تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

الإدمان حوَّل طالبة الإعلام إلى قاتلة

المتهمون

المتهمون

آلاء والخادمة

آلاء والخادمة

 كان وحش الإدمان يلتهم عقل طالبة كلية الإعلام التي خضعت للمخدرات، فقررت قتل خالتها ونسيت أن القتيلة ساهمت في تربيتها والإنفاق عليها سنوات عديدة. والغريب أن المتهمة أقنعت ابنة خالتها وزوجها بمشاركتها الجريمة البشعة.
اعتقد الجميع أنهم سيحصلون على مبلغ كبير بعد ارتكابهم الجريمة، لكنهم لم يجدوا عند القتيلة إلا بضعة آلاف من الجنيهات، وخلال ساعات أنفقت المتهمة آلاء حصيلة الجريمة على الهيروين
.

عقارب الساعة تجاوزت منتصف الليل بقليل، تبدد فجأة الهدوء الذي كان عنوان هذا اليوم في قسم الشرطة، فتاة شابة جميلة تقف أمام مكتب المقدم أحمد الوتيدي، رئيس مباحث قسم الدقي، تطلب مقابلته لأمر مهم. وبعد دقائق أذن لها بالدخول واستمع لها وهي تقول: «اسمي آلاء فاروق، طالبة بكلية الإعلام، أثناء وجودي بالكلية فوجئت باتصال هاتفي من خادمة خالتي، بأنها عند عودتها إلى البيت بعد شراء بعض المستلزمات فوجئت بخالتي جثة. وعلى الفور قررت الحضور إلى هنا لتحرير محضر بجريمة القتل للقبض على الجناة». اهتم رئيس المباحث بالبلاغ، وعلى الفور أخطر اللواء كمال الدالي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، الذي أمر بتشكيل فريق بحث لإجراء التحريات وكشف ملابسات الحادث.
بيّنت التحريات الأولية أن المجني عليها تدعى ليلى حسن علي (75 عاماً)، عُثر عليها مقتولة داخل شقتها، ومصابة بجروح متفرقة في الرأس والوجه، وتوجد آثار بعثرة لكل محتويات الشقة. وأظهرت المعاينة أن الجريمة حصلت بدافع السرقة.

شكوك
وبفحص علاقات المجني عليها تبيّن عدم وجود أي عداوات لها مع أحد، خاصة أن القتيلة كانت خرساء.
في البداية، كانت شكوك رجال المباحث تتجه نحو الخادمة، خاصة أنه لم يمرّ على عملها عند المجني عليها سوى شهرين، وبتكثيف التحريات حول الخادمة لم يثبت تورطها في الجريمة. وبعد سماع أقوال حارس العقار والجيران أثبتت التحريات عدم وجود أي علاقة لهم بالحادث، وبدأ رئيس المباحث يفكر في أمر أثار دهشته، وهو أن صاحبة البلاغ ابنة شقيقة المجني عليها لم تظهر عليها علامات حزن، رغم أنها كانت تقيم مع القتيلة التي كانت تعامل ابنة شقيقتها كابنتها.
ومن هنا بدأ ضباط مباحث قسم الدقي التحريات مع أقارب المجني عليها، وبتضييق الخناق على المبلغة انهارت واعترفت قائلة: «نعم أعرف من قتلها، هما ابنة خالتي وزوجها». على الفور اتجهت قوة من مباحث القسم إلى مكان المتهمين في مساكن الزلزال بالمقطم، وفي ساعة متقدمة من الليل تم القبض عليهما.

الرأس المدبر
أثناء اعترافات المتهمَين فجّرا مفاجأة من العيار الثقيل، هما ليسا صاحبَي فكرة جريمة القتل، وليسا من ارتكبا الجريمة بمفردهما، إنما كانت معهما المبلغة نفسها آلاء الطالبة في كلية الإعلام، بل هي الرأس المدبّر للجريمة.
قرر رئيس المباحث مواجهة آلاء بهذه المعلومات، فحاولت الطالبة الجامعية أن تنكر الاتهام وتدافع عن نفسها، لكن رئيس المباحث قرر مواجهتها بالمتهمين الآخرين اللذين تشبثا باعترافاتهما، وفي لحظات  انهارت آلاء واعترفت بأنها ارتكبت جريمة القتل بدافع السرقة لإدمانها المخدرات.
أمام النيابة توالت الاعترافات المثيرة للجناة، و كان الذهول يسيطر على ملامح آلاء التي لم تصدق أن الشرطة كشفت تفاصيل جريمتها البشعة بهذه السرعة.
وقالت المتهمة: «اسمي آلاء، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الإعلام، أقيم مع خالتي المجني عليها لمساعدتها في أمور المنزل، نظراً إلى عدم وجود أبناء لها. وكنت أتمنى أن أحقق أحلامي وأصبح صحافية معروفة، لكن المخدرات دمرت حياتي. قبل فترة تعرفت على أصدقاء السوء عن طريق الصدفة، وللأسف تعمقت علاقتي معهم وتركت عقلي لهم. أهملت دراستي وأدمنت المخدرات حتى استنزفت ما معي من مال، فبعت كل مجوهراتي، وبدأت أستدين من زملائي من أجل شراء الهيروين. حاولت الهروب من هذا المستنقع والعودة إلى حياتي الطبيعية لكني فشلت، وبدأت أطلب من أهلي زيادة مصروفي لكنهم رفضوا». تضيف المتهمة وهي في حالة انهيار تام: «بدأت أتردد على ابنة خالة أخرى لي  للاقتراض منها، لكنها بدأت تضيق مني. وفي إحدى المرات فوجئت باتصال منها تخبرني بمرورها بضائقة مالية طالبةً بعض المال مني... بدأت الفكرة تختمر في عقلي، كنت أريد المال بأي وسيلة، ففكرت في قتل خالتي لسرقتها، خاصة أنها تملك الكثير من المشغولات الذهبية. وقتها طلبت من ابنة خالتي أن تشارك هي وزوجها معي في هذه الجريمة. رفضت في البداية، لكن بعد إلحاح شديد مني أقنعتها وأكدت لها أن زوجها سوف يقتل خالتنا، وأن دورنا يقتصر على تهيئة المكان له ودخوله غرفة نوم خالتي وإرشاده إلى مكان المجوهرات. وفي العاشرة مساء يوم الحادث، كنّا انا وابنة خالتي وزوجها في منزل خالتي، ودخلنا غرفة نومها، وعلى الفور قام زوج ابنة خالتي بتنفيذ الجريمة وضربها بآلة حادة على رأسها فسقطت على الأرض غارقة في دمائها، وبعد التأكد من وفاتها حطمنا خزينة خاصة بها، ووجدنا فيها مجوهرات ومبلغ 1200 جنيه».
وتتوقف آلاء عن الحديث لتبدأ المتهمة الثانية شيماء اعترافاتها قائلة: «زوجي السبب، هو الذي نفذ  الجريمة ويجب محاكمته بمفرده لأنه هو القاتل». لكن رئيس النيابة واجهها باعترافات شريكيها، فلم تجد مفراً من الاعتراف بتورطها في التخطيط للجريمة. قالت: «حب المال دفعني إلى مشاركة آلاء هذه الجريمة البشعة، رغم أن خالتي لم تكن تبخل عليَّ بشيء، كانت تقرضني المال دائماً وتساعدني على اجتياز الأزمات المالية التي أعاني منها منذ زواجي». تكمل شيماء: «راقتني الفكرة التي طرحتها آلاء، خاصة أن خالتي كانت غير متزوجة ولا يوجد من يرثها، ولم أتراجع لحظة تنفيذ الجريمة، رغم أن لسان حال خالتي كان يستعطفنا حتى نتركها، لكن الجشع أعمى عيوننا وصم آذاننا عن سماع ورؤية أي شيء».
قررت النيابة حبس المتهمين جميعاً، وجدد لهم قاضي المعارضات الحبس، بعد أن وجه إليهم تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترن بالسرقة.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078