مافيا النصب باسم الرشاقة
«هذه حبوب التخسيس السحرية، آخر ما توصل إليه الطب في علاج السمنة ابتكرت خصيصاً لتأكلين ما تشتهين دون زيادة وزنك، وتلك أعشاب صينية من خير الطبيعة تخفض وزنك عشرات الكيلوغرامات في وقت قليل، وإذا أردتِ مزيداً من المفعول السحري عليكِ بالقهوة الخضراء الخالية من الكافيين، ولا مانع من حقن تفتيت الدهون لدى أطباء علاج السمنة أو جراحي التجميل، خاصة إذا كنتِ تخشين بالون المعدة أو تدبيسها». إذا كنتِ مهووسة رشاقة ستكونين جربتِ إحدى الوسائل السابقة، لكن هل تعلمين أن هناك عمليات نصب باسم الرشاقة دفعت ثمنها ضحايا كثيرات؟ التحقيق التالي يكشف مافيا النصب باسم التخسيس.
صرف أموال
لهوس الرشاقة ضحايا يصعب إحصاؤهنّ وإحصاء خسارتهنِ المادية أو الصحية، التي قد تصل مضاعفاتها إلى حد الموت، آسر ياسر (42 عاماً) خسرت أموالاً كثيرة في رحلة بحثها عن الرشاقة، وتحكي قائلةً: «جربت كل أنظمة الريجيم حتى الكيميائية، وتابعت مع أشهر أطباء علاج السمنة، ورغم أنني لا أعاني من السمنة إلا أنني كنت أود تخسيس بعض المناطق لأكون راضية تماماً عن شكلي. إلا أنني سئمت الحرمان من الطعام، خاصة أن وزني لا يثبت بعد الحمية ويعاود الارتفاع حتى وإن كانت الحمية طويلة. والمشكلة الحقيقية أنني تكلفت مبالغ باهظة في المتابعة مع كبار الأطباء».
تضيف: «مع بداية ظهور حقن الميزوثيرابي لتفتيت الدهون في مصر نصحني بها الطبيب، خاصة أنني قررت الانقطاع عن متابعة الحمية، وبالفعل دفعت فيها آلاف الجنيهات. إلا أنني بعد أول جلسة عانيت أعراضاً جانبية غريبة، أولها أنني لم أقو على الحركة من مكاني، فضلاً عن ارتفاع درجة حرارتي، وكنت كلما أتصل بالطبيب لا يرد على رقمي، وكنت في أشد الحاجة إليه كي يصف لي علاجاً مضاداً للآثار الجانبية. وبعدما ذهبت إليه في العيادة وواجهته بفشل الحقن، أخبرني بأنه كان يجب عليَّ اتباع حمية غذائية وممارسة رياضة وارتداء كورسيه فور الحقن مباشرة، فأجبته إن فعلت ذلك فإنني سأخفض وزني دون حقن، لكنه خدعني وأكد لي أنني لن أضطر للحرمان من الطعام ولا إلى ممارسة رياضة».
رحلة البحث عن الرشاقة لم تنته مع آسر حتى الآن، فهي منضبطة في التخلص من الكيلوات الزائدة عن وزنها المثالي، وتؤكد أنها جربت أغلب الصيحات الجديدة في عالم التخسيس دون نتائج أكيدة، مثل الإبر الصينية وغيرها من التقاليع، وتضيف: «فكرت جدياً في شفط الدهون، لكني اكتشفت أنه يعتمد على مهارة الطبيب ومدى تركيزه في الجراحة، وهذا أمر غير مضمون بعد مسلسلات النصب التي تعرضت لها، كما أن أكثر من صديقة لي خضعت للجراحة وفشلت، خاصة أن شرط نجاحها أن يستأصل الطبيب الخلايا الدهنية من جذورها كي لا تتكاثر من جديد، وإن ترك فيها جزءاً صغيراً تنمو وكأن الجراحة لم تكن. وهذا ما حدث مع صديقاتي، ولا أعلم هل السبب عدم مهنية الأطباء أم أنهم يتعمدون ذلك كي يلجأ إليهم المرضى مرة أخرى؟».
ترى آسر أن العلاج الأوحد للسمنة التي تهدد جميع أفراد المجتمع، أن تهتم الدولة بالنوادي الرياضية وإن تعسر الأمر تنشئ مركزاً رياضياً «جيم» في كل حي، لينشأ الأطفال على الرياضة كأسلوب حياة، فضلاً عن ضرورة إقامة حملات إعلامية للتوعية بأمراض السمنة، ومنها زيادة الكولسترول وانسداد الشرايين وتكيس المبايض لدى النساء والسكري لدى الأطفال.
أعشاب سحرية
عام 1998 دفعت نهى يسري (35 عاماً) ألفي جنيه مقابل 50 غراماً من أعشاب التخسيس، لتقع ضحية في شباك كبرى مستشفيات التجميل وعلاج السمنة آنذاك.
تحكي نهى قصتها قائلةً: «السمنة في أسرتي والعائلة مرض وراثي، فنشأت على أن أمي تحاول ضبط وزنها باستمرار وتراقب الكيلوات الزائدة، وبالتالي سرت على نهجها، إلا أنه مع دخولي الجامعة كنت أطمح إلى أن أكون رشيقة، وبحثت عن أسهل الطرق إلى ذلك، وعلمت بمستشفى كبير تغرق إعلاناته الشوارع ووسائل الإعلام، فقررت التخلص من وزني الزائد هناك، وأقنعتني الطبيبة الموجودة في عيادة السمنة أن لديها أعشاباً مستوردة تخلصني من وزني الزائد في أسبوعين دون الحاجة إلى نظام غذائي أو الحرمان من الأكل، ولم أتردد في شراء الـ50 غراماً بألفي جنيه، وكان مبلغاً كبيراً في ذلك الوقت، إلا أن الأعشاب لم تكن تطاق، وحتى بعد شربها لم تثمر».
أخفت نهى كارثة النصب عليها عن أمها خشية غضبها، ولم تحكِ إلا لخالتها، وذات يوم ذهبت ابنة خالتها إلى قسم الشرطة لاستخراج بطاقة شخصية، فوجدت القسم في حالة طوارئ، واكتشفت أنه تم القبض على طاقم المستشفى بالكامل بعد وفاة مريضة في غرفة العمليات أثناء إجراء جراحة شفط دهون. وكانت المفاجأة الكبرى أنه لم يكن هناك طبيب واحد في طاقم عيادات المستشفى، وبالتالي يصفون أدوية خطأ، وحتى الأعشاب لم تكن طبية، والكارثة الأعظم أن ذلك المستشفى أغلق أكثر من مرة لمخالفته القانون، إلا أن أصحابه كانوا يفتحونه بأسماء مختلفة في مناطق مختلفة.
وتبرر نهى رعبها من جراحات شفط الدهون قائلةً: «لم أفكر يوماً في جراحة شفط الدهون بعد وفاة إحدى قريباتي أثناء الجراحة. ذلك الحادث لم يسبب لي الذعر من الجراحات فقط، بل أصبحت مرعوبة حتى من الميزوثيرابي (حقن تفتيت الدهون)، ومن حينها أتغلب على وزني الزائد بمتابعة حمية مع الأطباء، وأحرص يومياً على تناول الخس الأفرنجي، فهو يمنح شعوراً بالشبع ويزيد نضارة البشرة. كما أنني تعلمت من سلبيات تعامل أمي معي، فهي كانت تجبرني على عدم تناول الطعام بسبب زيادة وزني، فزرعت ثقافة الغذاء الصحي في أطفالي. هكذا، أشجع ابنتي التي لم تتجاوز الخمس سنوات على المشي وممارسة السباحة، وكذلك ابني (7 سنوات). ومع بداية زيادة وزنيهما أقنعتهما باستبدال ساندوتشات المربى والشوكولاتة بالفاكهة في المدرسة وكذلك في المنزل، حتى أصبح لديهما ثقافة الخوف من زيادة الوزن... توصلت بعد رحلة طويلة مع هوس الرشاقة إلى أن تنظيم الطعام هو الحل الوحيد لفقدان الوزن، خاصة مع الأشخاص الأكثر قابلية للسمنة».
أغرب التقاليع
حمية السعرات الحرارية، الريجيم الكيميائي، حقن الميزوثيرابي، والريجيم المناسب لفصيلة الدم، لينتهي المطاف ببالون المعدة، هذه كانت معاناة الدكتورة نور مع ابنتها الكبرى جرياً خلف الرشاقة، خاصة أنها ترى سمنة ابنتها عائقاً لزواجها.
تقول الدكتورة نور: «ابنتي عمرها 24 عاماً، مهندسة صوت في إحدى القنوات الفضائية، جميلة وعلى خلق، أما أنا وأبوها فأستاذان في كلية الطب. ورغم أن معارفنا كثيرة من أصدقاء وأقارب وزملاء عمل، إلا أن وزن ابنتي عائق كبير يحول دون زواجها، في عصر أصبح فيه القوام الممشوق هو المعيار الأول للزواج. تنبّهت إلى تلك المشكلة منذ أربع سنوات، وجريت بها على كل طبيب شهير أسمع عنه، ولأن ابنتي عاشقة للطعام فشلت معها كل الأنظمة الغذائية العادية، وظللت عامين متصلين أحاول أن أجعلها تتبع النظام على مدار شهر كامل بلا انقطاع، إلا إنني فشلت في ذلك. بعدها سمعت عن حمية فصيلة الدم التي تعتمد في المقام الأول على تجنب الأطعمة التي يتفاعل معها الجسم، فهناك أجسام تتفاعل مع الأرز ولا تتفاعل مع المعكرونة مثلاً، فيسمح لها بتناول المعكرونة... بحثت عن ذلك التحليل ولم أجده إلا في مركز واحد في مصر، وكان ثمنه خمسة آلاف جنيه، لكنه لم يجدِ معها على الإطلاق».
حاربت الدكتورة نور الإحباط، وقررت تجربة حقن الميزوثيرابي مع ابنتها، وتوضح: «سألت عن أشهر طبيب في حقن تفتيت الدهون، وأخبرني أن مواد الحقن مستوردة من أميركا وكان ثمنها غالياً جداً. وبالفعل بدأت ألاحظ تأثيرها، لكن الخطأ الذي وقعت فيه أنه منح ابنتي نظاماً غذائياً وكأنه أسلوب حياة، لتأكل الطعام الصحي الخالي من الدهون والفاكهة وقتما شاءت، فكانت النتيجة أنها اتبعت النظام أسبوعين فقط، ثم عادت إلى عاداتها الغذائية السيئة، فخسرنا آلاف الجنيهات مرة أخرى».
وتضيف: «ما إن ظهرت جلسات شد الجسم وتفتيت الدهون بالليزر حتى عجلت إليها، وقررت أن يعيش المنزل كله على حمية غذائية حتى أشجع ابنتي على التخلص من سمنتها. فكنت أصطحبها وأخواتها الثلاث إلى الطبيب أسبوعياً لعلهنّ يشجعن بعضهن، وأنا أيضاً معهن وفي كل زيارة يخضعن لجلسة الليزر، وكانت كلفة زيارتي إلى الطبيب أسبوعياً ألفي جنيه. استمررنا على ذلك شهرين ونصف الشهر، إلى أن دخلت امتحانات السنة النهائية لها، وبعد تحسن شكل جسمها أعلنت العصيان على الريجيم أثناء المذاكرة، فذهبت النتيجة في مهب الريح».
وتتابع: «لم أملَّ منها، وتابعنا مع طبيب جديد لعل الشفاء يكون مكتوباً على يديه، لكنه فشل معها بكل المقاييس، وأكد لي أن الحل الوحيد هو بالون المعدة كي لا تأكل. إلا أنها أصيبت بمضاعفات في معدتها واضطررنا لنزعه بعد أسبوع واحد من العملية، لأخسر 20 ألف جنيه من جديد. أعتقد أنني أنفقت في رحلة بحثي عن رشاقة ابنتي أكثر من 120 ألف جنيه على مدار أربع سنوات، وأفكر الآن جدياً في جراحة شفط الدهون ونحت القوام».
هوس الأدوية
40 كيلوغراماً زيادة في الوزن كانت محصلة أمنية رشدي (30 عاماً) من تسعة أشهر حمل، عانت الأمرّين من أجل التخلص منها على مدار أربعة أعوام. تقول: «قبل الزواج وفي بدايته كنت منتظمة على ممارسة الرياضة، خاصة الأيروبكس والجيم، فتمتّعت بوزن مثالي رغم عدم التقيد بنظام غذائي. لكن في خلال أشهر الحمل التسعة زاد وزني 40 كيلوغراماً، فقدت منها 20 كيلوغراماً خلال أول عام، ساعدني على ذلك عودتي إلى العمل بعد أشهر قليلة من الوضع. وبعد الفطام بدأت معاناتي مع الـ20 كيلو المتبقية. كانت أول عقبات فقدان الوزن الزائد عدم ممارستي للرياضة، خاصة أن التزاماتي تجاه طفلي، بالإضافة إلى واجباتي المنزلية، كانت تمنع اشتراكي في الجيم، لذا لجأت إلى أدوية التخسيس، وأخذت أقرأ عن فوائدها وأضرارها وآثارها الجانبية على الإنترنت. وبدأت بعقار يعمل على مراكز الشبع في الدماغ، واشتريته عبر الإنترنت واتبعت التعليمات بحذافيرها، إلا أن النتيجة لم تكن ملحوظة. وعندما لجأت إلى المستوردة التي اشتريت منها نصحتني باقتناء كريمات التنحيف واستعمالها أثناء فترة تناول العقار كي ألحظ النتيجة التي أرغبها في أقرب وقت ممكن. ودفعت مبلغاً كبيراً ولم أحصل على أدنى نتيجة حتى بعدما ضاعفت جرعة العقار».
وتتابع: «جربت كل أنواع أدوية التخسيس تقريباً، فكنت أدفع شهرياً من 500 إلى 1000 جنيه، حتى أنني فكرت في تركيب بالون المعدة وتراجعت بسبب أعراضه الجانبية. وما زلت حتى الآن أنفق مبالغ في شراء أدوية التخسيس لعلها تأتي بفائدة، رغم أنني متأكدة أنها دمرت مستوى الحرق الطبيعي في جسمي».
طعام الحمية
سها إبراهيم (40 عاماً) مهووسة رشاقة من طراز مختلف، فهي لا تسعى كثيراً خلف الأدوية ولا العمليات، بل ترى أن الحمية أفضل وسائل التخسيس الطبيعية. لكنها تعشق الأنظمة التي لا تدعو إلى الحرمان، خاصة أنها في حميات متكررة منذ 20 عاماً، أي منذ وضعها أول طفل، وتقول: «أتابع مع أفضل أطباء التغذية وما لا أدفعه في أدوية التخسيس أدفعه في الطعام، علماً أن طعام الحمية غالي الثمن وغير متوافر بكثرة في الأسواق المصرية، مثل البروكولي والكرنب الأفرنجي والكابوتشي. أما الخبز المخصص لمرضى السكري ومتبعي الأنظمة الغذائية فلا يخبز جيداً، إلى درجة أنني في أول مرة اتبعت فيها حمية أقمت مشروع مخبز كي يوفر لي خبز الريجيم، ووزعت إنتاجه على محلات السوبر ماركت الشهيرة. وبعد ثبات وزني أغلقت المشروع، أما الآن فأبتكر وصفات شهية للوجبات لا تحتوي على سعرات حرارية، وأقدم طريقتها إلى صديقات في موقع فيسبوك».
غياب الرقابة
من جانبه، يؤكد الدكتور أحمد صبري، اختصاصي علاج السمنة والنحافة، أن وهم التخسيس السريع هو الذي «يوقع مريض السمنة فريسة في شباك النصب بالأدوية، فضلاً عن أن أغلب المنتجات مكونة من أعشاب معينة إذا ابتيعت من العطار وتناولها سيكون لها نفس التأثير، فضلاً عن أن تكرارها دون استشارة طبيب لا ينتج عنه سوى صرف مبالغ طائلة فقط، بل قد يؤثر سلباً على الصحة أيضاً، فقد زارني مريض ذات مرة مصاب بشلل تام في الأمعاء نتيجة استعماله لأحد أنواع شاي الريجيم».
ويرى أن اتباع حميات عشوائية منقولة من الإنترنت، أو بالسماع من إحدى الصديقات، قد يؤدي إلى خسارة أموال طائلة بطريقة غير مباشرة بسبب تأثيرها سلباً على الصحة العامة، ويقول: «قابلت مريضا اتبع ريجيماً مليئاً بالبروتينات من على الإنترنت بالخطأ لمدة أربعة أسابيع، فأصيب بالبواسير، لأن الريجيم المحمل بالبروتين أدى إلى إصابته بإمساك أكثر من 3 أسابيع، وأجرى جراحة البواسير في الأسبوع الرابع، كما تؤدي الحميات العشوائية إلى أمراض الأنيميا وتساقط الشعر وانخفاض مستويات الطاقة، فضلاً عن الفشل الكلوي والكبدي أو هبوط في الدعامات التي تدعم أعضاء الجسم الداخلية، لذا لا أنصح أي مريض سمنة أو من يريد خفض وزنه لأي سبب باتباع حميات عشوائية، مع ضرورة إشراف طبيب متخصص عليها، بحيث نراعي تسلسلاً سعرياً متناقصاً من أجل تحفيز سرعة الحرق في جسم الإنسان».
اليويو دايت
يفيد الدكتور إيهاب أبو اليزيد، استشاري الغدد الصماء وعلاج السمنة، بأن «اليويو دايت» أي انقطاع المرأة عن الريجيم ثم العودة إليه، هو سبب إقبالها على أدوية التخسيس أو الأعشاب المجهولة المصدر بحثاً عن حلم الرشاقة، الذي تضيعه بسبب عدم انتظامها على نظام غذائي حتى مرحلة تثبيت الوزن، فضلاً عن ذلك فإن كسل الكثيرات ورغبتهنّ في تناول كل ما لذّ وطاب سبب مهم في بحثهنّ عن أسهل وسائل التنحيف ووقوعهنّ فريسة للنصب، مؤكداً أنه لا توجد كبسولة سحرية للتخسيس، فلكل دواء دور يلعبه، فهناك أدوية تعمل على التخلص من الدهون يصفها الطبيب للمريض إذا أقدم على تناول وجبة مشبعة بالدهون كي لا يضيع جهده، وهناك أدوية تعمل على مراكز الشبع يصفها أحياناً كوسيلة مساعدة ولمدة محددة، كي لا تسبب اكتئاباً للمريض ونستطيع علاج آثارها الجانبية.
ويكشف أن بعض الأطباء يقللون تركيز «الميزوثيرابي» لتحقيق مكاسب أكثر، فضلاً عن أن نجاحه أيضاً يتوقف على المريض من ناحية أخرى، فهو مجرد وسيلة مساعدة للنظام الغذائي تقوم بتفتيت الدهون في أماكن معينة، ولا تكون نتيجتها فعالة مع الأوزان الكبيرة. كذلك الأمر مع بالون المعدة، فهو يملأ المعدة ويقلل كمية تناول الطعام، ولكنه لا يفيد إذا كان المريض عاشقاً للحلوى.
ثقافة الصورة
«ثقافة الصورة» التي وصلت إلى ذروتها في وسائل الإعلام المرئية، وتقدم عارضات الأزياء وملكات الجمال، بأجسادهن الناحلة المقدودة تساهم إلى حد كبير في تشكيل التصور العام عن المواصفات «السوبر» للجسد المثالي، وتعتبر من أهم أسباب وقوع النساء ضحايا للرشاقة وإصابتهنّ بهوس الرشاقة الذي قد يؤدي إلى الموت». بهذه الكلمات يحلل الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسي في جامعة الزقازيق، أسباب الهوس بالرشاقة إلى درجة أن البعض يشعرن بالبدانة رغم أن أوزانهنّ مثالية.
ويضيف: «أثبتت الدراسات العلمية أن المراهقات يمضين بين ثلاث وأربع ساعات يومياً، أمام شاشات التلفزيون التي تُعد من أهم مصادر المعلومات لهن، وتُظهر الإحصاءات أن 60 في المئة من المراهقات يحتفظن بمجلة نسائية واحدة على الأقل، وأن إعلانات عن وسائل مختلفة لإنقاص الوزن تظهر بمعدل 105 أضعاف عنها في المجلات المخصصة للرجال. وتمتدح كل مقالات المجلات النسوية الجسد النحيل وتحض 75 في المئة منها على اعتبار النحافة مساوية للجاذبية الأنثوية. لذا لا تتهاون حواء الآن في دفع كل ما هو غالٍ ونفيس من أجل تحقيق الرشاقة، خاصة أن تلك الرشاقة عنصر غاية في الأهمية للمرأة العاملة. والنتيجة أن هناك مافيا استغلت هذا الهوس وبدأت تبيع الوهم للراغبات في الرشاقة، ولا حل سوى عدم تصديق كل ما يقال واللجوء إلى الأطباء الثقات».
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024