«ليلة الأمبراطور» للكاتب غازي حسين العلي: البؤس السوري بين الأحلام وكوابيس الواقع
حين قرّر الكاتب السوري غازي حسين العلي أن يبتعد عن واقع بلاده الغارقة في مأساتها، وجد نفسه مسكوناً بذاك الواقع السوداوي، فجاءت روايته الصادرة عن «منشورات ضفاف والإختلاف» بعنوان «ليلة الأمبراطور» تعبيراً صريحاً عن هاجس يسكنه.
الرواية كابوسية المناخ، تقوم على فكرة أحلام تتوالى يومياً في ذهن مواطن بسيط، اسمه سعيد، لكنّ أحلامه- كما أيامه- هي في معظمها حزينة وبائسة.
سعيد هو الراوي الذي يسرد أحلاماً هي أشبه بكوابيس يراها ليلياً على أثر قراءات معينة. يرويها على شكل نصوص سردية منفصلة وإنما متتابعة. فأبطال الأحلام هم أنفسهم ومهماتهم هي نفسها. سعيد هو المواطن المغلوب على أمره، وحبيبته سعاد هي الحلم المستحيل، أما ابن عمها الضابط فهو الغريم الذي يقف بينه وبين تحقّق أمنياته.
تشكّل أحلام سعيد متن الرواية، وتعكس هواجس «بطل» مسحوق اجتماعياً واقتصادياً وإنسانياً. فمرّة يرى نفسه جارية تُباع في سوق الجواري، ومرّة تائهاً يبحث عن حبيبته، ومرّة أخرى متهماً ظلماً، أو شاهداً على زيارة الأمبراطور الألماني فيلهلم غليوم وزوجته عام 1898 لدمشق، ومن هنا عنوان الرواية «ليلة الأمبراطور»...
تمتدّ كوابيس سعيد على ستة عشر فصلاً يختتمها بحلم جميل تتحقق فيه رغباته في التخلّص من عمله كـ«قاتل» للكلاب الشاردة وموافقة البلدية على فكرته باعتماد أسلوب أكثر إنسانية في قتل الكلاب «الجعارية» عبر استخدام طعوم سامة كبديل من البارود والضرب. ومن ثمّ موافقة أهل سعاد على زواج سعيد من ابنتهم، وقيام ثورة ضدّ ابن عمّ سعاد وخطيبها «الضابط الديكتاتور» تتخّذ من عبارة «الشعب يريد إسقاط العماد ابن عمّ سعاد» شعاراً لها.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024