عمرو واكد: عندما أمثل أشعر أنني طفل يستمتع بلعبته
رغم موهبته ووصوله الى العالمية ومشاركته في أكثر من فيلم أجنبي، إلا أنه يعترف أنه أمام الكاميرا يشعر وكأنه طفل يستمتع بلعبته.
النجم عمرو واكد يعلن أنه هو، وليس الرقابة، صاحب قرار عرض فيلمه الجديد «القط» تحت خانة للكبار فقط، ويتكلم على الأسباب ومشاركته في الإنتاج، وتدخله في اختصاصات غيره، كما يتحدث عن آرائه السياسية التي تعرّض بسببها لحملات تشويه وتشكيك في وطنيته.
ويكشف حقيقة نقل إقامته الى أميركا، ورفضه الكلام عن حياته الخاصة، وعشقه الخاص الذي لا يعرفه الكثيرون عنه.
- شاركت في بطولة فيلم «القط»، فما الذي حمّسك له؟
رغبتي في العمل مع المخرج إبراهيم بطوط الذي عملت معه من قبل في فيلم «الشتا اللي فات»، تُعد من الأسباب الرئيسة التي حمّستني لهذا العمل، فأنا أثق في رؤيته الإخراجية، كما يعجبني اهتمامه بكل التفاصيل.
ورغم أن فيلم «القط» يعدّ تجارياً، إلا أنه أضفى عليه اللمسة الفنية العالية التي نجح من خلالها في تقديم عمل سينمائي هادف يحمل رسائل فنية ويدفع المشاهد الى التفكير والتأمل. كما أن فيلم «القط» يختلف تماماً عن «الشتا اللي فات»، فأحداثه تتميز بالإثارة والتشويق، ومشاهد الأكشن.
- الفيلم حمل لافتة «للكبار فقط»، فهل تؤيد هذا الأمر؟
أريد أن أوضح شيئاً هاماً، إن منع أي شخص تحت 18 عاماً من مشاهدة الفيلم ليس قرار جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، بل قرار اتخذته بالاتفاق مع المخرج والشركة المُنتجة.
فأنا لا أنصح الأطفال بمشاهدة هذا الفيلم، فهو غير مُناسب لهم لاحتوائه على مشاهد عنف وقتل، بالإضافة إلى احتوائه على مشاهد رومانسية يجب ألا يشاهدوها، لذلك أتمنى من كل أسرة مصرية أن تمنع أطفالها من مشاهدة هذا العمل.
- تخوض تجربة الإنتاج السينمائي من خلال الفيلم، فما الذي حمّسك لاتخاذ هذه الخطوة؟
الإنتاج ليس مجرد موازنة أو اهتمام بتفاصيل مادية، ففيه جانب إبداعي لا يمكن إغفاله، وشعوري بامتلاك قدرة على إضافة شيء في هذا المجال دفعني الى المشاركة في إنتاج فيلم «القط»، وأتمنى أن أنجح في هذه التجربة وأستمر في المشاركة في إنتاج الكثير من الأفلام والمسلسلات.
- هل مشاركتك في إنتاج الفيلم دفعتك إلى التدخل في كل التفاصيل التي تتعلق به؟
بالطبع لا، فمن المستحيل أن أتدخل في اختصاصات المخرج أو رؤية مدير التصوير. فهذه الأمور لا تخصني، ومن المستحيل أن أعطي رأياً بها، كما أنني لم أتدخل في رؤية المخرج إبراهيم بطوط في اختيار الأبطال، لأن هذا الأمر من اختصاصه، وكل ما يمكنني فعله الاعتراض على ممثل يبالغ في أجره على سبيل المثال، فأنا لم أفرض أحداً على المخرج لكي يشارك في بطولة هذا العمل.
- كيف وجدت العمل مع إبراهيم بطوط، خاصةً أن «القط» يعد ثاني فيلم سينمائي يجمعك به؟
أنا مؤمن دائماً بأن الممثل كالطفل، وأن الدور الذي يُقدمه يشبه اللعبة التي يستمتع بها. وفي العملين اللذين تعاونت من خلالهما مع إبراهيم كنت طفلاً سعيداً، واستمتعت للغاية بكل مشهد قدمته معه، فهو مخرج مجتهد وناجح وأتمنى العمل معه مرة أخرى.
- ما الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟
تم تصوير فيلم «القط» في أكثر من 40 منطقة، ولذلك أرى أن تعدد أماكن التصوير شكّل أكبر صعوبة واجهتنا، خاصةً أن هناك مشاهد تم تصويرها بعد أيام من اندلاع ثورة 30 يونيو، ووقتها شهد البلد أحداثاً وتوتراً بسبب أفعال التخريب التي قام بها بعض المنتمين الى جماعة «الإخوان المسلمين».
- شارك الفيلم في مهرجاني «أبو ظبي» و «القاهرة» السينمائيين، فكيف كانت ردود الأفعال التي وصلتك؟
استمعت الى تعليقات رائعة من النقاد، إذ أعلنوا إعجابهم بفكرة الفيلم وبطريقة تناولها وبأداء جميع الأبطال.
كما كنت حريصاً على معرفة آراء الجمهور الذي حضر العرض الخاص بالفيلم خلال وجوده في هذين المهرجانين. وبصراحة شديدة، وجدت أنه تفهم جيداً رسالة الفيلم وأعجبته الأحداث، وظل يتابع كل مشهد بترقب وحماسة.
- ما الرسالة التي يحملها الفيلم؟
رغم أن الفيلم يلقي الضوء على قضية تجارة الأعضاء البشرية، وهي قضية لم تتحدث عنها السينما المصرية كثيراً، إلا أنه يحمل رسائل فلسفية أيضاً، مفادها أن الشر يكمن في الفعل وليس في الشخص.
وهناك رسالة أخرى يؤديها الفيلم، وهي عدم جواز تسخير أفعال الشر لتحقيق أهداف نبيلة. لا أريد شرح هذه الرسائل أو التحدث عنها، فأنا واثق بأن الجمهور سيستوعب هذه الرسائل جيداً ويتفهم ما أقوله بعد مشاهدة الفيلم.
- لكن البعض اتهم الفيلم بالتركيز على الجوانب السلبية فقط في مصر، فما ردّك؟
فيلم «القط» ينقل الواقع بكل صداقية ومن دون أي مبالغة. ففي «إسطبل عنتر» الذي صورنا فيه بعض المشاهد، تقابلنا مع أكثر من 42 شخصاً قاموا ببيع كلاهم من أجل تحسين مستوى معيشتهم.
كل ما أريد قوله إن الفيلم يتحدث عن حال المجتمع المصري، والأماكن التي صورنا فيها حقيقية، بل تمت الاستعانة ببعض سكان منطقة «إسطبل عنتر» لتصوير بعض المشاهد.
- وما تعليقك على الآراء التي تؤكد أن مصر لا تواجه أزمة حقيقية في ما يتعلق بتجارة الأعضاء البشرية؟
غير صحيح، فهناك فرق كبير بين قضية غير موجودة في المجتمع وقضية لا يسلط الإعلام الضوء عليها. فسرقة الأعضاء البشرية والمتاجرة بها قضية تعانيها مصر، وموجودة منذ سنوات طويلة، لكن لا يتم إلقاء الضوء عليها ولا يتطرق إليها الإعلام، وأتمنى أن نوليها الاهتمام من خلال الفن والإعلام، فهي مشكلة خطيرة لا بد من التصدي لها.
- هل استقررت على المسلسل الذي ستخوض من خلاله سباق الدراما الرمضاني المُقبل؟
لا، لكنني أستعد خلال الفترة المُقبلة لتصوير الجزء الثاني من مسلسل «أبواب الخوف»، لكنه سيُعرض بعيداً من شهر رمضان، وستكون أحداثه استكمالاً لأحداث الجزء الأول، بل أكثر إثارة وتشويقاً.
- ما الجديد الذي تقدمه فيه؟
لا أريد الكشف عن تفاصيله، لكنني أتوقع أن يحقّق نجاحاً لا يقل عما حقّقه الجزء الأول، كما أخوض من خلال الجزء الجديد من هذا المسلسل أولى تجاربي الإنتاجية، حيث أشارك في تحمل التكلفة الإنتاجية للمسلسل، وأتمنى أن تكون خطوة ناجحة.
- رغم وصولك الى العالمية، إلا أنك توافق على تقديم دور ثانٍ في السينما المصرية، الأمر الذي يثير دهشة الكثير من جمهورك؟
وما العيب في ذلك؟ أنا ممثل وبالتالي من الطبيعي أن أقدم كل الأدوار التي تعجبني وأشعر بقدرتي على تقديمها، بغض النظر عن مساحة الدور أو عدد المشاهد، وأتمنى من جميع الفنانين أن يفكروا بهذه الطريقة حتى نتمكن من تقديم عشرات الأفلام سنوياً.
وإذا نظرنا الى تاريخ الراحل إسماعيل ياسين فسنجده قدم أكثر من 300 فيلم، والراحل فريد شوقي قدم أكثر من 400 فيلم، والأمر نفسه ينطبق على النجم عمر الشريف.
فهؤلاء النجوم وافقوا على تقديم أدوار أولى وثانية، ولم يفكروا في البطولات المُطلقة ومساحات الأدوار. وإذا تلقيت دوراً يشبه الشخصيّة الذي قدمتها من خلال فيلم «إبراهيم الأبيض» مع أحمد السقا فسأوافق على الفور.
فرغم مرور فترة على مشاركتي في بطولة هذا العمل، إلا أنني سعيد بدوري فيه، والذي ما زال الجمهور يتحدث عنه، كما أنني سعيد بالعمل مع الفنان أحمد السقا، فهو إنسان محترم ولديه رغبة دائمة في الإضافة الى صناعة السينما، كما يحب أن يظهر كل ممثل يشارك معه في أي عمل بشكل جيد وغير مُهمش.
- شاركت في بطولة الكثير من الأفلام الأميركية والأوروبية، فماذا أضافت إليك؟
الأشياء التي تعلمتها لا يُمكن حصرها، لكن أهم ما تعلمته هو أن أحب صناعة السينما وأُتقن الأدوار التي أقدمها وألعبها بشغف شديد من دون التفكير في أي شيء آخر.
- هل هناك فنان عالمي تتمنى العمل معه؟
أسامة فوزي، وهو ليس ممثلاً، بل مخرج مصري أرى أنه يجب أن يُصنف مخرجاً عالمياً، وأتمنى العمل معه خلال الفترة المُقبلة.
- هل تشعر أن آراءك السياسية أثرت في خطواتك الفنية في مصر ومن الممكن أن تكون دفعت بعض الفنانين والمنتجين الى رفض العمل معك؟
يجب أن يتم طرح هذا السؤال على هؤلاء الفنانين والمُنتجين. وعلى أي حال، أنا لا أريد العمل مع أي فنان أو منتج أو مخرج يرفض العمل معي لعدم إعجابه بآرائي السياسية.
فأنا مُتمسك بهذه الآراء ولن أغيّرها لمجرد الرغبة في المشاركة في بطولة فيلم أو مسلسل، وجمهوري يعرف ذلك جيداً، وليس لديَّ أي نية لتغيير موقفي، خاصةً أنني مؤمن بكل كلمة أقولها.
- هذا يعني أنك غير نادم على إعلان موقفك السياسي؟
بالطبع لا، وكما قُلت لك من قبل، لن أُغيّر موقفي أو أتراجع عن آرائي من أجل شخص أو رغبة في المشاركة في فيلم.
- لكنَّ آراءك السياسية جعلتك تتعرض لحملات تشويه كثيرة وشائعات غريبة، فما تعليقك؟
هذا صحيح، فأنا لم أسلم من الحملات التي تهدف الى تشويه صورتي والتشكيك في مدى انتمائي إلى بلدي وحبي له، كما فوجئت بشائعات كثيرة تلاحقني، لكنني أعترف بأن هذه الحملات والشائعات خدمتني وزادت من ثقة الجمهور بي، لأن مروِّجي هذه الشائعات وأصحاب هذه الحملات غير أسوياء، هدفهم الوحيد تشويه صورة وسمعة من يختلف معهم في الرأي. لذلك أقول لهم استمروا في حملاتكم وفي الترويج لهذه الشائعات الكاذبة.
- ما حقيقة نقل إقامتك إلى الولايات المتحدة الأميركية؟
مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة. فوجودي في أميركا من أجل العمل فقط، ولم أنقل إقامتي اليها، فأنا لا يمكنني العيش بعيداً عن بلدي وأهلي وأصدقائي، لذلك كل ما يُقال حول هذا الأمر غير صحيح. وعلى أي حال، أنا واثق بأن الجمهور لا يُصدق هذه الشائعات.
- ما الحلم الذي يراودك في العام الجديد؟
أن تشهد صناعة السينما المصرية نهضة جديدة وتُقدم عشرات الأفلام المتنوعة والمختلفة.
- لماذا لا يعرف أحد الكثير عن حياتك الخاصة؟
لأن الكل يعلم أنني لا أتحدث مطلقاً عن خصوصياتي، فهي ملك لي وحدي، والجمهور له عمرو واكد الفنان فقط، أما حياتي الشخصية فلا أحب الحديث عنها.
- وماذا عن عشقك الخفي للموسيقى؟
بالفعل أعشق الموسيقى والغناء وأحب العزف على آلة الغيتار، وأتمنى أن أستغل حبي للغناء في التمثيل. فأنا أتمنى تقديم عمل فني أجسد من خلاله شخصية المطرب الراحل سيد درويش ودوره في المقاومة الشعبية، والدور الذي يلعبه الفن في التعبير عن أحاسيس الشعب المصري ومشاعره.
وأنا أتمنى تقديم عمل فني عن هذه الشخصية صاحبة التاريخ الفني الطويل. فرغم مرور سنوات طويلة على رحيله، إلا أننا ما زلنا نستمع إلى أغانيه.
سارة شاهين: عمرو واكد صديقي وما يقال عن قصة حب بيننا شائعات
بعد عرض فيلم «القط»، ترددت شائعات عن قصة حب تجمع بطله عمرو واكد بالفنانة الشابة سارة شاهين، التي شاركت في بطولته، لكنها نفت كل هذا قائلة: «هذه شائعات كاذبة ولا تجمعني بالفنان عمرو واكد سوى علاقة صداقة طيبة، فهو فنان محترم وتشرفت بالعمل معه».
كما تحدثت عن الفيلم قائلة: «ترشيحي للمشاركة في بطولة فيلم «القط» جاء من طريق الصدفة، فبعد أولى تجاربي التمثيلية من خلال فيلم «الحفلة» قررت الاتجاه إلى السينما المُستقلة، لإعجابي بهذه المدرسة ورغبتي في تطوير نفسي وأدائي.
لذلك ذهبت إلى شركة «ذات» للإنتاج السينمائي قبل أن أعرف استعدادهم لإنتاج فيلم «القط»، وكشفت لهم عن رغبتي في العمل معهم، وفوجئت بترشيحي لتقديم أحد الأدوار في هذا العمل السينمائي الذي أتوقع أن يكون بمثابة نقلة نوعية في مشواري الفني».
وتضيف: «شعرت بحماسة شديدة لهذا العمل، بسبب رغبتي في العمل مع الفنانين فاروق الفيشاوي وعمرو واكد، بالإضافة إلى إعجابي بالدور، فهو دور محوري ومؤثر في الأحداث ولا يُمكن أن أصف مدى استمتاعي بهذا العمل».
وتحدثت سارة عن العمل مع فريق الفيلم قائلةً: «الوقوف أمام النجم الكبير فاروق الفيشاوي حلم يراود أي فنان. فأنا سعدت بالعمل معه واستفدت من الوقوف الى جانبه، كما سعدت للغاية بالعمل مع الفنان عمرو واكد، فأنا من أشد المعجبين بأعماله وبأدائه وبقدرته على تقديم أدوار متنوعة».
سارة، التي حازت لقب ملكة جمال مصر عام 2001، وعملت في مجال عروض الأزياء، تحدثت عن هذه التجربة في حياتها مؤكدةً: «التمثيل لن يشغلني عن هذا المجال، فأنا أملك القدرة على التوفيق بين المجالين، كما أنني أعمل أيضاً في مجال الهندسة، ولديَّ طاقة للعمل في المجالات الثلاثة».
وعن خطواتها الفنية المقبلة تقول: «انتهيت من تصوير دوري في فيلم «سكر مرّ»، الذي أتعاون من خلاله مع المخرج هاني خليفة، وأنتظر عرض هذا العمل خلال الفترة المقبلة، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024