للأرجوحة فوائد جسدية ونفسية... اكتشفوها!
اللعب في الهواء الطلق هو شكل من أشكال التمارين الرياضية التي تعزّز الشعور الحسن، وتساهم في النمو البدني وصحته. والأطفال عمومًا يميلون إلى اللعب النشط خارج البيت، لأنه يسمح لهم باكتشاف محيطهم، وتطوير عضلاتهم وتقويتها، والتناسق الحركي في ما بينها، وينمّي لديهم الثقة بالنفس. كما أنّ اللعب النشط يزيد المرونة، ويطوّر المهارات الدقيقة والكبيرة، المرتبطة بمجموعة واسعة من المهارات البدنيّة المتعلقة بالرياضة.
فالأطفال عمومًا في حاجة كبيرة إلى الحركة البدنية التي تتطلب استعمالهم العضلات، كالركض والتأرجح والقفز والتزحلق على المزلاجات Skate وركوب الدراجة الهوائية، والأهم أن يكونوا دائمًا في الهواء الطلق يستمتعون بالشمس، ومن المؤكد ان على الأم اتخاذ التدابير الوقائية لحماية أطفالها من الأشعة ما فوق البنفسجية.
وغالبًا، الطفل في سن العاشرة، أي مرحلة ما قبل المراهقة، يفضل استعمال كل عضلات جسده، والقيام بنشاطات رياضية مهمة فيها الكثير من التحدي. والأرجوحة هي من الألعاب التي يمارسها الأطفال بشغف، لأن فيها الكثير من التحدي.
من منا لم تلاحظ في الحديقة العامة وقوف مجموعة من الأطفال، على مقربة من الأرجوحة! فيبدو مشهد الصبية والبنات، وهم ينتظرون أدوارهم، استعراض قوّة من يجرؤ على التأرجح بأقصى ارتفاع. واللافت أنهم نادرًا ما يتشجارون على ركوب الأرجوحة، بل يحترمون قوانين اللعبة، وينبّهون بعضهم من الاقتراب أثناء التأرجح. إذًا، هم يتعلّمون كيف يتجنّبون حوادث الإصطدام. كما أنهم يشجعون بعضهم، فيهتفون لمن يرتفع أكثر، وبعضهم يبتكر طريقة لتأرجح أعلى وأكثر ثباتًا.
فوائد الأرجوحة
بغض النظر عن سن الطفل، فعندما يدفع أحدهم الطفل وهو على الأرجوحة، أو يتأرجح وحده من دون مساعدة، يستعمل الطفل كل عضلات جسمه للدفع والتوازن، وينسّقها على إيقاع التحرك ذهابًا وإيابًا. من خلال التأرجح، يتعرف الطفل ويجرّب للمرة الأولى فكرة "السبب والنتيجة" ويفهم فكرة المساحة، مثل الصعود والهبوط، الأمام والخلف. فضلاً عن أن الطفل يدرك مبادئ الفيزياء: القوة، والجاذبية، والدفع والرنين. مثلاً: بحسب قوة الدفع يكون ارتفاع الأرجوحة.
واللافت أن الطفل في العاشرة، أي في مرحلة ما قبل المراهقة، يرغب في دفع الأرجوحة إلى أقصى علو، ويلاحظ أثناء ذلك تعابير وجهه التي تكون في البداية متردّدة وخائفة، لكن تعابير الخوف تتلاشى، لتتحول إلى تعابير تحدٍّ، ويبذل جهده ليتأرجح إلى أقصى علو ممكن. وكأنه يتحدّى الخوف، ويريد التخلّص من التوتر والقلق، ويحاول أن يرسم معالم هويته الشخصية، "أنا القوي، أنا البطل الذي لا يهاب الصعاب" فيما البنت تبدو كأنها ترسم ملامح شخصيتها الأنثوية تعانق الهواء، تريد تحقيق أحلامها، وربما تبحث عن تحدي قرينها الذكر، بأنها قادرة على فعل ما يقوم به، فهي تريد أيضًا كسر حاجز الخوف والرهبة.
إذًا، الأرجوحة في الهواء الطلق تمنح الطفل الكثير من المشاعر القوية، وفي الوقت نفسه تساعده على التخلص من التوتر، في البداية يصرخ ثم ينتهي بالغناء والإنشاد. الهدهدة التي تهدّئه عندما كان رضيعًا، أصبحت تأرجحًا يخلّصه من التوتر. إذا كان في بيتك حديقة فلا تترددي في وضع أرجوحة تناسب سن أطفالك. أما إذا أراد ابنك أن تكون له أرجوحته فلا تترددي في تشجيعه، واشتري له حبالاً متينة، ودعيه يخترع أرجوحته الخاصة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024