نيويورك... سيري بين سطور نجمات هوليوود وأفلامهن
نيويورك هذه المدينة الأميركية المزنّرة بكثير من الألغاز المتناقضة حول تاريخ تأسيسها وتسميتها وسكانها الأصليين، ولقبها «التفاحة الكبيرة». ومهما يكن فهي مدينة مشغولة بكل أناقة رغم الفوضى المندسّة بين أروقتها.
أبراج شاهقة مثيرة للعجب انبثقت منذ أوائل القرن العشرين تعكس هندستها المعمارية إبداعًا فنيًا فريدًا ، تبدو وهي تعانق سحب الشتاء وكأنها تتجسس على أخبار السماء، فيما الأبنية الصغيرة تصغي إلى ما يدور في كواليس العالم الأرضي.
شوارع مزدحمة على مدار اليوم، ضوضاء بشرية في النهار وأنوار متحركة في الليل. هكذا هي نيويورك، مدينة عشقها كل من عاش فيها أو زارها. فلا عجب في أن تتحوّل إلى ملهمة الروايات الهوليوودية وأخيلتها، لتدور عدستها بكل أبعادها بين شوارع وأنفاق وأزقة ومقاهٍ وملاهٍ ليلية تصدح موسيقى الجاز عند مداخلها. في النهاية، إنها نيويورك التي لا يمكن إسقاطها من سطور كتّاب السينما وسيناريواتهم.
وعلى مدار القرنين الماضي والحالي، كانت نيويورك المدينة التي دارت فيها أجمل أفلام هوليوود وخلّدت شاشتها الفضية العملاقة مشاهد لنجمات ونجوم الأبيض والأسود وألوان سيكام ثم الألوان الرقمية من مارلين مونرو في فيلم The
Seven Year Itch وصورة فستانها المتطاير الشهيرة إلى جنيفر لوبيز في Maid in Manhattan.
والمواقع النيويوركية التي تظهر على الشاشة ليست ديكورًا موقتًا، بل معالم موجودة بالفعل. فإذا ما ذهبتِ إلى نيويورك، قد تمرّين بها، فلمَ لا تشاركين بطلات أفلامها وأبطالها في حفظها في ذاكرة كاميرتك وصورك الرقمية الملوّنة؟
جادة مانهاتن ليكزنغتون في شارع 52: مارلين مونرو وصورة فستانها الشهيرة في فيلم The Seven Year Itch
هل تعرفين أين التُقطت صورة فستان مارلين مونورو المتطاير؟
التُقطت هذه الصورة لمونرو وهي تقف فوق رصيف مترو الأنفاق في 15 أيلول/سبتمبر عام 1954، وقد التقطت في الأصل في جادة مانهاتن ليكزنغتون شارع 52.
ويقال إن مخرج الفيلم بيلي وايلدر أعاد تصوير هذا المشهد، الأشهر في تاريخ السينما، مرات عدة والسبب يعود إلى تجمهر المعجبين وهم يراقبون المشهد ويتهامسون ويحيّون النجمة الهوليوودية، فكرّر التصوير إلى أن اقتنع بالنتيجة، ولكن للسخرية لم يقتنع منتجو الفيلم بجودة الصوت فأعيد تصوير المشهد في استديوات فوكس.
فيما بقية مشاهد الفيلم صورت في محطة بنسلفانيا، والجادة السابعة وشارع 31 الغربي في مانهاتن. أما الشقة فكانت في Richard’s Apartment، وشارع 164 شرق شارع 61 وجادة ليكزنغتون، وشارع 57 بين جادة ماديسون وبارك أفينيو في مانهاتن.
أودري هيبورن في فيلم Breakfast at Tiffany’s وأناقة الستينات
Breakfast at Tiffany’s من بين أكثر أفلام هوليوود الرومانسية التي صوّرت في نيويورك عام 1961، ففيه تماهت صورة بلاد إدواردز مع حكاية ترومان كابوت التي تبدأ بمشهد للجميلة أودري هيبورن في دور هولي غولايتلي، شابة لا تزال مرتدية فستان سهرة أنيقاً من الليلة الماضية، تحدق بشكل حالم إلى واجهة تيفاني وهي تمسك حلوى وفنجان القهوة.
هذا المشهد الجميل صُوّر يوم أحد عند الصباح الباكر جدًا في إحدى زوايا الجادة الخامسة وشارع 57. تبدأ أحداث الفيلم وتتالى مشاهد نيويورك، فتظهر باندشيل Bandshell وconservatory water في سنترال بارك، فيما شقّة البطلة هولي 196 شرقًا في شارع 71 وفي جادة ليكزنغتون، وبوتيك تيفاني أند كو في الجادة 727 وشرق شارع 57 في مانهاتن.
ومكتبة نيويورك العامة واحدة من أكبر المكتبات العامة في العالم وإحدى أهم مكتبات الأبحاث في الولايات المتحدة الأميركية. لقد كانت هذه المكتبة، الخلفية المشهدية في الكثير من الأفلام مثل فيلم «سبايدر مان» عام 2002 وفيلم الخيال العلمي The Day After Tomorrow وفيلم (The Time Machine (2002.
جنيفر لوبيز في فيلم Maid in Manhattan الكاميرا في كل مكان
من منا لم تتمنَّ أن ترافق جنيفر لوبيز وهي تجول في شوارع نيويورك ومتنزّهاتها، في فيلم Maid in Manhattan تعبر الشوارع مثلها وتمارس الرياضة في المتنزه وتشارك في حفلات الكوكتيل وتزور المتحف وتتحوّل إلى ساندريللا ولو ليوم واحد.... برع مخرج الفيلم في جعل مانهاتن منطقة نحلم في بلقائها، نجول في شوارعها ونتسوّق في بوتيكاتها الراقية ونخضع لجلسات عناية في منتجعاتها الصحية.
في هذا الفيلم تتنقل جنيفر لوبيز بين ذا مول The Mall في سنترال بارك وهو ممر مشاة يقود إلى شرفة بيثيسدا Bethesda
Terrace يقع في وسط سنترال بارك يبدأ من شارع 66 وينتهي عند شارع 72، ومتحف ميتروبوليتان للفن Metropolitan Museum of Art ويضم أروع القطع الفنية التي يبلغ عددها مليوني قطعة مقسّمة على 17 إدارة ضمن المتحف.
أما الفندق الذي كانت تعمل فيه بطلة الفيلم فهو والدورف- أستوريا الذي يعد تحفة معمارية ارتفاعها 190,5 متراً، وقد صممه المهندسان المعماريان شولتزو ويفر وافتتح عام 1931 وكان أول فندق يقدم خدمة الغرف في نيويورك.
نصيحة محرّرة
إذا ما ذهبت إلى نيويورك تذكّري
● ألا تقفي وسط الرصيف، فغالبية سكان نيويورك لا يقودون سياراتهم بل يفضلون المشي. لذا حاولي أن تسيري على جانب الرصيف، فإذا ما استوقفك معلمٌ وتريدين تصويره، فإنك لن تزعجي أحدًا. فأرصفة نيويورك مزدحمة بالمشاة.
● لا تدفعي ثمنًا مرتفعاً لرحلة بحرية حول تمثال الحرّية. بل يمكنك ركوب عبّارة Staten
Island Ferry المجانية التي تمر بالقرب من التمثال. يستغرق الإبحار في هذه العبّارة 50 دقيقة ويمكنك خلالها طلب وجبة أو شراب وحجز مقعد على متنها لتستمتعي بنيويورك من البحر.
● لا تتناولي طعامك في مطعم ينتمي إلى سلسلة مطاعم، إذ يتجنب معظم سكان نيويورك الذين يرغبون في التنزّه، تايمز سكوير نظرًا إلى إزدحامه بالسياح والموظفين، أما المطاعم فمن الصعب أن تحصلي على حجز سريع فيها. فلمَ لا تقومين بتجربة في مطعم لا ينتمي إلى سلسلة طالما أن الأخير موجود في بلدك. جرّبي مطعمًا جديدًا وبنكهة فريدة تذكرك بنيويورك.
● لا تخافي من السؤال عن عنوان ما. يظن البعض أن سكان نيويورك فظّون ولا يمكن سؤالهم عن أي شيء، والحقيقة عكس ذلك، وكل ما تحتاجينه هو السؤال في شكل لبق. حين تستوقفين أحدهم ستجدينه لطيفاً جدًا ويدلك بابتسامة عريضة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024