المطلقة أو الخالعة أو المتحرّ بها زوجة غير مرغوب فيها!
هن ضحايا، ومع ذلك يظلمهن المجتمع ويصنّفهن كزوجات غير مرغوب فيهن. المطلّقة والخالعة والتي تعرّضت للتحرّش، تصدر ضدهن أحكام مسبقة تحملهن مسؤولية ما حدث لهن، من دون حتى أن يمنحهن المجتمع فرصة الدفاع عن النفس أو حق البدء بحياة جديدة. ماذا تقول صاحبات تلك التجارب؟ وماذا يقول الرجال عن أسباب تصنيفهم لهؤلاء النساء كزوجات غير مرغوب فيهن؟
ولاء طنطاوي: احتفلت بخلع زوجي ومن يرفض الزواج بي يفتقد الثقة بالنفس
تزوجت ولاء طنطاوي (معلمة 27 عاماً) من ابن صديق والدها. لم يكن يملك من المال ما يؤهله للزواج، ولكن أفراد العائلة قبلوا أن تتزوج ابنتهم بلا شقة زوجية، على أن يصطحبها العريس إلى دولة الإمارات حيث يعمل، حتى تسمح له الظروف بامتلاك شقة في مصر.
تزوجت ولاء في مصر لمدة شهر واحد، الفترة الوحيدة التي جمعتها بزوجها، ثم غادر إلى الإمارات حيث تركز عمله، على وعد بأن تلحقه.
تروي ولاء قصتها قائلةً: «حملت وأنجبت بنتاً، وطوال السنة الأولى من زواجي كان زوجي يتهرب من اصطحابي معه ويتعلل بالمزيد من المشاكل ويطلب مني تحمله، فتحملته. مع العام الثاني من الزواج بدأ يتهرب من إرسال مصاريفي أنا وابنته، يرسل شهراً ويمتنع ثلاثة ويتعلل بأن ظروف عمله غير مستقرة. وذات مرة قال لي إنه اقترض من البنك ليدخل مشروعاً، لكن المشروع فشل وأنه مهدد بالسجن، بعثت له بشبكة زواجي مع مزيد من أموال كنت أدخرها من راتبي، كما اقترضت من أبي حتى أرسل إليه المبلغ كاملاً، وفي كل مكالمة بيننا كان يطالبني بأن أعمل بأصلي الطيب وأتحمل ظروفه الصعبة، حتى اكتشفت أنه كاذب كبير، وأنه ضرب مديره في العمل وتم فصله وأخذ الأموال مني كي يدفعها كتعويض».
تضيف: «في بداية العام الثالث من الزواج بدأت أفكر في الطلاق، فأنا لم أتزوج إلا شهراً واحداً خرجت منه بمسؤولية طفلة وزوج كاذب مخادع. طلبت الانفصال، وتدخل أهلي وطالبوا أهله بإقناعه، إلا أنه رفض وقال إنه سيتركني معلقة عقاباً لي على تفكيري في الطلاق. حتى أهله أغلقوا باب التواصل معه، وقالوا إنهم غير مسؤولين عنه ولا عن تصرفاته، وإنهم لن يتدخلوا. فلجأت إلى طلب الخلع من محكمة الأسرة في مصر، وحصلت عليه بعد ثمانية أشهر من الإجراءات القانونية. وانتهت السنة الثالثة من زواجي بحصولي على الخلع، فأقمت احتفالاً في منزلي شبيهاً بحفلات الطلاق، ودعوت المقربين من عائلتي وصديقاتي. وعندما كان يسألني أحد هل هو زواج؟ كنت أقول لهم لا، أحتفل بخلعي».
وعن النظرة الاجتماعية إلى الخالعة تقول: «الخلع ليس وصمة عار تلحق بالمرأة في كل الأحوال، فرغم أن عائلتي من صعيد مصر، حيث التشدد الاجتماعي، إلا أنهم كانوا يرون في خلعي الخلاص واعتبروه يوم عيد واحتفلوا معي به. فهل من المنطقي أن أظل أنا وابنتي ضحية رجل كاذب ومخادع هروباً من وصمة الخلع؟ أما الرجل الذي يخشى الارتباط بي لمجرد أنني خلعت زوجي الأول، فهو رجل لا يستحقني أصلاً ولا يشرفني الزواج به، لأن الرجل الذي يتمتع بشخصية قوية وثقة بالنفس يجب ألا يحكم على المرأة من دون معرفة التفاصيل».
عبير الأنصاري: طلاقي من زوج خائن لا يقلل من إمكانية نجاحي كزوجة مرة أخرى
عبير الأنصاري، مؤسسة نادي المطلّقين في مصر، تؤكد أن الطلاق في المجتمع الشرقي ما زال يمثل وصمة عار، خاصةً للمرأة، وأن المرأة المطلقة ليست مرفوضة من الرجال وحدهم، بل من النساء المتزوجات أيضاً. فالمرأة تعتقد أن المطلقة تسعى إلى خطف زوجها. وبناء عليه أسست الأنصاري أول نادٍ للمطلقين في مصر، بهدف تقديم الدعم النفسي والتثقيفي إلى المطلقين والأرامل من دون تمييز بين الجنسين.
وتحكي الأنصاري عن تجربة طلاقها قائلة: «في البداية اعترض أهلي على الزواج، لكنني أصررت على تتويج قصة حبنا بالزواج، وبعد أيام قليلة من الزواج اكتشفت أن أهلي كانوا محقين، لكنني أصررت على استكمال حياتي والتأقلم معها».
تضيف: «زوجي كان يكبرني بـ13 عاماً وكنا نقيم في لندن، وبعد إنجاب ابني الأصغر لاحظت تغيرات في سلوك زوجي، فانتابتني الريبة من خيانته لي، وبدأت أجمع أدلة على خيانته. وعندما تأكدت فضّلت الصمت واختيار الوقت المناسب للمواجهة، وعندما حان الوقت وواجهته أنكر على الفور، لكنني أخبرته أنني حادثت السيدة الأخرى وأبلغته رغبتي في الانفصال، وبالفعل انفصلنا داخل المنزل حتى أنهى أولادي عامهم الدراسي، ثم جئت إلى مصر وانفصلت نهائياً بعد تقديم طلبي إلى المحاكم».
تختتم عبير الأنصاري حديثها بأنها تسعى جاهدة لتغيير نظرة المجتمع إلى المطلّقات والمطلّقين، وتقدم من خلال «نادي المطلّقين» دورات إرشاد نفسي «لإعادة الثقة، فالطلاق لا يعني الفشل ولا هو نهاية الدنيا، لكنها مرحلة ويجب أن تستمر الحياة بعدها. فالطلاق ليس عيباً ولا وصمة عار. ولا أرى أبداً أن طلاقي من زوج خائن يقلل من فرص نجاحي في الزواج مرة أخرى».
عبير محمد: خطيبي تركني بعد أن تعرضت للتحرش
لم تقترف عبير محمد ذنباً أكبر من قرارها المشاركة في تظاهرات يناير 2012، ومنذ ذلك الحين انقلبت حياتها رأساً على عقب، فقد تعرضت للتحرش وكانت النتيجة أن هجرها خطيبها.
تحكي عبير: «اعتدت الخروج في تظاهرات والمشاركة في الحياة السياسية منذ كانون الثاني/يناير 2011، لكن في 2012 فاقت قسوة ما تعرضت له احتمالي، فقد شاركت في مسيرة تندد بحكم الإخوان وعدم تحقيق أهداف الثورة. وعند أعتاب ميدان التحرير بدأنا نبتعد عن بعضنا، كل يبحث عن أصدقائه أو يدخل إلى قلب الميدان، فدخلت بمفردي وكان من المفترض أن يلحق بي خطيبي بعد إنهاء عمله، وبمجرد دخولي إلى الميدان شعرت بأصابع تندس في خصري فامتعضت وبدأت أبعد، لكنه كان أقوى وشدني، أخذت في الصراخ لكنه لم يفد، فذلك الرجل ظل يجرني إلى شارع جانبي وبدأ البعض يتهافتون عليَّ وكأنهم مصابون بسعار جنسي، قاومت بكل قوتي، حاولت أﻻ أقع على الأرض، حاولت الصراخ أكثر واﻻستنجاد بأي شخص، لكن الذين انقضّوا عليَّ فاق عددهم العشرة».
وتضيف: «دقائق مرت عليَّ وكأنها ساعات، عشرات الأصابع والأيدي تنهش في جسدي، وسلاحي الوحيد هو المقاومة، حتى وجدت شخصاً يحمل شعلة نار ويقترب من الحلقة التي حبكها حولي المتحرشون، ولوﻻ خوفهم من النيران لما تركوني».
تؤكد عبير أن لوﻻ مقاومتها الشديدة للتحرش لوقعت ضحية اغتصاب جماعي، وتقول: «لملمت نفسي بسرعة وبحثت عن محل أشتري منه أي شيء يستر جسدي، فاشتريت عباءة ورجعت إلى المنزل منهارة، كان ألمي النفسي أكبر من أي وصف. عندما علمت أمي اخذت تلطم خدّيها وكان هم أبي الأكبر أﻻ أكون تعرضت للاغتصاب، وأصر على اصطحابي إلى الطبيبة ليتأكد بنفسه، وكانت الطامة الكبرى عندما علم خطيبي أكد له والدي أنني مازلت عذراء، كنت بانتظار مؤازرته لي، لكنه لم ينطق بكلمة وترك دبلته بجواري وانصرف».
تضيف: «صدمتي الكبرى كانت في خطيبي الذي عشت معه قصة حب كبير منذ دخول الجامعة، واستمرت قصتنا سبع سنوات حتى تمت خطبتنا. أما أهلي فمنعوني من الخروج إﻻ للعمل فقط، وكانت نظرتهم إلي أنني جانية في المقام الأول ﻻ مجني عليها. أنهيت عذابي بجلسات من العلاج النفسي استمرت لمدة عام، حتى عاد اقتناعي بأنني ضحية. وبالطبع أهلي طلبوا مني أﻻ أذكر واقعة التحرش حتى ﻻ يفر مني العرسان كما فعل خطيبي».
أحمد صبري: لن أتزوج من امرأة لأدفع فواتير تجاربها السابقة
الزواج بالنسبة إلى أحمد صبري (مهندس كهربائي، 30 عاماً) هو السكينة والراحة، وبالتالي فإن اختيار الزوجة التي تعمل على راحته أمر صعب، على حد قوله.
ويضيف: «التفكير في الزواج بامرأة مطلقة مرفوض تماماً بالنسبة إلي، فأنا لا أريد أن أبدأ حياتي مع زوجة عاشت تجربة كانت فيها الجانية أو المجني عليها، لأنها في كلتا الحالتين ستكمل حياتها معي بتجارب سابقة غالباً ما تكون سيئة، وسأدفع أنا فواتير حياتها السابقة من راحتي وسكينتي في المنزل». يمتعض أحمد ويستطرد: «إذا كنت أرفض التفكير بالمرأة المطلقة، فما بالك بالخالعة زوجها؟! صراحة أنا أراها كائناً فضائياً مختلفاً عن البشر، لديها جينات من القوة والجبروت لا تتمتع بها امرأة قط. يكفي أنها هي التي أنهت حياتها الزوجية رغماً عن زوجها، ولأنني رجل من أصل صعيدي حيث المبادئ والقيم المصرية الشرقية، فلن أفكر في الزواج من خالعة على الإطلاق مهما كانت المغريات، فأنا أعتبرها امرأة سيئة السمعة في سوق الزواج».
حسام المناديلي: كفانا ظلماً للمطلقات والخالعات
حسام المناديلي مصور فوتوغرافي، يقول: «كفانا ظلماً للمطلقات والخالعات. أنا شخصياً لا أمانع في الارتباط بإحداهنّ إذا وقعت في حبها، وإذا كانت تتحلى بأخلاق كريمة. بالنسبة إلي، المرفوضة هي الساقطة أخلاقياً فقط، في ما عدا ذلك أنا غير عنصري في تقسيم النساء». ويرى أن «المطلقة أو الخالعة ضحية تقاليد اجتماعية بلهاء، فقد حكم عليهما المجتمع بالوأد لمجرد وقوع خلاف بينها وبين الرجل، وفي المقابل يتقبل المجتمع زواج الرجل مرة أخرى من فتاة عذراء لم يسبق لها الزواج ويحرّمه على المرأة. كيف لنا أن نقبل ذلك والله عز وجل كرّم المرأة في الإسلام، حتى في الخطيئة ساوى الله بين عقوبة الرجل والمرأة في الزنى، فهل نحرمهن نحن من استكمال حياتهن ونحكم عليهن بالإعدام رغم أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أوصانا بالنساء خيراً في خطبة الوداع؟». يكمل حسام: «أكثر ما يهمني في شريكة حياتي هو تحليها بالأخلاق والتدين، وأن يكون بيننا ارتياح نفسي وسكينة، وبالفعل اخترت خطيبتي لتوافر تلك العناصر فيها، فضلاً عن تفهمها حقوق الزوج واحترام عش الزوجية وقداسة الأسرة، فعندما وجدت أننا متوافقان لم أتردد في خطبتها».
كريم عبد الكريم: ومن يضمن لي ألا تخلعني أنا أيضاً؟
يلتقط كريم عبد الكريم، مصور صحافي، أطراف الحديث من حسام المناديلي، ويقول: «أعترف بكل شجاعة بأن تصنيف النساء من أجل الزواج أو الحكم عليهنّ يعتبر قصوراً في التفكير فرضته علينا تقاليد اجتماعية بالية، حيث حبست تلك التقاليد بعض النساء في قوالب مهينة رغم أنها غير ذلك، وبالتالي أنا لا أرفض الزواج بأي امرأة قط، وأرى أن الفيصل هو التوافق ليس إلا. لكن هناك امرأة واحدة إذا تزوجتها فسأعيش في قلق وتوتر نفسي، ألا وهي المرأة التي خلعت زوجها. فرغم أنني قبل الإقدام على الزواج سأعرف الأسباب التي جعلتها تخلع زوجها الأول حتى أتحاشاها، إلا أنني سأظل طوال الوقت أعيش في جحيم القلق والتوتر وافتراض أنها من الممكن أن تخلعني أنا الآخر».
محمد الشيمي: معظم نساء مصر تعرضن للتحرش فكيف يصبحن زوجات غير مرغوب فيهن؟
محمد الشيمي فنان تشكيلي، يرى أن من العار أن يرث الشباب اليوم في القرن الـ21 التفكير الرجعي المسيطر على الجدود، ويقول: «إذا نجحنا في ثورتين وخلعنا نظامين مستبدين، فهل نفشل في الثورة على أنفسنا وترويض أفكارنا الاجتماعية المغلوطة المتعلقة بالنساء؟».
يضيف: «لكل امرأة ظروفها الخاصة، حتى إن كانت مطلقة أو خالعة أو تم التحرش بها، لا يمكن أن نلقي عليها باللوم، وعن نفسي أقبل الزواج بفتاة تعرّضت للتحرش، لأننا لو نظرنا بصدق إلى المجتمع فسنجد معظم نساء مصر تم التحرش بهن، إما بالنظر أو اللفظ أو اللمس. المرأة الوحيدة التي أرفض الزواج منها هي المغتصبة، لأنها ستكون رافضة أن يشاركها رجل حياتها، فضلاً عن رفضها العلاقة الزوجية، وإن أبدت عكس ذلك. أما الفتاة المتحرش بها فهي سوية نفسياً وتعلم أنها ضحية مجتمع نخر السوس في قيمه».
لا يرى الشيمي غضاضة أيضاً في الزواج بمطلقة أو خالعة زوجها، ويقول: «ما أكثر التجارب السيئة في حياتنا كبشر، ولو اعتبرنا الزواج أو الخلع تجربة سيئة، فما المانع من تكرار التجربة مع امرأة وقعت فيها من دون ذنب؟ هذه قناعتي، خاصةً أن لي صديقة طلبت الطلاق بعدما اكتشفت أن زوجها مدمن مخدرات، وأرى أن تخلصها من زوجها المدمن أفضل من استمرارها معه، الأمر نفسه مع المرأة الخالعة، فالفيصل هنا هو معرفة لماذا خلعت زوجها؟ هل كانت جانية أم مجنياً عليها؟».
يرى الشيمي أن تفكيره دائماً يتمركز حول الإنسان، فلا ينظر إلى الأمور من منظور نوعي أو تمييزي، وبالتالي يرفض إلقاء الأحكام المسبقة على الأشخاص كما يفعل المجتمع.
الدكتور أحمد عبد الله: المجتمع يحكم على النساء بالإعدام المعنوي
من الجانب النفسي، يؤكد الدكتور أحمد عبد الله، أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق، أن العقلية المصرية قائمة على فكرة التصنيف، حيث فرض المجتمع على الأجيال المختلفة التنشئة على فكرة السلوك النموذجي، وبالتالي دائماً ما يبحث عن هذا السلوك حتى يتبعه، تاركاً باب التفكير واختيار الأنسب لظروفه.
يضيف: «وبالتالي عند الزواج يبحث الرجل أو الشاب عن الإجابة النموذجية التي فرضها المجتمع، أي امرأة لا تشوبها شائبة حفاظاً على مظهره الاجتماعي، وبالتالي تكون خيارات الارتباط بمطلقة أو خالعة أو فتاة تم التحرش بها، مرفوضة تماماً، لأن المجتمع أصدر حكمه المشين عليهنّ، كما حدد شروط الزواج الصحيحة بأن تكون فتاة عذراء لم يلمسها أحد وتصغر الرجل بسنوات، «وبالتالي المطلقة والخالعة ومن أفصحت عن التحرش بها تخرج عن دائرة الزواج».
يفيد أستاذ الطب النفسي بأن ذلك التعميم الذي فرضه المجتمع على الزواج، يصيب الخارجات عن الإجابة النموذجية للزواج بالإعدام المعنوي، لأنها ترى أن المجتمع يلفظها، فلتجأ المرأة إلى اختيار صديقات أشبه بحالتها، فتنشأ الكيانات الصغيرة مثل «نادي المطلقات» و«رابطة العوانس».
ويضيف: «إذا قبلت المرأة نظرة المجتمع إليها على أنها منبوذة، ملفوظة، مرفوضة، فإنها تقبل بالإعدام المعنوي الذي يؤدي بدوره إلى أمراض نفسية عديدة، منها القلق والتوتر والاكتئاب، وقد ينتهي الأمر بالانتحار، لذا عليها أن تعي جيداً أن الخطأ في النموذج الذي فرضه المجتمع وليس فيها، وعليها أن تتأقلم مع ظروفها ولا تبالي بالآخرين».
وصم النساء
تقول الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس: «المجتمع لا يتعامل بإنسانية، بل على أساس النوع، وبناءً عليه دائماً ما يحمّل المرأة كل الأخطاء، حتى وإن لم تكن السبب فيها، وعند الطلاق تصبح هي المدانة، فتخرج التعليلات غير المنطقية، مثل أنها لم تكن صبورة واختارت الطريق الأسهل، أو أنها سيئة الطباع فلم يتحملها زوجها، حتى المرأة التي يتزوج زوجها بأخرى يدينها المجتمع، ويعلل ذلك بأنها لم تستطع الحفاظ عليه، وكأن الرجل طائر يجب أن تحافظ عليه المرأة بكل ما أوتيت من قوة طوال الوقت، وكأنه اختار التعدد بلا وعي، كل ذلك حتى لا يُلقَى اللوم على الرجل».
تضيف: «الخالعة زوجها أيضاً مدانة في المجتمعات الذكورية، فتصنف كزوجة غير مرغوب بها، والسبب أن الرجال يخشونها لأنها تمتعت بالقوة التي جعلتها تقرر إنهاء زواجها، والرجال في المجتمع الراقي يخشون كل امرأة ذات قوة ونفوذ، ويحبون أن يحظوا بالضعيفات حتى لا يتمردن على التمييز أو الذكورية الممارسة ضدهن. إنهم يريدون دائماً المرأة مكسورة الجناح، حتى تكون خلفهم طوال الوقت، فالرجل لا يسمح لنفسه بالاقتران بامرأة قوية حتى لا تكون بجواره أو أمامه. أما الفتاة المتحرش بها فيلفظها المجتمع لأنه يعتبرها فضيحة، وبدلاً من نهر سلوك التحرش، يأتي إقصاء تلك الفتاة من قائمة الزواج فقط، لأن مجتمعنا يخشى المواجهة، فهو ذكوري يدفن رأسه في الرمال في أي قضية نسائية».
وترى خضر أن الحل يكمن في التخلي عن الذكورية ومعاملة المرأة كإنسان، بغض النظر عن الجنس.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024