القليل من الأوساخ مفيدة للطفل! إليكم التفاصيل
من الطبيعي أن يلمس الطفل كل الأشياء المحيطة به، فيما يجد الأهل هذا الأمر مقرفاً أحياناً. إلا أن القليل من الأوساخ مفيدة لصحة الطفل وجهاز مناعته! إليك التفاصيل.
لا شك في أن الأمراض المعدية تشكل مصدر قلق للأهل الذين يخشون تعرض أطفالهم لتلك الأمراض عن غير قصد نتيجة لمس أشياء متسخة أو ملوثة. ولذلك، يعمد الأهل في غالب الأحيان إلى الإفراط في حماية أولادهم من الأوساخ والجراثيم.
لكن ما مدى النظافة التي يحتاج إليها الطفل فعلاً كي يبقى بصحة جيدة؟
تشير الأبحاث العلمية إلى أن تعريض الأطفال للجراثيم قد يمنحهم حماية أكبر من أمراض مثل الحساسية وداء الربو حين يكبرون. وتقول هذه الفرضية إنه حين يتعرض الطفل بشكل ضئيل جداً للطفيليات والبكتيريا والفيروسات في مرحلة مبكرة من حياته، ثمة احتمال أكبر أن يعاني من الحساسية، وداء الربو، والأمراض الأخرى المرتبطة بالمناعة الذاتية حين يصبح إنساناً راشداً.
وتبين فعلاً أن الأطفال الذين يترعرعون في مزرعة، أو الذين يذهبون إلى دور حضانة في سنّ مبكرة جداً، يكشفون لاحقاً عن مستويات أقل من الحساسية.
ومثلما يحتاج دماغ الطفل إلى التحفيز والتفاعل كي ينمو بصورة طبيعية، فإن جهاز المناعة يحتاج أيضاً إلى التعرض لبعض الجراثيم كي يتعلّم ويتكيف وينظم نفسه.
بالفعل، تبين أن الأطفال الذين يتعرضون لأوساخ الحيوانات ويعانون من حالات الإسهال قبل عمر السنتين، يكشفون عن احتمال أقل للتعرض للالتهابات في الجسم حين يكبرون. وقد تم ربط الالتهاب بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل مرض القلب وداء السكري وداء ألزهايمر. يتضح إذاً ان التعرض للميكروبات في سنّ مبكرة قد يكون مهماً للسيطرة على الالتهابات لاحقاً.
ويقول الأطباء إنه حين نفرط في تعقيم بيئة أطفالنا لحمايتهم من الأمراض، فإننا نحرمهم ربما فرصة تقوية جهاز المناعة لديهم. كما أن استعمال المضادات الحيوية بإفراط يضعف الصحة، ولا يقوّيها، لأن تلك المضادات تسلب القوة من جهاز المناعة وتجعله ضعيفاً في وجه الأمراض والالتهابات.
يمكن القول إذاً إن المستوى المناسب من النظافة للطفل يكمن في العثور على التوازن الصحيح. لا داعي لأن تكون بيئة الطفل ملوثة بالجراثيم والميكروبات، ولكن لا حاجة أيضاً لتعقيمها بإفراط. التوازن هو الحل الأمثل.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024