تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

عن السياسة وأم كلثوم والطفل القادم كارول سماحة: تعبتُ من كلمات التهنئة...

كارول وزوجها وليد مصطفى خلال إجازة في النروج

كارول وزوجها وليد مصطفى خلال إجازة في النروج

غنّت للشرق الحزين والعظيم أخيراً، وأثبتت بعد رائعة «بصباح الألف التالت» أنها فنانة صلبة بوقفتها الإنسانية والمسرحية. تهجر صوتها لو يخطر ببالها، هكذا ردّدت كارول سماحة كلمات مروان خوري في أغنية «الشرق العظيم». وردّد الأغنية بعدها طفل في الكليب المصوّر، وطفل آخر سيردّد اسمها وكلمة «ماما» ...


- بدأتِ عام 2015 بقوة مع عمل «الشرق العظيم».
أرجو أن أكمله بالنجاح نفسه، أظن بأن 2015 وجهه خير عليّ، قالوا في أخبار الفلك أن برج الأسد سيتألق هذا العام وسيعيش أهم مرحلة في حياته الشخصية والمهنية.

- هل تستمعين إلى أخبار الفلك بشكل منتظم؟
لا، أملك هذا الفضول في بداية العام فقط لمزيد من التفاؤل.

- ببساطة، لمَ قدّمت «الشرق العظيم»؟
تطلب هذا العمل مجهود تجهيز ألبوم كامل طوال ستة أشهر، كلاماً ولحناً وتصويراً. تعبنا كثيراً وجُلنا في العالم. الأغنية كلمات وألحان الفنان مروان خوري وتوزيع ميشال فاضل وعزف لأوركسترا Kiev الفيلارمونيكية بقيادة المايسترو فلاديمير سيرانكو.
صورنا في تونس يومين تحت إدارة المخرج تييري فيرن وعدنا إلى فرنسا لوضع اللمسات الأخيرة على العمل. لقد بذلنا جهد التحضير لألبوم كامل بالفعل!

- ارتديت زي محاربة مجدداً ...
لقد تطلبت رسالة الأغنية مني ذلك. وأنا أؤدي دوراً تمثيلياً جديداً كل مرة في أعمالي المصورة. أختار أدواري كممثلة في الكليبات. يشغلني كثيراً موضوع الأديان والتعصّب، ورغبت في توصيل صوتي.
سنفترق أكثر ونقع في مشاكل أكبر مستقبلاً إن لم نتوحّد. جمعت صورة الجامع والكنيسة في النهاية لأحدّد هدفي من العمل وموقفي من الحرب والإرهاب.

- تتكلمين على التطرف الديني. إلى أي مدى يؤدي الانفتاح المتطرف إلى الاستهانة بديانة الآخر وخصوصية الآخر بشكل عام في المقابل، مثل التقاط النجمة سيلينا غوميز صوراً غير لائقة في جامع الشيخ زايد في أبو ظبي؟
لقد أباحت صور السيلفي وكاميرا الهاتف الجوال كل شيء بصراحة. إن دخلت إلى الطائرة وشعرت بحاجة إلى حك عيني سأجد من يلتقط لي صورة خلسة.
هذا مزعج ! وإن تعثرت بحقيبتي على الطريق وسقطت أرضاً سأجد من يصورني بسهولة ... وهذا أيضاً مزعج ! التكنولوجيا تساعدنا للتطور والانفتاح الثقافي لكن في الوقت نفسه نحن نؤذي بعضنا أحياناً، ونلغي حميمية الحياة وقدسيتها وسرّيتها.
هل باتت غرفة النوم المكان الوحيد الذي يشعر به المرء بالراحة والخصوصية؟ لا أستطيع أن أتصرف بعفوية خارج المنزل. أعاني من ذلك كثيراً، وكل الفنانين كذلك على ما أظن.
وإن أبدت الفنانة عدم رغبتها في التقاط صورة لأنها من دون ماكياج وشكلها غير مناسب يتهمونها بالتكبّر والغرور. لم تكن فنانات الأمس يرفضن التصوير مع المعجبين، لكنهن لم يكن ملاحقات بكاميرات التلفون يومياً.
نعيش نحن النجوم تحت شعار «كل يوم كاميرا» حالياً دون مراعاة حياتنا الشخصية. قد أفاجأ بطفل عمره 7 سنوات يلتقط لي صورة دون أن أنتبه !

- ارتديت الأبيض والأسود ممثلة قوى الخير والشر ...
هذه القوى موجودة في كل مكان وكل إنسان. كل إنسان فينا فيه الخير والشر. لا يهمني أن أقدم أغنية وطنية وإنسانية مصورة لا حلّ في نهايتها. لم أرغب في استعراض آلام الناس وأوجاعهم ومشاهد الدم فقط بل البحث عن حل بأسلوب فني مؤثر.
هذا دوري كفنانة. الحياة هي أبيض وأسود، وفيها الخير والشر. بكيت في الكليب على المجازر ليشفع الله بهم وفي الوقت نفسه أظهرت الإرهاب والشر اللذين يقتلان الأبرياء باسم الدين وما لم أعد أفهمه ... علينا أن نتوحّد، الله واحد وللجميع، ولن نجد السلام يوماً دون الإيمان بهذا الاعتقاد. نحن نعيش صراعاً يومياً مع أنفسنا، وعلينا أن نتغلّب على الأفكار السلبية في شخصية. كل إنسان يعيش هذا الصراع بين الخير والشر وبشكل يومي، وهذا لا يقتصر على السياسة والحروب.
نعيش حروباً شخصية. أشعر أحياناً بأنني في منتهى الطيبة، ولئيمة في موقف معين. رغبت أن أجسّد الواقع العربي فنياً، ما يحصل في لبنان وسورية ... لقد تأثرت كثيراً بما حصل في العراق أخيراً. يعبّر الفنانون عن تأثرهم بالأوضاع السياسية عبر تويتر والشاشات.
أنا لا أقول أفكاري السياسية ولا أعبّر عنها إلاّ نادراً وفي المواقف المستفزة. أعبّر عن موقفي السياسي فنياً وفي أعمالي، فأنا فنانة. وهذه هي قوة الفنان، أن يبدي رأيه من خلال فنه. لست منظّرة سياسية، أنا فنانة.

- لكنك مواطنة في النهاية .. الفنان مواطن.
أقول رأيي في أغنيتي المصوّرة، هذا ما أفضّله وليس بالكلام والتنظير واللقاءات. لا يمكن أن أظهر يوماً على الشاشة لأعبّر عن رأيي السياسي إلاّ إذا حملت السلاح يوماً وشعرت بالخطر. ما يحصل في لبنان لا يستحق منا أن نقف في صف أحد الأطراف السياسية.
لا يستحقون ! كيف لي أن أعطي رأيي بسياسيين يديرون البلد بأسلوب فاسد منذ عقود؟ أحترم هؤلاء الزعماء كأشخاص وبشر لكنني لست مقتنعة بما يفعلون ولا يمكن أن أؤيدهم. ولا أخجل من ذلك ولا أخبئ رأيي السياسي.

- أي أنك لا تحجبين رأيك السياسي تجنباً لخسارة قسم من جمهورك؟
لا، هناك العديد من الفنانين الذين عبّروا عن رأيهم السياسي ولم يخسروا جمهورهم. وهذا يؤكد بأن التعبير عن الرأي السياسي لا يؤثر على الجمهور أو ينقص عدده. أنا لست مقتنعة بما يحصل سياسياً ببساطة، ولست مقتنعة بأن ثمة مستقبل للبنان. قد يفاجأ القارئ، لكن نظرتي للبنان ليست إيجابية إطلاقاً.
سيظل لبنان على حاله إلاّ إذا حصلت انتفاضة وسيطرت العلمانية وجيل جديد من السياسيين على الحكم بعيداً عن وراثة الأب والزوج والجد وبعيداً عن جو الإقطاعية. وإن جاء البعض بمشروع إيجابي للبلد سيتعرض للعرقلة. لدي أمل عام بالحياة، وليس بالحياة السياسية في لبنان وسط صراعاتنا السطحية والشخصية.
حين كانت أم كلثوم تعبّر عن رأيها السياسي كانت تتكلم عن قضية قومية كبيرة يتوحد حولها كل المصريين فكراً وقلباً. لم تكن مصر مشتتة حينها بين عشرات الزعماء والأحزاب. لو كانت مصر مشتتة لما أبدت أم كلثوم رأيها بأي زعيم.

- لو أن أم كلثوم تعيش في لبنان الآن ...
لن تعطي رأيها السياسي بالتأكيد، ولن تدخل في نزاعات صغيرة بين الزعماء. يقلل الفنان من شأنه حين يعبّر عن رأيه السياسي في لبنان.

- هل شرقنا عظيم فعلاً ... مقارنة بالطمأنينة التي ينعم بها الغرب؟
كان عظيماً. لقد خرجت الأديان والحروف من أرضنا .. والطب وابن سينا. لقد طوّر الغرب أفكارنا واستفادوا منها وبلغوا القمر ولا نزال نراوح مكاننا. لقد وقفنا مكاننا، لا بل نحن نتراجع.

- ما أعظم شيء في لبنان؟
الأساطير الفنية، صباح وفيروز ووديع الصافي، هم عظمة لبنان والذكرى الجميلة الوحيدة الباقية عنه. سننسى أسماء كل السياسيين مع مرور الوقت.
هل تذكرين اسم رئيس الوزراء عام 1980؟عام 1960؟ من كان وزير الدفاع عام 1979؟ هل يستطيع أي لبناني أن يتذكر أسماءهم؟ الكلمة هي الباقية. ولم أقصد أي فنان بل الفنان الحقيقي صاحب القضية والذي غنّى للوطن وللإنسانية.
أغاني الحب لا تعيش طويلاً بل التي تحمل قضايا وطن. هل أغنية «يا دلع يا دلع دلّع» هي التي ستحفظ صباح في ذاكرتنا أم «تعلا وتتعمر يا دار» و«تسلم يا عسكر لبنان»؟ وما الذي يعلّقنا بصوت فيروز غير لبنان الجميل الذي تغزلت به في أغانيها؟

- كيف تقوّمين الصورة الفنية في لبنان اليوم؟
في تراجع دائم، وهذا يشمل كل الحياة. بات أي إنسان لديه القدرة على إنشاء حساب خاص عبر تويتر أو موقع إلكتروني ينشر من خلاله أخباراً عشوائية. تتلاشى القيم والضوابط. ثمة أغانٍ مصوّرة تحصد نسبة مشاهدة عالية رغم أنها فاقدة للقيم، الأرقام ليست معياراً للفن الجميل. «ياما كليبات» حصدت أرقاماً خيالية ولا تستحق المشاهدة ولا تمت بصلة إلى الفن. أصبحت الحياة مزيفة.

- ما الذي لفتك فنياً أخيراً؟
نجحت أغنيات عديدة، لكن لا أعرف إن كانت ستعيش طويلاً، ولن تسقط من الذاكرة في المرحلة المقبلة. عالم الموسيقى يتغيّر. أحببت ألبوم وائل كفوري، وأغاني من ألبوم إليسا. ثمة أعمال جميلة على الدوام، لا يمكن أن ننكر هذه الحقيقة. لكن الأغاني تتلاشى بعد مرور شهرين، ويكفّ الجمهور عن استماعها. هل يتذكر المستمع العربي أغنية «ضربت» منذ سنتين أو يرغب في الاستماع إليها؟ ... «كلو لَوَرا».

- هل واجهتِ يوماً موقفاً محرجاً على المسرح؟
على الدوام، فأنا ابنة المسرح. في إحدى المرات طارت الباروكة عن رأسي وكان شعري حينها قصيراً في مسرحية «آخر أيام سقراط» لمنصور الرحباني. ضحك الحضور، فضحكت معهم. لكن فيما مضى كان التركيز الأكبر على العمل الفني.

- ما مساحة الأبيض في حياتك مقارنة بالأسود؟
الأبيض والأسود موجودان في حياة كل إنسان، ما من أحد حياته ناصعة البياض بالكامل. لكن مساحة الأبيض أكبر في حياتي، وأقوى من الأسود.
فأنا أشعر برغبة في تنظيف حياتي يومياً، وأعمل على التغلب على الأفكار السلبية التي قد تراودني، وأحاربها بأفكار جميلة. يولد الإنسان طيباً مثل الطفل الذي يضحك ويلعب ولا يحمل أي نية سيئة، لكن ظروف الحياة تبشّعنا من الداخل أحياناً.

- أهديت أغنية «الشرق العظيم» للعالم العربي. شخصياً، ماذا أهديت نفسك؟
أشعر بأن واجبي أن أوجه رسالة في فني أكثر من تقديم هدية. فأنا لا أغني للحب والخيانة فقط ... يجب ألاّ ينفصل الفنان عن الواقع الذي يعيشه. الفنان الذي يعتبر نفسه مواطناً ولذلك يعبّر عن رأيه السياسي عليه أن يصدر أعمالاً وطنية أيضاً.
هكذا يبرهن بأنه حساس فعلاً. هل فهمت قصدي؟ حين أديت أغنية «بصباح الألف التالت» كسّرت الدنيا وكانت أكبر Hit في حياتي الفنية، ومن بعدها قدّمت «الطفل العربي».
ثم استعدت علاقتي بالأغنية الوطنية مع «وحشاني بلادي» التي لم تكن كلاسيكية، وحققت نجاحاً فظيعاً شجعني على تقديم المزيد. كما كتبت أغنية «جيل جديد» لمصر لكني لم أوزّعها على الإذاعات، كانت خصيصاً لاحتفال في قناة السويس، وكنت لأحييه مع محمد منير لكنه ألغي بعد حادثة العريش الإرهابية التي أودت بحياة 13 جندياً مصرياً.

- هل تشجعت على خطوة الكتابة لمصر كونك زوجة رجل الأعمال المصري وليد مصطفى؟
أعتبر نفسي فنانة لبنانية، وجزء كبير مني أصبح مصرياً اليوم بالطبع. زوجي مصري وأعيش في مصر، ومن الطبيعي أن أتأثر بأحداث المنطقة التي أعيش فيها.
نحن نمرّ بحالة عربية غير معقولة في السنوات الأخيرة، وفي الوقت نفسه يصدر الفنانون ألبوماتهم الرومانسية وكأنهم يعيشون على كوكب آخر ! وكأن ما يحصل لا يعنيهم؟ أغانٍ راقصة وحب وخيانة وكلمات ناعمة فقط؟

- ما الذي يعنيه لقب سفيرة النوايا الحسنة؟
يختلف معناه من فنانة إلى أخرى ... قد يكون مسؤولية ولقباً جدياً وقد يكون «بريستيج» مرتبطاً بالمظاهر والتباهي. لقد تعاونت مع الصليب الأحمر اللبناني طوال خمس سنوات قبل أن أعرف الشهرة ولم أكن أكترث بأن ألفت النظر لنشاطاتي. انتشلت البعض من الطرقات ودخلت ملاجئ أيتام ومعوزين قبل أن أصبح فنانة معروفة.
وكان أجمل اختبار في حياتي هو العطاء دون مقابل. لكنني أجبرت على ترك الصليب الأحمر من والدي لدخول الجامعة، فأنا كنت أغيب عن المنزل. ودخلت عالم الفن ولم يفارقني شغف العمل الإنساني. أريد أن أنهي حياتي في خدمة المجتمع والإنسان. الشغف مسألة مهمة في حياتي الشخصية والفنية.

- هل يدفعك الشغف إلى التهوّر أحياناً، خصوصاً أنك تسببت لنفسك بإصابة نتيجة خطوات غير مدروسة في تمارين استعراض «السيّدة»؟
أتحمس بشكل مبالغ أحياناً، خصوصاً في الرياضة والطبخ. أعشق دخول المطبخ. لا أقوم بشيء دون شغف. وهذا ما أفعله مع «الشبكة الدولية للحقوق والتنمية» GNRD التي سأتعاون معها في مزيد من الأعمال الإنسانية ومشاريع أهم من «الشرق العظيم».

- قلت في الأغنية «وجوهن مش عم تروح من بالي»، إلى من توجهين العبارة نفسها في هذه الحياة؟
قصدت وجوه الأطفال البريئة في الأغنية، أطفال سورية وفلسطين الذين يذبحون ومسيحيي العراق وأبطال الجيش اللبناني. أما الوجه الذي لا يغيب عن بالي شخصياً، فهو والدتي ... أول شخص شعرت بوجوده في هذه الحياة وغمرني ووضعني على صدره.

- تبدو كلفة إنتاج «الشرق العظيم» ضخمة.
أضخم مرة، منظمة GNRD ضخمة أيضاً مركزها في النروج. وكان هذا العمل على نفقتهم بالكامل.

- يرتبط اسمك بإنتاجات ضخمة على الدوام، هل أنت فنانة ثرية؟
بالتأكيد لا، أنا فنانة ثرية بأفكاري وتجديدي. أما مادياً، فأنا وضعي عادي. أمّول أعمالي منذ البداية وهذا معروف عني بأن أصرف ما أجنيه في أعمالي الفنية. لست فنانة ثرية أبداً، ولولا GNRD ما كنت لأصدر «الشرق العظيم». كما أن الكليبات المصورة السباقة كانت ترعاها شركات كبرى.

- جدّدت التعاون مع مروان خوري في هذه الأغنية ...
بيني وبين مروان خوري صداقة والخير المتبادل، وانسجام فظيع من كل النواحي، إنسانياً وأخلاقياً. بيننا كيمياء رهيبة. لم أكرّر نفسي معه يوماً فنياً، من «تطلع فيي هيك» و«خليك بحالك» الرومانسيتين إلى مزاج التانغو في «حدودي السما» والمقسوم العربي في «حبيب قلبي»، والوطني في «الشرق العظيم» أخيراً. استفزيت مروان في هذه الأغنية، هو يكتب الوطني لكن جملته رومانسية وناعمة لكنني أخرجت منه الثورة والانتفاضة ونقمة لحنية.

- بصراحة، هل يمكن أن يستفزك مروان خوري إن منحك لحن أغنية وأعاد طرحها بصوته كما فعل في أغنية «لو» مع إليسا؟
نعم، هي محقة. سيستفزني لو أن أغنية «لو» لي وطرحها بالتزامن مع نجاحها، لكن إن فعل بعد 10 سنوات فلا بأس بذلك.

- ومن يضمن عمره يوماً إضافياً في هذا «الشرق العظيم»؟
ليخبئها لنفسه إذاً، إن رغب في غنائها فعلاً.

- هل ستعودين إلى الدراما أم تكتفين بأداء مشاهدها في أعمالك المصوّرة، وإن عدت إليها لا إرادياً مع إعادة عرض مسلسل «الشحرورة» على أكثر من شاشة؟
لم يتوقف هذا المسلسل عن العرض وأشاهده على إحدى الشاشات كل مرة وهذا دليل نجاح باهر له، رغم الانتقاد الذي واجهه في البداية لكنه أثبت قيمته خصوصاً بعد رحيل الصبوحة.
هل يمكن أن تتخيلي كمية الاعتذارات التي أتلقاها ممن أساؤوا الظن في «الشحرورة»؟ لكثرة ما هاجمت بعض الأقلام الصحافية المسلسل لم أشاهده حتى النهاية ...

- هل اختلفت النظرة إلى هذا المسلسل قبل وفاة صباح وبعدها؟
بات المشاهد ينظر إلى المسلسل بإحساس لا بنظرة نقدية. كانوا ينتظرون اصطياد الخطأ الوارد في الحلقات، أما الآن فالمشاهد يستمتع. تعبت من كلمات التهنئة التي أتلقاها عن أدائي، وكأن المسلسل في عرضه الأول. لن يموت هذا المسلسل. اعتبر البعض أن خطوتي جريئة وغير مدروسة لكنني كنت أتطلع إلى المستقبل وأدرك ما أفعله.

- قلتِ بأنك لن تكرري تجربة السيرة الذاتية بعد «الشحرورة» ...
نعم، لم يكن ذلك نابعاً من استيائي من النقد بل تجربة السيرة الذاتية متعبة في الدراما. أفضلها في السينما.

- هل من شخصية تغريك ملامحها لأداء سيرة حياتها سينمائية؟
لا، أفضّل أداء دور عصري أظهر فيه على طبيعتي.

- كيف تلقيت خبر رحيل صباح؟
وكأن عموداً في بعلبك هوى. عمود أساسي ورمز دولة وتاريخها، رمز لبنان. هوت لكن لم ترحل بل باقية في الذاكرة.

- بعد وفاة صباح، هل شعرت بامتياز تجسيد حياتها في الدراما؟
بالتأكيد، وافتخرت بهذا الدور رغم الأخطاء التاريخية والهفوات، إلاّ أن المسلسل كان مشوقاً وغير ممل. وتأكدت من خطوتي الذكية في تجسيد حياتها المليئة بالتشويق والأحداث. لم تكن صباح شخصية تقليدية.

- من كان مسؤولاً عن مصير صباح، جمهورها أم الرجال الذين مرّوا في حياتها خصوصاً أنك اطلعت على تفاصيل دقيقة في حياتها؟
كل إنسان هو مسؤول عن نتيجة أعماله. خيارات صباح لم تكن صائبة أحياناً وتسرّعت في زيجاتها، هي إنسان بالنهاية لديها إيجابيات وسلبيات.

- أي مرحلة من حياة صباح كانت الأجمل؟
تقمّصت شخصيتها بشكل مطلق حين وضعت الباروكة الشقراء في الحلقات العشر الأخيرة. وهذه صباح التي نعرفها، صباح الصغيرة كانت صدمة للمشاهد خصوصاً أن شعرها كان داكناً. ولو أردت لوم نفسي لكنت راجعت نفسي ولم أؤد شخصية صباح وهي في مقتبل العمر. كان عليّ التهرّب من هذه المرحلة تخفيفاً للنقد. فقد أديت خمس مراحل عمرية من حياتها.

- قلت بأنك تؤدين أدواراً في أغنياتك المصوّرة، لكن شخصية المرأة الحديدية حضرت بقوة في «ذابحني» و«وحشاني بلادي» إلى جانب أدوارك المسرحية ...
أنا لا أحب المرأة الضعيفة. أنها امرأة بالنهاية واختبرت مواقف أحزنتني بالتأكيد، وعرفت الانكسار لكنني أحب أن أعكس لجمهوري صورة المرأة القوية وصاحبة الكرامة التي تحارب لتبقى واقفة على قدميها. أميل إلى ذلك حتى بأزيائي وأكسسوراتي.

- هل حاربت كثيراً في حياتك؟
نعم، ولا أزال أحارب ولا أتأثر بكلام الثرثرة الذي يصلني من بعض الفنانين عني وعن أعمالي. كلما سمعت نقداً سلبياً أبدعت أكثر وبت أكثر حماسة وأقوى وصاحبة شغف أكبر.

- ماذا تعني لك أضواء الشهرة اليوم؟
هي مظهر وكذبة جميلة كل فنان يعيشها بأسلوبه. الشهرة جميلة لكنها كرغوة الصابون في الوقت نفسه، قد تتلاشى فجأة. يجب أن يكون الفنان مدركاً لذلك وألاّ يتفاجأ حين تنتقل الشهرة إلى غيره.

- هل نقطة التحوّل في حياتك كانت زوجك أم مرتبطة بخطوة فنية؟
التحوّل في حياتي لم يكن يوماً فجائياً، بل تقدمت خطوة خطوة في كل ما حققته وحتى بزواجي. ولم أكن فنانة محظوظة ولمع نجمي من الأغنية الأولى.

- «حدودي السما» عبارة تعني الطموح والحرية أم العيش رهن الاحتمالات ...؟
الطموح والانفتاح على الاحتمالات في الوقت نفسه. فأنا لا أعتقد بكلمة مستحيل. أطلب من الشاعر أن تتضمن الأغنية معاني محدّدة أريد توصيلها أحياناً. ما من أغنية أؤديها عن عبث بعد أن يقترحها عليّ الملحن، قلّما يحصل هذا.

- كم جائزة تسلّمت عام 2014؟
قد تكون أكثر سنة أتسلّم فيها هذا الكم من الجوائز. وأتوقع حصد المزيد في 2015 .. أعتقد بأنه حان الوقت لقطف ثمار نجاحي وتعب طويل بذلته في السنوات الماضية. حصدت جائزة «وورلد ميوزيك أوورد» عن أفضل «مؤدية» Performer في العالم العربي، وأنا أستحقها.

- حضرت نانسي عجرم حفل «وورلد ميوزيك أوورد» في الدورة نفسها، ماذا عن هذه التجربة التي لم تتألق فيها نجمة لبنانية واحدة خلافاً للسنوات المنصرمة؟
نعم حضرت نانسي عجرم والشاب خالد أيضاً، مُنحت ثلاث جوائز للعالم العربي في الدورة الأخيرة. حين جلست مع منظمة الحفل ميليسا كوركن في موناكو أخبرتني بأن هذه خطوة كان لا بد من اتخاذها منذ سنوات. ورغم ذلك، هناك من تساءل لمَ منحت هذه الجائزة لأكثر من فنان حين حان دور كارول سماحة؟

- نلت حصّة الأسد في مهرجان الأغنية العربية؟
نالت أغنية «وحشاني بلادي» جائزة «موريكس دور» وتألقت في مصر، تمّ تقديرها من كل العالم العربي. وأعتقد بأنها تستحق ذلك، هل من أغنية مصوّرة أجمل عام 2014؟ وإن صدرت أغنية وطنية أفضل أنا مستعدة للتنازل عن جائزتي.

- هل ستجددين أعمالاً قديمة في ألبومك المقبل؟
هذا احتمال رغم أن الورثة الفنيين يوجعون الرأس أحياناً رغم حصولك على الحقوق والالتزام بالإجراءات المطلوبة. سيصدر ألبومي في صيف 2015 وأتعاون فيه مع أسماء جديدة من لبنان ومصر بنسبة 70 بالمئة.

- هل كان حضورك أكيداً في لجنة برنامج «إكس فاكتور»؟
بالتأكيد لا، لم يتصلوا بي أصلاً. ولو فعلوا لاعتذرت. فأنا منشغلة بأمور مهمة عام2015.

- هل يمكن كشف تفاصيل هذه الأمور المهمة؟
(تضحك) لا أستطيع. يمكن أن أشارك في برنامج المواهب في 2016 لكن هذا العام مشاركتي غير واردة.

- هل لديك التزامات شخصية أم مهنية؟
الاثنان.

- هل تخبئين خبراً شخصياً سعيداً؟
نعم أخبئ ولن أقول المزيد!

- كم مضى على زواجك؟
سنة وثلاثة أشهر، وليد رجل رائع ومريح ونحن منسجمان بأفكارنا. وأرجو أن نبقى كذلك.


سر جمالي

- أنت النجمة العربية الوحيدة التي لم تعدّل حاجبيها بالوشم ربما...
هذا صحيح، أحب حاجبيْ كثيراً منذ صغري ولا أشذبهما بل أخاف عليهما. فهما لا يحتاجان إلى الترتيب أو تعديل حجمهما. أضفي عليهما لمسة بنيّة فقط. الحاجبان الرفيعان يجعلان المرأة تبدو أكبر سناً.

- كيف تصفين علاقتك بالعدسات اللاصقة الملونة؟
أضع العدسات اللاصقة العسلية أحياناً رغم أن عينيّ عسليتان خصوصاً حين أعتمد ظلال العيون الداكنة وحرصاً على نظرة قوية.

- ماذا عن علاقتك بعالم التجميل؟
البوتوكس بات بديهياً في حياتنا، وأنا أخضع له كل خمسة أشهر. ندمي الأكبر في حياتي هو تكبير شفتيّ، ولا يمكن استعادة مظهرهما الطبيعي مجدداً. يزعجني هذا الأمر.

- لكن مظهرهما لا يبدو نافراً بالمقارنة ببعض النجمات اللواتي شوّهن ملامحهن ...
أعرف أن ثمة من شوّهن ملامحهن، لكنني أقول ما يزعجني.

- أي مستحضر تجميلي يلازم حقيبتك؟
عطري المفضل من Armani Privé بنفحة العود، والماسكارا وبودرة الخدود بلون ترابي ناعم.


- تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي صوراً بالأبيض والأسود تظهر سقوط أم كلثوم على المسرح في باريس. ما رأيك بأسلوب إثارة الجدل الفني اليوم حتى لو تطلب الأمر العودة إلى الستينات؟
ما هذه التفاصيل السخيفة؟ سقوط على المسرح؟ نعيش في زمن «الفضيحة الكبرى» ونتسابق على إثارة الجدل ولفت النظر بأي ثمن لتحقيق أرقام قياسية. إن تمزق فستان فنانة وهي تتنقل على المسرح، نفتخر بأن اللقطة حصلت على مليون مشاهد!

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078