تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

نادين لبكي: فليتوقف النقاد عن مهاجمتنا وتحطيم عزيمتنا

بذلة سروال من Alexander Wang لدى Plum. قلادة من Chopard.

بذلة سروال من Alexander Wang لدى Plum. قلادة من Chopard.

كنزة بيضاء من  Isabel Marant وبونشو من الصوف الأبيض من Zadig et Voltaire.

كنزة بيضاء من Isabel Marant وبونشو من الصوف الأبيض من Zadig et Voltaire.

معطف من Stella  McCartney.

معطف من Stella McCartney.

فستان من الدانتيل الأسود من Dolce&Gabbana.

فستان من الدانتيل الأسود من Dolce&Gabbana.

كنزة مزينة بالبرق اللماع من Isabel Marant. ساعة من Chopard.

كنزة مزينة بالبرق اللماع من Isabel Marant. ساعة من Chopard.

سترة جلدية قصيرة باللون الكاكي من Balenciaga مع سروال أسود من Stella McCartney.

سترة جلدية قصيرة باللون الكاكي من Balenciaga مع سروال أسود من Stella McCartney.

... ومع شقيقتها كارولين

... ومع شقيقتها كارولين

نادين مع زوجها خالد مزنر

نادين مع زوجها خالد مزنر

رغم تلك الثورة التي أعلنتها على والدتها في فيلم «روك القصبة»، منتفضةً على تقاليد وعادات في مجتمع شرقي تحولت قوانينه إلى حبر على ورق، رفضت مخرجة «وهلأ لوين» أن تقبل بواقع أن كل النساء مجردات من حقوقهن، عازيةً السبب إلى التنوع الذي نعيشه.
إلا أن شغفها بالسينما الموروث عن عائلتها وحبها لريو دفعاها لأن تكتب مع رودني الحدّاد وخالد مزنر وتُخرج الفيلم العالمي الأول لها Rio I Love you. هذه التجربة التي تفتخر بها دفعتها لأن تتنقل بين صالات عرض الفيلم لتعبّر عن فرحتها بمولود فني جديد ولكن هذه المرة بنكهة عالمية... تحلم نادين لبكي بأن تصل إلى العالمية بفيلم لبناني الجذور، يمثل الحقيقة التي تنطلق منها في أعمالها وفي إطلالاتها.
هي التي تواجه صعوبةً في حماية وليد (ابنها) من العبثية التي سيطرت على مجتمعنا، تكتب فيلماً جديداً يتناول العنف ضد الأطفال.


- لماذا تغيبت لفترة طويلة عن الإعلام؟
صحيح، منذ إطلاق فيلم «وهلأ لوين»، أي منذ ثلاث سنوات، لم أجر مقابلات صحافية ولم أظهر عبر وسائل الإعلام. لا أعتقد أنه من الضروري أن أجري مقابلة كل يومين وأُطلع الناس على قصة حياتي، فهدف الإعلام بالنسبة إلي تغطية الأعمال الجديدة.

- شاركتِ في مهرجان البندقية السينمائي في فيلم فرنسي.
فيلم La Rançon de la Gloire للمخرج كزافييه بوفوا الذي لم يُعرض في لبنان بعد، ولكن العرض الأول كان في مهرجان البندقية السينمائي.

- ماذا عن دورك في الفيلم؟
هو ثانوي وليس دوراً مهماً. موضوع الفيلم مقتبس من قصة حقيقية، إذ عندما توفي تشارلي شابلن، أقدم أشخاص على خطف جثمانه مقابل فدية.
وشخصيتي هي إمرأة مريضة وزوجة أحد الخاطفين وبحاجة إلى جراحة، ولكن لا يملك زوجي مالاً لإجراء العملية، لذلك يخطفون الجثمان.

- ماذا عن انفعالك الحقيقي في المشهد الأخير من فيلم Rock The Casbah، حين تصرخين بوالدتك لأنها قبلت البقاء إلى جانب والدك رغم معرفتها بخيانته لها؟
لديّ مشكلة مع كلمة تمثيل، أفضل أن «أكون» الحالة بدلاً من أن «أمثلها». ربما لن أكون شخصيتي الحقيقية، أي نادين، ولكن أعيش حالة معينة في الفيلم تجعلني أنفعل بهذه الطريقة.
هكذا أتعامل مع الممثلين غير المحترفين الذين أختارهم دائماً، لأنهم يملكون البراءة ولا يعرفون كيف يمثلون بل يؤدون شخصياتهم الحقيقية في الحالة التي تواجههم.
لذلك أحاول أن أكون حقيقية، ولكن في النهاية لا أستطيع أن أصل إلى المثالية لأني لا أملك البراءة وأعرف ما معنى التمثيل والإخراج والوقوف أمام الكاميرا، أحاول ألاّ أتصنّع وأن أكون على طبيعتي.

- الفيلم يتناول قضية المرأة. إلى أي مدى تعتقدين أن القوانين المتعلّقة بالمرأة مجرد حبر على ورق في مجتمعنا؟
لا يمكننا أن نعمم حالة المرأة في لبنان أو في العالم العربي، لأن وضع المرأة يختلف من شارع إلى شارع ومن مبنى إلى آخر.
كثيرات هن النساء اللواتي يعشن حريتهن بطريقة كاملة وباستطاعتهن أن يبحن بكل ما يردن وقادرات على تحقيق طموحاتهن، ومنهن من هن محاطات برجال وعائلات تدفعهن إلى الأمام لتحقيق ذواتهن، وهناك أيضاً نساء مكبّلات.
في لبنان لا يمكننا أن نصنّف الناس أو نجزم، حالتنا تختلف في كل المجالات وليس في وضع المرأة فقط. في لبنان الحياة تختلف من شارع إلى آخر ومن طابق إلى آخر، التناقض الذي نعيشه لا أعرف إن كان غنىً أو تناقضاً سلبياً.
لذلك لا يمكننا أن نعمم إن كانت المرأة حاصلة على حقوقها أو مجردة منها، كل ذلك يستند إلى محيطها والبيئة التي تعيش فيها والتربية التي انطلقت منها.

- كنت من النساء المهووسات بعمليات التجميل في الفيلم، هل تشجعين هذه العمليات أم ترفضينها؟
لست ضد عمليات التجميل عندما تحسّن مظهر الشخص، وتُشعر الفرد بأنه متصالح مع نفسه أكثر. ولكنني ضد عمليات التجميل المبالغ فيها. نشهد في لبنان والعالم العربي تشويهاً، الخالق أوجد لدينا سُلّم جمال غير موجود في أي مكان في العالم.
لا أوافق المرأة عندما تزيل حاجبيها وترسمهما بالوشم أو تزيد حجم خديها. ولكنني لا أحكم على هؤلاء النساء لأن هذه العمليات والمبالغة في الشكل ناتجة من ضياع وجروح كبيرة ونظرة المجتمع القاسية إليهن، بالتالي لا أحكم على المرأة أو ألومها، بل ألوم خبراء التجميل الذين يزرعون هذه الأفكار في عقول النساء، علماً أن بعض خبراء التجميل يعرفون إن كانت المرأة بحاجة إلى عمليات تجميل أم لا.

- الفيلم مغربي الهوية، هل تجدين أن مشاركة عمر الشريف ونادين لبكي ساهمت في انتشاره لبنانياً؟
أعتقد أن وجود ممثل محبوب في السينما في أي دولة في العالم، سيساهم في انتشاره في البلد الذي يوجد لديه معجبون فيه.
بالتأكيد من يحبني ويتابع أعمالي سيذهب لمشاهدة الفيلم لأن الناس لديهم فضول لمعرفة مضمون الفيلم ودوري وأسلوبي في التحدث بالفرنسية.
ومن المحتمل ألاّ يحبوه، وهو مختلف عن «وهلأ لوين» صاحب الهوية اللبنانية الذي حصد نجاحاً تخطى كل الأفلام على مدى تاريخ السينما اللبنانية.

- إلى أي مدى ثمة صدقية في المشهد الذي يجمع ثلاث شقيقات يضحكن خلال عزاء والدهن؟
لا أستطيع أن أعلّق على هذا الموضوع لأنني لست الكاتبة أو المخرجة. تحدث هذه المواقف أحياناً، ففي بعض حالات الحزن، هناك مشاهد عبثية لا تستطيعين أن تتمالكي نفسك وألاّ تضحكي فيها، والحديث الذي تطرقنا إليه جعلنا نضحك من دون التنبّه إلى الواقع الذي نعيشه.

- كيف يمكن وصف تجربتك الأولى مع عمر الشريف؟
لم أكن قد التقيته ولكن أُقيم عشاء جمع فريق العمل بأكمله وطرح كل واحد منا أسئلته. تكلّم عن السينما العالمية وعن مصر وعن السينما المصرية والتاريخ، الذي شهد عليه، وعن ماضيه وعن فاتن حمامة.
أنا من الأشخاص الشغوفين بالسينما المصرية القديمة وكان لدي الكثير من الأسئلة، لكن لم تسنح لي الفرصة لطرح كل أسئلتي لأن فريق العمل كان ضخماً. الا أن اللقاء بحد ذاته مع عمر الشريف كان مثرياً بالنسبة إلي.

- ما المعنى الحقيقي لـ Rock the Casbah، علماً أن هناك فيلماً إسرائيلياً عُرض في العام 2012 يحمل الإسم نفسه ويتناول انتفاضة عام 1989 ويتحدث عن جندي إسرائيلي؟
لم أشاهد الفيلم الإسرائيلي ولا أعرف عنه شيئاً. ولكن معنى الفيلم الذي أديت فيه دوراً تمثيلياً، مقتبس من عنوان أغنية Rock the Casbah.
ويتمحور العنوان على إحدى الشقيقات التي تعيش في الولايات المتحدة الأميركية وتأتي مع كل تجربتها الأميركية وتهز البيت وتفتعل المشاكل، ومع عودتها يظهر ماضي العائلة بكل مشاكله.

- كمخرجة أو كاتبة، هل تتقصين قبل إطلاق فيلمك؟
بالطبع من المفترض أن أقوم بعملية بحث. ربما صدر الفيلم في التوقيت نفسه، أو لم تجرِ المخرجة بحثاً عن هذا العنوان.

- ماذا عن Rio I Love You؟
تجربة جميلة جداً، وهو نسخة عن Paris Je Taime و New York I Love You. نحن أحد عشر مخرجاً من دول مختلفة، كل واحد منا كتب وأخرج جزءاً منه. أجزاء الفيلم غير مترابطة، وعلى السيناريو أن يرتبط بريو دي جانيرو، كما أن مخرجاً ربط الأجزاء الـ11 لكي ينسجم المشاهد مع القصص المتنوعة داخل الفيلم الواحد.
ألفت الجزء الخاص بي إلى جانب الممثل والمخرج والمؤلف رودني الحداد وزوجي الموسيقي خالد مزنر. هي التجربة الغربية الأولى لي في التأليف والإخراج.
خطرت في بالي أسئلة عدة إن كان بإمكاني كتابة حوارات بلغة أجنبية، وهل سأستطيع أن أوصل روح النكتة؟ وهل سأفهم ثقافة هذا البلد؟ فلا علاقة تربطني بهذا البلد غير أنني أحبه، ولا أعرفه إلا كسائحة زرته مرة واحدة قبل التصوير ولكن يحركني إحساس ما تجاهه. حرت في كيفية إدارة ممثل عالمي كهارفي كايتل لأنني طلبت أن يكون معي منذ البداية.
وهي المرة الأولى التي أتعامل فيها مع ممثل من هذا المستوى. مبدع، وقد أدى أدواراً أساسية في أفلام مهمة عالمياً. في الوقت نفسه، تعاونت مع طفل يبلغ من العمر 5 سنوات ولا تجربة تمثيلية سابقة لديه، مفعم بالطاقة والحياة ولا نستطيع أن نضبطه لأكثر من 10 ثوانٍ.
لذلك تملّكني الخوف، إضافةً إلى أنني أؤدي دوراً تمثيلياً في الفيلم. لم أعلم إذا كنت سأستطيع التنسيق بين المدارس الفنية، كما أنني لا أتحدث اللغة البرتغالية والطفل لا يتحدث الإنكليزية. كل هذه التجربة شكلت تحدياً لي.

- هل واجهتِ صعوبة مع الطفل البرازيلي؟
واجهت صعوبة كبيرة، وحتى المنتجون اعتبروا أنني أخاطر بهذه الخطوة المجنونة، أي أن يجسد هذا الطفل الدور المرجو، علماً أننا هيأنا بديلاً منه أكبر سناً ولديه خبرة في التمثيل.
التصوير كان صعباً جدا،ً وإذا واكبتِ مرحلة التصوير فستعتقدين أننا في مستشفى مجانين، لكنني سعيدة بالنتيجة والطفل كان متميزاً.

- إلى أين يقودك جنونك؟
في الإخراج إلى أماكن بعيدة جداً، إلى الاختبار. عملي سيصبح روتينياً إذا قمت بالأشياء نفسها. أبحث دائماً عما يمكن أن يُغني تجربتي كإنسان أو يخلق عندي تحدياً أكبر وأن أختبر الحقيقة بأعمالي حتى يضيع المشاهد بين ما يشاهده إن كان حقيقة أو تمثيلاً، وريو هو الفرصة التي وضعت فيها أفكاري لكي أُظهر ما أحب أن أوصله.

- هل مع Rio I Love You بدأت نادين تحقيق أحلامها؟
هدفي ليس صناعة فيلم عالمي، بل الوصول إلى العالمية بفيلم لبناني مع ممثلين لبنانيين وخبرة لبنانية. هي تجربة عالمية أفتخر بها وعملت مع ممثل من أهم الممثلين العالميين، واستطعت أن أوجهه. الهدف أن أوصل الرسالة التي أودّها من هذا الفيلم، وأن أغير تفكير الناس.

- شارك زوجك خالد في كتابة الفيلم.
خالد ورودني كتبا معي الفيلم، وخالد يشارك باستمرار في أفلامي إن كان من خلال الموسيقى أو السيناريو. مثلاً عندما أكون في مرحلة كتابة السيناريو يشاركني أفكاره، ولكن هذه المرة شارك في الكتابة.
حياتنا المهنية والعائلية مترابطة ولا ينفصل بعضها عن بعض، حتى أننا أحياناً نعمل مع فريق العمل في المنزل، وخالد يؤلف الموسيقى في المنزل بحضور ابننا وليد.

- لا بد من أن وليد سيصبح فناناً شاملاً.
أتمنى ذلك.

- إلى أي مدى تعتمدين على إحساسك ولا سيما في اختيار الممثلين الجدد؟
التعامل مع ممثلين غير محترفين تجربة صعبة جداً. أحياناً الممثل الجديد لا يستطيع أن يدخل في مرحلة تطوّر الشخصية ولا يعرف أين ستذهب، فهو يؤدي دوره ويغادر، فأحاول أن أتكيف مع الصعوبة التي يواجهها وأعتمد على شخصيته.
ربما تكون النتيجة بمستوى أقل من الذي اعتقدته وأحياناً تكون أفضل. مساحة الارتجال في عملي كبيرة جداً، لذلك يتغير المشهد المكتوب على الورق تبعاً لابتكارات الممثل وصدقيته في ايصال المشهد.
لا أقول إنني أخطأت، ربما لو استعنت بممثل محترف لخرجت بنتيجة أفضل وربما لا. عندما نحلم بصناعة الفيلم، بالتأكيد الصورة ستكون أجمل، ولكن عندما نواجه الصعاب من إمكانات ووقت وضغط نعرف النتيجة التي يمكن أن نصل إليها.
فضغط الوقت يدفعنا إلى اتخاذ قرارات بعيدة عن الرؤية التي رسمناها في مخيلتنا، ولاحقاً عندما أشاهد الفيلم أسأل نفسي لماذا لم أعِ كيفية تنفيذ المشهد؟

- إلى أي مدى يؤثر الإنتاج في مستوى الفيلم؟
كلما كان المنتج متفهماً لمتطلبات المخرج كان العمل أفضل، هناك مشاهد بسيطة لكنها بحاجة إلى تصوير نحو ثلاثة أسابيع لكي يستطيع المخرج أن يحقق رؤيته، ولكن قلة هم المنتجون الذين يعطونك الوقت الذي تريدينه. أحاول التوفيق بين الرؤية الأساسية للعمل والإمكانات الموجودة.

- هل تعانين من مشاكل في تعاملك مع مخرجين خلال تأديتك دوراً تمثيلياً؟
لا أواجه صعوبة. ربما تكون هناك صعوبة في الدور، ولكن على العكس عندما أؤدي دوراً تمثيلياً يهمني أن أستفيد من تجربة غيري من المخرجين وأن أتعرف إلى رؤيتهم. كما أنني أتعرف إلى متطلبات الممثل وماذا ينتظر من المخرج.
التمثيل يغنيني كمخرجة، كما أنني «هنية» أتأقلم مع أي مخرج.

- ماذا عن الانسجام بينك وبين رودني الحداد بعد تعاونكما في أكثر من عمل؟
الانسجام كبير بيننا، نحن كتبنا معاً «سكر بنات» و«وهلأ لوين» و«ريو... أحبك». رودني إنسان حساس جداً ودقيق ويتحلّى بالمبادئ، الأمر الذي جعلنا نتقارب أكثر، وهو الآن جزء من عائلتي ويفهم أحدنا الآخر، كما أنه ذكي جداً.
كل هذه المواصفات تولد إنساناً عظيماً أحب العمل معه، لذلك كررنا التجربة مراراً.

- في فيلم «البوسطة» أخبرتِ رودني أنك تطمحين إلى المشاركة في أحد المهرجانات العالمية وتحوزين الجائزة، هل حققتِ حلمك؟
مرت عشر سنوات على فيلم «البوسطة» وبالطبع اختلفت رؤيتي ووصلت إلى نتيجة أن الجائزة لم تعد مهمة بقدر الرسالة التي تحاولين إيصالها إلى الناس.
ومن خلال خبرتي حقّقت تواصلاً سرياً بيني وبين الناس، أي يفهم الناس ما الهدف من الفيلم ولو كان بلغة أخرى وفي بلد آخر ويرافق المشاهد إلى منزله وترتبط بعض الأحداث التي يواجهها في حياته بأحداث الفيلم.
مثلاً بعض المتزوجين زُفوا على موسيقى «سكر بنات». الجوائز في النهاية تعطى لجودة الفيلم، ولكن بغض النظر عن جودتها، تواصلي مع الناس أصبح الجائزة الكبرى.

- تعاونتِ مع تانيا صالح في «سكر بنات» و«وهلأ لوين». كيف تصفين تجربتها في «زومال»؟
لم أتابع التجربة عن قرب، بالتأكيد هذه التجربة باستطاعتها أن تساعد كُثراً على تحقيق مشاريعهم. تانيا نجحت في تجربتها واستطاعت أن تصدر ألبوماً.

- ماذا عن علاقتك بها؟
منذ أيام الدراسة كنت أحلم بلقاء تانيا صالح، وأشعر بأنها تملك أفكاراً لا تشبه أفكار الآخرين وتعبّر عن وجع شعب وجيل، أنا فخورة بصداقتها وأقدّر كل ما تقوم به، هي إنسانة عظيمة.

- كتاباتك جريئة، لكن أدوارك ليست كذلك.
التحدي أو الجرأة لا علاقة لهما بالتعري والمشاهد الحميمة، لا أعتبر نفسي مكبوتة في الحياة وأود أن أفجّر ما بداخلي، وبالتالي أفضل أن تكون الجرأة في ما أود أن أقوله، بالإضافة إلى أنني احترم البيئة التي تربيت وأعيش فيها.

- تطرقتِ إلى الحرب اللبنانية من خلال أفلامك، إلى أي مدى يشبه حاضرنا «وهلأ لوين»؟
عندما عُرض «وهلأ لوين»، علت الصيحات تعليقاً على الفيلم، إلى أين أنتم ذاهبون وما تتحدثون عنه في الفيلم غير موجود على أرض الواقع، ولم تعد هناك صراعات طائفية. عندما كتبت الفيلم لم تكن هناك خلافات علنية، لكن كنا نشهد ضغطاً، الفيلم لا يرتبط بالعداء بين الطوائف بل بالعداء بين فريقين، الطائفية متأصلة في حياتنا وغير مرتبطة بالدين.
الخوف من الآخر موجود أينما كان، والعبثية الموجودة لا أعرف كيف أحلّلها، كيف أن هناك جيراناً يسكنون في المبنى نفسه وفي الحي نفسه ويتقاتلون؟ علماً أننا نعتز بلبنانيتنا ولدينا الكثير من العنفوان.
مثلاً عندما نسافر ونستمع إلى فيروز أو إلى أي أغنية وطنية تسيل دموعنا ونشعر بلبنانيتنا. أين تذهب لبنانيتنا عندما نقف في وجه بعضنا البعض؟ لا يوجد عذر كافٍ لكي نحمل السلاح في وجه بعضنا.
لماذا تفوقت ثقافة الانتماء إلى فريق سياسي أو زعيم معين على الانتماء إلى وطن واحد؟ هذا ما دفعني لأكتب «وهلأ لوين». لا يوجد منطق في تفكيرنا وهناك عبثية غير مفهومة.
في «وهلأ لوين» شعرت بأنني أُم تحاول أن تمنع ابنها من النزول إلى الشارع ليحمل السلاح ويقتل ابن امرأة أخرى، وبالتالي تطورت الفكرة إلى الفيلم بأكمله.

- ما الذي يغضبك اليوم ويدفعك لتكتبي عنه؟
يستفزني العنف الذي يتعرض له الأطفال، أطفال المنطقة بمجملها من حرب وفقر وتحرش وعنف أسري وجوع وتشرد. لم نعد نعي ما يتعرض له أولادنا. وكتبت مقالاً صغيراً على «فاسبوك» و«تويتر» تحت عنوان Im Sorry.

- لماذا Im Sorry؟
المقالة التي كتبتها رافقتها صورة طفل يخطب بالناس، ولست من تتأسف، بل أنقل بلسان طفل يعتذر عن المجيء إلى العالم. عندما كتبت هذه الكلمات كنت في سيارتي عند الأولى بعد منتصف الليل تقريباً وشاهدت امرأة تحمل طفلاً على يد وتمسك آخر بيد، والطفل الذي تحمله يحاول النوم وهي لا تسمح له بذلك، وهو أقل حقوقه.

- بدأتِ الكتابة؟
بدأت الكتابة وسأترك القصة مفاجأةً.

- شاركت بفيلم The Father And The Foreigner الإيطالي وهو يتطرق إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، وجورج خبّاز كتب فيلم «غدي» ويتناول الفكرة ذاتها. هل نجح جورج خبّاز في تجربته؟
فيلم «غدي» جميل جداً ومليء بالإحساس. جورج يفهم أوجاع الناس واحتياجاتهم، وبرأيي نجح وأدى الفكرة التي يود إيصالها. بالطبع لا يوجد أي فيلم من دون أخطاء ولكننا نحاول، وبالتالي لا تاريخ سينمائياً نحاسب عليه بهذا العنف.
في صناعة السينما نمشي خطواتنا الأولى، لذلك على النقاد أن يتعاطفوا معنا وألا يواجهونا بهذا العنف. كل مخرج منا يحاول أن يبتكر طريقته التي يتعلم منها، دخلت مجال الإخراج من باب الإعلانات والكليبات ولم أكن أعرف إن كان باستطاعتي أن أصنع فيلماً مدته ساعة ونصف الساعة وأتعلم من تجاربي. فليوقفوا الضغط علينا، إذا حاولوا في كل مرة مهاجمتنا وتحطيم عزيمتنا فسيقيدوننا ويوقفوننا عن العمل.

- لماذا يتهمونكِ بالغرور؟
لا أعتقد أنني مغرورة، ولكنني شخص خجول ولا أجري الكثير من المقابلات. كما أن لدي مشكلة في الذاكرة إذا تعرفت إلى أحدهم في مكان معين وبصفة معينة ربما لا أذكره إذا لم يكن في الحالة نفسها التي تعرفت إليه فيها. الناس أحياناً يعتقدون أن كل من يظهر على شاشة التلفزيون مغرور.


عائلتي.
والدي شغوف بالصورة، منذ سنة سافر إلى لندن لكي يشارك في ورشة عمل خاصة بالإضاءة. يحب السينما وأعتقد أنني ورثت حبي للسينما ورواية القصص عنه.
والدتي كانت صاحبة لمسة فنية في كل شيء، كيفية وضعها لزينة الأعياد، ابتكار الزينة لكي تشعرنا بالفرح، لا بد من أنني ورثت بعضاً من صفاتهما الجميلة. كما أن جدي كان يملك صالة سينما صغيرة، بالطبع تختلف عن صالات اليوم، وكان يخبرني والدي أن جدي كان يحب رائحة الغرفة التي تُعرض فيها الأفلام لتعلقه بها.
ولا بد لنا من أن نحب السينما لأننا وُلدنا أثناء الحرب وكنا نمضي معظم وقتنا في الملاجئ أو في المنزل، لذلك تعلقنا بمشاهدة الأفلام وكانت الوسيلة الوحيدة التي تسمح لنا بأن نحلم. ارتبطت بخالد وهو موسيقي، وأنا منذ صغري معجبة بالموسيقى ونادمة لأنني لم أدرسها وبالتالي أعاني نقصاً في هذه الناحية، وخالد سد هذا النقص.

- كيف ستحمين وليد؟
أسأل نفسي يومياً كيف سأحمي إبني؟ لا أعرف إن كان باستطاعتي حمايته ولكنني سأقدم له التربية الكافية لكي لا يتصرف بالعبثية التي أكرهها.


إطلالتي

- تتمتعين بطلّة طبيعية وتظهرين بأزياء من تصميم إيلي صعب في معظم المهرجانات العالمية.
إيلي صعب صديقي وأحب قصات أزيائه، كما أنه يفهم ما يليق بجسم المرأة وكيف تظهر بطريقة أجمل، علماً أنني تعاملت مع مصممين لبنانيين غيره. لكن على السجادة الحمراء أجد دائماً ما يناسبني من تصاميم إيلي صعب.

- ماذا عن الماكياج؟
لا أحبذ المبالغة في الماكياج ولكنني أهتم بالكحل في العين لأنه يُميزني كإمرأة عربية، وأحب الخلطة التي تجمع المرأة المعاصرة المتعلقة بجذورها، وأفضل الشعر على طبيعته.

- ترتدين اللون الأسود دائماً.
أعتقد أن اللون الأسود يليق بي ويخفي العيوب كما تقول معظم النساء، وأحاول أن أخفي العيوب لأنني لا أتحلى بجسم عارضة أزياء.

- هل أنتِ كلاسيكية في أزيائك؟
لا أعتبر نفسي كلاسيكية ولكنني أحب الأسود.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078