جامعة الأمير سلطان: أول جامعة أهليّة غير ربحيّة في السعودية وواحدة من ثلاث جامعات تحصل على الاعتماد المؤسسي الكامل من بين 36 جامعة محلية
تأسست جامعة الأمير سلطان عام 1999 تحت اسم كلية الأمير سلطان الخاصة. وفي 2003، حوّلتها وزارة التعليم العالي إلى جامعة افتتحها ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران، المفتش العام، الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله. وقد شَيّدت هذه الجامعة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، ومُنحت الترخيص من وزارة التعليم العالي، كمؤسسة أكاديمية وأهلية غير ربحية، في مدينة الرياض. وتعتبر جامعة الأمير سلطان، أول جامعة أهلية في السعودية. أجرت «لها» مقابلة مع عميدة كلية البنات في جامعة الأمير سلطان الأهلية الدكتورة ريمه اليحيا فتحدثت عن الجامعة وتخصصاتها والخدمات الأكاديمية واللامنهجية التي توفرها للطالبات. نرفق الحوار بتقرير خاص عن الجامعة، وبآراء بعض الطالبات بما تقدمه لهن ولمستقبلهن.
د. اليحيا: كلية البنات في الجامعة طموح يسابق الزمن
قالت عميدة كلية البنات الدكتورة ريمه اليحيا: «جامعة الأمير سلطان، أصبحت محط أنظار أولياء الأمور الراغبين في أن يحصل أبناؤهم على تعليم جامعي متميز وراقِ، خصوصاً أننا نقدم برامج أكاديمية لدرجتي البكالوريوس والماجستير اللتين جرى تصميمهما وفق أحدث المناهج العالمية، إضافة إلى رحلات علمية مدروسة، وبرامج مكثّفة، على أعلى مستوى لخدمة المجتمع. وهناك تعاون مثمر مع أرقى جامعات العالم، ومع نخب مميزة من التعليمية، في هذه الجامعات».
وأشارت إلى أن «لم تعد خافية على أحد المكانة المرموقة التي وصلت إليها جامعة الأمير سلطان، بفضل الجهود المخلصة، والقيادة الحكيمة، وأقول هذا بكل ثقة واعتزاز. فالبرامج العشرة التي تقدمها كلية البنات في مرحلة البكالوريوس، مع برنامجين اثنين للماجستير في إدارة الأعمال وهندسة البرمجيات، تتم مراجعتها بصورة دورية، للتأكد من أننا نقف على آخر المستجدات العلمية لهذه التخصصات، إضافة إلى المتابعة المؤسسية لكل الجوانب الأكاديمية والإدارية، ضمن منظومة التقويم والاعتماد الأكاديمي. وفعلاً كنا الجامعة الأهلية الأولى التي تحصل على الاعتماد الكامل غير المشروط لمدة سبع سنوات من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، فنكون بذلك أول جامعة أهلية في السعودية تحصل على هذا الشرف من ضمن ثلاث جامعات سعودية تناله من بين 36 جامعة محلية».
وتابعت اليحيا حديثها قائلة: «حرصت الجامعة على توفير المنح الدراسية لطالباتها، فقد حظيت 1900طالبة بمنحة تعليمية هذا العام، منها 1777 منحة من وزارة التعليم العالي، و133 منحة تميز للطالبات المتفوقات من السعوديات وغيرهن. ويدعم ذلك كله الجهد المبذول لانتقاء النخب من أعضاء الهيئة التعليمية من ذوي الكفاءات المتميزة، من مختلف الجامعات العالمية، ويصل عدد الجنسيات في هذه الجامعات إلى 27 جنسية مختلفة، بغية زيادة الثروة المعرفية لطالباتنا وتنويعها، ورفع معدل الكفاءة الداخلية، إضافة إلى المعدل العالمي الذي بلغت نسبته أستاذاً واحداً لـ 11 طالباً، وهو معدل تطمح غالبية الجامعات الدولية للوصول إليه، وتحاول الجامعة الحفاظ عليه منذ سنوات، علماً أن الحاصلين على الدكتوراه في الجامعة ككل يشكلون 91 في المئة من نسبة الأعضاء».
وأضافت: «هذا ومع كون الأولوية للجانب العلمي والتطبيقي، فإن رسالة التميز التي نحملها تدفعنا لصياغة الشخصية المتميزة للطالبة باستكمال الجوانب المهاراتية والإبداعية لديها من خلال الأنشطة غير المنهجية، فلا يكاد يمر يوم، إلا وتتسابق فيه النوادي لإحراز السبق، مثل نشاط عيون العالم، ويوم الصحة العالمي، واليوم العالمي للكتاب. فقد جعلنا هذه الأنشطة نسيجاً متنوعاً من الثقافة والرياضة والعلوم، لتمارس فيها الطالبة ما يلائمها من نشاطات تحفز فيها الجانب الإبداعي وتكمل بناء شخصيتها. فهي تارة متحدثة مفوّهة، ومرة رياضية نشطة، وأخرى قارئة مثقفة، ومنتسبة إلى الدورات اللغوية المتنوعة، كاليابانية والكورية والإسبانية. وتتوج ذلك الأنشطة التطوعية التي تحاول الجامعة تعزيز مفهومها ليغدو الجسر بين الجامعة والمجتمع متصلاً، ولتتعمق ثقافة الشراكة المجتمعية والعمل التطوعي لدى طالباتنا وهن على مقاعد الدراسة».
واختتمت اليحيا حديثها: «نظراً إلى اهتمامنا بتوظيف خريجاتنا، نقيم لهن يوم المهنة، ليقدم الفائدة إلى قرابة 500 طالبة، وستشارك فيه 50 جهة حكومية وخاصة، مع أهمية معرفة أن جميع خريجات العام الماضي قد حصلن على وظائف ملائمة، بفضل الله، ثم بفضل برنامج التدريب التعاوني الذي يسدّ الفجوة بين مقعد الدراسة وموقع العمل. ويتم تدريبهن في مايقارب 700 شركة محلية ودولية. ولم يعد تفوق طالباتنا محصوراً داخل أسوار الجامعة، بل تعداه للفوز في المحافل المحلية والخليجية، إذ حصدت طالباتنا المركزين الأول والثاني في مسابقة الخطابة التي شاركت فيها 48 جامعة محلية وخليجية، وعدن فخورات بميداليات الفوز شاكرات جامعتهن التي أتاحت لهن مثل هذه الفرصة والعديد من الفرص، كالرحلات الصيفية إلى اليابان و إسبانيا وكوريا».
أول كلية خيرية للبنات في جامعة الأمير سلطان
تعمل جامعة الأمير سلطان على تحقيق الريادة في توفير تعليم عالٍ ذي جودة عالية ومميزة، ليس على مستوى السعودية فحسب، بل على مستوى الشرق الأوسط، كي تتساوى بمثيلاتها من الجامعات الرائدة، حول العالم. ولهذا لم تكتفِ الجامعة بأن تكون مخصصة للبنين، بل بدأ بناء كلية البنات في عام 2001، وتم تحديد رؤية الكلية وأهدافها المتوافقة والمكملة لرؤية جامعة الأمير سلطان، لتصبح أنموذجاً متميزاً ولتغدو أول كلية خيرية للبنات في السعودية تحت مظلة الجامعة.
تم تشكيل العمادة لتكون مستقلة إدارياً ومرتبطة أكاديمياً بكليات البنين. كما تم اعتماد برنامج متكامل للسنة التحضيرية، على غرار ما هو موجود في قسم البنين. ولم يفتح أي قسم للبنات إلا بناء على إجراء مسح التخصصات التي تفضلها طالبات الثانوية العامة، إلى جانب دراسة احتياج سوق العمل إلى التخصصات النادرة. وهكذا بدأت الكلية بقسمي علوم الحاسب و نظم المعلومات، تلتهما البرامج الأخرى لتستقطب الطالبات الراجيات تميزاً علمياً وجودة في التخصص والبرامج، وأصبحت بذلك مخرجات التعليم من كلية البنات مطلباً جاذباً في سوق العمل.
التخصصات الأكاديمية: البكالوريوس والماجستير
تضم كلية البنات عدداً من التخصصات الأكاديمية المطلوبة في سوق العمل، لدرجتي البكالوريوس والماجستير. بكالوريوس العلوم في علوم الحاسب ومسار الوسائط الرقمية، والعلوم في نظم المعلومات، مسار: التجارة الإلكترونية، والآداب في الترجمة، الآداب في اللغويات التطبيقية والحاسوبية، والعلوم في هندسة التصميم الداخلي، والعلوم في الهندسة المعمارية، والآداب في القانون مسار: القانون الدولي، والآداب في القانون، مسار: القانون التجاري، بكالوريوس الآداب في القانون، مسار: القانون الإسلامي المعمّق، والعلوم في المالية، والتسويق، والمحاسبة. وماجستير إدارة الأعمال: تخصص إدارة مالية، وإدارة موارد بشرية، والتسويق، وإدارة عامة، بالإضافة إلى ماجستير هندسة البرمجيات.
البرامج الأكاديمية والتدريبية تقع تحت إشراف وتنظيم مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر والعلاقات الدولية: برنامج الأمير سلمان (التعليم من أجل التوظيف) E4E، ويهدف إلى تطوير مؤهلات الشبان والشابات للعمل في الشركات الكبرى المختصة بالحاسب الآلي مثل SAP Microsoft- Cisco – Juniper – Oracle-. ويساعدهم ذلك على إدراك كامل إمكاناتهم، والقيام بدور فعّال في تنمية المجتمع.
برنامج مشكاة: يهدف إلى تدريب نساء المجتمع من الأرامل و الأيتام على المهارات الأساسية للحاسب الآلي، بالإضافة إلى تعلّم أساسيات اللغة الإنكليزية، من جانب طالبات جامعة الأمير سلطان من أجل منحهنَ فرصاً وظيفية أفضل، ويتم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع جمعيات خيرية، مثل جمعية بنيان، وجمعية النهضة، وقد تم تخريج 180 طالبة.
برنامج E-link: يعد دورة تدريبية متخصصة في تدريب طالبات المرحلة الثانوية على كيفية إنشاء موقع إلكتروني خاص، على أيدي طالبات قسم الحاسب الآلي.
مركز اللغات للمجتمع CLC
خلال الفترة المسائية، يقيم مركز تعليم اللغات، تحت مظلة مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر، دورات لغة إنكليزية وإسبانية وكورية ويابانية وفرنسية، بالتعاون مع السفارات.
برنامج آزر
يعد حلقة الوصل بين متطوعات الجامعة والمؤسسات الخارجية، ويقوم بتدريب المتطوعات على مفهوم التطوع الصحيح، وكيفية التخطيط لعمل تطوعي ناجح.
برنامج سلوان
يهدف إلى توفير البيئة الإيجابية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
البرامج الدولية:
Full bridge:
برنامج دولي، بالتعاون مع مدربات معتمدات من جامعة هارفارد العريقة، يضم فكرة مصغرة عن المجال الوظيفي، فريدة من نوعها. بادرت إليها الجامعة كأول منفذ لها في الشرق الأوسط وتُعنى بمد جسر يصل مابين التعليم الجامعي والمجال الوظيفي، تتعلّم فيه الطالبة المهارات الوظيفية اللازمة لسوق العمل في إطار عملي بحت.
PSA:
هو برنامج دولي يُعنى بابتعاث طالبات الجامعة وطلابها لفصل دراسي في الخارج، ومن خلاله تعطيهم فرصة تجربة الابتعاث الخارجي إلى عدد من الجامعات الدولية، منها جامعتا فلوريدا وميسوري في أميركا، وجامعة ناغويا في اليابان، وجامعة هاليم في كوريا. وتقوم الجامعة بتغطية معظم التكاليف المادية للدراسة بالتعاون مع البرنامج.
فعاليات و معارض:
Inspire:
تهدف هذه الفعالية إلى إلهام شابات المجتمع من طريق متحدثين و متحدثات ملهمين، يسردون قصص كفاحهم ونجاحهم من أجل إنارة عقول الحاضرين و تحفيزهم.
معرض يوم المهنة:
معرض المهنة 2014 يتيح المجال للسيدات الباحثات عن عمل لإيجاد فرص وظيفية تتناسب مع مؤهلاتهن. رؤيتنا هي منح الفرصة للسيدات من طريق تحديد مسارهن الوظيفي. ويهدف المعرض إلى تعريف الزائرات بالفرص المتاحة في مجالاتهن، وإفساح المجال أمامهن لمقابلة أصحاب العمل و تقديم سيرهنَ الذاتية.
طالبات جامعة الأمير سلطان: الجامعة لبّت طموحاتنا الأكاديمية، والشخصية
قالت الطالبة في قسم القانون نورة بنت أحمد العويضة إن «جامعة الأمير سلطان بنظري من أفضل الجامعات محلياً وعالمياً. فقد حقّقت لنا جميع طموحاتنا التعليمية واللامنهجية أيضاً، وهذا ليس غريباً لأنها تحرص دائماً على جلب الجديد والأفضل في مجال التعليم وفي كل التخصصات، من حيث المناهج، وهيئة التدريس، وأسلوب التعليم، والتدريبات الخارجية، وغيرها».
كماأشارت الطالبة في تخصص نظم المعلومات خديجة خالد الطيب إلى أن «الجامعة من خلال المشاريع المطلوبة في معظم المواد الدراسية، تسمح للطالبة بالتوسع في الأفكار المتصلة بالمجتمع، والمنهج، والمشاريع التطوعية. ومن وجهة نظري، أرى أنها بمستوى التعليم خارج السعودية من حيث المناهج، فمعظمها مطابق للمواصفات العالمية المميزة. فضلاً عن أساليب التدريس ذات الجودة العالية، وذلك في مجمله يؤدي إلى تميز طالبات الجامعة عن غيرهن».
وأكدت الطالبة في تخصص التسويق الجوهرة عبد المحسن الزكري:«حققت لي جامعة الأمير سلطان طموحي الأكاديمي بمستوى جيد جداً، ومن المعروف ان لا بد من وجود نقاط قوة تهدف إلى تخريج طلاب وطالبات بكفاءات عالية ومستعدين لخوض تجربة العمل. والدليل أن طلاب الجامعة وطالباتها من أكثر المطلوبين في شتى مجالات العمل. وكطالبة، أشهد على التطور والعمل الجاد الذي تقوم به الجامعة لتحسين مستواها وايصاله إلينا بشكل يناسب قدرتنا وطموحنا، ويلبّي سوق العمل في السعودية».
وأضافت الطالبة في تخصص هندسة التصميم الداخلي منيرة بنت عبد الله التميمي أن «جامعة الأمير سلطان تزخر بالأندية المتنوعة والبرامج المختلفة التي تتاح فيها الفرص للطالبات بالتطوّع وتطوير مهاراتهن المختلفة. كما أن الجامعة ترحب بالمبادرات والاقتراحات وتدعمها ماديًا ومعنويًا وهذا بكل تأكيد يعطينا دافعاً أكبر للبذل والعمل».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024