ديانا حداد: تعلّمت من وفاة أهلي ومن طلاقي ومن مهنتي... وأواجه الحياة بمفردي
فنانة تفيض أنوثة، صبورة، صديقة ودودة، والموسيقى هي رفيقتها.
دقيقة وحذرة ولا يمكن أن تتخذ قراراً إلا بعد دراسة وافية. وهي إنسانة عملية، تعشق عالم الأزياء ودخلته خفيةً، كما تستعدّ للسفر إلى أوروبا لتصوير إعلان تلفزيوني لمصلحة إحدى الشركات العالمية. هي الفنانة المتألّقة ديانا حدّاد، أول فنانة دخلت اللجان التحكيميّة وقوّمت المواهب العربية. هي التي حرصت على إحياء تراثنا وفنّنا الجميل الذي تربّينا عليه بتكريمها عمالقة الفن. تحدّثنا في هذا الحوار عن حياتها وفنّها وأمومتها وأسرارها...
- أصدرتِ أخيراً فيديو كليب أغنيتك العراقية الجديدة «الكذاب» التي صورتها في بيروت مع المخرج عادل سرحان. أخبرينا عنه.
تلاقي الأغنية أصداءً إيجابية جداً لدى الجمهور العراقي والعربي. فهي أغنية عراقية بحتة، تحمل اللون العراقي في الكلمة واللحن والتوزيع الموسيقي، كتب كلماتها قصيّ عيسى ولحّنها نصرت البدر وأنتجها ناجي الشمّري، ولم تكن المرّة الأولى التي أغني فيها باللهجة العراقية. فقد غنّيت «أنا الإنسان» و»شلون أشوفك» وغيرها من الأغنيات، لكني لم أصوّر أياً منها. صوّرت «الكذاب» مع المخرج عادل سرحان وأظهر في الفيديو بأربع إطلالات من روح التراث العراقي التقليدي، ضمن ديكورات صمّمت من الحياة العراقية والخليجية.
- كيف وجدتِ التعاون مع المخرج عادل سرحان؟ ولماذا لم تختاري مخرجاً خليجياً لتنفيذ الأغنية؟
كان علينا التعاون منذ وقت طويل... عادل إنسان مريح في العمل، «فهمان في مهنته»، وقد أظهرني بصورة جميلة جداً، واستمتعت بالعمل معه. تابعت أعماله مع غيري من الفنانين، مع الفنان عاصي الحلاني وسواه، حتى إني تابعت ما أخرج من أغنيات عراقية، واكتشفت أنه تشرّبها فعلاً. فهو مطّلع على كل الألوان الغنائية ويحسن التعامل معها، الأمر الذي شجّعني على التعاون معه. صوّرنا الكليب في منطقة جزين في لبنان، واستغرق التصوير يوماً واحداً، ولم نتعب ولم نواجه أي مشكلة الحمدالله.
- غنّيتِ السعودي وتصدّرت المراتب الأولى في الإذاعات الخليجيّة من خلال أغنية «نعم سيدي». أخبرينا عن كواليس تصويرها مع المخرج يعقوب المهنا.
رغم اعتقادي أن أغنية «الكّذاب» ستكون واسعة النطاق وسوف تلاقي انتشاراً أوسع من «نعم سيدي»، أحاول قصارى جهدي التنويع في أغنياتي، فاخترت الإيقاع السعودي والأجواء السعودية بكلمات مبارك الحديبي وألحان وإنتاج طلال، وتعاونت للمرّة الأولى مع المخرج الكويتي يعقوب المهنا وقدّمت الأغنية، وها هي تحقّق أصداءً طيّبة. استغرق تصوير الكليب يوماً واحداً في دبي، واستخدم فيه المخرج يعقوب المهنا صورة الإبهار الدرامي مع تمثيلي بعض المشاهد، ومنها تأدية دور عازفة البيانو. وبحسب قوله، لقد أتقنت التمثيل، وأدّيت دوري في شكل يعتمد على تعابير الوجه والعينين. وأظهر خلال الأغنية بأزياء واختيارات متعددة تضمّنت ثلاث إطلالات مختلفة تعاونت فيها مع خبيرة التجميل جويل ماردينيان.
- سمعنا عن أغنية جديدة سجلتها أخيراً في الاستوديو، ماهي ملامحها؟
بعد تعاوني مع ياسر في «يا عيبو» و«بنت أصول». كتب ولحّن لي أغنية جديدة بدوية باللهجة البيضاء حملت عنوان «طيرٍ مسّا» وقد وزّعها عمر صباغ.
- خصّصتِ برنامج Arab Idol 2 بأغنية جديدة أطلقتها على مسرحه حملت عنوان «ثالث الأعياد». أخبرينا عنها.
«ثالث الأعياد» أغنية خليجية ذات إيقاع سعودي جدّدت من خلالها التعاون مع الملحن طلال، وهي من كلمات الشاعر المهتني وتوزيع المايسترو طارق عاكف، وكانت هديّة مني إلى جمهوري في الخليج والعالم العربي.
- لقد كرّمتِ أيضاً لدى حلولك ضيفة على البرنامج عمالقة الفن عبر الفنانة سميرة توفيق. لماذا اخترتها دون سواها من الفنانين؟
اخترت سميرة توفيق لأني اشتهرت باللون البدوي، ولأن هذا اللون لم يغنِّه أحد من بعدها. تكريمي لهذه الفنانة العظيمة، سيّدة الأغنية البدوية، هو أقل ما يمكنني فعله. أردت أن يكون لأعمالها وجودٌ في برنامج ضخم مثل Arab Idol، لكي يتعرّف الجيل الجديد على أغنياتها، وإحياءً منّا لتراثنا وفنّنا الجميل الذي تربّينا عليه لأن الناس تنسى أحياناً هذه الأصوات العملاقة.
- هل سهّلت مشاركتك في برنامج «ستوديو الفن» الطريق أمامك للإنطلاق؟
مشاركتي كانت بوابة العبور إلى عالم الفن، وكان الأهم من البروز في البرنامج، إثبات جدارتي من بعده. لم نحظَ في «ستوديو الفن» بالفرص التي تمنح للمشاركين في البرامج الحديثة. لم يساعدنا ولم يشرف على ماكياجنا وشعرنا وملابسنا أحد ولم تشاهدنا كل البيوت العربية. كنا نأتي من منازلنا مباشرة إلى المسرح. فرص مهمة تتاح أمام هؤلاء الشباب اليوم، لم تكن متاحة أمام كبار الفنانين، لذا من واجبهم استغلالها.
- من لفت نظرك من المشاركين في Arab Idol 2؟
كل مشارك منهم وضع بصمته في البرنامج وكانت له نكهته الخاصة فيه. فقد لفتني صوت محمد عساف الجبلي ومساحات صوته المهمّه. أحببته لأنه أجاد تأدية كل الألوان الغنائية، وتابعت ما كتب عنه في مواقع التواصل الإجتماعي ولاحظت أن لديه عدداً هائلاً من المتابعين والمعجبين، وقد استحقّ نيل اللقب بجدارة. وأعجبني إحساس أحمد جمال وصوتا عبد الكريم حمدان فرح يوسف. كما أعجبتني سلمى رشيد وبرواس، وفوجئت بالجو الفني لدى عائلة زياد خوري.
- كنت أول فنانة تشارك في لجان التحكيم بمشاركتك في برنامج «نجم الخليج» على قناة «دبي»، كيف وجدت هذه التجربة؟
مشاركتي كانت أضيق من حيث النطاق، فقد كانت على مستوى الأغنية الخليجية وتعاونت فيها مع الفنان فايز السعيد وعبدالله الرويشد، وكان تركيزنا الأكبر على الفن الخليجي. كانت تجربة جميلة جداً، صادفنا خلالها أصواتاً لم تأخذ حقّها في البرنامج، لكنها اجتهدت فنيّاً وانطلقت في ما بعد. أما البرامج التي تنتجها قناة mbc، فهي موجّهة إلى كل أنحاء الوطن العربي، بتنوّع ثقافاته الموسيقيّة ومواهبه المتنوّعة، وهي بلا شكّ الأكثر متابعة وانتشاراً.
- من هو الحكم الذي لم يلق به كرسي التحكيم؟
لا أحد.
- من أعجبك أداؤه التحكيمي إذاً؟
أحببت نجوى كرم كثيراً، فهي إنسانة راقية. أحب في أحلام صراحتها، فهي ذكية جداً في حكمها على المتسابقين، تتحدّث بثقة وبخبرة ولها أسلوبها الذي يميّزها عن غيرها. راغب علامة وكاظم الساهر «أستاذان» في الفن، صابر الرباعي «الله عليه». نانسي بريئة ومرحة وشيرين رائعة. واكتشفت في عاصي الحلاني جانباً مرحاً كنت أجهله ووجدته قريباً من الناس إلى حد بعيد. وباعتقادي، كان برنامج the Voice الأكثر طبيعيّة وعفويّة بين برامج اكتشاف المواهب.
- ما رأيك في حسن الشافعي؟
لقد نَجَّم حسن في مهنته (الموسيقى). تعرّفت عليه من خلال ظهوره في Arab Idol، ولم نتعاون مسبقاً. هو إنسان مثقّف وراقٍ، قليل الكلام، لكنّ كلامه صائب. وهذا هو الأهم، فخير الكلام ما قلّ ودلّ...
- تستعدّين للسفر إلى أوروبا لتصوير إعلان تلفزيوني لمصلحة إحدى الشركات العالمية، أخبرينا عنه.
أفضّل عدم التحدّث عن الموضوع قبل حصوله.
- أخذت أغنية «قلبي وفي» حقّها من كل النواحي. أخبرينا كيف كان وقع نجاحها عليكِ.
لم أكن غائبة عن اللون اللبناني، ففي آخر ألبوماتي قدّمت أغنيتي «بنت أصول» و«يشهد الله»، إضافة إلى الدويتو الذي جمعني بالفنان اللبناني العالمي كارل وولف. لكن غيابي كان من حيث الصورة، فقد مضت فترة طويلة على تصويري الكليبات. اخترت المخرج جاد شويري للتصوير معه وكسبت الرهان...
- كيف تجرّأتِ للعمل مع جاد شويري؟
كان جاد متعاوناً ومحافظاً واحترم الخطوط الحمراء في إطلالة ديانا، وأنتجنا كليباً جميلاً جداً، فكرته جديدة، شكله بسيط، وجريئاً من حيث اللوك. ولو لم يكن متعاوناً لما تجرّأت وتعاونت معه. فإما أن يتبع الفنان الموضة والموجة السائدة في المجتمع ويفتقد الاقتناع الذاتي، أو أن يفرض نفسه ويحافظ على مستواه الذي يرضي جمهوره.
- أطللتِ بالشعر الأشقر مجدّداً بعد كليب «لو يسألوني»، هل هو حنين إليه؟
(تضحك) كان جميلاً بالفعل، لكن كل أغنية تفرض نمطاً معيّناً في التصوير، فلا يمكنني أن أظهر في كليب «الكذاب» بلباس عراقي تقليدي وشعر أشقر! للأغنية نكهتها وطابعها الذي التزمته.
- ما هو سبب عدم انضمامك إلى شركة إنتاجية؟
السبب الرئيسي هو أن الشروط التي تضعها الشركات لا تناسبني. فالتعاون بين الفنان والشركة «أخذ وعطى». والمردود يجب أن يكون إيجابياً لكلا الطرفين. فالفنان يجهد في إنجاز أعماله، ومن حقّه نيل التغطية الإعلامية والدعاية والتسويق الصحيح لهذه الأعمال.
- هل من مفاوضات مع أي شركة؟
منذ دخولي معترك الفن، شركة الإنتاج الوحيدة التي انضممت إليها كانت «الخيول» التي أغلقت في ما بعد، كنت أنتج أعمالي أنا وطليقي سهيل العبدول، وكانت الأعمال تطرح تحت اسم «العبدول للصوتيات». لقد تلقّيت أخيراً عروضاً من شركات مهمّة عربياً، لكنّي لم أحسم خياراتي بعد.
- هل أنت نادمة على زواجك؟
لست نادمة، فقد رزقني الله ابنتين رائعتين، كانتا أجمل ما حصلت عليه من زواجي. وتعلّمت الكثير من هذه التجربة. ما أندم عليه هو زواجي في سن صغيرة، فقد تزوّجت في الـ 18. أندم على كلام أقوله وأعمال أقدّمها ولا أكون مقتنعة بها تماماً.
- هل تفكّرين في العودة إلى لبنان؟
أحنّ إلى طفولتي في لبنان لكنّي عندما أقصده أتعب... أتذكّر والدي ووالدتي رحمهما الله، ولا أحبّ أن أكون في مكان كانا يجلسان فيه ولا أراهما...
- ما هي الأمنية التي تراودك دائماً؟
أتمنى النجاح لصوفي وميرا وأن أفرح بهما. لا أتمنى أن أكون إنسانة غنيّة، ما أتمنّاه هو أن أعيش حياة تكفيني وتكفي عائلتي. عائلتي هي الأساس في حياتي، ويأتي الفن في المرتبة الثانية، فأحاول جاهدة لأن أقدّم أعمالاً ترضي أكبر عدد من الناس.
- كيف هي علاقتك بالذاكرة؟
أكثر ما أذكره هو التواريخ. أذكر تواريخ أعياد ميلاد كل أحبائي، بناتي وإخوتي، كما أذكر تواريخ حزينة، كذكرى وفاة والدي ووالدتي.
- هل تحفظين الأغنيات بسهولة؟
أحفظ اللحن قبل الكلمة، واكتشفت أخيراً ملحّنة في داخلي... أستعين أحياناً بكلمات من تأليفي... (تقول ممازحة)، لأنه يصعب عليّ حفظ الكلمات بسهولة.
- هل حاولتِ التلحين؟
شاركت في تلحين جملتين موسيقيتين من أغنية «يا بعد عمري وحالي».
- أهم ما في الأغنية هو اللحن أم الكلمة؟
الكلمة تعطي نمطاً معيناً من الغناء، خصوصاً إذا كان هناك إيقاع معين للأغنية، فمن واجب المغنّي أن ينطق بالمفردات مع الإيقاع، «على الدوم». لذا يجب عليه أن يحفظ الكلمة مع اللحن.
- ماذا تخبّئين من مواهب أيضاً؟
أطهو بشكل جيد جداً، ولديّ أفكار خلاقة في ما يخصّ الأزياء والفساتين...
- هل يمكن أن تدخلي مجال الأزياء؟
دخلته... (تضحك).
- كيف تمّ ذلك؟
سأعلن تفاصيل المشروع في الوقت المناسب.
أنا والحياة
- ما أكثر ما يزعجك في الحياة؟
أنا إنسانة تراجع نفسها كثيراً، لا أحب أن يعاتبني أي إنسان، أتضايق... لا أحب أن أتذكر أموراً قصّرت في تأديتي لها. أفضّل أن أجلس مع نفسي وأراجع أموري، وأعيد حساباتي وأحسن تقديم الأمر من جديد. رغم أني أستمع إلى الآخر ولست متشبثة برأيي، إلاّ أنّي لا أحب أن يركّز أحداً على ما أخفقت به. كما تزعجني الخيانة، خيانة الأمانة، خيانة الصداقة، وليس فقط تلك التي تحصل بين الزوجين.
- ما هو أهم درس تعلّمته في حياتك؟
تعلّمت الصبر من والدتي، وها أنا أواجه الحياة بمفردي اليوم بعدما أُلقيت كل المسؤوليات على عاتقي. أحياناً أضعف، لكني مؤمنة بالله وبنفسي... لقد تعلّمت من وفاة والدي ووالدتي، ومن طلاقي ومن مهنتي، وما زلت أتعلّم.
- إلى أي مدى أنتِ صبورة؟
أنا مع الحقّ، أصبر وأتغاضى عن الأشياء، وإن عاندت، أعاند بحقّي. إلاّ أن ظروف الحياة جعلتني عصبيّة إلى حدٍّ ما في الآونة الأخيرة.
- ما هو الشيء الذي تتفاءلين به؟
أتفاءل بابنتيّ صوفي وميرا، وبالطبيعة وباللون الأخضر. أحب طبيعة أوروبا، وأفرح من قلبي عندما أقف على نافذتي وأشاهد حديقة منزلي وأسمع أصوات العصافير وأرى الخضار وأشعر بلفحة هواء...
- هل سبق أن طلبتِ من مخرجاً تصوير الكليب في الطبيعة؟
لا أفعل، لأني أدرك أنّي سأتعب. لن أستمتع بالمكان كما أحب. أفضّل الوجود في المكان للاستجمام وليس للعمل.
- ما هو مكانك المفضّل؟
حديقة ساحرة تقع خلف Euro Disney في بارس...
حين لامستُ الغيوم...
صعدت ديانا إلى الطابق 164 في برج خليفة، لتكون أول امرأة من المشاهير تصل إلى هذا الارتفاع، بعد المغامر النمسوي فيليكس باومغارتنر والممثل العالمي جان كلود فان دام، واستقلت المصاعد الكهربائية المتطورة إلى الطابق 160، ثم أكملت صعودها من خلال السلالم الحديدية المفتوحة في الهواء الطلق إلى المرتفع الأعلى الذي يمكن الوصول اليه وهو الطابق 164.
وقالت ديانا: «كان لي الشرف أن ألامس الغيوم وأن أشاهد أروع منظر من الأعلى. فقد صعدت على سلّم حديديّ مستقيم، وحين نظرت خلفي، إلى الأسفل، كان شعوري قاتلاً، وكانت الريح شديدة جدّاً، ولم أستطع التحكّم في خطواتي، إذ كنت أنتعل حذاءً جلديّاً طويلاً ذا كعبٍ عالٍ». ولم تكن المرّة الأولى التي تتسلّق فيها ديانا الأبراج، فقد سبق لها أن صعدت إلى العديد من الأبراج في ماليزيا وسنغافورة ومركز التّجارة في الولايات المتّحدة قبل 11 أيلول/سبتمبر 2001. وفي نهاية الزيارة، وقعت ديانا دفتر الزوّار الخاص ببرج خليفة، وقامت إدارة البرج بتكريمها وشكرها للزيارة بدرع برج خليفة المصنوع من الكريستال.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024