تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

الملكة رانيا: إما أن نطوّر منطقتنا أو ندع الآخرين يحطمونها

افتتحت الملكة رانيا العبد الله عقيلة الملك الأردني عبد الله الثاني، أعمال الدورة الخامسة من قمة أبوظبي للإعلام التي تناقش قيادة مستقبل الإعلام في المنطقة والعالم، بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بالإضافة إلى أكثر من 500 من قادة صناعة الإعلام من مختلف أنحاء العالم. 
 
وخلال كلمتها الافتتاحية، أبرزت الملكة رانيا حاجة العالم العربي الملحّة إلى استثمار الثورة التكنولوجية وشبكات التواصل الإعلامي الاجتماعي والقنوات الإعلامية المتاحة “لنروي من خلالها قصة العالم العربي التي تعكس قيمه المرتبطة بموروثاته وجوهر الاسلام دين التسامح والرحمة”. وقالت: “علينا ألّا نسمح لأقلية متطرفة لا تمت إلى الدين بصلة باختطاف هويتنا واستبدالها بهويات العنف والقتل والجهل وتغيير صورتنا”. 
 
وأضافت: «يجب أن تكون استراتيجيتنا مبنية على المدى البعيد، وهذا يبدأ بالاستثمار في التعليم النوعي للجميع من تدريب المعلمين وربط المدارس وتحديثها وتطوير المناهج»، مشيرة إلى أن إصلاح التعليم ليس بالسهل أو الرخيص، لكن ثمن الجهل أكبر بكثير. 
 
وعرضت مجموعة صور من العالم العربي يتم تداولها وانطبعت في أذهان الكثيرين، وقالت إن “هذه الصور لا تمثلني كما أنها لا تمثلكم. إنها غريبة وبغيضة للغالبية العظمى من العرب، مسلمين ومسيحيين، ويجب أن تغضب كل عربي في جميع أنحاء هذه المنطقة لأنها هجوم على قيمنا كشعوب وعلى قصتنا المشتركة”.
 
ورأت أن “لإنقاذ شبابنا من دعوات التطرف، علينا أن نعطيهم بديلاً أفضل من خلال الرضا الوظيفي والارتياح بوجود العدالة، وأن نعمل من أجل التكافل والمساواة والإنجاز بالمشاركة(...). لنقدم فرصاً حقيقية للتغيير والتقدم ونلعب جميعاً دوراً في تحقيق ذلك وخاصة وسائل الإعلام التقليدية وعبر الإنترنت. نحتاج من الجميع إلى أن يعطوا صوتاً لتحالف المعتدلين حول العالم لندع رسالتهم تسمع”. وقالت: «الخيار أمامنا جميعاً واضح، فإما أن نطور منطقتنا أو ندع الآخرين يحطمونها، أن نجد حلولاً للتحديات أو نترك التحديات لتعصف بنا، أن نستفيد من أدوات العصر لتحقيق التقدم للعالم العربي في القرن الـ 21 أو نسمح للآخرين باستخدام تلك الأدوات للعودة بنا إلى العصور المظلمة».
 
واختتمت بالقول: «من أجل كل واحد منا، من أجل الإسلام والعالم العربي، من أجل مستقبل شبابنا، يجب علينا صياغة رواية جديدة وبثها للعالم، لأنه إذا لم نقرر نحن ما هي هويتنا وماذا سيكون إرثنا، فإن المتطرفين سيفعلون ذلك بالنيابة عنا».

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077