تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

نظام غذائي لصحة الطفل الصائم

لانا فايد عريسي

لانا فايد عريسي

يشتهي الطفل الصائم الكثير من الأطباق ويطلب من والدته تحضيرها له، وهي بدورها وتشجيعًا له تحقق له رغبته. المفارقة أن الطفل لا يأكل مما اشتهاه خلال الإفطار. فما هو النظام الغذائي الصحي الذي على الأم أن تتبعه في شهرمضان.
الإختصاصية في التغذية لانا فايد عريسي تنصح الأم بالنظام الغذائي التالي


وجبة الإفطار

 أوّلاً: تناول حبتي تمر: فالتمر يحتوي على الكثير من المعادن والزنك والمغنزيوم والألياف. عندما نعطي الطفل حبتي تمر، وينتظر فترة أو يذهب للصلاة.
فإنه يسمح بهذه الطريقة بوصول الفروكتوز إلى الدم الذي يحتوى على السكر ويصبح متوافرًا للجسم، عندها لا يعود الطفل يأكل الطعام بنهم لأن الأكل السريع يؤذي المعدة.

 ثانيًا الحساء: لا يمكن تفويت طبق الحساء فهو ضروري لتعويض السوائل والفيتامينات التي خسرها الطفل خلال نهار الصيف الطويل.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أنه ليس من الضروري أن تضيف الأم مكعبات النكهة الصناعية إلى الحساء، وإضافة الزبدة أو الكريما.
فبمجرد تحضير الحساء من الخضار الطازجة وإضافة الأعشاب واللحوم والبهار تصبح لذيذة، خصوصًا إذا كان الطفل يعاني وزنًا زائدًا.
وأشير هنا إلى أنه ليس من الضروري إضافة الزبدة أو الزيت إلى شوربة العدس.
كما أنصح الأم بتجنب تقديم الحساء الجاهز، أي المعلّب، لأنه لا يحتوي على النسبة الضرورية من المعادن والفيتامين والبروتين. والأفضل تحضير الحساء ذي المكوّنات الطازجة.

 ثالثًا السلطة: تزوّد سلطة الخضار لاسيما الفتوش الجسم بالفيتامين والمعادن والألياف، وهنا أشدد على عدم إضافة كمية كبيرة من زيت الزيتون، وعدم قلي الخبز بل يمكن الاكتفاء بتحميصه، وإذا أمكن عدم إضافة الخبز.
وقد تعترض الأم وتقول إنه طفل ويجب أن يتغذى، وأنا أقول إن الدهون المشبعة لا تغذي الطفل بل هي مصدر السمنة، وهي مضرة بالقلب.
ولا يجوز تفويت الفتوش لأنه ضروري فخلال نهار صيام طويل تبطؤ حركة المعدة مما يسبب إمساكًا، والألياف الموجودة في الخضار مهمة لأنها تليّن المعدة.

 رابعًا المقبّلات: عادة تحضر الأم المعجنات مثل السمبوسك المقلية أو البيتزا يوميًا وهذا من العادات الصحية السيئة خلال رمضان.
يمكن تحضير هذه الأطباق مرة واحدة في الأسبوع أو كل أسبوعين، والاستعاضة عنها بتحضير العجة التي تحتوي على المكوّنات الغذائية الضرورية خصوصًا أن البيض فيه البروتين.
صحيح أن البيتزا جيدة ولكن لا ننسى أن فيها أيضًا كمية نشويات كبيرة، إضافة إلى الدهن الموجود في الجبن خصوصًا إذا لم يكن قليل الدسم.
لذا يمكن تحضير العجّة من دون زيت أو زبدة بل شيّها في الفرن، فضلاً عن أنه يمكن إضافة البقدونس والبصل والكوسى والجزر أو أي نوع من الخضار إليها.
ويمكن تحضير الحمص بالطحينة أو الكبة مشوية وليست مقلية، ويجب تفادي الكبة النيئة خصوصًا في الصيف.

 خامسًا الطبق الرئيسي: يجب أن يكون غنياً بالبروتين والحديد، وهما موجودان في اللحوم الحمراء والدجاج والسمك، إضافة إلى اليخنة الغنية بالألياف والنشويات كالبازيللا والفاصوليا والبطاطا والأرز.
مما يعني أن أفضل الأطباق اليخنة والسمك والدجاج. وهنا أنبه كل الأمهات إلى مضار البطاطا المقلية يوميًا نظرًا إلى نسبة الدهون المرتفعة التي تحويها، وهي مضرة بالقلب والمعدة.
وقد تعترض الأم وتقول هل نخضع الطفل للحمية! أقول لا، بل نعوّده على الغذاء الصحي الذي يزوّده بكل ما يحتاجه من كالسيوم فيتامينات ومعادن وبروتينات لينمو في شكل صحي. ومن قال إن الدهون المشبعة تفيد! بل العكس هي مسببة لزيادة في الوزن لا حاجة للجسم إليها.
فضلا عن أنه في رمضان تكون المعدة فارغة طوال النهار مما يزيد نسبة الأسيد فيها، و الدهون والزيوت المحترقة تسبب حرقة في المعدة.


ماذا عن الحلوى؟
صحيح أن الحلويات الشرقية فيها كالسيوم ولكن في الوقت نفسه فيها الكثير من الدهون المشبعة المضرة، لذا يمكن تقديمها مرة في الأسبوع. بينما أفضّل أن يتناول الطفل الرز بالحليب والقشطلية والكاتو وفطائر بالجبنة مشوية بالفرن.
أنا لست ضد الحلويات العربية بل ضد كمية الدهن التي تعطى في شكل يومي خلال شهر رمضان.
أما الشوكولا فيمكن أن نسمح للطفل بتناولها ولكن على الأم التفكير في الوقت الذي يأكل فيه الشوكولا فضلاً عن قلة الحركة.
لذا عندما يريد الطفل شراء الشوكولا من الأفضل أن يشتريها بعد الإفطار لأنه لن يختار كمية كبيرة، لأن أي إنسان كان طفلاً أو راشدًا حين يشتري الطعام أثناء صيامه سوف يشتري بكمية كبيرة لأنه جائع.
و لابد من تناول الفواكه لأنها ضرورية جدًا، و إذا كان الطفل لا يأكل فواكه على الأم تحضير سلطة الفواكه، ويمكن تحضيرها مثل البوظة بوضعها في الثلاجة ثم هرسها لتصبح بوظة سوربيه. ولا أحبذ الجيلو لأن فيه الكثير من المكوّنات الصناعية.

السحور
من المهم جدًا أن يتناول الطفل سحوره وعلى الأم أن تفرضه لأن مكوّنات السحور تمنحه الطاقة وتزوده بالمكونات الغذائية التي يحتاجها في الساعات الست الأولى من النهار.
ويجب أن يحتوي السحور على الكالسيوم وهو موجود في الحليب والجبن واللبن والبروتين فضلا عن النشويات التي تعطيه الطاقة. والسحور لا يعني تناول منقوشة صعتر.
صحيح أن فيها نشويات ولكن في الوقت نفسه فيها زيوت محترقة. يمكن الأم أن تعطيه سندويش صعتر وزيت، وتضيف لبنة أو جبنة. كما يمكن أن تحضّر له صحن حمص أو فول.
وهنا أشير إلى أنه من الضروري ألا تضيف الكثير من الملح والثوم كي لا يشعر الطفل بالعطش خلال النهار.

عادة سيئة يجب تجنّبها في رمضان
من العادات الغذائية الخاطئة خلال رمضان أن تكافئ الأم طفلها بالشوكولا والبسكويت لأنه صام. وهذا خطأ لأنه لا يجوز استعمال الطعام كمكافأة بل يجب تعويد الطفل على أن الطعام الصحي أمر ضروري له.
وإذا ألح الطفل يمكن السماح له بتناول نوع واحد كل يوم. ويُنصح بشراء أطباق صغيرة خاصة بالأطفال كتلك التي يستعملها بطله الكرتوني المفضل. فالطفل عندما يرى كمية طعام كبيرة في طبق كبير يتذمر .
لذا من الأفضل إحضار مجموعة أطباق خاصة وشكلها جميل وصغيرة الحجم. فالهدف هو التنويع في غذاء الطفل.
من الضروري أن يتناول الطفل كمية جيدة من السوائل خصوصاً المياه المعدنية على ألا تشرب دفعة واحدة بل خلال الوقت المسموح فيه بالأكل، ففي فصل الصيف يمكن أن يصاب الطفل بالجفاف نتيجة شعوره بالعطش. أما العصائر فيجب أن تكون من الفاكهة الطازجة.
وأخيراً إذا لاحظت الأم أن طفلها لا يتناول كمية كافية من الغذاء يمكنها استشارة طبيب الأطفال في إعطاء الطفل الفيتامينات البديلة لتعوّض النقص.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079