أوجاع الرأس: أسبابها وحلولها
من منا لا يعاني من أوجاع الرأس بين الحين والآخر؟ قد تختلف درجات أوجاع الرأس بين شخص وآخر، بحيث يعاني البعض من ألم بسيط فيما يعاني البعض الآخر من صداع شقيقة مؤلم ومزعج... إليك كيفية التعرف على أسباب الصداع، والعلاجات المتوافرة لكل نوع من أنواعه.
في أغلب الأحيان، يكفي تناول حبة من مسكّنات الألم للتخلص من ألم الرأس الذي بات يرافق العديد من الأشخاص هذه الأيام. لكن حين يكون ألم الرأس متكرراً ومتواتراً، أو معرقلاً للحياة اليومية، أو غير متجاوب مع مسكّنات الألم والعلاجات العادية، لا بد من استشارة الطبيب والحصول على العلاج المناسب.
صداع آخر النهار
الصداع الذي نشعر به فقط آخر النهار هو من الأعراض النموذجية لصداع التوتر، وهو النوع الأكثر شيوعاً بين أوجاع الرأس. يتمركز الألم عادة في جهتيّ الرأس ويشعر الشخص كأن رأسه موضوع في ملزمة. تكون كثافة هذا الصداع خفيفة إلى معتدلة عادة، وإنما قد يستمر أياماً عدة.
لا تزال آليات هذا الصداع غير معروفة، لكن يعتقد أنه ينجم عن التوتر المفرط لعضلات العنق والوجه بسبب الوضعيات السيئة والتوتر. وفي الأشكال المزمنة من هذا الصداع، يعزى السبب إلى خلل في عمل جهاز ضبط الألم.
- يمكن معالجة هذا الصداع مبدئياً بتناول مسكّنات الألم الشائعة (مثل الباراسيتامول أو الأسبيرين أو الإيبوبروفين).
لكن لا بد من توخي الحذر في حال تناول الأدوية والمسكنات من دون استشارة الطبيب، لأن الاستهلاك المتكرر والطويل الأمد لمسكنات الألم قد يجعل أوجاع الرأس دائمة ومتواصلة.
لا بد إذاً من الالتزام بالجرعات الموصى بها، والانتباه إلى التأثيرات الجانبية، واستشارة الطبيب إذا تكررت الأوجاع بشكل ملحوظ ولافت.
صداع نابض مثل خفقان القلب
يتجلى هذا النوع من الصداع على شكل ألم نابض في جهة واحدة من الرأس، ويتفاقم الألم عند ممارسة أي نشاط جسدي. كما يترافق هذا الصداع عادة مع عدم قدرة على تحمل الأصوات والضوء، إضافة إلى الغثيان.
في هذه الحالة، يعتبر هذا الصداع بمثابة شكل من أشكال صداع الشقيقة، لاسيما إذا استمرت نوبات الصداع 4 ساعات إلى 72 ساعة وتكررت بشكل منتظم. ينجم هذا الصداع أساساً عن توسّع في شرايين السحايا، الناجم بدوره عن تحفيز غير اعتيادي لأعصاب الوجه.
- في هذه الحالات من الصداع، يوصي الأطباء باستعمال مضادات الالتهاب غير الستيريودية (مثل الإيبوبورفين، والديكلوفيناك، والنابروكسين...) أو مضادات صداع الشقيقة (التريبتان).
وفي الإجمال، يكشف صداع الشقيقة عن جانب وراثي يجعل الأشخاص المعرضين له أكثر هشاشة أمام بعض الظروف أو بعض العواطف أو بعض الأطعمة. لذا، يستحسن عموماً بتفادي العوامل المسببة.
صداع عنيف خلف العين
يتركّز الألم في جهة واحدة من الرأس. يبدأ من منطقة العين ثم يمتدّ إلى الجيبن والصدغ والوجنة. تستمر نوبات هذا الصداع 15 دقيقة إلى 3 ساعات، وقد تتكرر مرات عدة في اليوم، على مدى أسابيع متواصلة، ومرات عدة في السنة. لا يعرف السبب الرئيسي لهذا النوع من الصداع، لكن يعتقد أنه ناجم عن خلل في مساحة من الدماغ.
- تبين أن الحل الأمثل لهذا الصداع هو حقن السوماتريبتان القادرة على تبديد الألم خلال أقل من 15 دقيقة. هناك أيضاً بعض الإجراءات الوقائية الممكن اتباعها في أسلوب العيش، مثل النوم والاستيقاظ في أوقات منتظمة، والابتعاد عن التبغ قدر الإمكان.
الصداع المترافق مع الرياضة
إنه صداع ظرفي، أي أنه يحصل دوماً في الظروف نفسها: أثناء ممارسة التمارين الرياضية، أو السعال أو ما شابه. هذا النوع من الصداع مفاجئ وقوي، ويمكن أن يدوم لغاية 24 ساعة. يعزوه الأطباء إلى تعديلات مؤقتة في الجهاز الوريدي الدماغي.
- هذا النوع من الصداع حميد مبدئياً ويمكن معالجته بمضادات الالتهاب غير الستيريودية شرط استشارة الطبيب أولاً لأن الصداع القوي والعنيف قد يكون دليلاً على نزف في السحايا.
صداع مترافق مع الطمث
تعاني بعض النساء من صداع قوي جداً في بداية الطمث، وينجم هذا الصداع عن انخفاض في معدل الاستروجين في الدم في نهاية كل دورة طمث.
- يكون هذا الصداع أكثر كثافة عادة من صداع الشقيقة التقليدي، وقد تصعب معالجته. لكن في الإجمال، يقترح الأطباء تناول الأدوية الخاصة بصداع الشقيقة (تريبتان).
ثمة حل آخر يتجلى في زيادة معدل الاستروجين قبل يومين أو ثلاثة أيام من موعد الطمث، وطوال أسبوع كامل، عبر استعمال المراهم أو الرقع اللصوقة. استشيري الطبيب النسائي في هذا الخصوص.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024