تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

لهذه الأسباب شجعي ولدك على اللعب خارج المنزل

لهذه الأسباب شجعي ولدك على اللعب خارج المنزل

يجلس رامي لساعات طويلة وهو يركز على شاشة الكمبيوتر، فيما تشاهد ليلى برنامجها التلفزيوني المفضل وهي مستلقية على الأريكة من دون أي حراك. أما أحمد فيتعاطى بحماس مع لعبته الالكترونية الجديدة... لسوء الحظ، هذه هي حال أولادنا هذه الأيام, فما العمل لتشجيعهم على اللعب خارجاً؟

ثمة أسباب عدة وراء اضطراب الأطفال، من بينها قلّة الوقت إذ يعيش أطفالنا حياة محمومة ومليئة بالمواعيد تماماً مثل أهلهم، الذين لا يملكون وقتاً كثيراً لتخصيصه لأولادهم والإشراف على لعبهم أو اصطحابهم في نزهات في الهواء الطلق.

ويرفض بعض الأهل ترك الحرية لأولادهم لناحية اللعب خارجاً خشية أن يؤذي الأولاد أنفسهم، مما زاد من تعلق الأطفال بالألعاب الالكترونية والبرامج التلفزيونية.

إلا أن اللعب خارج المنزل يكشف عن فوائد كثيرة حُرم منها أطفال هذه الأيام. هيا بنا إذاً نساعد أطفالنا على الابتعاد عن وسائل التسلية داخل المنزل وتحفيزهم للخروج واللعب في الهواء الطلق.

أهمية اللعب في الهواء الطلق

قد يكون الهواء الطلق أفضل مكان يتعلم فيه الأطفال الصغار بعض المهارات الجسدية. ففي الفناء الخارجي للمنزل أو الحديقة العامة، يتعلم الطفل الركض، والقفز، والوثب، إضافة إلى المهارات اليدوية مثل رمي الكرة وضربها والتقاطها. كما يستطيع الطفل إنجاز بعض المهارات اليدوية مثل دفع الأرجوحة أو شدّ الحبل أو رفع الأغراض عن الأرض.
بالإضافة إلى ذلك، يميل الأطفال إلى حرق المزيد من الوحدات الحرارية عند اللعب خارج المنزل، مما يحول دون البدانة، وخطر التعرض لمرض القلب، وتصلّب الشرايين وارتفاع ضغط الدم. لذا، يتوجب على الأهل أن يخصصوا وقتاً محدداً كل أسبوع كي يلعب أطفالهم في الهواء الطلق، على اعتبار ذلك نوعاً من الوقاية الصحية.
كما يكشف اللعب خارج المنزل عن فائدة أخرى، ألا وهي تحفيز قسم الدماغ المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية وجهاز المناعة وإحساسنا بالسعادة.

تحفيز التعليم

لا تقتصر فوائد اللعب خارج المنزل على الجانب الجسدي، بل تتعداه أيضاً لتشمل التطور الاجتماعي والعاطفي. فعند التواجد في الهواء الطلق، يميل الأطفال إلى ابتكار الألعاب، وبالتالي التعبير بصورة أفضل عن أنفسهم والتعرف إلى العالم على طريقتهم. يشعر الأطفال أنهم في أمان ومسطيرون على وضعهم، مما يحفز الاستقلالية، والمهارات التنظيمية، واتخاذ القرارات. كما أن ابتكار القواعد للألعاب (مثلما يفعل الأطفال الصغار) يحفز فهم أهمية القواعد. هكذا، يتعلم الأطفال أثناء اللعب أهمية العلاقات الاجتماعية، واحترام العادات، وكيفية التواصل مع الآخرين.

تطوير الحواس

يتعلم الأطفال كثيراً من خلال حواسهم. وأثناء اللعب خارجاً، تتوافر الكثير من الأشياء المختلفة والرائعة لرؤيتها (مثل الحيوانات والطيور والنباتات الخضراء) وسماعها (مثل زقزقة العصافير وحفيف الأوراق وصفير الهواء) وشمّها (مثل الأزهار العطر والأرض المبللة بالمطر) ولمسها (مثل الخنفساء الصغيرة على غصن الشجرة أو الهرّة الصغيرة في الحديقة) وحتى تذوّقها (مثل قطرة المطر على اللسان). والواقع أن الأطفال الذين يقضون الكثير من الوقت وهم يكتسبون تجاربهم من خلال التلفزيون والكمبيوتر، يستخدمون فقط اثنتين من حواسهم (السماع والنظر)، مما قد يؤثر سلباً في قدراتهم الإدراكية.
هل من مكان أفضل من الهواء الطلق لكي يصرخ الطفل بأعلى صوته ويطلق العنان لطاقته؟ فعند التواجد خارجاً، يستطيع الطفل الركض والقفز والصراخ...
نحن لا نذكر من طفولتنا ربما إلا الأوقات التي قضيناها مع الأصدقاء في النزهات في الطبيعة، حيث تسلقنا الأشجار، وسبحنا في ماء النهر، واختبأنا في مكان سرّي، ولعبنا مع كلب العائلة، وشممنا رائحة الأزهار بعد توقف المطر عن الهطول... فلنعطِ هذه الفرصة أيضاً لأطفالنا ونشجعهم على اللعب خارج المنزل...

 

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080