سلوى خطاب: لو قدّمنا مسلسلاً مثل «العشق الممنوع» في مصر ستحدث أزمة
شاركت في ثلاثة مسلسلات خلال شهر رمضان الفائت، لكنها لفتت الأنظار أكثر بدورها في مسلسل «سجن النسا»، بينما لم يحقق المسلسلان الآخران «جبل الحلال» مع محمود عبد العزيز و«إمبراطورية مين» مع هند صبري النجاح المتوقع. الفنانة سلوى خطاب تكشف أسرار نجاحها مع شخصية «عزيزة» في «سجن النسا»، والظلم الذي تعرض له مسلسلاها الآخران، كما تتكلم عن نيللي كريم وروبي وكاملة أبو ذكري، وترد على هجوم عمرو مصطفى على مسلسلها، وتتحدث أيضاً عن العذاب الذي عانته في «سجن النسا»، والراحة التي تحتاج إليها، ومزاجها الشخصي الذي يتحكم في نوعية ما تقرأه.
- ما الذي جذبك للمشاركة في مسلسل «سجن النسا»؟
السيناريو كان مكتوباً بشكل متميز جداً، بالإضافة إلى أنني تعاونت مع المنتج جمال العدل منذ سنوات طويلة في مسلسل «حديث الصباح والمساء»، وبيننا عشرة عمر، وكنت حريصة أيضاً أن أتعاون مع المخرجة كاملة أبو ذكري في عمل فني لأنها عبقرية بالفعل.
- ما هي الرسالة التي كان المسلسل يريد توجيهها للجمهور؟
كنا نريد إظهار نفسيات وسلوكيات السجينات، والأسباب التي دفعتهن لدخول السجن، وكيفية تعامل المجتمع معهن وتعاملهن معه أيضاً.
- «والله ياعزيزة كلامك كله حكم» جملة أعجبت المشاهد كثيراً وأنت تكرّرينها في أحداث المسلسل فمن فكر في تقديمها بهذا الشكل؟
كانت مكتوبة في السيناريو، لكن جذبت الناس بسبب طريقة إلقائي لها، وفي الحقيقة لم نغير في أي جمل مكتوبة لأي مشهد إلا عندما كانت المخرجة ترى أثناء التصوير أن هناك مشهداً معيناً يحتاج إلى إضافة جملة أو لزمة معينة دون تغيير في المعنى إطلاقاً.
- هل صحيح أنك كنت تصورين معظم مشاهدك وظروف مناخيّة قاسية جداً؟
بالفعل كنا نصور هذا العمل في جو صعب للغاية، سواء بسبب درجة الحرارة أو شدة الإضاءة في موقع التصوير أو حتى المناخ داخل عنابر السجن، لذلك أقولها بصدق شديد، «عمري ما اتعذبت» بهذا الشكل أبداً في أي عمل فني قدمته مثلما حدث في مسلسل «سجن النسا».
- إلى أي مدى فيك عليك شخصية «عزيزة»؟
بالتأكيد تأثرت جداً بها، خاصة أنني كنت أعيش الشخصية ما يقرب من عشرين ساعة يومياً، لكن دراستي الأكاديمية زوّدتني خبرة كبيرة في كيفية الفصل بين شخصيتيّ الفنية والعادية، والخروج سريعاً من الشخصية التي أؤديها في أي عمل فني.
- ما الفرق بين كاملة أبو ذكري وأي مخرج آخر تعاونت معه فنياً على مدى مشوارك؟
التعامل مع كاملة أبو ذكري بسيط جداً وهي تتمتع بحس فني عالٍ، وتعطي كل فنان حقه أمام الكاميرا، حتى لو كان دوره ثانوياً في العمل، وحتى «المجاميع» في أي مشهد تعاملهم مثل أبطال العمل أنفسهم ولا تفرق بينهم أبداً، وتملك حماساً كبيراً يؤثر بشكل إيجابي في جميع الممثلين في العمل، لذلك تجبر أي فنان أن يخرج أفضل ما عنده، بالإضافة إلى أنها ديكتاتورة جداً في موقع التصوير، ونسميها «الجنرال» لفرط شدتها.
- تعاونت مع نجوم كبار في مشوارك الفني فكيف وجدت العمل مع الوجوه الشابة مثل ريهام حجاج وأحمد داوود ونسرين أمين؟
كانوا في منتهى الجدية ويريدون تقديم شيء مميز، وأرى أنهم موهوبون جداً ويحتاجون فقط إلى خبرة، فنحن كنا جيلاً محظوظاً لأننا عملنا مع مخرجين وممثلين كبار في بداياتنا الفنية، فتعلمنا منهم الكثير من الخبرات الحياتية والفنية. أما الجيل الجديد فلم يحظ بهذه الفرص مثلنا، لكنه يملك حماسة وجرأة أكثر منا.
- هل ترين أن الهجوم الذي تعرض له المسلسل نال من نجاحه نوعاً ما؟
لا أعرف سبب خلط الناس دائماً بين الأعمال الفنية والواقع، فلماذا لا نتقبل العمل الفني كأنه حدوتة مثلما كنا نسمع من أهالينا في الماضي. وأرى أن العمل الفني يحتاج إلى تناول شخصيات معينة من واقع حياتنا حتى يكون هناك مصداقية في ما نقدمه، وهذا لا يعني أنه يجسد الواقع بكل ما فيه، بمعنى أن شخصيتَي عزيزة وغالية اللتين قدمناهما أنا ونيللي كريم في «سجن النسا» فيهما ملامح من الواقع وتفاصيل أخرى من خيال المؤلف حتى يصنع دراما ويقدمها للجمهور.
- لكن البعض اتهم المسلسل بالإساءة إلى مهنة السجانة فما ردك؟
لا أعتقد أننا كنا نقصد الإساءة لأي مهنة وظيفية أو أشخاص معينين، لأن الفنانين هدفهم إمتاع الناس فقط. كنا نتعامل مع هؤلاء في سجن القناطر بحب، فالناس العاديون ليست لديهم أي مشكلة معنا. وفي النهاية نحن لا نعيش في عالم مثالي لا يوجد فيه أي أخطاء أو فساد، فقد ناقشنا أفكاراً لا شخصيات معينة.
- ألا ترين أن هذا الهجوم أضاف دعاية للمسلسل؟
لا أحب أبداً الدعاية السلبية لأي عمل فني، لكن بالفعل هذه الانتقادات لفتت أنظار الكثيرين إليه.
- كيف وجدت التعاون مع روبي ونيللي كريم في المسلسل؟
روبي أبدعت جداً في تقديم شخصية «رضا» في المسلسل، وكذلك نيللي كانت رائعة في دور «غالية».
- لكن الملحن عمرو مصطفى هاجم المسلسل في أحد اللقاءات التلفزيونية ووصفه بأنه يسيء إلى المجتمع ما ردك؟
أحترم عمرو مصطفى لحسّه وحماسه الوطني الشديد، لكن أقول له لا تحمل الأمور أكبر من حجمها، لأنه لو كان المسلسل يسيء إلى المجتمع المصري ما كان الجمهور يجمع عليه بهذا الشكل، ولو تذكرنا فيلماً مثل «ثرثرة فوق النيل» لنجيب محفوظ وكان ينتقد المجتمع، فلم يهاجم وقتها ولم تعلُ الأصوات عليه بهذه القسوة، وعلى العكس نعتبره من أهم الأفلام التي قدمت في السينما المصرية وكانت برعاية الدولة نفسها.
- ما سبب قيام المجتمعات الغربية بتصدير الأمور الحسنة في أعمالهم الفنية على عكس ما نقدمه نحن في أعمالنا؟
هذا ليس صحيحاً أبداً، لأننا نشاهد أفلاماً أميركية تجسد عالم السجون والإجرام، ويكون هدفها ألا نسلك طريق هؤلاء المجرمين، وذلك مؤثر جداً في المجتمع، وأتساءل: هل يؤثر الفن بدرجة أكبر من برامج «التوك الشو» المليئة بالأخبار السيئة والحوادث طوال الوقت؟
- لكن تركيا صدرت لنا مسلسلات مليئة بالمناظر الطبيعية الجميلة والقصص الرومانسية وتسببت في تعزيز السياحة فيها بدرجة كبيرة.
لأنهم يملكون درجة من الحرية أكبر منا، ولو قدمنا مسلسلاً مثل «العشق الممنوع» مثلاً في مصر ستحدث أزمات كبيرة في كل بيت بين الزوجين، فنحن نحب ما يقدم في الخارج كثيراً، لكن عندما نريد تقديمه عندنا يتم مهاجمتنا بقسوة بأننا نزيف الحقائق والواقع الذي نعيشه.
لا يمكن أن نقدم عملاً فنياً خالياً من الفساد ومليئاً فقط المناظر الجميلة والقصص العاطفية الرومانسية.
- هل تشعرين أنك نضجت فنياً بشكل كبير هذا العام في أعمالك الفنية؟
الحمد لله الجمهور أعجب بالشخصيات التي قدمتها في «سجن النسا» و«إمبراطورية مين» و«جبل الحلال» في رمضان الفائت، وأحاول أن أجتهد قدر استطاعتي في كل عمل فني.
- ألم تشعري بالقلق بسبب تقديمك ثلاثة أعمال فنية في شهر واحد؟
كنت قلقة جداً لكن الحمد لله حققت النجاح، لطالما قدمت عملاً فنياً واحداً في السنة أو عملين على الأكثر، وأتمنى أن يرحمنا المنتجون بتقليل حجم الأعمال الدرامية في شهر رمضان.
- لكن مسلسل «جبل الحلال» الذي شاركت محمود عبد العزيز بطولته لم يحقق نجاحاً كبيراً، ما السبب؟
بسبب عرضه حصرياً على قناة واحدة، ومع ذلك هناك محافظات عديدة في مصر خاصة الصعيد كانت تتابعه بشغف وحب.
- قدمت عدة أعمال فنية مع النجم الكبير محمود عبد العزيز في مشوارك الفني فما هي علاقتك به على المستويين الفني والشخصي؟
علاقتي به تعود إلى زمن بعيد منذ عملي معه في مسلسل «رأفت الهجان» وفيلم «الساحر» أيضاً، ونتقابل كل فترة، فهو صديق وأخ عزيز جداً، وأعشق العمل معه.
وهذا العام كان هناك فنانون جيدون في أدوارهم بجانب محمود عبد العزيز، بالإضافة إلى أن القصة كتبت بشكل مميز جداً، وأرى أننا كسبنا مؤلفاً مثل ناصر عبد الرحمن في الدراما المصرية.
- ولماذا لم يحقق مسلسل «إمبراطورية مين» أيضاً النجاح الضخم؟
المسلسل حقق نجاحاً بالفعل، لكن ظلم نوعاً ما بسبب حصريته أيضاً مثل «جبل الحلال»، وسيحقق مشاهدة أكبر في العرض الثاني له.
- هل قصدت التنوع في هذه الأعمال بين الكوميديا والتراجيديا حتى لا يمل الجمهور؟
أحببت تقديم الكوميديا بشكل جديد في «إمبراطورية مين»، والحمد لله لفتت أنظار الجمهور كثيراً.
- هل هنأك أحد من الفنانين على هذه الأدوار؟
صابرين ومحمود حميدة ورجاء الجداوي، وفنانون كثيرون اتصلوا بي وهنأوني على نجاح أدواري.
- من هم أقرب أصدقائك؟
جميع زملائي أصدقائي ومقربون مني، وأرى أننا تجاوزنا مرحلة الصداقة، بما أننا نبقى معاً لأكثر من عشرين ساعة في مواقع التصوير، فقد أصبحوا أقرب إليّ من أهلي.
- كيف ترين حال السينما الآن؟
فيها أعمال جيدة وأخرى رديئة، وذلك حالها منذ سنوات طويلة، وأتمنى أن نقدم أفلاماً مميزة تكون على قدر ومستوى الثورتين اللتين قمنا بهما.
- ما هي خطواتك القادمة؟
لا أفكر في أي شيء الآن سوى أن أرتاح، بعد الإرهاق الشديد الذي تعرضت له في الفترة الماضية في تصوير ثلاثة أعمال فنية في وقت واحد.
- هل تستهويك قراءة كتب معينة؟
أقرأ كتباً كثيرة في كل المجالات حسب مزاجي، فهو أمر مهم كي أطوّر نفسي على الصعيد الشخصي والمهني أيضاً، وأحبّ ممارسة الرياضة.
- من تستشيرين في أدوارك الفنية؟
دراستي الأكاديمية جعلتني أحكم بسهولة على الدور الجيد الذي سيضيف إلى رصيدي وفي حال شعرت بالحيرة آخذ رأي بعض أصدقائي من خارج الوسط الفني.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024