مسكن عصري في قلب بيروت النابض بالحياة
العصرية الفائقة والعملية المطلقة، رفيقتا هذا المنزل الشبابي الذي يتبع الموضة بكلّ تفاصيلها. أما التوقيع، فهو للمهندسة الشابة مارينا خليل التي تنبض كلّ أعمالها بالحياة، وتتسم بالفرح والذوق والرفاهية والفرادة.
انطلق تصميم هذه الشقة السكنية في أحد الشوارع الراقية في وسط بيروت من مرتكزين أساسيين، أولهما الجوّ الخارجي المحيط بالمبنى الذي ضمّ هذا المسكن، وثانيهما نابع من الداخل، حيث طُوّرت فكرة هندسة الشقة بحيث يكون المنزل كلّه مستثمراً وعملياً.
المالكون أرادوا الاستفادة من كلّ ركن في المنزل، وتلافي الصالونات الخاصة والمقفلة، وآثروا استخدام الصالونات كما غرفة الجلوس، بطريقة عملية ومريحة، لهم وللزوار معاً، ومن فأتت التصاميم عصرية.
الراحة في التصاميم إكتملت مع الألوان الهادئة والخطوط الواضحة والنقية التي اعتمدتها خليل، وقد اجتمعت كلّها لتظهير هذا الجوّ النضر. وقد انبعثت من السقف الجفصين إنارة هادئة وشفافة، وغابت عنه الزخرفة والهندسة المتكلّفة، لتحلّ محلها خطوط واضحة ومحدّدة على شكل مربّعات، نظراً الى رحابة الجلسات.
وقد تركت المساحة رحبة من دون أن تزدحم بالأثاث الكثير. وقابل السقف، الرخام الإيطالي من البيج الزاهي، ببريقه الذي زاد المكان نضارة. وخدمت هذا الجوّ أيضا الألوان الهادئة والزاهية للأثاث، ومعظمه من البيج.
بعد ردهة الإستقبال التي ضمت كونسولاً من الخشب المبتكر، وفوقه مرآة من تصميم المهندسة ولوحة تجسد العاصمة بيروت على الجدار المقابل، ندخل الصالون الذي لعب دور غرفة جلوس أيضاً بتصميمه المريح والعملي. إلى اليمين، يطالعنا مقعد وثير من الجلد البيج توزعت عليه أرائك بالاسود والأبيض، وأمامه طاولة لافتة بتصميمها وأناقتها، شكلت تحفة فنية، حيث استلقى الزجاج على ركائز أشبه بأعمدة صغيرة ارتفعت فوق لوح من الخشب. وإلى جانب المقعد المستطيل، آخر من الجلد أيضاً، ولكن الرمادي.
ويقابل هذا الركن مقعدان متشابهان من القماش القطني البيج المائل إلى الرمادي. ووسط هدوء ألوان الأثاث، أتت المكتبة بخشبها الداكن وتصميمها المميّز والحيوي لتضفي رونقاً خاصاً، جامعة العملية والجمالية في آن واحد. وضمت هذه المكتبة أيضاً جهاز التلفزيون وكل توابع أجهزة الصوتيات.
وفصلت المهندسة الصالون عن غرفة الطعام بإطار من الخشب تدلت منه أعمدة ازدان كلّ منها بصور لأفراد العائلة، التُقطت لهم خلال أسفارهم المتعددة.
وبالوصول الى غرفة الطعام، نلاحظ أنها تبعت الأسلوب والجوّ الهندسي نفسه، فبدت عصرية وبسيطة، مع المحافظة على عنصري التميّز والأناقة. الطاولة الخشب ركائزها من الكروم ومقاعدها من الجلد البيج، وعلى ظهرها مستطيل من الكروم، مما جعل الجوّ أكثر أناقةً.
الطاولة والكراسي من ماركة عالمية، أما الدروسوار فهو من تصميم المهندسة خليل التي زيّنته بإدخال مستطيلات وركائز من الكروم، وصمّمت فوق الدروسوار مرآة مبتكرة خماسية الأضلاع. أما الثريا فهي ملتصقة بالسقف، عبارة عن مجموعة دوائر، انبعثت الإنارة من كلّ دائرة منها. وفي هذا الجوّ العصري، لم يغب السجاد الحرير بألون زاهية ورسوم مائلة إلى العصرية.
وقمّة الابتكار، تجلّت في حمام الضيوف. المغسلة عبارة عن كوب من البورسولان الأبيض. المرآة مقسمّة إلى ثلاث دوائر انبعثت الإنارة من خلف كلّ دائرة لتنير الجدار فوق المغسلة بجمالية عكست مزيجاً من الذوق والفنّ والتجدّد.
في المطبخ، الخشب له الحصّة الكبرى من التصميم، وتحديداً هذا المزيج بالألوان. الخزائن باللون الداكن محدّدة بالكروم. أما الطاولة فمن الخشب الزاهي الموشّى، وقد اتسمت بكبر حجمها، مع مقاعد وثيرة من الجلد الأبيض.
الخطوط الواضحة والتصاميم الراقية والعصرية هي سمة هذا المنزل الذي حرصت المهندسة خليل على جعله يتماشى مع ذوق المالكين والمحيط الفاخر النابض بالعصرية في قلب بيروت المفعمة بالحياة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024