حين تلامس الحداثة الماضي
في إطار من الحداثة الراقية والأنيقة ببساطتها والتي تثريها لمسات تقليدية عريقة، حطّ الجمال فناً وإبداعاً في أعمال وائل فران ضمن هذه المساحة المميزة.
يعكس هذا المنزل حضور منازل بيروت القديمة ويقع في قلب المدينة النابض. ويجذب إليه لقاء الماضي بالحاضر مع التنبه إلى طابعه القديم الذي تحول الى ابداعات من الجمال، وساعدت في ذلك السقوف المرتفعة والبلاط المميز الذي اندمج بسهولة مع عصرية الأعمال.
من باب المدخل الرئيسي تجلّت الاعمال بألوان بيضاء وخطوط سوداء، مع أبعاد هندسية جعلت المكان فضاء مخططاً بأعمال فاتنة. كما شارك الفضي ألوان الخطوط، إضافة الى الباتين في السقوف لتبرز المساحة كتلة فنية مبدعة وراقية!
في الداخل تبرز السقوف العالية التي وضع الجص فيها عند الأطراف بدءاً من الصالونات الى غرفة الطعام، وامتداداً إلى الاروقة ليسمح للإنارة العصرية بأن تمر من خلاله، بما يوحي أن المنزل بات «ممسرحاً».
واتخذت المفروشات العصرية تدرّجات الألوان من البيج حتى الرمادي مع «صرخات» بلون أزرق تركوازي رائع. ففي الصالون صوفا كبيرة بشكل L اجنبية محاطة بالأنوار، وإلى جانبها كرسيان بلون التركواز الملكي مع روح الآر- ديكو.
كما تجاورها طاولتان من الخشب الصلب الـ «فراكيه» مشغولتان يدوياً مع لمسات من «الستنليس ستيل» من تصميم فران. وفي الوسط طاولة كبيرة من خشب «الإبنوس» منفذة بطريقة حرفية عالية وكأنها قطعة من جبنة «الغرويير»، ويعلوها لوح شفاف من الكريستال.
كما صمّمت مكتبة كبيرة موازية للصوفا الرئيسية في الصالون لتضم جهاز تلفزيون. وهي مصنوعة من الخشب الابيض اللامع بخطوط ملتوية ومستقيمة مع خلفية خضراء لبعض المساحات.
ويفصل ما بين الصالون وغرفة الطعام جدار كبير خشبي مصمم برفوف وأعمال فنية، زيّنتها كتب عديدة واكسسوارات تعلوها إضاءة مباشرة.
وفي غرفة الطعام، تحمل الطاولة بشكلها البيضوي أعمالاً تعود الى الستينات بعد ترميمها بالرزين والفايبر مع الستنليس ستيل الطبيعي في القاعدة الكبيرة كما في قواعد الكراسي.
في غرفة الجلوس تلفتنا أعمال من خشب تلف الجلسات. كما تعكس الصوفا والطاولة وزوايا الأمكنة روح الستينات بعصرية فنية متميزة.
وحافظت الأرض على إرثها الزاخر وبلاطها الجميل الذي لا يجوز أن يغطيه سجاد ويحجب جماله، فكان لها ذلك باستثناء غرفة النوم الرئيسية.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024