«هنا ترقد الغاوية» رواية تكشف زيف المجتمع وذكوريته
«هنا ترقد الغاوية» هو عنوان الرواية الجديدة للشاعر والكاتب محمد إقبال حرب، الصادرة حديثاً عن الدار العربية للعلوم- ناشرون، وفيها يغوص حرب عميقاً في صميم المجتمع العربي من خلال شخصية نسائية تكشف زيف المجتمع وذكوريته. وعلى رغم وفرة الأعمال الروائية التي تنتقد المجتمع عبر تحليل وضع المرأة وموقعها، اختار حرب أن تكون روايته مختلفة في أسلوب طرحها لهذا الموضوع، فاختار أن يكون كتابه أشبه بنصوص سردية متتالية، بدلاً من أن تكون نصاً سردياً تقليدياً.
«صابرين» هي الشخصية المحورية في الكتاب. كان حلمها بسيطاً كمعظم أحلام الفتيات في مجتمعنا العربي، الحبّ والزواج والإنجاب. لكنّ اعتداء من أحد أقاربها المعروف بالتزامه وتقواه يقلب حياتها رأساً على عقب. فالجسد الذي تعرّض لانتهاك فظيع تحوّل من ضحية إلى مذنب، والفتاة المعتدى عليها أصبحت هي الجانية. والفكرة ذاتها تتكرر على ألسنة الجميع. «لو أنها لم تغوه، لما تجرّأ على فعل ذلك».
هكذا، تضيع صابرين بين واقع أليم عاشته واتهامات كاذبة تُلاحقها. فتختار أن تهرب. «أنت تعلم أنّ ذلك هروب من الواقع، خوف من العار الذي سيصمني به الناس. أخاف أن أموت فيكتب الناس على ضريحي «هنا ترقد الغاوية»، غاوية تحيك حبال غيّها كالأرملة السوداء. لا بل سيكتبون «هنا ترقد الزانية». نعم... لن يكتبها شخص واحد، بل كلّهم سيكتبون معه بإفكهم «هنا ترقد الزانية».
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024