تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

لينا دياب: بعض الأعمال الشامية تقدّم المرأة على أنها سطحية و ثرثارة

بدأت عملها الفني فور تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية مع المخرج نجدت أنزور في مسلسل «ما ملكت ايمانكم»، وتميزت في دورها الثاني في مسلسل «ما وراء الشمس»، وهكذا بدأت رحلتها الفنية التي حجزت بفضلها مكاناً لها بين النجوم الشباب في سورية. في هذا الحوار تحدثنا لينا دياب عن أعمالها الأخيرة، وعن رؤيتها للدراما السورية اليوم، وعن أحلامها وآمالها وحياتها...


- كيف كانت بداية لينا دياب؟
درست الأدب العربي بداية، ثم تقدمت مع أصدقاء لي إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، وبعد تخرجي كانت تجربتي الأولى مع المخرج نجدت أنزور الذي طلب رؤية الخريجين الجدد، وتم اختياري لدور ضمن مسلسل «ما ملكت أيمانكم»، ومع المخرج سمير حسين في مسلسل «ما وراء الشمس» لاحقاً.

- قلت إن والدك كان أكبر المعارضين لعملك،اليوم بعد نجاحك هل ما زال على موقفه؟
كان أول المعارضين لأن الفكرة غريبة عليه، وتقبلها ليس سهلاً، ولكن أسرتي عموماً سعيدة بما أنا عليه. يشاهدون أعمالي، ينتقدون، ويشاركونني الرأي إلى حد كبير. وهذا التغيير بدأ عندما شاهدوا مشروع تخرجي الذي قدمت فيه دوراً جميلاً، وهنا اقتنعوا بموهبتي.

- هل لشكل الفنانة دور في نجاحها؟ وما هي الصعوبات التي تواجهها؟
الشكل بالطبع له تأثير لدى الجمهور لأن الشكل الجميل يلفت النظر، وأعتبره نعمة، ولكنه قد يؤذي أيضاً بحيث تصبح الأدوار محصورة في إطار الشكل الجميل.
أما عن الصعوبات التي واجهتها، فأولاها كان عندما تخرجت. ففي البداية، لا تعرف كيفية التعامل مع الناس. أما الصعوبة الثانية أو التحدي الثاني أمام الممثل فيكون في الأدوار وكيفية الاختيار، فأنت تسعى لمرحلة ومن ثم لمرحلة أكبر، فكان التحدي الأكبر لي هو أن أقدّم جديداً، فأحياناً تشعر بالهزيمة، وأحياناً أخرى تكون بحالة جيدة... الصعوبات التي تواجه الممثل الجديد ليست دائماً من المحيط الفني، بل أحياناً من أنفسنا ومع أنفسنا، والحمدلله أن حظي كان جيداً لأني عملت فور تخرجي وتتالت عليّ الأدوار.

- كيف تختار لينا دياب أعمالها؟ وهل اسم المخرج شرط للقبول؟
خياراتي قائمة على شقيْن، فمنذ بدايتي كانت لي خياراتي، وليس جديداً أنه عندما يكون هناك مخرج معين أحب العمل معه أوافق بغض النظر عن حجم الدور، لأني أريد أن أرى كيف سأكون وأعلم أنه سيقدمني بطريقة جيدة.
مثلاً في «الولادة من الخاصرة» قدمت دوراً صغيراً وقبلت لأن المخرجة هي رشا شربتجي التي أحب العمل معها كثيراً، فالأعمال الناجحة تحمل أسماء مخرجين ناجحين. بعد ذلك أقوّم الدور بمدى تأثيره، وهل من الممكن أن يترك أثراً إيجابياً لدى الجمهور، وماهي تفاصيل الشخصية، وهل لها قصتها وحبكتها لأشعر بأنها مميزة؟

- إلى أي حد الممثل قادر على الفصل بين أكثر من شخصية في الموسم الواحد؟
هناك شخصيات سهلة وأخرى تتطلب جهداً مثل الدور الذي قدمته مع المخرج سمير حسين في مسلسل «حائرات»، كانت شخصية مركبة وتحتاج إلى جهد في التقديم. وعموماً أنا لا أظهر في أكثر من عمل أو عملين في الموسم الواحد.

- شاهدناك هذا العام في مسلسل «خواتم» الذي واجه نقداً لاذعاً لجرأته، ما رأيك أنت؟
مهمة الدراما أن تطرح كل ما في الحياة، وأعتقد أن حياتنا فيها أكثر بكثير مما قدم في الدراما حتى الآن. ومع ذلك، عندما يعرض أي عمل فيه شيء من حياتنا يشعر الناس بأن الطرح فج وغريب.
ومسلسل «خواتم» حاول أن يقدم شيئاً جريئاً ولافتاً، هناك من أحبه وهناك من رفضه، لكن الحقيقة أن مجتمعنا فيه الكثير من المشكلات التي انبرى لها العمل الذي يحاكي الواقع.

- هل الأعمال الشامية تكرس الفنان السوري؟
أعتقد أن العمل الشامي يضمن انتشاراً عربياً للممثل، فالناس تحب هذه الأعمال. هذا العام كان مسلسل «باب الحارة» محطة للجميع حتى أن الناس الذين صادفتهم في مختلف البلدان سلّموا عليّ باسم «كريمة». العمل الشامي يترك أثراً مهماً وكبيراً لدى الجمهور.

- بعض النقاد كان لهم رأي بأن الأعمال الشامية تصور المرأة بطريقة سلبية، هل هذا صحيح؟
بعض الأعمال الشامية تكرّس المرأة على أنها سطحية وتافهة حتى الأم تظهرها ثرثارة، وكل من يعرف النساء السوريات يعلم أنهن لسن كذلك. موضوع المرأة في هذه المرحلة يجب أن يكون إيجابياً ومؤثراً، ويجب أن يُظهر المرأة بطريقة محترمة تليق بها خاصة أن جمهور الأعمال الشامية كبير عربياً.

- البعض يرى أن لينا دياب فنانة جريئة ودلوعة؟
كيف يقولون عني جريئة وأنا لم أقدم حتى الآن أي دور أو مشهد جريء. أنا أرفض هذا الوصفّ! أما دلوعة، فيمكن أن يقولوا عني ذلك لأني في أحد المسلسلات التي شاركت فيها أخيراً قدمت مشهداً فيه شيء من الدلع.

- الجمهور لديه فضول لمعرفة الفنان عن قرب، لنتحدث بأمور خاصّة بلينا دياب.
ليس لدي الكثير لأتحدث عنه، أصدقائي قلائل، أحب الناس وأحترمهم، ومقلة في خروجي من بيتي. صديقي الحقيقي هو نفسي، أما أصحابي فأشاركهم الحديث والضحك، لكن لا يمكن أحداً أن يحل لك مشكلة ما إلا أنت، لذا أحتفظ بمشاكلي لنفسي ولا يعرفها أحد غيري... صديقتي التي أخبرها كل شيء هي أختي التي أعتبرها توأم روحي، وعلاقتي بأسرتي قوية جداً. لست مرتبطة عاطفياً، وأسعى دوماً لتنظيم حياتي لكنها ليست منظمة بشكل جيد. أمارس الرياضة، لكن ليس بشكل دائم، أحب البحر والشمس تعطيني طاقة وتفاؤل.
ليس لدي أي حساب على فيسبوك، وأؤكد هذا الأمر، وهناك صفحات باسمي تسيء إلى الناس وهذا ليس أسلوبي ومنهجي في الحياة، وإن أنشأت صفحة سأتحدث عن نفسي وليس عن غيري ولا يمكنني أن أسيء إلى أحد حتى لو كان لدي مشاكل معه.

- هل تعاني الدراما السورية أزمة؟
هناك أزمة نصوص، فنصوصنا بات فيها استسهال ومعظمها يصبو إلى الربح. كما أن ثمة مشكلة في الإخراج، وأتمنى من الكتاب والممثلين أن نضع يداً بيد للحفاظ على الدراما. ربما الأزمة في سورية أثرت عليها الدراما، لكن يجب أن نكون واعين وأن نعمل معاً لنعود أفضل من السابق.

- ما رأيك في الأعمال المشتركة؟
الأعمال المشتركة جميلة وجذابة، وهذه الخلطة تعطي الممثل انتشاراً، كل فنان يأخذ من خبرة فنان عربي آخر وبالعكس، وهذا يشكل انتشاراً للكثيرين على مستوى العالم العربي.

- أين السينما من اهتمامات لينا دياب؟
أنا مع مشروع «السينما لدعم الشباب». لم أتلق عروضاً جذابة وليس لدي مانع من العمل في السينما، فمن يقدم سينما جيدة في سورية قلائل. وسبق أن كانت لي تجربة مع المخرج محمد عبد العزيز لكن لم أشعر بأنها أضافت إليّ.

- هل استطعت التأقلم ضمن الوسط الفني المليء بالمحسوبية والشللية؟
لا نستطيع أن نتكلم عن الوسط الفني بمعزل عن المجتمع، فهو وسط من بين الأوساط الأخرى في مجتمعنا، وكغيره فيه نماذج سيئة وأخرى جيدة.
والشللية ليست دائماً سلبية فقد يكون هناك فريق متعاون والمخرج يعرف إمكانات الذين يعملون معه بشكل دائم، لذلك يصبح التكرار أمراً جيداً. أما بالنسبة إلى المحسوبيات. فهي موجودة أينما كان، فهناك ناس تعمل ولا تستحق تلك الفرص، وآخرون يعملون ويستحقون ما قدّم لهم.

- هل حصلت على الفرصة التي تنتظرينها؟
الفرص التي قدمت لي كلها جيدة، وكل عام تصبح أفضل.

- ما هي أكثر صفة تحبينها في نفسك؟
صبورة.

- وأكثر صفة تكرهينها؟
أصدق الآخرين.


ماذا يعني لك

- الحب؟
كل شيء.

- والحياة؟
أمل.

- السعادة؟
سلام نفسي.

- العقل؟
ضد القلب.

- القلب؟
سبب المشاكل.

- أنا؟
أحب نفسي...

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079