تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

زكية عطّار: عرض عليّ زوجي مشاركتي وأقنعني بضرورة الإحتكاك بالعالم الخارجي

زكية عطّار وزوجها المهندس سليمان مقبول

زكية عطّار وزوجها المهندس سليمان مقبول

وهذا حوار مع زكية حسن عطار صاحبة مشروع ZAD الذي بدأناه بالحديث عن خطواتها الأولى في مجال التصميم.


حدثينا عن بداياتك في مجال التصميم؟ 
أعشق الألوان لكني كنت اخشى المغامرة بارتداء الألوان الصارخة. والدة زوجي أول من شجعني على ارتداء الألوان التي أحب، وزرعت بداخلي حب الحياة لكوني صغيرة في السن. حتى أن والدتي كانت تزرع بداخلي الطموح وأن أكون ربة منزل ناجحة وفي الوقت نفسه أسعى لتحقيق ذاتي من خلال هدف أضعه نصب عينيّ. بدأت باختيار الألوان التي أحبها وأنسقها بعضها مع بعض، وكنت أصمم لنفسي ولبناتي وأفراد من عائلتي قبل ست سنوات، فلفتت تلك البداية المتواضعة نظر الصديقات. ومع أني لم أتخصّص في تصميم شيء معين، رحت أصمّم العباءات والأثواب وملابس الصلاة، حتى شنط الإكسسوارات الخاصة بي. تعلّمت بنفسي بعض الأشغال اليدوية القديمة مثل الكروشيه وغيرها، وسرعان ما بدأت صديقاتي بإقناعي بالبدء في هذا المجال، وبالفعل بدأت التصميم بدعم عائلتي وزوجي وصديقاتي، من منزلي.

كيف كانت تجربة العمل من المنزل؟
تجربة العمل من المنزل كانت رائعة، هادئة، ممتعة. استمرت أربع سنوات. بدأت الناس تتعرف على تصاميمي من خلال الصديقات ورسائل الجوال. وكانت البداية مع الجلابيات، والزي الإسلامي الجميل العصري بطريقة محتشمة، لتفاخر المرأة المسلمة بما ترتديه. ومنذ البدايات كانت لي وجهة نظر محددة وهي الانتشار والتوسع في البيع خارج السعودية وعلى نطاق عالمي، لكي أبث داخل الأجيال الجديدة أن فكرة العباءة أو الجلابية جميلة إذا كانت مصممة بطريقة عصرية، ساترة للمرأة، وملونة بألوان تبث روح التفاؤل لمن ترتديها. ورغبة مني في إحياء التراث بطريقة تجعل من المرأة أو الفتاة جوهرة محافظة على مكنوناتها دون الحاجة إلى إرتداء القصير الذي يلفت الانتباه بطريقة خاطئة ويخالف عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية.

انتقل مشروعك من المنزل إلى أركان محل يعرض التصاميم. حدثينا عن تلك النقلة.
 مع أن تجربة العمل من المنزل مريحة لي شخصياً لأني أخشى بطبيعتي الخروج والتفاعل مع الغرباء،  إلا أنها بالفعل نقلة رائعة بدأتها بدعم مادي من زوجي المهندس سليمان مقبول، خاصة أنه  بدأ ينزعج من البعض ممن طمعوا بعملي وباشروا عروضهم  لخدمة تصاميمي،  بشرط القسمة  معي بنسب معينة في مجال المبيعات. ولأني لا أفقه في هذه الأمور، عرض عليّ زوجي أن يكون داعما لي في هذا المشروع وأقنعني بضرورة افتتاح محل يجعلني أحتك بالعالم الخارجي، فكان له ما أراد وكان نعم الشريك المادي والمعنوي في هذا المشروع الذي بدأت أعمل عليه جاهدة لأصل به إلى ما أصبو إليه من نجاحات.

بماا تميز ZAD عن غيره في هذا المجال؟
مشروع ZAD يتخصص بالعباءات والجلابيات. لستُ الوحيدة في اعتماد عباءات ملونة، فهناك الكثيرات غيري ممن ابتكرن هذه الموضة، لكن ما يُميّزني هو ستايلي الخاص ورؤيتي في التصميم. فبدأت أحضر الأقمشة وأتخيل التصميم، وأسعى جاهدة لأن أحافظ على الحشمة. وسبب توجهي إلى هذه الفئة أننا في مجتمع يفرض علينا ارتداء العباءة بشكل يومي، ونحتاج إلى الكثير منها، بتصاميم متنوعة وبالتحديد أهل الحجاز في مدينة جدة، ولا نستطيع التعبير عن حريتنا إلا من خلال الزى الرسمي الخاص بنا. أول عباءة صممتها كانت من الكتان باللون الأزرق السماوي الذي لا يشعرني بدرجة الحرارة الشديدة، ويبتعد عن اللون الأسود الذي يُرهقنا خاصة في فصل الصيف. هذه السنة هي الأولى التي أبدأ فيها خط تصميم العباءات عند افتتاح المحل، وتجسدت الصعوبة مع أول مجموعة منها، ذلك لعدم تعوّدي على هذا الخط، لكن وبفضل من الله كان الإقبال كبيراً على القطع الملونة من العباءات التي صممتها. في حين أن خط تصميم الجلابيات بدأ مع بداية مشروع ZAD فكان الاعتماد فيه على  الألوان الصارخة التي أعشقها، خاصة عندما يكون شكل الجلابية كفستان وتستطيع السيدة أن تستخدمها في مناسبات مختلفة. لذلك كانت التصاميم تغريني لأنجز الكثير منها، وفي الوقت نفسه أشعر بالحماسة مع انتهاء كل قطعة، حتى أنني أوصي زبوناتي بالانتباه للقطعة، وكأنني أوصيهن بأحد أطفالي.

ماذا عن مجموعتك لشهر رمضان المبارك؟
مجموعة رمضان تضمنت 10 عباءات و25 جلابية. وبما أن شهر رمضان يحلّ صيفاً، تم التركيز على اختيار الأقمشة الباردة، والتي اعتمدت بشكل أساسي على الـcountry style  الذي يتضمن الورود الربيعية بشكل كبير، فهذا ما يُريح العين والقلب. وعدنا  إلى الطبيعية الريفية  في التصميم واختيار الألوان كاللون الأزرق الفاتح (السماوي)، واللون الأخضر، إضافة إلى اللون الترابي، والألوان الباهتة كالوردي الفاتح، والأبيض، واللون البيج، واللون الفيروزي، والذهبي، وغيرها، لكي لا تشعر السيدة أو الفتاة بأن ما ترتديه ممل أو يناسب موسماً واحداً فقط، بل هي تصاميم تناسب روحانية الشهر الكريم، بأسلوب عصري وألوان تبعث الراحة والتفاؤل. وهناك إقبال كبير على القطع الموجودة في المحل والخاصة بمجموعة رمضان، وهذا أمر يسعدني ويشجعني على تصميم المزيد.

ماهي خامات الأقمشة والألوان المستخدمة في هذه المجموعة؟
بالنسبة إلى العباءات والجلابيات أحرص دائماً على اختيار القماش المحلي الذي يريح السيدة ولا يُشعرها بحرارة الجو خاصة في منطقتنا العربية، فالخامات تكون بين القطن والحرير بألوان زاهية، غريبة وباردة تُريح السيدة أو الفتاة في اللبس وكأنها لا ترتدي ما يضايقها في المناسبات أو الأجواء الرمضانية ويضفي عليها جواً من الراحة والأناقة والحشمة في آنٍ واحد. وتختلف أنواع الأقمشة واختيار الألوان بحسب المواسم، ففي فصل الشتاء أميل إلى الألوان الداكنة والأقمشة المخملية أكثر كالقطيفة وغيرها مع بعض الكُلف الثقيلة. 

وتبدأ أسعار تصاميمك من...؟
أحاول أن أجعلها ضمن المعقول وبحسب تصميم القطعة، فأسعاري تراوح بين 800 و2000 ريال. أما القطع الأعلى سعراً فهي للسهرة.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079