تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

وفاء عامر: لا أخشى تهديد يوسف شعبان

فجأة وجدت نفسها في صراع لم تكن طرفاً فيه من البداية، فبعد التصريحات النارية التي خرجت من الفنان يوسف شعبان والإعلامية أماني الخياط ضد الشعب المغربي والمرأة المغربية تحديداً، حلّت وفاء عامر ضيفةً على مهرجان سينما المرأة في المغرب، وهناك تحدثت عن تلك التصريحات وأعلنت رفضها لها، وعندما عادت إلى مصر فوجئت بغضب يوسف شعبان منها وتهديده بإقامة دعوى قضائية ضدها.
وفاء تتحدث إلينا عما قالته في المغرب، وتكشف موقفها من يوسف شعبان، وتتكلم عن زوجها وشقيقتها وابنها، وتبعث برسائل لمحمود عبد العزيز وعادل إمام ونور الشريف ويحيى الفخراني.


- عدت أخيراً من المغرب بعد المشاركة في مهرجان سينما المرأة، ما هو انطباعك عن تلك الزيارة؟
في البداية تم توجيه الدعوة لي ولزوجي المنتج محمد فوزي لحضور مهرجان سينما المرأة في سلا في المغرب، وبدأت جمع بعض المعلومات عن هذا المهرجان قبل السفر، ووجدت أنه شيء مشرّف ومميز للغاية أن نشارك فيه، لا سيما أن عمر المهرجان يمتد إلى ثماني سنوات تقريباً.
وبصراحة عندما بدأت الاطلاع على الفنون المغربية، شعرت بأننا مقصرون كثيراً، ويجب أن نستضيف الفيلم السينمائي المغربي بشكل جيد في مهرجاناتنا، خاصةً أنني أرى أن مشكلاتنا في الوطن العربي واحدة وتتشابه كثيراً، لذلك تحمست كثيراً لزيارة المغرب وحضور المهرجان.

- كيف استقبلك الجمهور المغربي؟
بحفاوة كبيرة، وكانوا مهتمين كثيراً بمعرفة الأوضاع السياسية والأمنية في مصر، وكنت أرد عليهم بمنتهى الأمانة والصدق بأننا نعيش الآن، بعد ظلام عام كامل مررنا به، ونسير نحو الأفضل. ورغم ذلك كله كان هناك بعض المثقفين الذين ظهر عليهم استياء شديد من التصريحات التي أطلقتها الإعلامية أماني الخياط والفنان يوسف شعبان، والتي أساءت إلى المرأة المغربية بشكل لا يليق أبداً.

- وكيف كان ردك؟
كنت أحاول إنهاء أي حديث في هذا الأمر، حتى تم تنظيم ندوة خاصة بي على هامش المهرجان، لإلقاء الضوء فيها على أهم أعمالي الفنية، فوجدت أحد الإعلاميين المغاربة مستاءً جداً مما قيل عن الشعب المغربي، والمرأة المغربية تحديداً، من تصريحات لا تليق ولا يجوز تكرارها.
ولو وجهت هذه الإهانات والإساءة إلى الشعب المصري والمرأة المصرية، فلن أقبلها أبداً.

- وما الذي حدث بعد ذلك؟
كان الجميع لطفاء معي، وأنا فخورة بأنني ذهبت إلى المغرب، لأنني اكتشفت أن لديهم فناً حقيقياً وتقنيات عالية ومخرجين متميزين، فهناك ممثلة عظيمة اسمها زاهية زاهي من البربر، وتم عرض فيلم «فتاة المصنع»، الذي قدمته ياسمين رئيس والمخرج الكبير محمد خان، وفوجئت أن المغاربة من أكثر الذين يشاهدون الفيلم المصري في مهرجان سينما المرأة، حتى أنه عندما ظهر اسم محمد خان على الشاشة صفق له الجمهور بشكل هستيري، وكأنه يصفق لنجم مغربي كبير.

- ما هو إحساسك عندما شاهدت هذا الاحتفاء بالفيلم المصري؟
أطالب باستضافة الفيلم المغربي في مصر، وإقامة أسبوع خاص للسينما المغربية لأنهم يستحقون ذلك.

- هل صحيح أن الفنان يوسف شعبان انزعج مما قلتِه في ندوة المغرب رداً على تصريحاته التي قالها بحق الشعب المغربي؟
كلامي مسجّل ولم أتفوه بكلمة في حق أي شخص تسيء إليه، فهذا ليس طبعي، ولا أخفي شيئاً عن الآخرين. وما يهمني في النهاية صورة بلدي، وأنني استطعت الخروج من هذا الموضوع الذي أساء إلى المغرب لأنني استطعت التعبير عن فئة كبيرة من الشعب المصري الذي لا يسيء إلى أحد أبداً، لأنه محترم وطيب.

- لكن قيل ليوسف شعبان إنك أسأت إليه!
ليس صحيحاً أبداً، لأنه كان هناك بعض الفنانين والصحافيين المصريين معي في الندوة، وكلهم يشهدون على الكلام الذي وجّه إليّ والرد الذي صدر مني. ولم أسئ إلى يوسف كما وصل إليه من بعض المغرضين.

- وما الذي قلته بالضبط؟
قلت: «سأموت أنا وستموت أماني الخياط ويوسف شعبان، وستأتي بعدنا أجيال وستبقى مصر والمغرب دولتين عظيمتين حتى آخر الزمن». وقلت أيضاً: «أي إساءة يوجهها أحد الأفراد أو أحد الإعلاميين إلى أي دولة عربية شقيقة، لا تعبّر إلا عن وجهة نظر فردية له، ولا تعبّر أبداً عن وجهة نظر شعب بأكمله، والدليل على ذلك وجودي في المغرب».

- ألم تقلقي من الهجوم عليك كفنانة مصرية وتعرضك لمواقف محرجة بسبب تصريحات يوسف شعبان؟
اعتبرت أنه من الجبن ألا أذهب في هذا الوقت بالتحديد، ولست جبانة بطبعي لأنني أحب المواجهة، ومعروف عني دائماً إنني قوية وأواجه الأمور بشجاعة كبيرة. ويكفيني فخراً أنه قيل في إحدى الصحف المغربية: «وكأن الفنانة النجمة الكبيرة وفاء عامر نجمة الشرق تضع قبلة مصالحة على جبين المرأة المغربية».

- هل اعتذرت للمرأة المغربية أم ماذا كان تصرفك؟
تحدثت عنها بشكل محترم أعاد لها حقها، ويكفي أنني قلت لهم إن أول سيدة غزت القطب الجنوبي كانت من المغرب، وهناك سيدات مغربيات نفخر بهن في عالمنا العربي.

- هل صحيح أن يوسف شعبان هدّد بإقامة دعوى ضدك بسبب ما قلته في المغرب؟
سمعت هذا الكلام وأنه يقول إنني لم أفهم تصريحاته، ورأيه أنه لا يصح أن أتدخل أو أرد على ما قاله. وفي النهاية أؤكد أنني أكنُّ الاحترام الشديد ليوسف شعبان، لأنه فنان كبير، وأماني الخياط إعلامية محترمة في مصر، لكن خانهما التعبير في ذلك الوقت، وذلك يحدث توترات بيننا وبين دولة المغرب الشقيقة.

- ألا تقلقين من اللجوء إلى القضاء؟
لا يهمني ذلك، لأنني لم أسئ إليه بأي كلمة، وقلت فقط: «سيموت الأفراد وستبقى مصر والمغرب من أعظم دول العالم».

- ما سبب عدم تنظيم مهرجان لسينما المرأة في مصر مثل المغرب؟
أتمنى أن يحدث ذلك، لأنني وجدت أنه أقيم في المغرب في حي شعبي في حضن الناس الذين كانوا ينادوننا في الشارع ويسلمون علينا بشكل تلقائي وبسيط. أتمنى أن ننظمه في منطقة مثل الحسين في مصر، وسيكون مهرجاناً رائعاً ومميزاً.

- لماذا حرصت على الوجود بجوار نور الشريف أثناء تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي؟
الأستاذ نور الشريف هو الذي أضاء المهرجان، وتسبب بجمع كوكبة من النجوم فيه، لأنه محبوب من الجميع ويستحق ذلك منا، فقد ذهبنا لحضور المهرجان جميعنا كفنانين لنقول له «كلنا بنحبك».

- من تطالبين بتكريمهم في الدورات المقبلة للمهرجان؟
يحيى الفخراني، لأنه فنان عظيم وأحبه كثيراً، والساحر محمود عبد العزيز والزعيم عادل إمام، لأن هؤلاء الفنانين الكبار شرفوا مصر وكانوا سفراء لها في جميع المحافل.

- عملت مع الفنان الراحل خالد صالح في فيلم «كف القمر» فما هي المواقف التي جمعتك به ولا تنسينها أبداً؟
خالد صالح فنان لن تتكرر أخلاقه وموهبته ونبله، فهو نجم أضاء في سماء الفن واختفى بسرعة البرق، فكان صبوراً كثيراً وطويل البال، ويستوعب الناس وطيب القلب، ويحترم زملاءه الفنانين كثيراً. وبصدق شديد أعزي نفسي فيه، لأنني كنت أتمنى أن أقدم معه أعمالاً فنية أخرى، فلم تجمعني به سوى تجربة فيلم «كف القمر».

- كيف كان تعاونك مع محمود عبد العزيز في مسلسل «جبل الحلال»؟
الساحر محمود عبد العزيز اسمه «الأستاذ»، وأؤكد أنني إذا كنت أبدعت في دوري في المسلسل فالفضل يرجع إليه وإلى الكاتب ناصر عبد الرحمن والمخرج عادل أديب. ويكفي أن محمود عبد العزيز رغم نجوميته الكبيرة في الوطن العربي كان شديد الالتزام بتعليمات المخرج في موقع التصوير، فكان بمثابة قدوة لنا جميعاً في التصوير.

- البعض يقول إن العلاقة الشخصية التي تربط بين زوجك المنتج محمد فوزي ومحمود عبد العزيز هي التي كانت وراء مشاركتك في المسلسل.
تربطنا علاقة صداقة قوية، لكن لا يمكن أن تتدخل العلاقات الشخصية في العمل، لأنني لو لم أصلح لتقديم الدور لما كنت شاركت في المسلسل كما يتخيّل البعض.

- كيف وجدت العمل مع الجيل الجديد مثل سارة سلامة وغيرها؟
جيل محترم جداً، وقلت لزوجي قبل ثلاث سنوات إن سارة سلامة فنانة موهوبة. وأعتقد أنها ستشارك معه في مسلسله الجديد الذي يقوم بالتحضير له حالياً.

- البعض قال إنه كان هناك تنافس بينك وبين شقيقتك آيتن في رمضان الماضي، فما ردك؟
آيتن من جيل مختلف وتقدّم لوناً مختلفاً عني، وتريد أن تكون أفضل ممثلة في الدنيا. ونحن عائلة مترابطة تماماً، وأقول إن آيتن سيصبح اسمها أكبر من اسمي بكثير في فترة قصيرة، وأعي ما أقوله لأنها استطاعت أن تحقق في سنتين النجومية على عكسي، فقد وصلت إليها بعد 12 عاماً من عملي الفني.

- ما سبب غيابك عن السينما سنوات طويلة؟
لن أعرض نفسي على منتج أو مخرج لأعود إلى السينما، لأنني أرى نفسي ممثلة جيدة وأنتظر الدور الجيّد. ولم أطلب من زوجي رغم أنه منتج كبير أن أقدم فيلماً سينمائياً، وهو يعلم جيداً عزة نفسي في هذا الأمر، وعندما يأتيني دور جيد سأقدّمه فوراً، لأن السينما وحشتني.

- كيف ترين دور مواقع التواصل الاجتماعي في حياتك الآن؟
أهتم بها كثيراً، وقد عثرت على بعض أصدقاء عمري من خلال صفحاتهم على فيسبوك، وذلك أسعدني كثيراً، حتى أنني عثرت على صديقة لي لم أقابلها منذ 15 عاماً تقريباً. لكن يجب محاربة الأشخاص الذين ينتحلون شخصياتنا كفنانين بحسابات وهمية.

- تهتمين بالسفر دائماً ما هي الأماكن التي تعشقينها؟
أحب مارينا والغردقة وأسوان والأقصر، وأشجع السياحة في مصر حالياً.


رسالة توجهينها لهؤلاء

زوجك محمد فوزي: أنت منتج عظيم كما أراك ويراك كثيرون وأتمنى أن أكون على قدر مسؤوليتي في حياتك.
نور الشريف: ستظل قيمة فنية وإنسانية عظيمة، الأستاذ والمعلم لنا، لأنك أعطيت من عمرك كثيراً للفن وأخلصت له ولن يخذلك أبداً.
محمود عبد العزيز:تشرّفت بالعمل معك وأحلم بالعمل معك مجدداً.
يحيى الفخراني: دكتور التمثيل في العالم العربي، أستمتع وأنا أراك وأشعر بمنتهى المصداقية.
عادل إمام: تضحكني وتبكيني وهذا صعب للغاية، فأنت ملك الكوميديا والتراجيديا في الوطن العربي.
ابنك عمر: أنت أغلى إنسان في حياتي وأحلم بمستقبل ناجح لك.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078