مهنا عبدالله: مشاركة «نملة آدم» في «كان» تجربة مميزة
رغم الصعاب التي واجهها المخرج السعودي مهنا عبدالله في تصوير «نملة آدم» الذي يعتبر التجربة السينمائية الأولى له كتابةً وإخراجاً وتمثيلاً، عُرض الفيلم في مهرجاني «كان» السينمائي و«بيروت الدولي للسينما». يقول عبدالله إن السينما في الخليج تعاني مشاكل وتحتاج إلى أكاديميات.
ويوضح أن موقع «موفيانا» الذي أسسه هو عبارة عن قاعدة بيانات للسينمائيين العرب عموماً والخليجيين خصوصاً. «لها» التقت عبدالله وكان هذا الحوار.
- حدثنا عن مشاركتك في مهرجان بيروت الدولي للسينما أخيراً.
كل التجارب التي أخوضها تشكل غنىً لمسيرتي، فكيف إذا كان مهرجان بيروت السينمائي؟! كما أن عرض الفيلم كان جميلاً، والأصداء جيدة.
- ماذا عن فيلم «نملة آدم» الذي شاركت به؟
«نملة آدم» مستوحى من قصة حقيقية، وهو فيلم قصير يتناول قصة إنسانية تتحدث عن التآلف الإنساني، أي كيف أن الإنسان لا يتعاطف مع أخيه في حين أن النملة بطلة الفيلم هي التي مثّلت الإنسانية.
- هي التجربة السينمائية الأولى لك كتابةً وإخراجاً وتمثيلاً.
وغناءً وتلحيناً وكتابة.
- ماذا عن التجربة الأولى تمثيلاً إلى جانب نملة؟
السينما ليست في حاجة إلى مخرجين أو ممثلين أو فنيين، فإما أن أضيف خطاً وأسلوباً جديدين أو لا أدخل هذا المجال. طلبت من كاتب أن يصنع كلمات الأغنية، فلم يستطع كتابتها بالإحساس الذي أريده لذلك كتبتها بنفسي.
أما بالنسبة إلى التمثيل، فلم أفكر أبداً في أنني سأؤدي الدور في الفيلم. صوّرت العمل ثلاث مرات، التجربة الأولى مع ممثل والثانية مع ممثل آخر، لكن الإحساس الذي أردته لم يصل إليّ مما دفعني إلى أن أكون ممثلاً بديلاً.
- هل تعتقد أن هذه الخطوة كانت مغامرة؟
لا بد من أن تقصيراً ظهر في مكان ما. في التصوير الثاني كنت راضياً جداً عن الصورة عندما كنت خلف الكاميرا، أما أمامها فنسهو أحياناً عن بعض الأشياء، لأنني كممثل أركز على الإضاءة، بالإضافة إلى أنه لا يوجد محترفون في هذا المجال خصوصاً في السعودية، إذ لا يوجد إختصاص في هذا المجال وهذا ما شتتني. التمثيل في حاجة إلى جهد، لذلك ربما جاء التمثيل على حساب شيء آخر.
- على حساب الإخراج؟
على حساب الإخراج نعم. ثمة ملاحظات بسيطة، لكنني لن أكشفها بل أتركها للمشاهد.
- قليلون من يقبلون النقد، وأنت تنتقد نفسك!
أحب أن أُنتقد أكثر من أن أُمتدح، لأنني أطور نفسي من خلال النقد. فإذا كره الناس الفيلم سأحبه لكي أستمر، وإذا أحبوه سأكرهه لكي أطور نفسي.
- هل واجهت صعاباً خلال الوقوف أمام الكاميرا؟ وهل أنت مستعد لأن تمثل فيلماً روائياً طويلاً وأن تكون مخرجه؟
الأمر يتوقف على متطلبات التجربة وأعتقد أنني مستعد لخوض التجربة مرة ثانية سواء كان فيلماً طويلاً أو قصيراً، وإذا كنت مخرج العمل أفضل ألا أكون ممثلاً فيه إلا إذا كنت مجبراً.
- أي أن الأولوية للإخراج؟
لا أقصد أن الأولوية للإخراج لكن إذا جرى اختياري لعمل ما أفضّل أن أكون مخرجه.
- ماذا عن الكتابة؟
هي المرة الأولى تنفيذاً ولكن لدّي سيناريوهات أخرى جاهزة للتنفيذ. لم أكن أنوي أن أصور هذا العمل بل سيناريو آخر يحمل اسم «عاجل» لكنه يحتاج إلى موازنة كبيرة.
- هل يمكننا أن نطّلع على «عاجل»؟
لست بصدد تنفيذه إنما بصدد تنفيذ «فرخة» وهو في طور الكتابة. وفكرة «فرخة» مختلفة تماماً عن قصة «نملة آدم»، لأنني لا أريد أن أسير على وتيرة واحدة حتى لا أكرر نفسي. «فرخة» قصة كوميدية عن طفل صغير. وكتبت سابقاً «عنزة نوح»، ولذلك هناك ترابط لم أقصده بعناوين الأفلام، لأن الفيلم يتطلب أن يطلق عليه «عنزة نوح» فالفكرة موجودة في العنوان، وكذلك «نملة آدم» إذ لا يوجد في الفيلم إلا النملة وآدم.
- لماذا تغيب الأفلام الروائية الخليجية عن المهرجان؟
الإنتاج الخليجي قليل جداً، كل سنتين أو ثلاث يبصر فيلم خليجي النور.
- لماذا؟
ربما يرون أن دول الخليج ثرية، لكن لا دعم فعلياً للسينما.
- كيف تصف واقع السينما الخليجية عموماً والسعودية خصوصاً؟
لا أستطيع أن أتحدث باسم السينما الخليجية، ولكن السينما تواجه مشاكل. ربما في الخليج هناك دور سينما بينما في السعودية لا يوجد صالات عرض.
إلا أني لا أختصر مشاكلنا بدور العرض، لأنها لم تطوّر السينما الخليجية رغم وجودها. العمل هو الذي يطوّر السينما من خلال حرية التصوير وحرية العرض، لا دور سينما لدينا لكننا ننتج أفلاماً ونعرضها في المهرجانات ونفوز بجوائز عنها. الأفلام الطويلة في حاجة إلى إمكانات تجارية، وعنصر الإنتاج غائب في السعودية لغياب دور العرض، المنتج الذي ينتج عملاً ويخسر بسبب عدم عرضه بالتأكيد لن يكرر المحاولة، وأنا حريص على المنتج حين أقوم بتجربة لنستفيد منها.
- هل عُرض «نملة آدم» في السعودية؟
عُرض مرة واحدة وسيعرض لاحقاً.
- ماذا عن مشاركة «نملة آدم» في مهرجان «كان» السينمائي؟
للتوضيح، لم يكن الفيلم ضمن مسابقة رسمية لكنه عُرض ضمن نشاطات المهرجان التي تضم مجموعة أفلام من مختلف الدول. عندما تلقيت البريد الإلكتروني الذي أفادني بأن «نملة آدم» سيعرض ضمن مهرجان «كان»، لم أصدق في البداية واعتقدت أنها مزحة. كانت تجربة مميزة وعظيمة وما زالت انعكاساتها تبلغني حتى الآن.
- من عملك الأول شاركت في «كان»، ماذا تحضر مستقبلاً؟
هي تجربة جميلة دفعتني لأبذل جهداً أكبر. كان يجب أن يصدر الفيلم عام 2008 ولكن بسبب حرصي على المادة تأخرت.
- كم تطلب تصوير الفيلم؟
نحو سنتين، صوّرت أول مرة ثم ألغيت التجربة، علماً أن موقع التصوير كان طبيعياً لكن وضعنا بعض اللمسات البسيطة عليه.
- هل صورتم في سجن لأن «آدم» سجين؟
لا لم يكن سجناً لكن صوّرنا في مكان مهجور. عندما شاهدت موقع التصوير أعجبني. لكن محيط الموقع صعب من ناحية الصوت. لذلك واجهنا مشكلة في الصوت وأوقفنا التصوير لإدخال بعض التعديلات، فألغينا التجربة الأولى ودخلنا موقع التصوير مجدداً بممثل جديد. في التجربة الثانية كنت مرتاحاً وصورنا 60 في المئة من الفيلم، ولكن بسبب صعاب جديدة ألغينا التجربة الثانية.
وفي التجربة الثالثة كانت الصعاب في الموقع فعندما ذهبنا إلى موقع التصوير كان محطماً، سرق الباب ولُوّنت الجدران قبل يوم واحد من التصوير لذلك استغرق التصوير وقتاً لكي نعدّل في الموقع.
وأعتقد أن هذه الصعاب كانت لمصلحتي، وحتى في المونتاج فقدنا بعض المشاهد، ثم استعنت بلقطات من التصوير السابق.
وهذه الصعاب كانت بسبب فقداننا الإحتراف في العمل، مثلاً مهندس الصوت يعرف عمله في تسجيل الأناشيد ولكن ليس في فيلم سينمائي. وأنا تابعت كل العناصر وأتحمل مسؤولية نجاح الفيلم وفشله، وكانت مدة الفيلم 31 دقيقة وأصبح 20 دقيقة.
- في «نملة آدم» هناك آدم والنملة، هل استعنت بنملة حقيقية؟
لدي خبرة في التعامل مع النمل بسبب الفيلم، وكان يمكنني أن أنفذ الفيلم وأدخل النملة من خلال رسم بياني، لكني أصريت على استخدام نملة طبيعية لتأدية الدور. وبدلت بعض المشاهد لصعوبة تنفيذها، لكني أحببت النص أكثر من التنفيذ. النملة بطبيعتها سريعة الحركة وهي أول صعوبة واجهتها، وأطلعني أحد المصورين على طريقة تبطئ حركة النملة، إلا أن الطريقة لم تنجح.
أما المشكلة الثانية، فكانت في فكرة توجيه النملة إذ لا أستطيع أن أقول لها أن تتجه يميناً أم يساراً ، فاكتشفت أن النملة تسير والأخرى التي تليها تمشي على أثرها، فمسحت الرمال بعد كل تحرك.
- «فرخة» فيلم قصير؟
لا أدري لكن أفضل أن يكون قصيراً. الفيلم كوميديا راقية، والمشاهد يأخذ الرسالة من وجهة نظره، لكنني لا أوجّه الناس في طريق معين. وهذا ما أحبه في أفلامي، لأنني لا أحب القصص المتعلقة بزمان وحدث.
حدثنا عن موقع «موفيانا» الإلكتروني الذي أسسته.
في شكل عام في الخليج هناك جمهور للسينما، وأنا كنت أبحث عن السينمائيين السعوديين لكي ألتقيهم، تواصلت مع مخرجين من الخليج وهم من أرشدوني إلى السينمائيين السعوديين في المملكة. وأقيمت حينها مسابقة للأفلام السعودية في الدمام عام 2008. عرض المهرجان أفلاماً سعودية إلى جانب استضافات من الدول العربية. وأثناء المهرجان تعرّفت إلى سينمائيين خليجيين. «
موفيانا» هي قاعدة بيانات للسينمائيين العرب خصوصاً الخليجيين، وفي الموقع تجدين سيرهم الذاتية وأرقام التواصل معهم. في الصحافة السعودية لا يوجد اهتمام بالسينما عموماً.
بتنا نقرأ خبراً أو اثنين في الصحف أخيراً، لكن لا زاوية خاصة بالسينما. الإهتمام بأخبارنا كفنانين يعطينا معنويات أكثر. وهدف الموقع هو نشر أخبار السينمائيين وأعمالهم المقبلة وصورهم خلال تصوير الأفلام وندواتهم.
- ما هدفك الشخصي من تأسيس الموقع؟
هدفي جعل الموقع ملتقى للسينمائيين في الخليج، ولم يكن هدفي تسويقه بين الجمهور بل تسويقه بين السينمائيين. هذه الخدمة مجانية وترضيني شخصياً، علماً أنني لا أنشر أخباري على الموقع لكي لا يقال إن الموقع يروج أخباري.
الأكثر قراءة
أخبار النجوم
ياسمين عبد العزيز تضع حدّاً لتعليقات منسوبة إلى...
أخبار النجوم
خبيرة أبراج تثير الجدل بعد تنبؤاتها لمصير ثلاث...
أخبار النجوم
فاتن موسى تتذكر لحظات ممتعة مع الراحل مصطفى...
أخبار النجوم
أمل كلوني تثير الجدل بنحافتها بالشورت القصير
أخبار النجوم
رانيا يوسف تتحدث بصراحة عن زيجاتها وابنتيها...
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024