تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

6 طرق سهلة وممتعة لتحفيز طفلك

6  طرق سهلة وممتعة لتحفيز طفلك

جربي هذه الاستراتيجيات السهلة والفعالة التي تقنع طفلك بإنجاز فروضه المنزلية، وتنظيف أسنانه وما إلى ذلك من دون أي تذمر أو صعوبة...

قد يكون إقناع الطفل بإنجاز مهمة لا يحبها أمراً في غاية الصعوبة. كما أن جعل الطفل يتوقف عن فعل شيء يحبه أمر أصعب أكثر فأكثر. في ما يأتي بعض الاستراتيجيات التي تحفز الأولاد على تغيير سلوكهم والالتزام بنصائح أهلهم.

1. إعادة النظر في فكرة الجوائز

تظهر الدراسات العلمية أن التأثيرات الإيجابية للجوائز التي تمنح للطفل قصيرة الأمد. لا شك في أن منح الطفل جوائز وحوافز يمكن أن يكون مفيداً بشكل مؤقت لجعله يتخطى عقبة أو ينجز مهمة معينة. فالمكافآت تحفز الطفل لإنجاز النشاطات. لكن مع مرور الوقت، يصبح سلوك الطفل معتمداً على الجوائز والحوافز، ويتوقف السلوك الجيد فور توقف الجوائز. تنطبق النظرية نفسها على الراشدين. نحن نذهب إلى العمل لجني المال. إذا توقفنا عن الحصول على المال، سنتوقف حتماً عن الذهاب إلى عملنا.

واللافت أن هذه النظرية صحيحة حتى لو كان النشاط ممتعاً. فقد تبين أن الأطفال الذين يتلقون المكافآت عند إنجاز نشاطات يحبونها (مثل الرسم أو الرقص)، يتوقفون فوراً عن إنجاز تلك النشاطات عند توقف حصولهم على المكافآت. بمعنى آخر، نجحت المكافأة نوعاً ما في القضاء على شغفهم.

يؤكد الاختصاصيون أن استعمال المكافآت في المدى القصير ليس مؤذياً البتة، خصوصاً إذا كانت المكافأة قادرة على تهدئة الطفل أو إقناعه بفعل شيء صعب. إلا أن تلك المكافآت لا تكوّن شخصية الطفل ولا تجعله يدرك أهمية التصرفات الحسنة (مثل ترتيب الغرفة أو النوم في ساعة مبكرة).

فما يصقل شخصية الطفل هو تشجيعه على إنجاز ما يشعره بالارتياح- مثل الإحساس بالرضى عند تعلم مهارة جديدة أو إنجاز فرض صحيح. هكذا، يصبح الطفل أكثر نجاحاً على المدى الطويل، وأكثر فرحاً ورضى عن نفسه.

2. إجراء محادثات بنّاءة

تعتبر المحادثات البناءة مع الطفل أساسية لتحفيزه من الداخل وجعله يشعر بفضول طبيعي، ويفهم الأمور المنطقية المفيدة لتكوين شخصيته.

فإذا رفض الطفل مثلاً إنجاز مهمة معينة، من دون أن يحاول البدء فيها، لا بدّ أولاً من فهم وجهة نظر الطفل، والتحدث عن أهمية إنجاز تلك المهمة. فإذا لم يرغب الطفل مثلاً في تنظيف غرفته لأنه متعب، يجب مناقشته بطريقة بنّاءة وإقناعه بإمكانية تنظيف الغرفة بعد أخذ قسط من الراحة. ولا بد من الابتعاد عن كلمات الإكراه والتهديد، واستعمال المنطق عوض ذلك.

كما أن سؤال الطفل عن إحساسه أثناء إنجازه مهمة معينة يمكن أن يسهم في توليد أجواء إيجابية تجعل الطفل راغباً أكثر في التعاون.

ثمة استراتيجية أخرى فعالة لمنع الأولاد من الاستمرار في تصرف سيء. أظهري للطفل تعاطفك من خلال مساعدته وحثة على الابتعاد عن التصرف السيء. من شأن ذلك جعل الأهل والطفل في جانب واحد ضد السلوك السيء، بدل دخول الطرفين في معركة.

3. قبول العيوب

يستمتع معظم الأطفال بإنجاز المهام التي يطلبها منهم أهلهم، شرط عدم فرض معايير صارمة لجهة حسن إنجاز العمل ومدى سرعة ذلك. فمن المحزن فعلاً رؤية أطفال صغار، ما بين 3 و5 سنوات، يفقدون اهتمامهم في إنجاز بعض المهام بسبب صرامة الأهل في المعايير. فعلى سبيل المثال، يعشق الأطفال فرز الغسيل حسب الألوان، لكن استعجال الأهل أو معاييرهم الصارمة قد تجعل الطفل ينفر من إتمام تلك المهمة، حتى لو كان يحبها

وبالنسبة إلى المهام التي لا يحبها الأطفال، لا بدّ من استعمال بعض الإبداع لجعل تلك المهام أكثر جاذبية. استخدمي مثلاً الدمية للطلب من طفلك أن ينظف حذاءه أو يرتّب سريره. واعرضي عليه خيارين لينتقي واحداً منهما، مثل تنظيف الأسنان قبل الاستحمام أو بعده. بهذه الطريقة، يشعر الطفل بنوع من الاستقلالية، وهذا مكوّن رئيسي في التحفيز الداخلي. أما الصراخ والعنف الهادفان إلى ضبط الأطفال فيفضيان غالباً إلى صراعات ومشادات كلامية غير ضرورية. تذكري دوماً أن الطفل يحب الاعتقاد أن ما يقوم به هو خياره وليس واجباً مفروضاً عليه.

4. أخذ القدرات في الحسبان

تعتبر المكافآت والعقوبات غير ملائمة البتة إذا كان الطفل عاجزاً أصلاً عن تنفيذ ما نريده منه. فرفض الطفل مثلاً لإنجاز فرضه المدرسي قد يكون ناجماً عن عدم امتلاكه القدرات الفكرية اللازمة لإنجاز ذلك الفرض. ولن ينفع حينها أي ترغيب أو ترهيب لأن القدرة غير موجودة أساساً.

 في المقابل، تذكري كيف كان طفلك متحمساً جداً عندما تعلّم للمرة الأولى كتابة اسمه في المدرسة أو العزف على آلة موسيقية معينة. فالإحساس بالبراعة مهم جداً ومصدر أساسي لتحفيز الطفل.

5. التعبير عن التقدير

إذا استيقظ طفلك في الصباح الباكر لوحده واستعدّ للمدرسة من دون أي تذمر أو مماطلة، لا بدّ من تقدير جهوده بصورة علنية وجعله يشعر أنه أنجز فعلاً أمراً مهماً.

يحب الأطفال إرضاء أهلهم، خصوصاً وأن الإحساس بالرابط العائلي القوي محفز جداً. لذا، إمدحي أيتها الأم طفلك حين ينجز شيئاً مهماً. لكن إحرصي على مديح الجهد وليس النتيجة.

6. مثال يحتذى به

المسألة بسيطة جداً: إذا أردت أن يكف أولادك عن التشاجر مع رفاقهم، عليك أن تباشري أولاً في التوقف عن التشاجر مع زوجك أمامهم. حاولي حلّ النزاعات المنزلية بطريقة حبية وحضارية، وذكّري دوماً أطفالك بأهمية السلوك الحسن.

وعدنما تتحدثين على الهاتف ويأتي طفلك لمحادثتك، لا تقولي له "ثانية من فضلك" فيما أنت تعرفين جيداً أن المحادثة ستستمر 20 دقيقة على الأقل. فهذا سيوحي للطفل بأن أمه لا تفي بوعدها، لا بل إنها ترغب ربما في التخلص منه وعدم الاهتمام به.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078