تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

معلمة ابني تستدعيني!

«تفاجأ أم زياد برسالة من معلمته تطلب فيها الاجتماع بها في أسرع وقت ممكن، رغم أن موعد اجتماع الأهل الدوري لم يحن بعد. فماذا عليها أن تفعل قبل لقاء المعلّمة؟».


يقلق الأهل من الاستدعاء لاجتماع مفاجئ من قبل المعلمة أو إدارة المدرسة، ويسألون أنفسهم عما إذا كان قد بدر من ابنهم أو ابنتهم المراهقة سلوك سيئ، أو ما هي المشكلة؟ لذا ينصح الاختصاصيون الأهل قبل لقاء المعلمة أن يتحقّقوا من الأمر مع ابنهم لمعرفة ما إذا قام بأمر مشين. فهناك احتمالات عدة قد تكون السبب وراء الدعوة إلى لقاء عاجل.


1 أهان أستاذه
من المعلوم أن التلميذ، خصوصاً في المرحلة المدرسية المتوسطة، يتعرّض لكثير من الضغوط النفسية والجسدية التي تسببها بداية مرحلة المراهقة المرافقة لهذه المرحلة المدرسية، فهو لم يعد يقبل من الأستاذ كل الملاحظات التي يوجهها إليه، خصوصاً القاسية التي تشعره بالإحراج، فيحاول الدفاع عن نفسه بشتى الوسائل ليبرهن عن شخصيته القوية أمام رفاق الصف، وإهانة الأستاذ قد تكون إحدى هذه الوسائل.
لذا يمكن الأهل أن يسألوا ابنهم عما إذا كان قال لأستاذه كلاماً نابياً أو أنه استشاط غضباً من ملاحظة وجهها إليه! وفي كل الأحوال على الأهل أن يطلبوا من ابنهم الاعتذار إلى الأستاذ حتى لو أبدى أسفه أمامهم.
لقاء الأستاذ: لا يجدر بالأهل الدفاع عن ابنهم فهذا قد يجعلهم في مواجهة عنيفة مع الأستاذ وفي الوقت نفسه يحدثون جداراً بينه وبين ابنهم. أما إذا برّر الابن فعلته بأنها كانت مجرد زلّة لسان، فمن الضروري أن يناقش الأهل ابنهم حول هذا السلوك و يؤكدوا له أن من غير المسموح إطلاقاً التحدث إلى المعلّم كما يتحدث إلى رفاقه. وفي المقابل، إذا لاحظ الأهل أن ابنهم يطلق الشتائم في شكل مستمر، عليهم أن يضعوا حداً لهذا السلوك السيئ، فآداب الحوار يتعلّمها التلميذ في المنزل.

2 نال علامات سيئة
يمرّ معظم المراهقين بمرحلة عابرة يشعرون خلالها أن لا فائدة من الذهاب إلى المدرسة فيجدون الأعذار للتغيّب عنها. وهذا أمر طبيعي جداً ولكن في الوقت نفسه يحذر الاختصاصيون من الغياب المتكرر، والمبالغ فيه، الذي قد يسبب تراجعاً في إحدى المواد الدراسية، مما يشعر المراهق بإحباط ينتج منه عدم اهتمام بالمدرسة.
لذا عندما ينال التلميذ علامة سيئة، على الأهل أن يأخذوا في الاعتبار ما إذا كانت علامته سيئة في المادة التي يعطيها الأستاذ الذي طلب اللقاء المفاجئ أم أنها متدنيّة في كل المواد! ومن غير المجدي التباهي بمهارة ابنهم في السنة الماضية مثلاً. لذا على الأهل أن يسألوا الأستاذ عن المطلوب منهم هذا العام: هل من الضروري مراقبة فروضه أو تقديم مساعدة... وفي الوقت نفسه عليهم تجنب سؤاله عما إذا كان من الضروري تعيين أستاذ خصوصي، فبعض الأساتذة ينظرون إلى الأمر على أنه تشكيك في مهارتهم التعليمية. وفي المقابل عليهم ألا يتأثروا بما يقوله الأستاذ إذا حاول الحطّ من قدرات ابنهم التعلّمية، فحصوله على علامة متدنية لا يعني أنه غير قادر على النجاح، بل عليهم تحفيزه على التقدّم.

3 الغياب
من الطبيعي أن يغيب التلامذة عن صفوفهم ولو مرة في السنة، ولكن قد يفاجأ الأهل بغياب ابنهم المتكرّر، من خلال قائمة الحضور والغياب، في هذه الحال يجب أن يكونوا لطيفين وعدم تسخيف فعل المراهق والاستهزاء به، وعليهم كما يقول المثل الشعبي «ضرب الحديد وهو حام» بالتحدث معه.
فالهروب من المدرسة قد يشكّل نوعاً من اختبار المراهق لقدرته الذاتية على اختراق القوانين المدرسية والخروج عليها، فإذا لم تتنبه المدرسة إلى هذا الهروب، فإنه سيكرر فعلته.
وإذا تنبهت المدرسة وأبلغت الأهل، عليهم أن يعرفوا منه دوافع هروبه ومحاورته ليدركوا الأسباب التي من المحتمل أن تكون إما مجرّد محاولة لخرق القانون واختبار قدرتهم على السيطرة على تصرّفاته، فيكون عابراً، وإما لأنه يعاني مشكلة نفسية مثل الفوبيا المدرسية،أو لديه صعوبة تعلّمية، أو ربما يشعر بأنه لا ينسجم مع رفاق الصف، أو أنه يعاني صعوبة في بعض المواد، وربما يكون الهروب رسالة من الابن لأهله بأن عليهم التنبّه إلى وجوده في حال وجود مشكلات عائلية مثل انفصال الوالدين.
لذا على الأهل أن يعرفوا ما إذا كان غيابه متكرراً وأن يناقشوا الأمر مع الأستاذ، فربما يحتاج التلميذ إلى أسلوب آخر في التعليم.

4 المظهر المكتئب
يلفت المظهر المكتئب للتلميذ أنظار رفاقه والأستاذ، وقد يكون السبب وراء طلب الأستاذ المفاجئ لقاء الأهل. يمكن المراهق أن يعاني قلقاً عابراً أو شعوراً عميقاً بالحزن، قد يكون سببه حادث وفاة في العائلة، أو مرض أحدهم، ويصعب عليه أن يضع مسافة بينه وبين همومه. ولا يجوز أن ينسى الأهل أن الكآبة هي من المظاهر العادية التي تبدو في هذه المرحلة. وفي المقابل عليهم أن يقلقوا من هذا السلوك إذا استمر لأكثر من أسبوعين، إذ يمكن أن يكون مؤشراً إلى انهيار عصبي.
لذا ينصح الاختصاصيون الأهل بإخبار الأستاذ عن الصعاب التي يمرّ بها ابنهم، فهذه المعلومات تدفع الأستاذ إلى مراعاة ظروف التلميذ النفسية، شرط عدم الدخول في تفاصيل خاصة جداً في حياته. وفي المقابل إذا لم يكن لدى التلميذ سبب ملموس في البيت، من حق الأهل أن يسألوا عما إذا كان ابنهم يتعرّض للإهانة من الأستاذ أو أن أحد التلامذة يعمد إلى إغاظته. في هذه الحالة من الأفضل تغيير الصف.

5 غش في الامتحان
من منا لم يحاول النظر إلى أجوبة رفيقه خلال الامتحان؟
جميعنا مرّ بهذه التجربة ولو مرة في حياته، لذا لا يجوز إعطاء الأمر أكثر من حجمه، ولكن في الوقت نفسه لا يجوز إيجاد عذر للغش، كأن يبرر الأهل ذلك بكثرة الامتحانات الأسبوعية.
فالتلميذ لا يكتسب العلم من خلال الغش، إضافة إلى أن عادة الغش تخفف من عزم التلميذ على الدرس فلا يعود يبذل أي مجهود.
وفي المقابل قد يعود قيامه بالغش إلى توقعات الأهل المبالغ فيها. لذا على الأهل ألا يربطوا محبتهم لابنهم بالعلامات المدرسية وأن يناقشوه في السبب الذي دفعه إلى ذلك، فربما يعاني صعوبة في فهم المادة الذي يمتحن فيها.

6 اعتداء على أحد زملائه
من المعلوم أن التلامذة في سن المراهقة يتعرّضون للكثير من الضغوط، والعنف ظاهرة طبيعية في مرحلة المراهقة ما لم تتعدَّ حدود الانفعال الكلامي، ولكن يصير خطراً عندما يلاحظ الأهل تمادي ابنهم في سلوكه العنيف ولجوئه إلى العنف لحل المشكلات التي تواجهه.
حينها عليهم أن يتنبهوا إلى الأمر ويساعدوا ابنهم على التخلص من هذا الميل إلى العنف، بمناقشته ليعرفوا الأسباب التي تدفعه إلى هذا السلوك.
فربما كان السبب الخجل أو الخوف، فأحياناً يتحول المراهق من شخص مسالم إلى شخص عنيف بسبب صدمة أو إهانة أو ملاحظة ساخرة من أستاذه أو أترابه أو حتى أهله أنفسهم، فيكون رد فعله العنيف ستاراً يخفي وراءه ضعفه.


طفلك يحتاج إلى مكانه الخاص

هل لدى ابنك أو ابنتك مكان خاص يقومان فيه بواجباتهما المدرسية؟ إذا كان جوابك لا، عليك إذاً أن تفكري جدياً في هذه المسألة. ابدئي بتخصيص ركن خاص بهما في المنزل تضعين فيه كل ما يلزمهما من أدوات يحتاجان إليها أثناء قيامهما بالفروض المدرسية.
فأنت بذلك تجعلين من فترة الواجبات المدرسية عادة يقومان بها طوال المرحلة المدرسية. إذ يؤكد التربويون أن التلامذة الذين اعتادوا القيام بواجباتهم المدرسية في ركن خاص بهم، يكون أداؤهم المدرسي أفضل بكثير من أولئك الذين ليس لديهم ركن خاص بهم. وهذه بعض الإرشادات التي يمكنك اتباعها للقيام بذلك:

 

  • حددي مكانًا ملائماً في المنزل واجعلي ابنتك أو ابنك يساهمان في اختياره. فهناك أولاد يفضلون الدرس في مكان هادىء، وبعضهم يفضل الأمكنة القريبة من التلفزيون، وآخرون يفضلون سماع الموسيقى.
  • فكري بالطريقة التي تريح ابنتك أو ابنك في القيام بواجباتهما، واسمحي لهما بأن يضعا لمساتهما الخاصة به، كأن تسمحي لهما بوضع ملصق يعجبهما على الجدار أو أن يضعا لعبة مفضلة لديهما على المكتب. فإن ذلك سيشعرهما بخصوصية الركن. ولكن تذكّري أن هذا الركن يجب أن يكون في مكان شبه معزول عن كل ما يلهيهما.
  • اختاري مكتبًا وكرسيًا يتيحان لابنك أو لابنتك الجلوس المريح لفترة طويلة.
  • اجعلي كل الأدوات التي يحتاجان إليها كالقرطاسية والمراجع والقواميس متاحة لهما لئلا يضيّعا في البحث عنها.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079