى بعض الممثلات وأقول لهن: من فضلكن أنقذننا كجيل جديد، فأنا لست مضطرة لأن أرى الفن من خلال عمليات التجميل وتبييض الأسنان أو من خلال طريقة الملابس! فعندما كان هدفي أن أصبح ممثلة منذ أن كنت في الصف الخامس كان ذلك بسبب رؤيتي للنقاء والصفاء في عيون نجومنا وقتها.
- بعد مشاركتك في أكثر من عمل يندرج ضمن إطار البيئة الشامية، هل ترين أنها لا تزال تحتفظ بالرونق نفسه حتى اليوم؟
هي نوع موجود وله جمهوره، ولكن برأيي أنه حتى إن قدمنا أعمال بيئة شامية فينبغي أن تقدم بطريقة تُقارب مجتمعنا الحالي إلى حد ما، أي أن نقدم الشخصيات الحقيقية، فالمرأة الشامية لم تكن يوماً امرأة خانعة كما يقدّمونها في الأعمال وإنما هي امرأة قوية وتصنع هؤلاء الرجال، وبالتالي إن أردنا تقديم بيئة شامية يجب أن نضع روحنا فيها.
- عديدة هي الأعمال التي تناولت الأزمة السورية، فهل ما شهدته كان مقنعاً لمن عايشها؟
الأزمة هي وجعنا، ومن الضروري أن نقدم أعمالاً تحاكي هذا الوجع في إطار يلامس الناس ومعاناتهم، ولكن يبقى التعامل مع هذا الموضوع خطيراً وحساساً، فينبغي أن نكون دقيقين في طرح المشكلة ومقنعين. وألا تتم المتاجرة بالأزمة.
- كيف تنظرين إلى مشاركة فنان سوري في عمل عربي، خاصة إن كانت شخصيته في العمل غير سورية؟
قد تأتي للفنان فرص ذهبية وعروض ويكون حلمه أن يأخذ فرصته في مصر أو في أي بلد آخر، ولكن لن يظهر بشكل حقيقي إلا بلهجته.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024