دراسات حديثة تدق جرس الإنذار... السمنة خطر يهدد أطفالنا!
في ظل انتشار ظاهرة السمنة بين الاطفال والمراهقين المخيف في المنطقة، اقام دائرة التغذية وعلوم الغذاء في الجامعة الأميركية في بيروت والجمعية اللبنانية للتغذية LAND مؤتمراً تحت عنوان"التغذية والرياضة في خدمة الصحة: أحدث الاكتشافات"، يعنى بالنمط الغذائي الصحي والغني بالنشاط الجسدي بالتعاون مع اختصاصيين في الصحة والتغذية من لبنان والعالم بهدف نشر التوعية في هذا المجال والحد من معدلات السمنة التي ترتفع أكثر فأكثر عاماً بعد عام من خلال التشجيع على النشاط الجسدي والتوازن بين معدلات الطاقة التي يتم الحصول عليها والنشاط الجسدي.
وخلال المؤتمر تم التشديد على ظاهرة السمنة الخطيرة بين الأطفال في منطقة الشرق الاوسط نظراً إلى ارتباطها الوثيق بعدد منا لامراض الخطيرة كالسكري وأمراض القلب والسرطان. مع الإشارة إلى أن العادات الغذائية السيئة وقلة النشاط الجسدي سببان أساسيان في السمنة لدى الاطفال مما يستدعي زيادة الجهود للحد منها.
فالأطباء والاختصاصيون في العالم أجمع يسعون إلى إيجاد الوسائل المناسبة للوقاية من هذه الظاهرة والحد من انتشارها، حيث ظهر تراجع في معدلات السمنة في عدد من الدول مع اعتماد برامج فاعلة، تهدف إلى هذه الغاية كشبكة EPODE (معاً للوقاية من البدانة لدى الأطفال) الدولية التي تعتبر اكبر شبكة من نوعها في العالم وهي تهدف إلى الحد من انتشار السمنة لدى الأطفال والأمراض غير المعدية من خلال اتباع استراتيجيات مستدامة قائمة على البرامج المجتمعية.
وقد ساهم الدعم والدراسات التي تقوم بها الشبكة في عدد من المدن، إلى جانب حملات التوعية التي تقوم بها في ظهور نتائج إيجابية في عدد من البدان مما يدعو إلى تفعيل دورها.
في هذا الشأن تحدث د. جان-ميشال بوريس الأمين العام لشبكة EPODE وقال: "إن قضية بدانة الأطفال قضية معقدة تحتاج إلى مشاركة كافة الأطراف المعنية على مختلف المستويات لتعزيز أنماط الحياة الصحية بطريقة مستدامة.
وخلال العام 2014 نفذت الشبكة 44 من البرامج المجتمعية في 29 دولة في العالم لتبادل الخبرات وتحسين الممارسات".
من جهته، تحدث رئيس فريق عمل مبادرة Exercise is Medicine قائلاً" ممارسة الرياضة هي طريقة فاعلة لمكافحة ومعالجة الأمراض المزمنة وتخفيف الآثار الضارة الناتجة عن السمنة وخفض معدل الوفيات.
لقد ادهشنا مدى تقبل المبادئ الاساسية الصادرة عن "العلاج في التمرين"على مستوى العالم ومنها توصيات ممارسة النشاط البدني أسبوعياً لتحسين الصحة. حت أن معظم الدول أقرّت مبادئ النشاط البدني التوجيهية التي توصي البالغين بممارسة الرياضة بمعدل 150 دقيقة من النشاط المعتدل أسبوعياً و60 دقيقة على الأقل يومياً للأطفال.
فمن الواضح أن ثمة اتجاهاً عاماً إلى التشجيع على النشاط الجسدي لدوره في مكافحة السمنة والأمراض المرتبطة بها، باعتبار أن معادلة النمط الصحي لا تكتمل إلا بالتوازن ما بين الحمية والنشاط الجسدي المناسب أي بين محصول الطاقة وكمية الوحدات الحرارية التي يحرها الجسم في ممارسة النشاط الجسدي.
من جهتها، تحدثت اختصاصية التغذية د.كارلا حبيب مراد عن برنامج "أجيال سليمة" والدور الذي لعبه في توجيه الاطفال في لبنان إلى النظانم الغذائي الصحي وممارسة الرياضة بعد أن تبين وجود مشكلة حقيقية في العادات المتبعة.
علماً أن البرنامج اعتمد في عدد كبير من المدارس وبالتعاون معها، إلى جانب التعاون مع الأهل بالنظر إلى أهمية دورهم. ويستمر العمل على هذا البرنامج في سبيل التشجيع على ممارسة الرياضة على صعيد المدارس أولاً وعلى صعيد الأفراد.
أما عميدة كلية الزراعة وعلوم التغذية في الجامعة الاميركية د. نهلا حويلاً فأشارت إلى أن المشكلة تكمن في عقول الناس فهم يعتبرون أن الرياضة اختياريةوليست إلزامية كالأكل.
لذلك يعتبر التغيير ضورورياً انطلاقاً من ذلك على صعيد المجتمع وطريقة التفكير السائدة حتى يحصل التغيير الفعلي على مستوى الأجيال المقبلة. لذلك يجبي البدء بتثقيف الناس لان الإكثرا من أي شيء أو أي طعام، وإن كان صحياً يصبح ضاراً.
من هنا اهمية الاعتدال كما أشارت إلى أن الوقاية تكون فاعلة عندما يتم العمل في مرحلة مبكرة على الأطفال في سبيل توجيههم إلى العادات السليمة التي يجب أن يعتمدوها طيلة الحياة فيجدون صعوبة في التخلي عنها. فالتحرك لا يكون فاعلاً إلا من خلال التشجيع على العادات السليمة.
وتحدثت د. لارا نصر الدين عن أهمي مواجهة السمنة في سبيل مواجهة كل الامراض المرتبطة بها كالسكري والسرطان وأمراض القلب.
وأشارت غلى ان العديد من الدراسات أكدت على أهمية النظام الغذائي الصحي في مرحلة مبكرة لموالجهة السمنة بدءاً من الحمل ثم بشكل خاص في السنتين الأولى والثانية من العمر لتجنب المشكلات التي قد يواجهها الطفل لاحقاً في حياته.
كما تحدثت عن دراسة أجريت على صعيد الأمهات وبيّنت وجود مشكلات عدة وعوامل تساهم في زيادة معدلات السمنة إحداها تراجع معدلات الرضاعة الطبيعية لدى الأمهات إما بحجة العمل أو بحجة عدم إنتاج كميات كافية من الحليب. كما ظهر في الدراسة تراجع في معدل تناول الاطفال الخضر والفاكهة وغيرها من المجموعات الغذائية الصحية.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024