أدهم نابلسي: أفتخر بحبّي ولا أخفيه وهكذا أنتقم ممّن أحب!
تذوّق الفن متأخراً وبدل أن يتوّج فائزاً، توِّج نجماً... تعلّم الغناء من الأغنيات التي لم يسمع منها إلاّ لوائل كفوري، تشرّب طريقة أدائه وأذهله حين ظهر أمامه، ويحاول اليوم جاهداً أن يثبت للناس أنه لن يكون نسخة ثانية عنه.
عن طفولته ودراسته، غرامه وغيرته، وعلاقته الفنية والشخصية بوائل كفوري، يحدّثنا النجم الأردني أدهم نابلسي في هذا الحوار...
- دخلت الساحة الفنية بقنبلتين غنائيتين وهما «قصتنا خلصت» و«لبعض خلقنا»، كيف اخترتهما وهل توقّعت أن تحدثا هذه الضجّة؟
الأغنية الأولى هي التي تحدّد نجاح الفنان من عدمه برأيي. فعلى مدى ثمانية أشهر، سمعت عدداً كبيراً من الأغنيات، إلى أن وصلت إليَّ «قصتنا خلصت»، وقلت في قرارة نفسي: لن تكون انطلاقتي إلاّ من خلال هذه الأغنية... وفور تسجيلها، أسمعتها إلى وائل كفوري، واستشرت المقربين مني وأصدرناها، ولم نتوقّع نجاحها إلى هذا الحدّ. لذلك رغبنا في إصدار أغنية ثانية بعدها مباشرةً، محاولين تغيير اللون الغنائي لكي ندرك اللون الذي يفضّلني به الجمهور.
- هل قال لك وائل إنها تشبه أغنياته؟
قال لي هذا ما انتظرت أن أسمعه منك وسمعته، وعاد وكرّر لي الجملة التي ردّدها أيام البرنامج، «ستبرز بأغنياتك الخاصة، وستكون لك مكانتك الفنية المهمة».
- بأي لون تحب صوتك أكثر؟
أحب اللون الحزين، تماماً كالذي قدّمته في «قصّتنا خلصت»، لكن الأغنية الجميلة تفرض نفسها، وحتى لو كانت عكس هذا اللون سأغنيها.
- قلت يوماً: كنت أعيش حالة حبّ لكن «قصتنا خلصت»... حالياً، هل تقول لإحداهنّ: «لبعض خلقنا»؟
أقول: «بعرف بكرا رح ترجع»... (إحدى جمل أغنيته الأخيرة «لبعض خلقنا»).
- هل عانيت من غيرة حبيبتك السابقة؟
هي التي عانت، فأنا أغار كثيراً على من أحب.
- متى ستصوّر فيديو كليب؟
رغبت في تصوير «قصتنا خلصت»، لكنني خُيِّرت في تلك الفترة ما بين تصويرها أو إصدار أغنية ثانية، فاخترت الأغنية وأصبح في رصيدي اليوم أغنيتان، وأحضّر لإطلاق الثالثة وسوف أصوّرها على الأرجح.
- ماذا تخبرنا عن الأغنية الجديدة؟
الأغنية باللهجة اللبنانية وأتعاون فيها مع الشخصين اللذين تعاملت معهما في الأغنيتين السابقتين، الشاعر والملحّن رامي الشافعي والموزّع عمر صبّاغة.
- هل ستعتمد سياسة الأغنية المنفردة؟
للأغنية المنفردة حسناتها وأعتقد أن الأغنية الضاربة هي الأساس. ومع أنني أستطيع إنتاج ألبوم غنائي على حسابي الخاص، أنتظر الفرصة المناسبة.
- هل تظنّ أن إصدارك الأغنيات الضاربة بهذا الشكل السريع سيشكّل خطراً على النجوم؟
أنا شاب في بداياتي الفنية، أرغب في أن أبقى في أذهان الناس وأن تنال أعمالي إعجابهم، وأطمح إلى الاستمرار لكي أصل إلى مبتغاي في الفن.
- ردّدت مع حسين الديك أغنياته في برنامج «هيك منغنّي»، هل تحب هذا الستايل في الغناء؟
أحب الأغنية الجميلة بغضّ النظر عن ستايلها، فلو لم تكن أغنيات حسين الديك جميلة لما نجحت إلى هذا الحدّ.
- ما سبب رفضك تقديم أحد البرامج التلفزيونية؟ وهل أبصر هذا البرنامج النور؟
أردت التركيز على الغناء في ذلك الوقت ولم يجذبني المشروع، فقد عرض عليَّ البرنامج قبل 6 أشهر تقريباً في دبي، ولم أسمع به حتى اليوم.
- أين أنت من التمثيل؟
أعشق التمثيل وأشعر بأنني أتقن هذا الفن، ولكن لم يعرض عليَّ أي دور حتى اليوم.
X-Factor
- كنت الأفضل برأي كثيرين في X-Factor، ولكنك لم تفز باللقب، هل ظُلمت؟
من ناحية الظلم، ظُلمت... كل إنسان يتمنّى أن يكون الأول، وتبرز عادةً مؤشرات تبيّن أن هذا الشخص يستحقّ أن يكون في مركز معيّن، ثمّ تأتي النتيجة مخالفة للتوقّعات.
- هل ندمت على مشاركتك في البرنامج؟
في فترة من الفترات ندمت... من شدّة حزني وشعوري بالظلم تمنّيت لو أنني لم أشارك، إلاّ أنني قدّرت ما أكسبتني هذه التجربة من خبرة، فقد كانت حجر الأساس في مسيرتي الفنية.
- ما أجمل ما في هذه التجربة؟
أنها حقّقت بعض الأمنيات التي راودتني منذ طفولتي...
- أنها جمعتك بوائل كفوري مثلاً؟
بالتأكيد. لقائي بوائل وانضمامي إلى فريقه، وغنائي معه... لم يفارق اسمه لساني منذ صغري.
- بلوغك مرحلة النهائيات جاء بفضل صوتك الجميل وحضورك الجذاب وتشجيع الناس لك، لا بالدعم... لم تحظَ بدعم رسمي أو شعبي من الأردن الذي تحمل جنسيته، أو من موطنك الأصلي فلسطين. هل يزيد هذا الأمر قيمة موهبتك ويشعرك بأنك نجحت بجدراتك؟
خطوت أول خطوة بمفردي ولم أنضمّ إلى شركة إنتاج حتى اليوم، لذا فإن نكهة النجاح التي أتذوّقها قوية جداً، وتشعرني أن بإمكاني الوصول إلى أماكن مهمة جداً.
- هل عتبت عليهم؟
عاتبتهم بيني وبين نفسي ولم أطلب دعماً من أي أحد. فمن أراد دعمي فليدعمني بلا مقابل.
- هل تعتبر أن ظهور محمد عساف في الفترة نفسها أثّر في شعبيتك؟
أثّر برنامج Arab Idol في نجاح X-Factor، فهو برنامج ضخم، كما أننا عشنا سوء تنظيم في برنامجنا. لكن ليس بإمكاني اعتبار أن ظهوره أثّر في شعبيتي، فلو لم يظهر عساف حينها، ربما ستكون شعبيتي بالحجم نفسه، وبالتالي لن يكون قد أثّر...
طفولتي
- أخبرنا عن طفولتك وعن اكتشافك لموهبتك.
ولدت في الأردن ولم تطأ قدماي أرض فلسطين أبداً، ذلك أن عائلتي بأكملها تعيش في الأردن. وعلى عكس الفنانين، لم أكتشف موهبتي في الصغر، اكتشفتها متأخراً قبل حوال 5 سنوات، وبدأت الغناء قبل مشاركتي في X-Factor بأربعة أشهر فقط.
كنت خجولاً جداً، سمعتني والدتي يوماً وقالت لي إن صوتي جميل، فلم أكترث للأمر وازددت خجلاً، وكنت في كل مرة تطلب عائلتي مني الغناء، أجبر أفرادها على الالتفاف وعدم النظر في وجهي...
- بأي أغنية جرّبت صوتك؟
بأغنيات وائل كفوري وأغنيات أخرى لا تعرفونها... غنّيت بيني وبين نفسي في البداية، وكنت من الناس الذين لا يستمعون إلى موسيقى ولا يتابعون الأعمال الغنائية، وقد عانيت من هذا الأمر لدى مشاركتي في X-Factor، بحيث أنني لم أكن أعرف الأغنيات التي تُطلب مني تأديتها في البرايمات.
- متى بدأت تذوّق الفن؟
لم أتوقّع يوماً أن أصبح مغنياً، لذا لم أكترث للموضوع أبداً. ويوم شعرت بأنه «رح يطلع مني شيء»، بدأت بسماع الأعمال الفنية ورغبت في التعلّم، فتعلّمت من الأغنيات ولم أدرس الموسيقى.
- في غرفة الدراسة...
أنا عاشق للنوم، فإما أن أنام أو أن أغني! كنت أستغلّ الحصص الدراسيّة للنوم، ولكنني انتبهت إلى دراستي أخيراً. فلم أشأ أن أضيّع سنوات الدراسة سدى، وأنا أتابع تعليمي في مجال المحاسبة لكي أنال الشهادة.
- هل تنوي الاستقرار خارج الأردن؟
أعيش بين الأردن ولبنان لكنني ملزم بالبقاء داخل الأردن هذه الفترة حتى أنتهي من دراستي الجامعية، باقي سنة ونصف لكي أتّخذ قراري.
- هل أنت رياضي؟
كنت أمارس ألعاب القوى وتركتها، وأنوي العودة إليها لكي أقضي على «الكرش»!
وائل كفوري الثاني
- أذهلت الناس بصوتك الشبيه بصوت وائل كفوري وطريقة أدائك. هل شبّهوكَ به من البداية؟
شبّهوني بصاحب كل أغنية غنّيتها، ومن بينهم آدم. كل فترة كانوا يشبّهونني بأحد. وبالمناسبة، صوت شقيقي مثل صوت وائل تماماً، ولوائل محبّة خاصة في عائلتنا.
- هل يزعجك القول إنك شبيه وائل؟
على العكس، يفرحني هذا الأمر، فهم يشبّهونني بنجم يملك صوتاً من أقوى الأصوات وأجملها. للوهلة الأولى، تعتقدين أن وائل يغني، ولكن عندما تدقّقين، تدركين أن هناك تفاصيل تميّز ما بين الصوتين. لي صوتي وشخصيتي وأعمل جاهداً لكي أثبت للناس هذه الحقيقة.
- هل وجدت هويتك الفنية؟
وجدتها منذ وقت طويل ولا ألوم الناس على تشبيه صوتي بصوته.
- هل حاولت تقليده يوماً؟
لم أقلّده لكنني تعلّمت الغناء منه! فأنا لم أستمع إلى سواه، وهو ما جعلني أتشرّب طريقة أدائه.
- كيف هي علاقتك بوائل اليوم؟
ممتازة. سعيد جداً بأننا ما زلنا على اتصال، نلتقي في لبنان ونتناقش في أمور كثيرة، كما أنه يشرف على أعمالي.
- اكتشفنا موهبة وائل في قول الزجل بسببك، غازلك ومدحك في مقدماته... ما هو أكثر بيت أثّر فيك، هل تذكر؟
«رح إتحرّر من حبسي، وقدّم أدهم نابلسي»...
- أعلن أنه سيشرف على ألبومك ومرحلة تنفيذه، ألن تغنّيا معاً؟
الناس تكلّموا كثيراً في الموضوع، لكن الفكرة لم تُطرح بشكل جدّي بعد.
- ألا تخشى أن يهتمّ بمواهب برنامج Arab Idol الذي انضمّ إلى لجنته التحكيمية أخيراً، وينساك؟
لا أخشى هذا الأمر لأن نجاح غيري يهمّني، كما أنه حارب بي في X-Factor بكل ما يملك من قوّة لأنني مثّلت فريقه، أما في Arab Idol فلا فريق لديه وهو على مسافة واحدة من كل المشاركين.
- هل تشاهده؟ وهل اختلفت شخصيته عن X-Factor؟
شخصية وائل واحدة على الشاشة وفي الحقيقة وأنا أعرفها جيداً، كيف يضحك وكيف يتكلّم ويتفاعل مع الأمور... لا أعرف عن أي فنان بقدر ما أعرف عن وائل.
- أين تفضّل وائل في Arab Idol أم في X-Factor؟
وائل يملأ مكانه في Arab Idol لكنني أفضّله في X-Factor.
- عندما غنّيت معه «قولك غلط»...
كنت في قمة السعادة، وبطريقة غير مباشرة، أثبتّ للناس أن صوتينا مختلفان، غنّيت كما أغني وقدّمت ما أملك، وكل ما فكّرت فيه هو أنني أغني معه.
- هل تشعر بأنك على ارتباط فني به؟
بالتأكيد وهذا شرف لي.
- هل ستكون النسخة الثانية من وائل كفوري؟
يضحك، لا أعرف. أرغب في أن أكون أدهم نابلسي، وليس وائل كفوري الثاني!
- عدم فوزك أبكى إليسا... كيف هي علاقتك بها؟
على قدر ما تحبني أحبها وأكثر. إليسا إنسانة رائعة، تحبّني وترغب في دعمي، وتعبّر لي عمّا في قلبها. وأنا أشكرها على كل ما فعلته من أجلي.
- هل سمعت ألبومها الجديد؟
بالتأكيد سمعته كلّه وعشقت منه «يا مرايتي».
- فسخت عقدك مع شركة Sony وكل أعمالك هي من إنتاجك الخاص. إلى متى ستتحمل هذا الوضع؟
طالما يحيطني «أبناء الحلال»، سأتحمّل مدى العمر. أتلقّى عروضاً كثيرة من شركات إنتاج ومشكلة هذه الشركات هي وعودها الوهمية. فلو أتاني العرض الذي أتمناه لاصطدته.
- كم يبلغ عدد معجباتك اليوم؟
يضحك بشدّة ويقول: الله أعلم...
- بعدما أصبحت نجماً، هل تتردّد في البوح لفتاة بإعجابك بها؟
أدرس خطواتي جيداً وأحسب الأمور قبل فعلها كشاب وليس فقط كفنان، فلم أعد مراهقاً وأحاسَب على كل تصرفاتي.
- كم هو عمرك؟
ولدت يوم 20-11-1993 وأبلغ من العمر 21 سنة.
بعيداً عن الفن،ماذا يعني لك؟
حسين الجسمي: إنسان مثقّف وذكي ومتكلّم جيد، يحسن الاختيار ويدرك كيف يبدي رأيه في الأمور.
كارول سماحة: قلبها بريء ونظيفة من الداخل، تحبّ الخير لكل الناس، وقد أحبّت كل المشاركين في البرنامج ولم تنحزْ إلى فريقها.
إليسا: من ألطف ما خلق الله... قلبها طيّب أكثر من اللازم، أحب صراحتها، وقد أفادتني وقالت لي كلاماً جميلاً ودعمتني في البرنامج. كنت أحب الغناء أمامها، وكنت أنتظر رأيها في أدائي.
وائل كفوري: حبيبي...
بالغرام...
● عندما غنّيت أغنية «بالغرام»... كنت أجهل أن وائل كفوري في لجنة X-Factor التحكيمية، وعندما وصلت إلى موقع الاختبار، كنت أحضّر أغنية ثانية لتأديتها أمام اللجنة، وما إن علمت بأن وائل فيها، قرّرت تأدية «بالغرام». تدرّبت عليها لمدة نصف ساعة تحت المطر في الخارج، وعندما غنّيتها طافت في فمي الدماء... فقد كنت مريضاً وعانيت لدى غنائي، إلاّ أنها كانت البداية وأغلب الناس عرفوني من خلالها، كنت أحب هذه الأغنية وازداد حبي لها لما ارتبط بها من نجاحات.
● أول مرة وقعت في الغرام... «من أول ما ولدت» (يقهقه ضاحكاً).
● اليوم، هل تعيش الغرام؟ أفتخر بحبّي ولا أخفيه، فإن وُجِد لكشفته.
● أجمل ما في الغرام... فهم الشريك والوثوق به والخوف عليه والبقاء إلى جانبه طوال الوقت.
● أسوأ ما في الغرام... ما بعد الغرام.
● هل تنتهي كل قصة غرام بانتقام؟ أنتقم عندما أبتعد... بعدي عن حبيبتي انتقام بحدّ ذاته، فالإنسان لا يقدّر ما يملك إلاّ عندما يفقده.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024