طوكيو مدينة تفور بعالم الخيال الياباني
طوكيو مدينة تشغل بال الشرق والغرب. بمجرّد أن يُذكر اسمها على مسامعنا تفور مخيلتنا بصور وثائقية عن عالم التكنولوجيا الياباني يجتاح حياتنا اليومية.
وإذا أردنا أن نختصر وصفًا لطوكيو يمكن القول عنها، إنها مدينة عالمية تشبه لعبة المتاهة العصرية الكمبيوترية، المكوّنة من مجموعة مراكز كبرى متّصلة بمحطات قطارات تنقل الموظّفين والعمّال وتلامذة المدارس وطلاب الجامعات الذين يسكنون في الضواحي. وتنقسم تجويفاتها أحياء تتشابك في ما بينها في شكل محدد، مما يجعل الوصول إلى نقطة النهاية مدوّخاً لمن يدخل في هذه اللعبة اليابانية.
تستلقي طوكيو على سهل كانتو في جزيرة هونشو المشرفة على المحيط الهادئ. تأسست المدينة عام 1868 ويعني اسمها "عاصمة الغرب" على عكس العاصمة القديمة لليابان يوكوتو والتي يعني اسمها "عاصمة الشرق". وقديماً كان اسم طوكيو أيدو أي بوابة النهر نسبة إلى نهر سوميدا الذي يخترقها.
برج طوكيو نسخة عن قرينه الباريسي
يقع برج طوكيو في ضاحية ميناتو، يتميّز بلونيه الأحمر والأبيض، صمم على شكل برج إيفيل الباريسي. يبلغ ارتفاع برج طوكيو 332 مترًا أي بزيادة ثمانية أمتار عن برج إيفيل. ورغم أنه أطول برج من الحديد الصلب في العالم، فإنه أقل وزنًا من مثيله الباريسي. يضاء خلال فصل الشتاء بالأنوار الأرجوانية، وبالأنوار البيضاء خلال الصيف.
مزار ياشوكوني ذاكرة طوكيو التاريخية
رغم عصرية طوكيو تحتفظ العاصمة بتراثها، ومزار ياشوكوني هو أحد معالم طوكيو الأثرية التي تذّكر سكانها بأصالة تاريخهم. يقع المزار في شيادو كو، وقد شُيد عام 1869 إكرامًا لملايين اليابانيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل إمبراطور اليابان بين عامي 1868 و 1951. ويضم المعبد متحف يوشوكان الذي يعرض قطعاً تاريخية و لوحات تشرح تاريخ اليابان العسكري.
ضاحية شيبويا متاهة في عالم التسوّق
تعتبر ضاحية شيبويا واحدة من أكثر ضواحي طوكيو حيوية. تأسست عام 1932، وتُعرف بمركز الموضة. تضم مجمعي 109 و"100 ين شوب" التجاريين اللذين يعتبران ملاذ هواة التسوّق خصوصًا المراهقين، ففيهما مجموعة متاجر تعرض لأهم دور الأزياء العالمية، وبوتيكات الماكياج والحلي ومعرض الأثاث، وبالطبع المحال التي تعرض كل ما توصّلت إليه التكنولوجيا اليابانية من كمبيوتر وهواتف خليوية وكل ما يمكن أن يجعل هاوي التسوّق في سباق مع التكنولوجيا .
تلذّذي السوشي في موطنه الأصلي
وكما تجتاح طوكيو العالم بتكنولوجيتها كذلك تجتاحه بمطبخها. فمن منّا لم تكرّم صديقة لها بدعوتها إلى أحد المطاعم اليابانية في المدينة التي تقطن فيها! فكيف بك إذا كنت في موطن السوشي و الترياكي والتمبورا!في طوكيو يمكن أن تنعمي بهذه الأطباق في جو ياباني أصيل، واللافت أن المقاهي خصوصًا تلك المنتشرة على أر أرصفة طوكيو، تحتشد خلال الصيف بالروّاد الذين يتنعّمون بطبيعة طوكيو الخلابة.
تشعل طوكيو الجميلة، المخيّلة بصور يابانية، و رياضات روحية تجعلك تعيدين توازنك النفسي بين مادية العصر وروح الإنسان. إنها طوكيو التي تفاجئك في كل مرة تعبرين فيها جسر الفضاء لتصلي إلى مدينة تدوّخك بكل ما فيها.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024